المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فتيات ليتوانيا والاستغلال الجنسي في الغرب



مقاتل
07-15-2005, 03:28 PM
القانون الليتواني يمنع الدعارة

تتسع ظاهرة تهريب النساء من اوروبا الشرقية الى بلاد اوروبا الغربية بهدف استغلالهن جنسيا منذ ان توسع الاتحاد الاوروبي في العام 2004.

وتعتبر بريطانيا من اكثر البلاد التي تطالها هذه الظاهرة، خصوصا ان نصف عدد الفتيات الليتوانيات اللواتي يتركن ليتوانيا يقصدن بريطانيا من اجل العمل كمومسات.

وكانت احد الضحايا خائفة حين تكلمت. جلست على حافة سريرها الكبير الذي يكاد يملأ غرفتها الصغيرة، وكانت تداعب عقدا في عنقها حين قالت: "جاءني احد اصدقاء الطفولة في الصيف الماضي وقال لي انه يعرف اشخاصا يوظفون فتيات للعمل كمومسات في هولندا".

واقنعها الصديق باقتراحه حين قال لها ان "العمل كمومس يعاقب عليه القانون الليتواني، اما في هولندا، فبامكانها ان تجني الكثير من المال". وقبلت العرض لانها وثقت بكلام صديقها.

وبعد اسابيع، وصلت الى هولندا حيث وجدت نفسها سجينة بيت دعارة، وعرفت حينها ان صديقها باعها الى عصابة ليتوانية للاتجار الجنسي بالفتيات.

ولعدة اشهر، تعرضت للضرب وللاغتصاب ولتدفق متواصل "للزبائن"، ولم تحصل الا على جزء زهيد من المال الذي وعدها به صديقها. نجحت في الهرب وعادت الى ليتوانيا، وهناك، وشى بها صديقها الى العصابة، فقبض عليها واشبعت ضربا حتى كادت تموت.

قصتها عادية في ليتوانيا، وبخاصة بعد انضمام بلادها الى الاتحاد الاوروبي العام الماضي، واتساع دائرة الاتجار بالنساء لاغراض جنسية.


حواي 3 آلاف امرأة من بلاد البلطيق تباع سنويا

ويقول المحققون البريطانيون الذين يعملون على هذا الملف ان "تجار الرقيق يجنون ارباحا تقارن بالتي يجنيها تجار المخدرات، لكنهم يتعرضون لمخاطر قليلة".

ويعود ذلك حسب المحققين الى الطريقة التي يتم بها اقناع الفتيات، اذ يتم جذبهن عن طريق اشخاص موثوق بهم مثل اصدقاء طفولة او اقارب.

سجين يعترف
والتقت مراسلة بي بي سي في ليتوانيا، جيل ماك غيفرينغ، احد افراد عصابة تهريب فتيات، وكان هارولداس في سجنه، جالسا على كرسيه وبالقرب منه احد الحراس.

واقر هارولداس انه تاجر بفتيات، ولكنه لم يشأ ان يعطي عددا دقيقا اذ قال: "يبلغ عدد الفتيات التي اتجرت بها 12 او 20".

وقال انه كان يجول في القرى الليتوانية باحثا عن فتيات تردن العمل. وعن الطريقة التي كان يستعملها من اجل جذب النساء قال هارولداس: "في بادئ الامر كنت اعرض على الفتاة العمل في ليتوانيا، وبعد ان اعرفها جيدا، ادعوها الى حفلة واعرض عليها العمل في الخارج".

ويضيف السجين: "صحيح ان طريق الفتاة كانت تنتهي في احد بيوت الدعارة في الخارج، لكن المرأة كانت تعرف منذ بادئ الامر ان هذه هي حال الامور".

وحين سئل عن المال الذي يجنى من خلال الاتجار بالنساء، قال هارولداس ان "الارقام عالية جدا وهي تزداد يوما بعد يوم وان هذا يخيفه لان لديه ابنة يخاف ان تطالها هذه الظاهرة".

وجنى هارولداس اكثر من 35 الف دولارا امريكيا من خلال "بيع الفتيات"، ما يعتبر ثروة في ليتوانيا حيث مستوى المعيشة متدني جدا.

وزارت مراسلتنا مركزا للشرطة في العاصمة فيلنيوس، وهناك، اراها احد عناصر الشرطة صورا لفتيات نصف عاريات يعرضن خدماتهن على شبكة الانترنت.

ولكن الشرطي قال ان "عمل الشرطة لا يقتصر على ملاحقة المومسات، بل يشمل ملاحقة مهربي المواد النفطية والاشخاص الذين يملكون اكثر من كلب واحد او قطة واحدة".

ويتزايد عدد الفتيات اللواتي يبعن لبيوت الدعارة في بريطانيا يوما بعد يوم، وتعتبر ملاحقة التجار احد الطرق لمعالجة المشكلة، لكن في الوقت عينه، تكمن مشكلة اكبر في حجم الطلب المتزايد على الفتيات الليتوانيات في بريطانيا.

والدليل على ذلك حسب مراسلتنا يكمن في السؤال الذي وجه اليها في ليتوانيا حول ما تفعله الحكومة البريطانية من اجل الحد من ظاهرة الدعارة، وعن السبب الذي يدفع الرجال البريطانيين الى ممارسة الجنس مع فتيات مراهقات وخائفات.