مشاهدة النسخة كاملة : شرطة لندن: تفجيرات الخميس كانت انتحارية
انفجارات لندن: الجهود الامنية تركز على المخططين
أعلنت الشرطة البريطانية اليوم إن تفجيرات الخميس الماضي التي شهدتها العاصمة لندن كانت عمليات انتحارية.
وقال رئيس شرطة لندن ايان بلير إن منفذي التفجيرات اختاروا ان يكونوا مفجرين انتحاريين قائلا " في مجتمع ديمقراطي انت لست مضطرا لأن تكون انتحاريا ولكنك تختار أن تكون كذلك".
كما أفادت الأنباء نقلا عن مصادر بالشرطة بأن المفجر الرابع ربما كان مواطنا بريطانيا من أصل جامايكي وأنه كان يعيش في منزل بشمال لندن تمت مداهمته أمس.
اخر تطورات التحقيق
ويعتقد المحققون انهم قد توصلوا الى الأشخاص الأربعة الذين نفذوا الهجمات كما يعتقدون ان ثلاثة منهم على الأقل هم بريطانيون من أصل باكستاني.
ويتركز البحث الان على رجل خامس يعتقد أنه لم يمت وأنه كان العقل المدبر وراء الهجمات.
وكانت الشرطة قد قالت مساء الاربعاء إن عناصر منها نفذت مداهمة على بناية سكنية في شمال غرب لندن فيما له علاقة بتفجيرات الاسبوع الماضي، وإن أحدا لم يعتقل في العملية.
الشرطة البريطانية تطلب من البريطانيين التقدم بمعلومات بشأن الهجمات
واعتقل شخص في وست يوركشير حيث كان ثلاثة من المشتبه بهم يقيمون.
ويقول خبراء في مكافحة الإرهاب إن الرجال كانوا يتبعون إرشادات "شخصية تسيطر عليهم".
أسرة "منهارة"
وقال قريب لأحد المشتبه في تنفيذهم تفجيرات لندن ان اسرته "منهارة" بسبب هذه الانباء.
وقال بشير احمد، 65 عاما، ان اسرة شهزاد تنوير البالغ من العمر 22 عاما والذي وصف بانه كان هادئا وطيب القلب، لم تستطع تقبل أن يكون ابنها تسبب في سقوط هذا العدد من القتلى.
وأضاف: "لم يكن هو..لا بد أنها قوى تقف وراءه."
وعندما سئل عن شعوره عندما أخبرته الشرطة أن ابن شقيقه لم يكن ضحية للحادث وإنما ربما يكون أحد منفذي التفجير انهار أحمد قائلا: "فقدنا كل ما لدينا."
وقال أحمد إن تنوير، والذي رآه للمرة الأخيرة قبل يوم من التفجيرات، ذهب إلى باكستان لمدة شهرين في وقت سابق هذا العام لدراسة الدين الإسلامي.
الجيش يساعد الشرطة في عملياتها عقب التفجيرات
وتحاول الشرطة التوصل لمصدر المتفجرات التي عثر عليها في مداهمة شنتها الثلاثاء على منزل في ليدز وفي سيارة عثر عليها أمام محطة "لوتن سنترال" للقطارات.
وقال ايان بلير رئيس شرطة العاصمة البريطانية إنه "من المرجح" وقوع تفجير آخر وإن هناك مخاوف من أن تكون مجموعة انتحارية أخرى تستعد لشن هجوم.
وكان أقارب أحد المشتبه بهم، وهو حسيب حسن، قد أبلغوا عن اختفائه عقب التفجيرات.
وقالت مصادر بالشرطة لبي بي سي إن حسن البالغ من العمر 19 عاما كان على متن الحافلة رقم 30.
وداهمت الشرطة منزل مشتبه به آخر وهو شهزاد تنوير في منطقة بيستون بوست يوركشير، والذي وصفه أحد جيرانه بأنه "شاب لطيف".
وأضاف الجار: "كان يحب لعب كرة القدم، والكريكت. لقد أصبت بالصدمة."
وقالت الصحف البريطانية إن الرجل الثالث هو محمد صديق خان البالغ من العمر 30 عاما.
