النسر
04-18-2020, 11:35 PM
https://www.alraimedia.com/media/4d5c4cbc-8b49-468d-a5f3-751c3fc5bab3/9fgHqA/Photos/Y-2020/M-04/D-19/323e11bb-e5b5-4221-93ff-d75660007d00/20200418182303452.jpg
هل حققتْ أميركا أهدافها باغتيال قائد «فيلق القدس»؟ (1 - 2)
19 أبريل 2020
الكاتب:ايليا ج. مغناير
في الثالث من يناير 2020، اغتالت طائراتٌ أميركية من دون طيّار اللواء قاسم سليماني، قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الإيراني، في مطار بغداد، بعدما كان حَضَرَ إلى العراق بناءً على طلب رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي، في متابعةٍ لوساطةٍ مستمرّة بين إيران والسعودية، إضافة إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب كان طلب من العراق إقناع طهران بتخفيف حدّة التوتر الشديد الذي يسيطر على الشرق الأوسط، ناهيك عن أن الحكومة العراقية كانت أعلنت أن سليماني عُيّن منها كمستشار عسكري للحرب على «داعش» ما يعطيه حصانة ديبلوماسية.
وشاء القَدَرُ أن يحْضر القائد العراقي أبو مهدي المهندس لاستقبال سليماني في 3 يناير، وتغتاله الولايات المتحدة مع رفيق دربه. وها قد مضى أكثر من 100 يوم على عملية الاغتيال، وسط أسئلة ما زالت حاضرة حول أهداف واشنطن من الاغتيال وما الذي حققتْه بالفعل؟ وهل تأثّر «محور المقاومة» الذي كان يقوده سليماني؟
بعد اغتيال قائد «فيلق القدس»، اختار المرشد الأعلى السيد علي خامنئي، نائبه الجنرال إسماعيل قاآني، الذي كان سليماني رشّحه بديلاً عنه في حال اغتياله أو سقوطه في الميدان.
وكانت الزيارة الأولى لقاآني إلى سورية حيث التقى الرئيس بشار الأسد (في مناسبات عدة). كما زار الخط الأمامي في حلب وإدلب، المدينة التي تستضيف «أكبر ملاذ آمِن للقاعدة منذ 11 سبتمبر» بحسب ما صرح الموفد الأميركي السابق لمكافحة الإرهاب في سورية والعراق بريت ماكغورك. والتقى قاآني، القادة الميدانيين المستعدّين لاستعادة طريق M4 التي تربط حلب باللاذقية، إذا فشلت تركيا في إزاحة الجهاديين المنتشرين على طول الطريق، بحسب ما نص عليه الاتفاق التركي - الروسي.
وقالت مصادر قريبة من قادة «محور المقاومة»، إن قاآني أكد للأسد «دعم إيران التام لاستقرار ووحدة الأراضي السورية وجهودها لتحرير البلاد من كل قوات الاحتلال. وشكر الأسد الجنرال الإيراني وأعرب عن تقديره للدعم الإيراني في حمأة العقوبات الأميركية القاسية وانتشار الفيروس التاجي».
والتقى قاآني في دمشق، القادة الفلسطينيين لمعاودة تأكيد ما تم الاتفاق عليه في لقاء طهران والتزام إيران دعم القضية الفلسطينية. كما زار الجنرال الإيراني لبنان، حيث التقى قيادة «حزب الله»، ثم سافر إلى العراق للقاء مسؤولين سياسيين وعسكريين. ونَقَل رسالةً واحدة إلى جميع أعضاء «محور المقاومة» الذين التقاهم: تعتبر إيران «محور المقاومة» جزءاً من أمنها القومي وهي عازمة على زيادة الدعم لحلفائها. وقد بدأ القائد الجديد على خطى سلفه سليماني في تشكيل علاقات شخصية ومباشرة مع حلفائه.
