أمير الدهاء
04-25-2020, 11:51 PM
المحامي ناضر كسبار - الديار
https://s.addiyarcomcarloscharlesnet.com/storage/attachments/1819/05_286520_large.jpg
24 نيسان 2020
في العام 1994، وقبيل انتخابه رئيساً لجمهورية الاكوادور، زار الدكتور جميل معوض، رئيس بلدية العاصمة كيتو، لبنان. وبحكم صداقتي العميقة والقديمة مع قنصل الاكوادور كرم ضومط، استقبلناه في صالون الشرف في المطار، وكان فرحاً جداً لانها المرة الاولى التي يزور فيها ارض اجداده، ووطنه الام لبنان.
وتعود جذور عائلة الرئيس الاكوادوري جميل معوض الى بلدة حدث الجبة في قضاء بشري حيث هاجر جده مع عائلته الى الاكوادور. وقد درس الحقوق في الاكوادور ونال الدكتوراه واكمل دراساته في جامعة هارفرد الاميركية.
وبحكم موقعه، زار رؤساء الجمهورية ومجلس النواب ومجلس الوزراء، كما جال على معظم المعالم السياحية والاثرية في لبنان، وكرمته مجموعة كبيرة من افراد الجالية اللبنانية في الاكوادور والذين اما كانوا قد اتوا نهائياً الى لبنان، او اتوا برفقته او قبل عدة ايام. وكان فرحاً جداً بطريقة الاستقبالات والحفاوة وكرم الشعب اللبناني، وخصوصاً المآدب صباحاً وظهراً ومساء.
ومن ضمن الزيارات المتعددة، زرنا بلدة حدث الجبة، وبيت اجداده الذي لم يبق منه الا عدة جدران من الحجر وكانت هذه الزيارة مؤثرة جداً، حيث دمعت عيناه وارتسمت على وجهه علامات الفرح الممزوجة بالفخر والاعتزاز. فالإنسان يحس في بلدته انه ليس مجرد رقم، وليس من هوامش التاريخ بل من اركانه.
وفي طريق العودة، قال لي انه لن ينسى الحفاوة التي استقبل بها خصوصاً من قبل العجزة في البلدة، والذين اشبعوه ضماً ولثماً وتقبيلاً ولن ينسى صوت ذلك الرجل العجوز الذي ضمه بقوة وقال له: «خليني شم فيك ريحة جدك وبيك».
واختم كالعادة بطرفتين معبرتين:
1- يوم دخول نابوليون بونابرت الى مصر وقيامه بعدة فتوحات واهتمام كل العالم به وكان قد اعطى احد جنوده، وهو إبن بلدته المتواضعة في كورسكة في فرنسا، اجازة للذهاب اليها والعودة منها. وما ان اطل عليه الجندي حتى سأله نابوليون السؤال الشهير:
- ماذا يقولون عني في بلدتي؟
وفي هذا المجال يقول النقيب الشيخ ميشال خطار:
- ان تعلق الانسان بأرضه يعطيه زخما قويا للمستقبل. فالارض تمثل الاصالة. من هنا تعلق الانسان بأرضه وبأبناء بلدته.
2- بعد الاحتفالات الضخمة التي جرت في روما يوم تكريس البطريرك الحويك وعودته الى لبنان. وما ان رست الباخرة وتجمعت الشخصيات لملاقاة غبطته حتى وقف البطريرك الحويك واخذ ينظر وكأنه يفتش عن احد من بين الشخصيات او وراءهم. وعندما سأله احدهم:
- هل تفتش عن احد سيدنا؟
اجابه غبطته:
- إنني لا ارى احدا من ابناء بلدتي حلتا (البترون)
https://s.addiyarcomcarloscharlesnet.com/storage/attachments/1819/05_286520_large.jpg
24 نيسان 2020
في العام 1994، وقبيل انتخابه رئيساً لجمهورية الاكوادور، زار الدكتور جميل معوض، رئيس بلدية العاصمة كيتو، لبنان. وبحكم صداقتي العميقة والقديمة مع قنصل الاكوادور كرم ضومط، استقبلناه في صالون الشرف في المطار، وكان فرحاً جداً لانها المرة الاولى التي يزور فيها ارض اجداده، ووطنه الام لبنان.
وتعود جذور عائلة الرئيس الاكوادوري جميل معوض الى بلدة حدث الجبة في قضاء بشري حيث هاجر جده مع عائلته الى الاكوادور. وقد درس الحقوق في الاكوادور ونال الدكتوراه واكمل دراساته في جامعة هارفرد الاميركية.
وبحكم موقعه، زار رؤساء الجمهورية ومجلس النواب ومجلس الوزراء، كما جال على معظم المعالم السياحية والاثرية في لبنان، وكرمته مجموعة كبيرة من افراد الجالية اللبنانية في الاكوادور والذين اما كانوا قد اتوا نهائياً الى لبنان، او اتوا برفقته او قبل عدة ايام. وكان فرحاً جداً بطريقة الاستقبالات والحفاوة وكرم الشعب اللبناني، وخصوصاً المآدب صباحاً وظهراً ومساء.
ومن ضمن الزيارات المتعددة، زرنا بلدة حدث الجبة، وبيت اجداده الذي لم يبق منه الا عدة جدران من الحجر وكانت هذه الزيارة مؤثرة جداً، حيث دمعت عيناه وارتسمت على وجهه علامات الفرح الممزوجة بالفخر والاعتزاز. فالإنسان يحس في بلدته انه ليس مجرد رقم، وليس من هوامش التاريخ بل من اركانه.
وفي طريق العودة، قال لي انه لن ينسى الحفاوة التي استقبل بها خصوصاً من قبل العجزة في البلدة، والذين اشبعوه ضماً ولثماً وتقبيلاً ولن ينسى صوت ذلك الرجل العجوز الذي ضمه بقوة وقال له: «خليني شم فيك ريحة جدك وبيك».
واختم كالعادة بطرفتين معبرتين:
1- يوم دخول نابوليون بونابرت الى مصر وقيامه بعدة فتوحات واهتمام كل العالم به وكان قد اعطى احد جنوده، وهو إبن بلدته المتواضعة في كورسكة في فرنسا، اجازة للذهاب اليها والعودة منها. وما ان اطل عليه الجندي حتى سأله نابوليون السؤال الشهير:
- ماذا يقولون عني في بلدتي؟
وفي هذا المجال يقول النقيب الشيخ ميشال خطار:
- ان تعلق الانسان بأرضه يعطيه زخما قويا للمستقبل. فالارض تمثل الاصالة. من هنا تعلق الانسان بأرضه وبأبناء بلدته.
2- بعد الاحتفالات الضخمة التي جرت في روما يوم تكريس البطريرك الحويك وعودته الى لبنان. وما ان رست الباخرة وتجمعت الشخصيات لملاقاة غبطته حتى وقف البطريرك الحويك واخذ ينظر وكأنه يفتش عن احد من بين الشخصيات او وراءهم. وعندما سأله احدهم:
- هل تفتش عن احد سيدنا؟
اجابه غبطته:
- إنني لا ارى احدا من ابناء بلدتي حلتا (البترون)