وركزت مداهمات الشرطة التي بدأت الساعة 0630 بتوقيت بريطانيا الصيفي على منزلين في ديوزبري بوست يوركشير وأربعة منازل في ليدز.
الشرطة تواصل عمليات التفتيش والمداهمة في ليدز
وعثر على متفجرات في سيارة أمام محطة لوتون للقطارات وقامت الشرطة ببعض التفجيرات المتحكم بها. ونقلت السيارة لإجراء المزيد من الفحوص عليها.
وعثر على سيارة ثانية يعتقد أن لها علاقة بالتفجيرات عند المحطة ونقلت إلى ليتون بوزارد التي تبعد 16 كيلومترا غربي لوتون لإجراء المزيد من الفحوص عليها.
واعتقل أحد أقارب المشتبه بهم من وست يوركشير ونقل إلى لندن للتحقيق معه.
لقطات مسجلة
وشاهدت الشرطة لقطات سجلتها الدوائر التلفزيونية المغلقة للمشتبه بهم الأربعة أثناء تجمعهم في محطة كينجز كروس الخميس الماضي.
وكان جميعهم يحملون حقائب على الظهر وشوهدوا قبل 20 دقيقة من بدء تفجيرات قطارات الأنفاق الساعة 0851 بتوقيت بريطانيا الصيفي، ووقع انفجار الحافلة الساعة 0947 بتوقيت بريطانيا الصيفي.
وتوجه ثلاثة من المشتبه بهم إلى لوتون من ليدز بالسيارة قبل أن يستقلوا قطارا إلى لندن. وانضم إليهم في لوتون رجل رابع يعتقد أنه وصل إلى هناك بسيارة.
وكانت التفجيرات التي وقعت في ساعة الذروة الصباحية قد أسفرت عن إصابة 700 شخص أيضا.
وأعلنت شرطة لندن الأربعاء أسماء ستة ضحايا آخرين ليصل عدد الجثث التي تم التعرف عليها إلى 11 جثة.
وقالت مصادر بالشرطة لبي بي سي إنها لم تعثر على أي أدوات توقيت زمني في مواقع التفجيرات، مما يشير إلى أن العبوات الناسفة تم تفجيرها باليد.
وتحقق الشرطة كذلك في أنباء بأن القنبلة التي انفجرت في الحافلة كانت تستهدف أصلا قطارا على الخط الشمالي (نورثرن لاين) لقطارات الأنفاق، لكنه كان مغلقا صباح الخميس بسبب عطل في أحد القطارات التي تمر به.
وقد طلبت الشرطة من كل من لديه معلومات عن التفجيرات أن يتصل بها على رقم هاتفي خصصته لهذا الغرض.
مقاتل
07-15-2005, 03:42 PM
مفجر حافلة لندن "في مهمة للقتل"
اشتركت الصحف البريطانية الصادرة صباح الجمعة في تركيز الاضواء على تطورات التحقيقات في تفجيرات لندن وأبرزها الكشف عن صورة أحد مرتكبيها.
وخصصت معظم الصحف صفحاتها الاولى لنشر صورة كبيرة للبريطاني حسيب حسين البالغ من العمر 18 عاما، والذي فجر قنبلة كان يحملها في حقيبة على ظهره في أحد حافلات لندن للركاب، والتي التقطتها إحدى كاميرات الدوائر التلفزيونية المغلقة بإحدى محطات القطار صباح يوم التفجيرات الاسبوع الماضي.
وجاء تعليق صحيفة الاندبندنت أسفل الصورة التي احتلت الصفحة الاولى بالكامل كالتالي: "في الساعة 7:20 صباحا يوم السابع من يوليو بمحطة لوتون: شخص واحد في مهمة للقتل".
وجاء تعليق الديلي تليغراف بجوار الصورة مشابها: "حقيبة ممتلئة بالمتفجرات على ظهره، مفجر الحافلة ينطلق في مهمة للموت".
