فصيح
04-25-2020, 10:00 PM
استنتج فريدمان أن الخسائر ستكون أشد وأقوى نفسياً واجتماعياً واقتصادياً إذا ما توقفت الحياة، وتم عزل الناس نهائياً الى فترات طويلة
https://d1wnoevxju5lec.cloudfront.net/storage/attachments/5771/001_520055_highres.jpg
25 أبريل 2020
عودة الحياة إلى الكويت.. بعد رمضان؟!
كتب - عبدالله غازي المضف
مع تزايد حالة عدم اليقين في ايجاد علاج أو لقاح لجائحة تفشي فيروس كورونا، وبعد تأكيد الأنباء عن استمرار هذه الأزمة الى شهور طويلة، لاسيما التصريح الرسمي لوزير الصحة الكويتي الدكتور باسل الصباح قبل أسبوعين، بأن الحل قد لا يكون أقرب من العام القادم، أصبح العالم يتجه نحو التعامل مع هذا الفيروس الخبيث وكأنه امر واقع،
وجزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية، ولابد من عودة تلك الحياة المزعومة بفكر جديد وعقلية مختلفة؛ لذا نجد دولاً أعلنت وبشكل رسمي خطط عودة الحياة بشكل تدريجي، أبرزها: الامارات الشقيقة، المانيا، ايطاليا، والدول الاسكندنافية، وغيرها.
نظرية «فريدمان» لعل أبرز آثار هذه الجائحة تغيير منهجية تفكير الإنسان في التكيف، بدلا من تعطيل الحياة، وضرورة التفكير بأساليب أكثر واقعية لمواجهة الأزمة، أو على الأقل التعايش معها كما أشار الكاتب توماس فريدمان في مقاله المثير المعنون «نهج بديل في التعاطي مع فيروس كورونا» المنشور في {النيويورك تايمز}، الذي استعرض فيه نقاشاته واتصالاته مع بعض المختصّين، واستنتج أن الخسائر ستكون أشد وأقوى نفسياً واجتماعياً واقتصادياً إذا ما توقفت الحياة، وتم عزل الناس نهائياً الى فترات طويلة.
وكانت النظرية التي استخلصها فريدمان: عزل أحبابنا كبار السن الذين تجاوزت أعمارهم الـ65، ويقصد هنا عزلهم في البيت، وعودة الحياة الطبيعية الى نصابها، مع تطبيق صارم لثقافة «التباعد الجسدي» في حياتنا العامة والخاصة، فمثلا يعاد ترتيب صف المكاتب في الشركات، بحيث يبتعد كل موظف عن الآخر بضعة أمتار، ومنع السلام الحميم بين الأصدقاء والأهل في هذه الفترة، والأهم أن يعزل الإنسان نفسه اذا شعر بأعراض المرض.
هل نسبة الوفيات دقيقة؟!
وإذ تتجلى أهمية هذه النظرية واثارتها، بعد أن نشرت وكالة «بلومبيرغ» تقريرا مهما، عن أن نسبيات وفيات كورونا في العالم التي تتراوح ما بين الـ3 والـ%4 قد تكون دقيقة طبيا، لكنها على الصعيد الواقعي تحتاج الى وقفة طويلة، فتلك الاحصائية جاءت على أرقام المصابين الرسميين في منظمة الصحة الدولية، الذين زاروا المستشفيات بأنفسهم، أو خضعوا لمسحة «الكورونا» وتأكدت اصابتهم..
على حين أن تقارير طبية اخرى مهمة أكدت أن %50 من المصابين لا تظهر عليهم أعراض المرض، وربما أعدادا هائلة من البشر أصيبوا بهذا الفيروس، وتشافوا من دون أن يعلموا حقيقة مرضهم، مما يجعل فرضية نسبة الوفيات ما بين الـ3 والـ4% تنخفض انخفاضاً حتمياً إلى الـ%1 وربما أقل. وجدير بالذكر أن نسبة وفيات تلك الاحصائية أغلبها من كبار السن، مما تقوي حجة نظرية فريدمان. نظرية «مناعة القطيع» بضوابط جديدة وما دمنا لا نعرف بالضبط مدة نهاية هذه الجائحة، فلابد من اعادة النظر في خطة اعادة الحياة في الكويت، بشكل واقعي، فلا يمكن أن تبقى الحياة معطلة بهذا الشكل لشهور طويلة، من دون الأخذ بعين الاعتبار العواقب: النفسية، والاجتماعية، والاقتصادية، التي بدأت تظهر جلياً في الأيام الماضية.
