عابدون
07-15-2005, 06:40 AM
اعتذار لتيارات إسلامية في خانة "المحظورات الرسمية"
دبي - فراج اسماعيل
تتداول أوساط الرأي العام المصرية حاليا قصة الانفتاح الرسمي المفاجئ على تيارات إسلامية كانت تضعها الحكومة في خانة "المحظورات" وفي مقدمتها الدكتور يوسف القرضاوي وعمروخالد، وأحد المعتقلين البارزين من التيار السلفي وهو الدكتور سيد العربي، والذي يلقبه البعض بـ"أحمد ياسين مصر" لأنه مصاب بشلل الأطفال ويجلس على كرسي متحرك، ورغم ذلك كان رهين الاعتقال منذ القبض عليه قبل عامين.
فلأول مرة يمر الدكتور القرضاوي من جوازات مطار القاهرة لدى وصوله يوم "الجمعة" الماضي بدون أية تعقيدات أمنية كان يواجهها مرارا في زياراته الماضية، والأكثر من ذلك سمح له بعقد مؤتمر صحفي في المطار، حيث كان في انتظاره عدد كبير من الصحفيين، وكان السؤال الرئيسي الذي وجه إليه حول حقيقة ما نسب إليه بأنه أفتى بإهدار دم الرئيس حسني مبارك.
القرضاوي نفى تماما هذه الفتوى، وقال إنها كلام مختلق وغير صحيح من صحافة تبحث عن الإثارة. وعلمت "العربية.نت" أنه تلقى اعتذارا من جهات نافذة عن المعاملة غير اللائقة التي كان يلقاها في الماضي، وأنه أعطيت له كافة التسهيلات وحرية الحركة في مصر، والتعامل مع أجهزة الإعلام.
ووصفت مصادر مصرية هذا التوجه بأنه ينطوي على إطار سياسة جديدة تنتهجها الحكومة لرد الاعتبار للتيار الإسلامي غير المحسوب رسميا على تنظيمات حركية، وأيضا غير المحسوب على الدولة، بالإضافة إلى تميزها بمرجعية فقهية لها احترامها عند جماعات الإسلام السياسي في العالم.
الشيخ القرضاوي سيبقى في مصر حتى أوائل شهر أغسطس/آب المقبل، وسيغادر غدا مع أسرته متوجها إلى الساحل الشمالي "شمال مدينة الإسكندرية" لقضاء عدة أيام في المصيف، حيث من المتوقع أن يلتقي هناك بشخصيات بارزة فكرية وثقافية وحكومية، وربما تعقد له بعض الندوات.
على نفس المستوى أيضا من الترحيب ستكون عودة الشيخ عمروخالد إلى مصر، حيث علمت "العربية.نت" أنه سيكتب في أكبر الصحف المصرية وهي "الأهرام" التي توصف عادة بالصحيفة شبه الرسمية. وقال مصدر في هذه الصحيفة إن هناك خطة لأن يبدأ كتابة مقاله فيها ابتداء من الشهر القادم، وأنه ربما يحل بدلا من الدكتور زغلول النجار في الصفحة الأسبوعية التي اعتاد أن يكتبها.
"الأهرام" التي يتولى رئيس تحرير جديد فيها هو أسامة سرايا، كانت قد أجرت حوارا مع عمرو خالد منذ فترة. ورغم أن صحيفة "الأسبوع" المصرية نشرت في الرابع من يوليو/تموز الحالي، نفيا من مكتب عمروخالد أنه سيقدم فقرة في برنامج "البيت بيتك" بالتليفزيون المصري، إلا أن مصدرا قريب الصلة قال لـ"العربية.نت" إن برنامج "صناع الحياة" الذي كان يقدمه عمروخالد في قناة "اقرأ" وتوقف بثه، قام بالفعل بتسجيل عدة حلقات وأهداها للتليفزيون المصري لتتم إذاعتها.
أما الإفراج عن الدكتور السيد العربي فقد جاء بطريقة لقيت احتفاء الإسلاميين وجماعات حقوق الإنسان في مصر، فقد اصطحبه مسؤول كبير من مباحث أمن الدولة بعد أن قدم له اعتذارا عن فترة اعتقاله، وأخذه مباشرة من المعتقل إلى بيته دون أن يمر على مقر مباحث أمن الدولة كما هي العادة مع المعتقلين السياسيين الذين يتم الإفراج عنهم، وفي بيته كرر الاعتذار له ولأسرته واضعا الجهات المسؤولة في وزارة الداخلية في خدمته متى احتاج إليها.
والدكتور العربي هو داعية سلفي معروف، يحمل دكتوراة في الأغذية من كلية الطب البيطري جامعة القاهرة، وباحث بالمركز القومي للبحوث البيطرية وكان قد تم اعتقاله في مايو/أيار عام 2003، إلا أن النيابة برأته فتم اعتقاله سياسيا.
ويشبه الدكتور العربي الشيخ الراحل أحمد ياسين الذي اغتالته إسرائيل بعد أدائه صلاة الفجر، فهو مسن ومصاب بشلل للأطفال ويجلس على كرسي متحرك، وكانوا يحولونه للمستشفى محمولا بسبب الأمراض الكثيرة التي يعانيها ومنها تفاقم مرض السكر.