الصفحة الاولى لصحيفة الغارديان جاءت مختلفة رغم تغطيتها لذات القضية حيث نشرت صورة كبيرة لحشود من الناس في ميدان الطرف الاغر بقلب لندن وهم يقفون صامتين حدادا على ضحايا التفجيرات. وقد أقيم هذا الحداد الصامت الذي دام دقيقتين في أنحاء المملكة المتحدة حيث سكن كل متحرك خلالهما.
"كيف تحولوا للارهاب"
تنشر صحيفة الاندبندنت تقريرا بعنوان: "لماذا تحول الشبان الاربعة إلى الارهاب"، وتحاول فيه تتبع حياة منفذي تفجيرات لندن ونشأتهم وتعليمهم والاسر التي ترعرعوا في كنفها.
وتستغرب الصحيفة تحول هؤلاء الشباب الفكري وحماسهم للتضحية بأرواحهم من أجل قتل الابرياء رغم شهادات الاهل والجيران بأنهم كانوا أبعد ما يكونون عن التشدد الديني.
وتقول الصحيفة إن المسجد القريب الذي كان يصلي فيه اثنان على الاقل من هؤلاء لم يشتهر مطلقا بالتشدد وإنه ليس هناك أدلة على أنهم كانوا يترددون على مساجد اشتهرت بتشدد الائمة فيها مثل مسجد فنزبري بارك شمال لندن.
وفي نفس الصفحة نشرت الاندبندنت تقريرا آخر بعنوان "الشخص الهادئ الودود الذي كان المفجر الرابع".
وقالت الصحيفة إن المفجر الرابع في هجمات لندن الذي استقل أحد قطارات الانفاق وقتل بمتفجراته مالا يقل عن 24 شخصا، اشتهر لدى معارفه بأنه هادئ ولطيف وأنه كان مولعا برياضة كمال الاجسام. وهو متزوج من سيدة بريطانية وله طفل منها.
المدارس الاسلامية متهمة
بيتر فوستر مراسل صحيفة الديلي تليغراف زار أحد المدارس الاسلامية في باكستان والتي قال إنها "تُحمل مسؤولية تغذية التشدد لدى التلاميذ".
وجاء عنوان تقرير فوستر: "الملالي: الغرب هو المسؤول عن المفجرين".
وتوجه المراسل بسؤال لمدير إحدى أكبر المدارس الاسلامية في لاهور، وهو السؤال الذي قال إنه "يزعج بريطانيا منذ التفجيرات": كيف لاربعة شبان ولدوا في بريطانيا أن يتحولوا إلى مفجرين انتحاريين؟
وقال فوستر إن رد الملا فضل الرحيم رئيس مدرسة "جمعية الاشرفية" جاء "دون تردد": إن الظلم هو مصدر كل الصراع. إننا ندين دون تحفظ مثل هذه الهجمات لكن الغرب، بما فيه توني بلير والشعب البريطاني، يجب أن يسأل نفسه بأمانة عن أسباب ذلك.
اندماج مسلمي أوروبا
صحيفة الفينانشل تايمز تنشر تقريرا موسعا حول جاليات المسلمين في أوروبا وأعدادها وأصولها وتضع له عنوان "اندماج المسلمين في أوروبا يمثل تحديا ملحا".
قالت الصحيفة إن مسؤولين أمنيين حذروا من انتشار نموذج التطرف الديني، على يد مسلمين ولدوا ونشأوا داخل مجتمعاتهم الاوروبية، في أنحاء القارة.
وأضافت الفينانشل تايمز أن تحدي إشراك المسلمين بشكل أكبر في صلب الحياة بات أشد إلحاحا.
مقاتل
07-15-2005, 03:51 PM
الطفل الذي كبر ليفجر الحافلة 30"
http://newsimg.bbc.co.uk/media/images/41301000/jpg/_41301805_grew.jpg
تتصدر كبرى الصحف البريطانية عددها ليوم الخميس بمقالات حول المتهمين بتنفيذ انفجارات لندن وتبحث في حياتهم ومحيطهم، على خلفية المداهمات والاعتقالات. وتركز الشرطة البريطانية الآن على التوصل إلى مدبري التفجيرات التي أسفرت عن مقتل 52 شخصا على الأقل.