نعم، انها نظرية «مناعة القطيع» التي أخذت حيزاً كبيرا وساخراً عندما أطلقها جونسون رئيس وزراء بريطانيا في بداية الأزمة، لكن وجب اعادة النظر فيها، كما ذكر معالي وزير الصحة في مقابلته مع الزميلة «الراي»؛ عندما قال انه في حال تطبيقها، يجب أن تكون وفق ضوابط صارمة، ومفهومة، وليس ترك المواطنين بشكل عبثي كما يتصور البعض. وهنا يلمع اقتراح «فريدمان» في عزل أحبائنا كبار السن والأشخاص المصابين بأمراض مزمنة أو ضعف المناعة، وعودة عجلة الحياة بالتعاطي مع باقي المجتمع بطريقة التباعد الاجتماعي، واحترام المسافات، والعمل عن بعد وغيرها من الأساليب التي استحدثها فيروس كورونا.
تعطيل الحياة إلى ما بعد رمضان مستحيل ولعل الحكومة الكويتية تدرك يقيناً أن تعطيل الحياة بالكامل سيكون مستحيلا الى ما بعد شهر رمضان المبارك، ولا نريد هنا بهذا التقرير نبش ملفات شائكة بشأن تردد الحكومة غير المبرر في الأسابيع الماضية بفرض الحظر الشامل، او فرض الحجر المؤسسي على جميع العائدين من الخارج.. ولكن آن الأوان على كلّ المؤسسات الحكومية والخاصة لوضع دراسة - كلّ واحدة وفق تخصصها - تحدد فيها رؤيتها لعودة الحياة بشكل تدريجي لمرحلة ما بعد شهر رمضان المبارك، واضعة الافتراضات الأساسية لكل سيناريو، والذي يتوافق مع الخطة الرئيسية التي ذكرناها بالعودة التدريجية إلى الحياة العملية المشروطة على المدى القريب، وبذلك سنضع قدمًا في الجانب الآخر من الحياة حيث يوجد الضوء في نهاية النفق.
للمزيد: https://alqabas.com/article/5770228
https://d1wnoevxju5lec.cloudfront.net/storage/attachments/5771/001_520055_highres.jpg
25 أبريل 2020
عودة الحياة إلى الكويت.. بعد رمضان؟!
كتب - عبدالله غازي المضف
مع تزايد حالة عدم اليقين في ايجاد علاج أو لقاح لجائحة تفشي فيروس كورونا، وبعد تأكيد الأنباء عن استمرار هذه الأزمة الى شهور طويلة، لاسيما التصريح الرسمي لوزير الصحة الكويتي الدكتور باسل الصباح قبل أسبوعين، بأن الحل قد لا يكون أقرب من العام القادم، أصبح العالم يتجه نحو التعامل مع هذا الفيروس الخبيث وكأنه امر واقع،
وجزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية، ولابد من عودة تلك الحياة المزعومة بفكر جديد وعقلية مختلفة؛ لذا نجد دولاً أعلنت وبشكل رسمي خطط عودة الحياة بشكل تدريجي، أبرزها: الامارات الشقيقة، المانيا، ايطاليا، والدول الاسكندنافية، وغيرها.
نظرية «فريدمان» لعل أبرز آثار هذه الجائحة تغيير منهجية تفكير الإنسان في التكيف، بدلا من تعطيل الحياة، وضرورة التفكير بأساليب أكثر واقعية لمواجهة الأزمة، أو على الأقل التعايش معها كما أشار الكاتب توماس فريدمان في مقاله المثير المعنون «نهج بديل في التعاطي مع فيروس كورونا» المنشور في {النيويورك تايمز}، الذي استعرض فيه نقاشاته واتصالاته مع بعض المختصّين، واستنتج أن الخسائر ستكون أشد وأقوى نفسياً واجتماعياً واقتصادياً إذا ما توقفت الحياة، وتم عزل الناس نهائياً الى فترات طويلة.