جمعتْ جنازات سليماني والمهندس، الملايين في شوارع إيران. وقبل اغتيالهما، كانت إيران تعاني اضطرابات، إذ تم حرق أكثر من 731 مصرفاً و307 سيارات و1076 دراجة نارية، وتخريب 140 مكاناً عاماً، و70 محطة وقود، وهو دليل على الهدف الرامي إلى ضرْب اقتصاد البلاد وبنيتها الاقتصادية. وبعد الاغتيال، اصبحت إيران موحّدة أكثر من أي وقت، رغم أن الولايات المتحدة تحاول شلّ البلاد بعقوبات قاسية لم تشهدها منذ أربعين عاماً.
اعتقد ترامب وإدارته أن الإيرانيين المُعارِضين للنظام سيعتبرون الاغتيال فرصةً ضد القيادة الحالية، فكانت النتيجة عكس ذلك تماماً. في الواقع، قدّم الرئيس الأميركي هدية فريدة لوحدة وتَضامُن الإيرانيين وهو ما لم يكن من الممكن تحقيقه إلا من خلال اغتيال شخصية وطنية مثل سليماني.
وتقول المصادر القريبة من قادة «محور المقاومة»: «ليس لأن سليماني كان لا غنى عنه، ولكن لأنه قادَ الحرب ضد القاعدة وداعش لحماية إيران من التكفيريين، وهذا أمر غير مقبول على الإطلاق للشعب الإيراني لأن سليماني أصبح رمزاً وطنياً. بالاضافة الى ذلك، فقد اعتبر الإيرانيون انه تم اغتيال القادة من زعيم متعجرف كان من الواضح أنه استمتع بمتابعة (الدقائق الأخيرة) قبل أن يغتاله بأرضٍ محايدة يفترض أن تكون الولايات المتحدة ضيفاً فيها تحترم قواعد البلاد».
كان ردّ الفعل غير متوقَّع: استخدمت طهران صواريخها القائمة على الوقود السائل ضدّ قاعدتين أميركيتين في عين الأسد - الأنبار وأربيل. ويشير استخدام هذا الوقود بدل الوقود الصلب الذي يحتاج لدقائق للإطلاق، إلى أن إيران نشرت الصواريخ لساعاتٍ لإعدادها للإطلاق، ما يتيح إمكانية كبيرة للأقمار الاصطناعية الأميركية لرؤيتها.
وبالفعل، أرسلت الإدارة الأميركية برقية عاجلة إلى السفارة السويسرية في طهران، تحذّر إيران من أي هجوم. وردّت إيران بإعطاء الموقع الدقيق للقصف المقصود، القاعدتين الأميركيتين، مضيفة أنه سيتم قصف كل القواعد العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط إذا قامت الولايات المتحدة بالردّ على إطلاق صواريخها البالستية. وبذلك تحدّت وجهاً لوجه قوة عظمى تحيط بها بعشرات القواعد العسكرية. ولم تطلب طهران من حلفائها مهاجمة الأميركيين.
وبحسب المصادر، أظهرت «الجمهورية الإسلامية» أنها بعيدة عن الإخضاع، ما يدل على أن ترامب أو أي رئيس أميركي جديد، لن ينجح في فرْض شروطه.
وفي رأي المصادر، فإن العواقب الاستراتيجية لاغتيال سليماني والقصف الإيراني المباشر للقواعد الأميركية، تعزّز «محور المقاومة» كما لم يحدث من قبل، بحيث بدا أن الحلفاء لا يخشون مواجهة الولايات المتحدة وجهاً لوجه على أي منصة.