وتنشر الاندبندنت على الصفحة الاولى مقالا بعنوان "الطفل الذي كبر ليفجر الحافلة 30"، مع صورة مكبرة للبريطاني من اصل باكستاني حسيب حسين، لما كان عمره 10 اعوام، وكان تلميذا بمدرسة إنجرم رود في ليدس.
وتقول الصحيفة ان حسين الذي كان الكل يرى فيه رياضيا واعدا ترعرع ليصبح اول انتحاري "من صنع محلي بريطاني".
"فقبل اسبوع، قال لأمه انه سيذهب مع اصدقاء ليقضي الليلة في لندن، ولما وصل استقل الحافلة وفجر آخر القنابل الاربع التي هزت العاصمة".
"صوت الشر"
أما عن محمد صديق خان، وهو ايضا من المشتبهين الرئيسيين في القضية، فتقول الاندبندنت ان الرجل الذي تزوج عن حب بعدما تحدى التقاليد ورفض زواجا مرتبا اختارا طريقا يحرمه من رؤية ابنه الذي لم يولد بعد. ويذكر ان لصديق خان ابنة لا تتعدى من العمر 8 أشهر مع حسينة الهندية الاصل، والتي تعرف عليها في الجامعة.
اما اسرة شهزاد تنوير البالغ من العمر 22 عاما والذي وصف بانه كان هادئا وطيب القلب، فلم تستطع تقبل الفكرة، وتؤكد انه كانا يفخر بكونه بريطانيا، ولا تصدق أن يكون ابنها تسبب في سقوط هذا العدد من القتلى.
وشاهدت الشرطة لقطات سجلتها الكاميرات الامنية (سي سي تي في) للمشتبه بهم الأربعة أثناء تجمعهم في محطة كينجز كروس الخميس الماضي.
وكانوا جميعهم يحملون حقائب على الظهر وشوهدوا قبل 20 دقيقة من بدء التفجيرات.
وتحتل الصفحة الاولى للديلي تلغراف مقالة بعنوان "المسلمون يطالَبون بمحاربة صوت الشر"، مصحوبة بصورة لصومعة مسجد بمدينة ليدس.
وتقول الديلي تلغراف ان رئيس الوزراء البريطاني، توني بلير، اعلن اعتزام الحكومة القيام باجراءات صارمة لطرد المتطرفين الاسلاميين الذين قدموا من الخارج للتاثير على المسلمين البريطانيين. وقد دعا رجال الدين المسلمين "للانضمام اليه في محاربة الاديولوجية المشوهة والشريرة التي الهمت تفجيرات لندن".
وقال بلير أمام مجلس العموم البريطاني إن الإسلام المعتدل هو صوت الإسلام الحقيقي، وإن تفجيرات لندن ليست عملا سياسيا منعزلا بل فكرا متطرفا شريرا تمتد جذوره في تحريف تعاليم الإسلام.
وقال بلير إن السبيل الوحيد لمعالجة وهزيمة هذا الفكر المتطرف يكمن في المجتمع ذاته، وأن الحكومة ستعمل على عزله. واضاف أن بريطانيا تجري مشاروات مع عدد من الدول الإسلامية وغير الإسلامية بشأن كيفية توظيف الصوت المعتدل للإسلام، وأن بلاده ستساعد المسلمين المعتدلين حول العالم في مكافحة المتطرفين.
وفي الصفحة الرابعة مقال بعنوان "المذهب الذي يدفع شبابا للقتل"، مع صورة لسيد قطب "الذي امضى مدة طويلة من حياته في السجون المصرية". وكتعليق على الصورة، تنقل عنه قوله ان "الديموقراطية وحقوق الانسان ترفع حواجز بين الانسان وربه، وبالتالي ينبغي تدميرها من طرف القلة المؤمنة بحق".
"انقسامات"
وتقول الديلي تلغراف في مقال آخر ان موضوع النقاشات الاجتماعية للأعوام القادمة ستتركز حول الأحياء السكنية التي تأوي الجاليات الأجنبية والاندماج في المدارس والتعدد الثقافي. وتروي قصة رجل تعليم بريطاني اضطر للتضحية بعمله لوقوفه ضد التعدد الثقافي.