وكانت النظرية التي استخلصها فريدمان: عزل أحبابنا كبار السن الذين تجاوزت أعمارهم الـ65، ويقصد هنا عزلهم في البيت، وعودة الحياة الطبيعية الى نصابها، مع تطبيق صارم لثقافة «التباعد الجسدي» في حياتنا العامة والخاصة، فمثلا يعاد ترتيب صف المكاتب في الشركات، بحيث يبتعد كل موظف عن الآخر بضعة أمتار، ومنع السلام الحميم بين الأصدقاء والأهل في هذه الفترة، والأهم أن يعزل الإنسان نفسه اذا شعر بأعراض المرض.
هل نسبة الوفيات دقيقة؟!
وإذ تتجلى أهمية هذه النظرية واثارتها، بعد أن نشرت وكالة «بلومبيرغ» تقريرا مهما، عن أن نسبيات وفيات كورونا في العالم التي تتراوح ما بين الـ3 والـ%4 قد تكون دقيقة طبيا، لكنها على الصعيد الواقعي تحتاج الى وقفة طويلة، فتلك الاحصائية جاءت على أرقام المصابين الرسميين في منظمة الصحة الدولية، الذين زاروا المستشفيات بأنفسهم، أو خضعوا لمسحة «الكورونا» وتأكدت اصابتهم..
على حين أن تقارير طبية اخرى مهمة أكدت أن %50 من المصابين لا تظهر عليهم أعراض المرض، وربما أعدادا هائلة من البشر أصيبوا بهذا الفيروس، وتشافوا من دون أن يعلموا حقيقة مرضهم، مما يجعل فرضية نسبة الوفيات ما بين الـ3 والـ4% تنخفض انخفاضاً حتمياً إلى الـ%1 وربما أقل. وجدير بالذكر أن نسبة وفيات تلك الاحصائية أغلبها من كبار السن، مما تقوي حجة نظرية فريدمان. نظرية «مناعة القطيع» بضوابط جديدة وما دمنا لا نعرف بالضبط مدة نهاية هذه الجائحة، فلابد من اعادة النظر في خطة اعادة الحياة في الكويت، بشكل واقعي، فلا يمكن أن تبقى الحياة معطلة بهذا الشكل لشهور طويلة، من دون الأخذ بعين الاعتبار العواقب: النفسية، والاجتماعية، والاقتصادية، التي بدأت تظهر جلياً في الأيام الماضية.
نعم، انها نظرية «مناعة القطيع» التي أخذت حيزاً كبيرا وساخراً عندما أطلقها جونسون رئيس وزراء بريطانيا في بداية الأزمة، لكن وجب اعادة النظر فيها، كما ذكر معالي وزير الصحة في مقابلته مع الزميلة «الراي»؛ عندما قال انه في حال تطبيقها، يجب أن تكون وفق ضوابط صارمة، ومفهومة، وليس ترك المواطنين بشكل عبثي كما يتصور البعض. وهنا يلمع اقتراح «فريدمان» في عزل أحبائنا كبار السن والأشخاص المصابين بأمراض مزمنة أو ضعف المناعة، وعودة عجلة الحياة بالتعاطي مع باقي المجتمع بطريقة التباعد الاجتماعي، واحترام المسافات، والعمل عن بعد وغيرها من الأساليب التي استحدثها فيروس كورونا.
تعطيل الحياة إلى ما بعد رمضان مستحيل ولعل الحكومة الكويتية تدرك يقيناً أن تعطيل الحياة بالكامل سيكون مستحيلا الى ما بعد شهر رمضان المبارك، ولا نريد هنا بهذا التقرير نبش ملفات شائكة بشأن تردد الحكومة غير المبرر في الأسابيع الماضية بفرض الحظر الشامل، او فرض الحجر المؤسسي على جميع العائدين من الخارج.. ولكن آن الأوان على كلّ المؤسسات الحكومية والخاصة لوضع دراسة - كلّ واحدة وفق تخصصها - تحدد فيها رؤيتها لعودة الحياة بشكل تدريجي لمرحلة ما بعد شهر رمضان المبارك، واضعة الافتراضات الأساسية لكل سيناريو، والذي يتوافق مع الخطة الرئيسية التي ذكرناها بالعودة التدريجية إلى الحياة العملية المشروطة على المدى القريب، وبذلك سنضع قدمًا في الجانب الآخر من الحياة حيث يوجد الضوء في نهاية النفق.
للمزيد: https://alqabas.com/article/5770228