وإذ ذكّر هذه المصادر بأن سليماني لم يُقتل في ساحة المعركة ولكن بطائرة من دون طيّار موجَّهة من بعيد، وبأن إيران أخطرت الولايات المتحدة بنيّاتها ما سمح لأميركا وقوات التحالف بالاختباء في الملاجئ، خلصت إلى أن اغتيال سليماني انقلب ضدّ الولايات المتحدة لمصلحة «محور المقاومة» رغم خسارته لقائد مهمّ.
https://www.alraimedia.com/Home/Details?id=323e11bb-e5b5-4221-93ff-d75660007d00
هل حققتْ أميركا أهدافها باغتيال قائد «فيلق القدس»؟ (1 - 2)
19 أبريل 2020
الكاتب:ايليا ج. مغناير
في الثالث من يناير 2020، اغتالت طائراتٌ أميركية من دون طيّار اللواء قاسم سليماني، قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الإيراني، في مطار بغداد، بعدما كان حَضَرَ إلى العراق بناءً على طلب رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي، في متابعةٍ لوساطةٍ مستمرّة بين إيران والسعودية، إضافة إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب كان طلب من العراق إقناع طهران بتخفيف حدّة التوتر الشديد الذي يسيطر على الشرق الأوسط، ناهيك عن أن الحكومة العراقية كانت أعلنت أن سليماني عُيّن منها كمستشار عسكري للحرب على «داعش» ما يعطيه حصانة ديبلوماسية.
وشاء القَدَرُ أن يحْضر القائد العراقي أبو مهدي المهندس لاستقبال سليماني في 3 يناير، وتغتاله الولايات المتحدة مع رفيق دربه. وها قد مضى أكثر من 100 يوم على عملية الاغتيال، وسط أسئلة ما زالت حاضرة حول أهداف واشنطن من الاغتيال وما الذي حققتْه بالفعل؟ وهل تأثّر «محور المقاومة» الذي كان يقوده سليماني؟
بعد اغتيال قائد «فيلق القدس»، اختار المرشد الأعلى السيد علي خامنئي، نائبه الجنرال إسماعيل قاآني، الذي كان سليماني رشّحه بديلاً عنه في حال اغتياله أو سقوطه في الميدان.
وكانت الزيارة الأولى لقاآني إلى سورية حيث التقى الرئيس بشار الأسد (في مناسبات عدة). كما زار الخط الأمامي في حلب وإدلب، المدينة التي تستضيف «أكبر ملاذ آمِن للقاعدة منذ 11 سبتمبر» بحسب ما صرح الموفد الأميركي السابق لمكافحة الإرهاب في سورية والعراق بريت ماكغورك. والتقى قاآني، القادة الميدانيين المستعدّين لاستعادة طريق M4 التي تربط حلب باللاذقية، إذا فشلت تركيا في إزاحة الجهاديين المنتشرين على طول الطريق، بحسب ما نص عليه الاتفاق التركي - الروسي.
وقالت مصادر قريبة من قادة «محور المقاومة»، إن قاآني أكد للأسد «دعم إيران التام لاستقرار ووحدة الأراضي السورية وجهودها لتحرير البلاد من كل قوات الاحتلال. وشكر الأسد الجنرال الإيراني وأعرب عن تقديره للدعم الإيراني في حمأة العقوبات الأميركية القاسية وانتشار الفيروس التاجي».
والتقى قاآني في دمشق، القادة الفلسطينيين لمعاودة تأكيد ما تم الاتفاق عليه في لقاء طهران والتزام إيران دعم القضية الفلسطينية. كما زار الجنرال الإيراني لبنان، حيث التقى قيادة «حزب الله»، ثم سافر إلى العراق للقاء مسؤولين سياسيين وعسكريين. ونَقَل رسالةً واحدة إلى جميع أعضاء «محور المقاومة» الذين التقاهم: تعتبر إيران «محور المقاومة» جزءاً من أمنها القومي وهي عازمة على زيادة الدعم لحلفائها. وقد بدأ القائد الجديد على خطى سلفه سليماني في تشكيل علاقات شخصية ومباشرة مع حلفائه.