"كان ري هانيفورد مدير مدرسة في برادفورد اول من انتقد فكرة التعدد الثقافي التي تعتبر كل الثقافات متساوية، وكان قلقا من ارتباط التلاميذ بوسطهم الثقافي على حساب اندماجهم. وكان الأطفال المنحدرون من اصول آسيوية يشكلون 90 بالمئة من تلامذة مدرسته.
"وكان منيفورد قد نشر عدة مقالات في جريدة ساليسبوري ريفيو اليمينية في اوائل الثمانينيات، انتقد فيها سياسة برادفورد التي تشجع ابناء الجاليات على الترعرع في ثقافتهم الاصلية، قائلا ان ذلك قد يسبب انقسامات بين البيض والآسيويين".
أما الجارديان، فتضع على صفحتها الاولى صورة مكبرة لصحراء إسلام التي كانت تقيم في بليستو شرق لندن، وهي من ضحايا انفجار الحافلة 30 بساحة تافستوك. وكانت اسلام تشتغل في احد البنوك اللندنية.
وتقول الجارديان "كان عمرها 20 سنة، وكانت تقطن في بليستو في لندن، وكان عمره 18، وكان من هولبيك بليدس. كلاهما كانا مسلمين، لكن حسيب حسين اصبح انتحاريا وصحراء اصبحت ضحيته.
اربعة ايام
وتعلق التايمز على صورة الرضيعة العراقية مريم جبير التي لا تتعدى من العمر 4 أيام والتي لفت حول رأسها ضمادة بيضاء: "هذه الصبية نجت من الهجوم الانتحاري الحادي عشر في اسبوع واحد، لكن 30 طفلا آخرين لم ينجوا".
وتصف الصحيفة الهجوم كالتالي: "أطفال يتسابقون الى السيارة العسكرية الامريكية لتحية الجنود. هلو مستر! ثم يعطيهم الامريكيون قطعا من الشوكولاتة، لكن سيارة جاءت مسرعة من شارع جانبي وارتطمت بالهامفي الامريكية محدثة انفجارا مروعا".
وبالطبع للتايمز نصيبها في موضوع انفجارات لندن والمشتبهين الرئيسيين فيها، حيث خصصت ملفا كاملا للموضوع. وفيها مقال بعنوان "الاستخبارات البريطانية "ام آي 5" تبحث عن أتفه تفاصيل حياتهم".
وتنشر صورة لبشير احمد، 65 عاما، وهو عم شهزاد تنوير، الذي لم يستسغ فكرة كون الشاب فعل ما فعل. وقد قال احمد: "لم يكن هو..لا بد أنها قوى تقف وراءه"، وعبر عن الاحساس السائد في العائلة قائلا: "فقدنا كل ما لدينا".
العقل المدبر استعمل «أم الشياطين» في تفجيرات لندن وغادرها قبل الهجمات أو... بعدها بقليل
لندن ـ من إلياس نصرالله
أكدت الشرطة البريطانية أمس أن العقل المدبر لانفجارات الأسبوع الماضي في لندن مرتبط مباشرة بتنظيم «القاعدة» وبالذات مع أحد قادة التنظيم الذين عقدوا قبل 16 شهراً «قمة» لهم في منطقة جبلية نائية في مقاطعة وزيرستان في باكستان، تم خلالها اختيار المواقع في أماكن مختلفة من العالم للتفجير.
ونقل عن مصدر رفيع المستوى في الشرطة، أن «العقل المدبر للانفجارت غادر بريطانيا في اليوم السابق للانفجارات أو في اليوم ذاته من أحد المطارات الرئيسية حول لندن، ويعتقد أنه توجه نحو العراق، وهو المعقل الجديد الذي يتخذه ملاذاً لهم نشطاء القاعدة الفارين من أجهزة الاستخبارات الغربية التي تتعقبهم باستمرار.
وذكر أن العقل المدبر أمضى بضعة أسابيع في بريطانيا، ويجري التحقيق حالياً لمعرفة الطريقة التي تعرّف بها على منفذي التفجيرات الأربعة، حيث يعتقد أنه تعرّف على واحد منهم أو أكثر خلال زياراتهم لباكستان قبل حوالي عام».