ولم تكن هناك تهمة معينة موجهة له وبقي في المعتقل منذ ذلك الوقت رغم تقدمه بتظلمات عديدة للمحاكم، وحصل على حوالي 7 أحكام وجوبية بالإفراج، وبالفعل كان يفرج عنه من سجن استقبال طرة إلى مقر مباحث أمن الدولة في جابر بن حيان بالجيزة، حيث يظل فيه لمدة أسبوع، ثم يتم إعادته إلى السجن مرة أخرى.
وفي هذه الأثناء حصلت إدارة السجن على تقارير طبية من المستشفيات الجامعية بناء على طلب مصلحة السجون، وفيها أنه يعاني خشونة غضروفية متقدمة بالركبة اليسرى، مع ضيق في المفصل وتقوس العظام، وخشونة غضروفية مع انزلاق غضروفي عنقي وقطني أدى إلى ضيق في قناة النخاع الشوكي، ويحتاج إلى جلسات علاج طبيعي وكهربائي بواقع ثلاث جلسات في الأسبوع كما جاء في تقرير لمستشفى قصر العيني "قسم الروماتيزم والتأهيل".
وجاء في تقرير آخر من كلية الطب جامعة القاهرة "قسم أمراض القلب والأوعية الدموية" أنه يعاني من ارتفاع شديد في ضغط الدم أدى إلى حدوث تضخم في عضلة القلب وهبوط احتقاني، وحالة غير مستقرة واعتبرت هذه الحالة خطيرة وتحتاج إلى الراحة والتزام العلاج مع المتابعة الدورية أسبوعيا.
وفي تقرير ثالث أنه يعاني من شلل أطفال من الطفولة بالساقين، مع وجود ضعف شديد بالطرف الأيمن السفلي وخشونة غضروفية وارتشاح بالركبة اليسرى، وانزلاق غضروفي قطني وهو لا يستطيع الحركة إلا باستخدام الكرسي المتحرك.
وفي الفترة الأخيرة قال تقرير لمستشفى القصر العيني الجامعي "قسم الروماتيزم والتأهيل" إن حالته ساءت حيث لا يستطيع التحكم الكامل في البول والتبرز. وفي تقرير لإدارة الخدمة الاجتماعية بمستشفيات جامعة القاهرة "العيادة الخارجية" أنه يعاني من آلام حادة بالظهر والساقين، وتبين بعد الكشف عليه أنه يعاني من انزلاق غضروفي قطني بالفقرة الرابعة والخامسة.
دبي - فراج اسماعيل
تتداول أوساط الرأي العام المصرية حاليا قصة الانفتاح الرسمي المفاجئ على تيارات إسلامية كانت تضعها الحكومة في خانة "المحظورات" وفي مقدمتها الدكتور يوسف القرضاوي وعمروخالد، وأحد المعتقلين البارزين من التيار السلفي وهو الدكتور سيد العربي، والذي يلقبه البعض بـ"أحمد ياسين مصر" لأنه مصاب بشلل الأطفال ويجلس على كرسي متحرك، ورغم ذلك كان رهين الاعتقال منذ القبض عليه قبل عامين.
فلأول مرة يمر الدكتور القرضاوي من جوازات مطار القاهرة لدى وصوله يوم "الجمعة" الماضي بدون أية تعقيدات أمنية كان يواجهها مرارا في زياراته الماضية، والأكثر من ذلك سمح له بعقد مؤتمر صحفي في المطار، حيث كان في انتظاره عدد كبير من الصحفيين، وكان السؤال الرئيسي الذي وجه إليه حول حقيقة ما نسب إليه بأنه أفتى بإهدار دم الرئيس حسني مبارك.
القرضاوي نفى تماما هذه الفتوى، وقال إنها كلام مختلق وغير صحيح من صحافة تبحث عن الإثارة. وعلمت "العربية.نت" أنه تلقى اعتذارا من جهات نافذة عن المعاملة غير اللائقة التي كان يلقاها في الماضي، وأنه أعطيت له كافة التسهيلات وحرية الحركة في مصر، والتعامل مع أجهزة الإعلام.
ووصفت مصادر مصرية هذا التوجه بأنه ينطوي على إطار سياسة جديدة تنتهجها الحكومة لرد الاعتبار للتيار الإسلامي غير المحسوب رسميا على تنظيمات حركية، وأيضا غير المحسوب على الدولة، بالإضافة إلى تميزها بمرجعية فقهية لها احترامها عند جماعات الإسلام السياسي في العالم.
الشيخ القرضاوي سيبقى في مصر حتى أوائل شهر أغسطس/آب المقبل، وسيغادر غدا مع أسرته متوجها إلى الساحل الشمالي "شمال مدينة الإسكندرية" لقضاء عدة أيام في المصيف، حيث من المتوقع أن يلتقي هناك بشخصيات بارزة فكرية وثقافية وحكومية، وربما تعقد له بعض الندوات.