جمعتْ جنازات سليماني والمهندس، الملايين في شوارع إيران. وقبل اغتيالهما، كانت إيران تعاني اضطرابات، إذ تم حرق أكثر من 731 مصرفاً و307 سيارات و1076 دراجة نارية، وتخريب 140 مكاناً عاماً، و70 محطة وقود، وهو دليل على الهدف الرامي إلى ضرْب اقتصاد البلاد وبنيتها الاقتصادية. وبعد الاغتيال، اصبحت إيران موحّدة أكثر من أي وقت، رغم أن الولايات المتحدة تحاول شلّ البلاد بعقوبات قاسية لم تشهدها منذ أربعين عاماً.
اعتقد ترامب وإدارته أن الإيرانيين المُعارِضين للنظام سيعتبرون الاغتيال فرصةً ضد القيادة الحالية، فكانت النتيجة عكس ذلك تماماً. في الواقع، قدّم الرئيس الأميركي هدية فريدة لوحدة وتَضامُن الإيرانيين وهو ما لم يكن من الممكن تحقيقه إلا من خلال اغتيال شخصية وطنية مثل سليماني.
وتقول المصادر القريبة من قادة «محور المقاومة»: «ليس لأن سليماني كان لا غنى عنه، ولكن لأنه قادَ الحرب ضد القاعدة وداعش لحماية إيران من التكفيريين، وهذا أمر غير مقبول على الإطلاق للشعب الإيراني لأن سليماني أصبح رمزاً وطنياً. بالاضافة الى ذلك، فقد اعتبر الإيرانيون انه تم اغتيال القادة من زعيم متعجرف كان من الواضح أنه استمتع بمتابعة (الدقائق الأخيرة) قبل أن يغتاله بأرضٍ محايدة يفترض أن تكون الولايات المتحدة ضيفاً فيها تحترم قواعد البلاد».
كان ردّ الفعل غير متوقَّع: استخدمت طهران صواريخها القائمة على الوقود السائل ضدّ قاعدتين أميركيتين في عين الأسد - الأنبار وأربيل. ويشير استخدام هذا الوقود بدل الوقود الصلب الذي يحتاج لدقائق للإطلاق، إلى أن إيران نشرت الصواريخ لساعاتٍ لإعدادها للإطلاق، ما يتيح إمكانية كبيرة للأقمار الاصطناعية الأميركية لرؤيتها.
وبالفعل، أرسلت الإدارة الأميركية برقية عاجلة إلى السفارة السويسرية في طهران، تحذّر إيران من أي هجوم. وردّت إيران بإعطاء الموقع الدقيق للقصف المقصود، القاعدتين الأميركيتين، مضيفة أنه سيتم قصف كل القواعد العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط إذا قامت الولايات المتحدة بالردّ على إطلاق صواريخها البالستية. وبذلك تحدّت وجهاً لوجه قوة عظمى تحيط بها بعشرات القواعد العسكرية. ولم تطلب طهران من حلفائها مهاجمة الأميركيين.
وبحسب المصادر، أظهرت «الجمهورية الإسلامية» أنها بعيدة عن الإخضاع، ما يدل على أن ترامب أو أي رئيس أميركي جديد، لن ينجح في فرْض شروطه.
وفي رأي المصادر، فإن العواقب الاستراتيجية لاغتيال سليماني والقصف الإيراني المباشر للقواعد الأميركية، تعزّز «محور المقاومة» كما لم يحدث من قبل، بحيث بدا أن الحلفاء لا يخشون مواجهة الولايات المتحدة وجهاً لوجه على أي منصة.
وإذ ذكّر هذه المصادر بأن سليماني لم يُقتل في ساحة المعركة ولكن بطائرة من دون طيّار موجَّهة من بعيد، وبأن إيران أخطرت الولايات المتحدة بنيّاتها ما سمح لأميركا وقوات التحالف بالاختباء في الملاجئ، خلصت إلى أن اغتيال سليماني انقلب ضدّ الولايات المتحدة لمصلحة «محور المقاومة» رغم خسارته لقائد مهمّ.
https://www.alraimedia.com/Home/Details?id=323e11bb-e5b5-4221-93ff-d75660007d00