يشار إلى أن المواطن الأميركي محمد باربر، مهندس الكومبيوتر، كان أحد الذين شاركوا في «قمة» وزيرستان وتم إلقاء القبض عليه لدى عودته إلى نيويورك، حيث اعترف بعضويته في تنظيم «القاعدة», وأدت المعلومات التي أدلى بها في التحقيق إلى اعتقال مجموعة من أعضاء التنظيم في مختلف أنحاء العالم ومنهم 13 عضواً في بريطانيا وحدها, وطلبت الشرطة البريطانية من الشرطة الفيديرالية الأميركية (إف بي آي) أن تعيد فتح التحقيق مع باربر، خصوصا أنه اعترف في الماضي بأنه تلقى تكليفاً من «القاعدة» لشراء كميات من المواد المعدة لتركيب المتفجرات للاستعمال في بريطانيا.
وتعلق الشرطة البريطانية آمالاً كبيرة على إمكان إدلاء باربر بمعلومات جديدة قد تساعد في الكشف عن الهوية الحقيقية لمدبر تفجيرات لندن,
ومما يعزز هذا الرأي أن نوعية المتفجرات التي استعملت في تفجيرات لندن هي نفسها التي تركبت منها العبوة الناسفة التي كانت مخبأة في حذاء البريطاني ريتشارد ريد والإرهابي البريطاني الآخر ساجد بادات، وليس من صنع عسكري كما أعلن سابقاً, حيث من المتوقع صدور بيان رسمي من الشرطة يحدد ما إذا كانت المتفجرات من مصدر واحد، وهي مواد جرى تدريب المتطوعين في معسكرات التدريب التابعة لـ «القاعدة» في أفغانستان على استعمالها، وتتألف من مركب يخلط فيه عدد من الكيماويات التي يمكن الحصول عليها من مواد التنظيف المنزلي مع مادة الأسيتون والتي يطلق أعضاء تنظيم «القاعدة» على المتفجرات التي تصنع منها اسم «أم الشياطين».
ويرى خبراء الإرهاب أن هذه المعلومات تلقي ضوءاً جديداً على تفجيرات لندن التي ساد الاعتقاد حتى الآن أنها من عمل مجموعة متعاطفة بالاسم مع القاعدة، لكن الشرطة بدأت تعتقد أن التفجيرات هي هجمات إرهابية مباشرة لـ «القاعدة» استخدم فيها أشخاص محليون، من ضمنهم ليندزي جيرميا الذي تم الكشف عن هويته الليلة قبل الماضية والذي ثبت أنه نفّذ الانفجار الذي وقع في محطة كينغز كروس وأودى بحياة 26 شخصاً وفقاً للأرقام التي أعلنتها الشرطة حتى الآن، فيما وصل مجموع عدد قتلى التفجيرات الأربع حتى الآن إلى 54 قتيلاً وفقاً للشرطة.
وجيرميا هو أفريقي من أصل جمايكي (19 سنة) اعتنق الإسلام أخيراً وغيّر إسمه إلى عبدالله شهيد جمال، متزوج من سامنثا لوثويت (21 سنة) التي اعتنقت الإسلام مثله أخيراً، ويقيمان في مدينة أيلزبوري غرب لندن، ولهما طفل واحد والأم حبلى في شهرها الثامن.
ووفقاً لمعلومات جديدة رشحت من التحقيق تبين أن الانتحاريين الأربعة كانوا على علاقة مع المهندس الكيماوي المصري الدكتور مجدي النشار وزاروا الشقة التي يقيم فيها في مدينة ليدز، ضمنهم الجمايكي ليندزي، الأمر الذي ترتاب الشرطة حوله كثيراً.