على نفس المستوى أيضا من الترحيب ستكون عودة الشيخ عمروخالد إلى مصر، حيث علمت "العربية.نت" أنه سيكتب في أكبر الصحف المصرية وهي "الأهرام" التي توصف عادة بالصحيفة شبه الرسمية. وقال مصدر في هذه الصحيفة إن هناك خطة لأن يبدأ كتابة مقاله فيها ابتداء من الشهر القادم، وأنه ربما يحل بدلا من الدكتور زغلول النجار في الصفحة الأسبوعية التي اعتاد أن يكتبها.
"الأهرام" التي يتولى رئيس تحرير جديد فيها هو أسامة سرايا، كانت قد أجرت حوارا مع عمرو خالد منذ فترة. ورغم أن صحيفة "الأسبوع" المصرية نشرت في الرابع من يوليو/تموز الحالي، نفيا من مكتب عمروخالد أنه سيقدم فقرة في برنامج "البيت بيتك" بالتليفزيون المصري، إلا أن مصدرا قريب الصلة قال لـ"العربية.نت" إن برنامج "صناع الحياة" الذي كان يقدمه عمروخالد في قناة "اقرأ" وتوقف بثه، قام بالفعل بتسجيل عدة حلقات وأهداها للتليفزيون المصري لتتم إذاعتها.
أما الإفراج عن الدكتور السيد العربي فقد جاء بطريقة لقيت احتفاء الإسلاميين وجماعات حقوق الإنسان في مصر، فقد اصطحبه مسؤول كبير من مباحث أمن الدولة بعد أن قدم له اعتذارا عن فترة اعتقاله، وأخذه مباشرة من المعتقل إلى بيته دون أن يمر على مقر مباحث أمن الدولة كما هي العادة مع المعتقلين السياسيين الذين يتم الإفراج عنهم، وفي بيته كرر الاعتذار له ولأسرته واضعا الجهات المسؤولة في وزارة الداخلية في خدمته متى احتاج إليها.
والدكتور العربي هو داعية سلفي معروف، يحمل دكتوراة في الأغذية من كلية الطب البيطري جامعة القاهرة، وباحث بالمركز القومي للبحوث البيطرية وكان قد تم اعتقاله في مايو/أيار عام 2003، إلا أن النيابة برأته فتم اعتقاله سياسيا.
ويشبه الدكتور العربي الشيخ الراحل أحمد ياسين الذي اغتالته إسرائيل بعد أدائه صلاة الفجر، فهو مسن ومصاب بشلل للأطفال ويجلس على كرسي متحرك، وكانوا يحولونه للمستشفى محمولا بسبب الأمراض الكثيرة التي يعانيها ومنها تفاقم مرض السكر.
ولم تكن هناك تهمة معينة موجهة له وبقي في المعتقل منذ ذلك الوقت رغم تقدمه بتظلمات عديدة للمحاكم، وحصل على حوالي 7 أحكام وجوبية بالإفراج، وبالفعل كان يفرج عنه من سجن استقبال طرة إلى مقر مباحث أمن الدولة في جابر بن حيان بالجيزة، حيث يظل فيه لمدة أسبوع، ثم يتم إعادته إلى السجن مرة أخرى.
وفي هذه الأثناء حصلت إدارة السجن على تقارير طبية من المستشفيات الجامعية بناء على طلب مصلحة السجون، وفيها أنه يعاني خشونة غضروفية متقدمة بالركبة اليسرى، مع ضيق في المفصل وتقوس العظام، وخشونة غضروفية مع انزلاق غضروفي عنقي وقطني أدى إلى ضيق في قناة النخاع الشوكي، ويحتاج إلى جلسات علاج طبيعي وكهربائي بواقع ثلاث جلسات في الأسبوع كما جاء في تقرير لمستشفى قصر العيني "قسم الروماتيزم والتأهيل".
وجاء في تقرير آخر من كلية الطب جامعة القاهرة "قسم أمراض القلب والأوعية الدموية" أنه يعاني من ارتفاع شديد في ضغط الدم أدى إلى حدوث تضخم في عضلة القلب وهبوط احتقاني، وحالة غير مستقرة واعتبرت هذه الحالة خطيرة وتحتاج إلى الراحة والتزام العلاج مع المتابعة الدورية أسبوعيا.
وفي تقرير ثالث أنه يعاني من شلل أطفال من الطفولة بالساقين، مع وجود ضعف شديد بالطرف الأيمن السفلي وخشونة غضروفية وارتشاح بالركبة اليسرى، وانزلاق غضروفي قطني وهو لا يستطيع الحركة إلا باستخدام الكرسي المتحرك.
وفي الفترة الأخيرة قال تقرير لمستشفى القصر العيني الجامعي "قسم الروماتيزم والتأهيل" إن حالته ساءت حيث لا يستطيع التحكم الكامل في البول والتبرز. وفي تقرير لإدارة الخدمة الاجتماعية بمستشفيات جامعة القاهرة "العيادة الخارجية" أنه يعاني من آلام حادة بالظهر والساقين، وتبين بعد الكشف عليه أنه يعاني من انزلاق غضروفي قطني بالفقرة الرابعة والخامسة.