كذلك يفرد جهاز التحقيق مجموعة خاصة تحاول توضيح الخطوات التي اتبعها حسيب مير حسين (18 سنة) انتحاري حافلة الركاب في تافستويك سكوير منذ غادر محطة كينغز كروس في الساعة 8:26 صباحاً بعد اللقاء الذي جمع الانتحاريين الأربعة حتى وقوع الانفجار في الحافلة بعد 81 دقيقة, ويسعى المحققون لمعرفة ما إذا كان حسيب التقى أحداً خلال الـ81 دقيقة، وربما يكون قابل العقل المدبر ذاته أو أي شخص آخر له علاقة بالتفجيرات، بالإضافة إلى معرفة سبب اختيار حافلة ركاب بدلاً من محطة لقطارات الأنفاق مثل باقي الانتحاريين, فالمسافة بين محطة كينغز كروس وتافستوك سكوير في الحافلة لا تتعدى العشر دقائق، فأين أمضى حسيب الدقائق الـ 71 الباقية ومع من؟
فحل هذا اللغز قد يحتوي على المفتاح الرئيسي للتفجيرات، برأي المحققين.
وتحدث رئيس الشرطة البريطانية (سكوتلنديارد) يان بلير في تصريح لاذاعة «هيئة الاذاعة البريطانية» (بي بي سي) امس عن علاقات لمنفذي اعتداءات لندن مع اطراف «في باكستان ودول اخرى ايضا»، رفض ذكر اي منها.
واقر رئيس سكوتلنديارد بأن «كون مرتكبي الاعتداءات ارهابيين ولدوا في بريطانيا امر يغير المعطيات المتعلقة بالارهاب».
ووصف بلير الرجال الاربعة الذين ينتمي ثلاثة منهم الى الجالية الباكستانية في ليدز في غرب يوركشير (شمال انكلترا) بانهم «اربعة جنود صف», واضاف: «اننا نبحث عمن شجعهم ودربهم وعن المتخصص في المتفجرات والممول».
واعترف يان بلير ضمنا بان المتفجرات التي تم العثور عليها في منزل احد الارهابيين في ليدز كانت من صنع يدوي، مؤكدا ما افادته الاذاعة في هذا الشأن «من وصف صحيح للوقائع».
كما اعترف يان بلير ضمنا بما اكدته الـ «بي بي سي» من ان رجلا «ادرج اسمه على لائحة اشخاص خطيرين» تمكن من دخول بريطانيا قبل اسبوعين من حدوث الاعتداءات من احد الموانئ «لكنه لم يتعرض الى المراقبة لان اسمه لم يكن مدرجا على مستوى عال في هذه اللائحة».
لكنه اكد ان «لا شيء في الوقت الراهن يربط هذا الرجل باعتداءات لندن».
وكانت الصحف البريطانية اجمعت تقريبا على وصف هذا الرجل الذي يبدو انه ايضا بريطاني من اصل باكستاني بـ «العقل المدبر» للاعتداءات.
وأول من أمس، نفذت الشرطة عمليات مداهمة جديدة في منطقة ليدز في شمال بريطانيا حيث كان يعيش ثلاثة ارهابيين ضالعين في الاعتداءات, واخلت الشرطة منازل عدة في حي بيستون.
وقام فريق من خبراء المتفجرات بمساعدة رجل آلي بالدخول الى منزل غير مأهول كان في السابق مركزا دينيا وكان يجتمع فيه بعض الارهابيين حسب سكان الحي.
ويقع المنزل بالقرب من منزل الارهابي المفترض شهزاد تنوير (22 عاما) وهو بريطاني من اصل باكستان قضى في احدى العمليات الانتحارية.
واغلقت الشرطة عددا من الشوارع واجلت السكان من الابنية فيها مع اعطائهم تعليمات بأخذ ما يحتاجونه لمدة ثلاثة او اربعة ايام.
على صعيد متصل، ذكرت الصحف البريطانية أمس ان الاسلاميين المتشددين المحظر عليهم دخول الولايات المتحدة ودول الاتحاد الاوروبي لن يكون باستطاعتهم التوجه الى بريطانيا بموجب القانون الجديد لمكافحة الارهاب الذي تعده الحكومة.
وذكرت صحيفتا «دايلي تلغراف» و«فايننشال تايمز» ان القانون الجديد سيسمح لوزير الداخلية بمنع اقامة وطرد اي شخص يشتبه بتحريضه على الارهاب.
ويستهدف هذا القانون في شكل اساسي ائمة المساجد المتشددين الذين يأتون الى بريطانيا في اطار القاء خطب عن العنف.
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir