موالى
07-14-2005, 12:45 AM
أثير محمد شهاب
مما يفرح القلب في هذه الايام..إقامة نشاط تشترك فيه كل النخب الثقافية وعلى مختلف توجهاتها دون ان ينحصر ذلك على بعض المثقفين دون غيرهم، فما نشاهده في الفعاليات الثقافية اغلبها اسهام كتاب الشعر والقصة والرواية في رفد المشهد الثقافي دون ان يكون للنخب الثقافية الاخرى حضور فاعل ومؤثر، بحيث باتت صورة المثقف محصورة عند عتبتهم، وهذا الفعل – الغير صحي – افضى الى ان يطالب مثقفو الشعر والرواية اشراكهم في العملية السياسية والدستورية بوصفهم مثقفين، وقد تناسوا ان لكل فعل ثقافي جماعة تمثله وتحفر فيه، فلا معنى لاشراك هذه الفئة في كل مفاصل الحياة، لان المثقف الحقوقي – هو المعني بثقافة الدستور، والمثقف السياسي مهتم بمسارت الفعل السياسي..
وهكذا من هذه المقدمة، اودّ ان اشير الى اسهام النخب الثقافية المتنوعة الاختصاصات في احتفائية المنبر الثقافي العراقي التي اقيمت على قاعة فندق بابل يوم الثلاثاء من 12- 13 /7/2005 ، وقد اشترك في هذه الاحتفائية بعض اعضاء مجلس الحكم السابق امثال الاستاذ نصير الجادرجي.
قدم الجلسة الاستاذ اياد السعيدي، فيما القى الاستاذ الدكتور جلال الماشطة كلمة رئيس الجمهورية جلال الطلباني بهذه المناسبة، وقد جاء فيها :(( قبل عشر سنين فقد العراق اهم مبدعيه ومفكريه ))، واشار الى ضرورة الانتباه الى مقولات الوردي في ثقافة العنف من اجل الاستفادة منها في الراهن السياسي ( حينما نواجه اليوم العنف، لابد من استذكار تحذيرات الوردي في العنف )، فضلا عن اهمية الكلمة في التأكيد على خصوصية مقولات الوردي في قضية الاصلاح، واكد على ضرورة استعادة الوردي مكانته الحقيقة في الوضع الجديد. الى جانب ذلك انشدت الروائية لطفية الدليمي كلمة المنبر الثقافي في هذه المناسبة.
إذ قالت ( الاحتفاء بالدكتور علي الوردي – اكبر عالم اجتماع عراقي – لا يأتي اليوم لاستذكار منجز وتأمل مسيرة علم من اعلام التنوير في بلادنا، حسب وانما لتأكيد حضوره الساطع في وجدان العراقيين )، اضافة الى ذلك اكدت على ضرورة الاقتداء بمقولات الوردي التي تقوم على (( مماحكة الانتزاع الحقيقة من بين ثناياها ))، ثم القت ابنة الوردي – سيناء على الوردي كلمة قدمت من خلالها الشكر الى المنبر الثقافي (( ان هذه الاحتفائية كبيرة بالنسبة لنا، لان المنظمين لا يبغون من ورائها اية مصلحة ))، كما نوّهت من خلال حديثها عن ابيها عن الاسلوب الذي كان يعتمده في كتاباته لا سيما ابتعاده عن الاساليب المباشرة، لانها تفضي الى نتائج غير طيبة، وقد اوجزت سيرة الوردي، ودراسته ومؤلفاته، واكدت على حصوله على الدكتوراه من تكساس سنة 1954 ، ثم حصوله على التقاعد سنة 1970، ليتفرغ بعد ذلك الى البحوث والدراسات والكتب.
الجلسة الاولى – التاسعة صباحا – سوسيولوجيا الوردي
ترأس الجلسة الاولى الاستاذ الدكتور كمال مظهر احمد، ودار حديثه قبل تقديم الاوراق والبحوث حول اهمية فكر الوردي في تأريخ العراق الحديث لاسيما اللمحات الاجتماعية ووعاظ السلاطين واسطورة الادب الرفيع، تحدث – بعد ذلك - الدكتور متعب مناف عن فكر الوردي من خلال بحثه المعنون (( سوسيولوجيا مخترقة تأريخيا )) مؤشرا دور بيئة الوردي – الكاظمية – في تفكيره وتطلعاته الفكرية، ومراجعا اصول تسمية الكاظمية - اسواقها، طبائع ناسها، اخلاقها )) وكل ما يسهم في التعرف على طرائق تفكير الوردي وكيفية استنباطه للحقائق.
وقدم الدكتور سليم الوردي بحثه المعنون (( كيف نقرأ علي الوردي )) الذي بين من خلاله تأثر الاجيال التي رافقت الوردي بطروحاته (( كم تأثرنا بمشروع الوردي ))، فضلا عن حديثه عن اقتراب افكار الوردي من المشروع السياسي.
وجاء البحث الاخير تحت عنوان ( صراع البداوة والحضارة بين ابن خلدون وعلي الوردي ) للسيدة اسماء جميل والتي حاولت عقد المقارنة بين فهم ابن خلدون والوردي للحضارة والبداوة، مقدمة صور الصراع عند كليهما. وثمة ورقتان لم يحضر اصحابها لكل من الدكتور فالح عبد الجبار، والدكتور رشيد الخيون.
ودارت – بعد ذلك – مجموعة من النقاشات حول البحوث المقدمة، من ذلك نقاش الدكتور حسان علي الوردي الذي راح يصرخ بوجه الدكتور سليم الوردي في تأويل كلام الدكتور الوردي تأويلا غير صحيح، فضلا عن حديث الاستاذ عبد الوهاب عن ذكرياته مع الوردي حينما كان تلميذا له، عندما طلب الوردي من تلاميذه إقامة المحاضرة في ازقة بغداد القديمة من اجل التعرف على الحياة الاجتماعية بالشكل الصحيح.
- الجلسة الثانية – الواحدة ظهرا- الوردي وانموذج المثقف
بعد الاستراحة التي استمرت نصف ساعة، ابتدأت محاور الجلسة الثانية، وقد ترأس الجلسة الاستاذة فوزية العطية، واول البحوث للاستاذ احمد المهنا (( استقلالية المثقف، علي الوردي انموذجا )) والذي تحدث عن علمنة الثقافة، بعيدا عن وصايا الدين، وجاء – بعد هذا - بحث الدكتور علي المهرج (( نقد الفكر النخبوي في كتابات الوردي )) ليتحدث عن صورة المثقف عند الوردي بين كونه نخبويا وغير ذلك، والبحث الاخير كان من نصيب الاستاذ سرمد الطائي حول (( علي الوردي – دور ثقافي غائب ))، وعلى الرغم من إعلان بحثه الا أنه لم يحضر … بعد ذلك دارت مجموعة من النقاشات التي تهتم بمرجعية الافكار عند الوردي سيما نقاش الاستاذ كامل مراياتي … بعد ذلك ختمت الجلسة.
***
استمرت فعاليات الاحتفائية – من قبل المنبر الثقافي – بالذكرى العاشرة لوفاة المفكر العراقي الدكتور علي الوردي في يوم الاربعاء 13/7/2005، وقد شهد اليوم الثاني الكثير من البحوث والاشادات بتجربة الوردي، سيما الافتتاحية التي تضمنت اكثر من كلمة، جاءت الاولى تحت عنوان ((كلمات في علي الوردي او الوردي في كلمات)) للاستاذ حسين علي محفوظ ، القاها السيد زيد الوردي، واسهمت كلمته بالاشادة بخصوصية فكر الوردي فضلا عن الولوج في سيرته وتعلمه ونشأته، بعد ذلك جاءت كلمة السيد اياد جمال الدين المعنونة (كلمة ثانية عن الوردي).
- الجلسة الثالثة – سوسيولوجيا الادب لدى الوردي
وقدم هذه الجلسة التي حملت العنوان السابق، الشاعر عبد الرحمن طهمازي، وتحدث قبل البدء بقراءة البحوث حول المغامرة الاصطلاحية لعنوان الحلقة، فضلا عن كلامه عن عقلية الوردي من خلال البحث في الازمات، انه مفكر ازمة، اضف الى حديثه عن قضية البداوة والحضارة.
وحملت ورقة الدكتور مالك المطلبي العنوان الاتي (سوسيولوجيا الادب لدى الوردي، قراءة في اسطورة الادب الرفيع))، ولم يتوقف الدكتور المطلبي عند حدود ما قدمه الكتاب، اسطورة الادب الرفيع بل توغل في قراءة ما قدمه من زعزعة لبعض المركزيات من خلال نقدها وتهميشها، الى جانب ذلك جاءت ورقة الدكتورة خزعل الماجدي تحت عنوان (الادب العربي من خلال النظرية الاجتماعية للوردي)) والتي دارت حول قضية مقاربة النقد الاجتماعي من دراسة الادب، مذكرا نقاط الاخذ التي اطلقها الوردي التي تتمثل في (ثقافة المديح، والتغزل بالغلمان، والتكسب).
- الجلسة الرابعة – جلسة الختام.
وقد ترأسها الاستاذ الدكتور متعب مناف، وقرأ فيها بحث كل من الاستاذ الدكتور رشيد الخيون والدكتور فالح عبد الجبار، وخرج المؤتمرون بمجموعة من التوصيات كان اهمها : الدعوة الى انشاء مركز دراسات الوردي، ومنح الوردي شهادة الدكتوراه – دكتوراه فخرية، ونشر بحوث الندوة على النت، ودعم الابداع الشبابي، وانشاء جائزة باسم الوردي، وانتاج فلم وثائقي عن سيرة الراحل، ثم ختمت الجلسة.
نص كلمة جلال طالباني:
"اسرة الدكتور علي الوردي الكريمة ...
ايتها السيدات ايها السادة ..
السلام عليكم ..
قبل عشر سنوات فقد العراق واحداً من اصدق مفكريه واشجع كتابه واكثر علمائه حرصاً على الحقيقة . ورغم مرور عقد كامل على رحيل علي الوردي فان تراثه ما برح حاضراً وفاعلاً في الحياة الفكرية والاجتماعية والسياسية ، وهذا خير دليل على الموقع الريادي لعلي الوردي كعالم وكإنسان .
وان دعوة المنبر الثقافي العراقي الى الاحتفاء بذكرى الفقيد وعقد حلقة دراسية عنه انما توفر فرصة سانحة ليس لاستذكار اعمال الوردي فقط ، بل لجعلها واحدة من ادوات فهم الواقع ومعرفة اسباب هيمنة الديكتاتورية على العراق طوال عقود والسبل الكفيلة بالتغلب على ارثها الثقيل ومواجهة مخلفات التعصب وبناء عراق يكون تنوع الافكار والاديان والاعراق فيه مصدر قوة وليس وهناً وتفرقة.
وحينما نواجه اليوم الارهاب والعنف فأننا بأمس الحاجة لاستذكار تحذيرات الدكتور علي الوردي من مخاطر الغلو والتطرف . كما اننا في سعينا لبناء عراق ديمقراطي فيدرالي تعددي جديد نستعيد دعوات الوردي الى الاصلاح والتنوير، تلك الدعوات التي اطلقها في زمن الطغيان والظلامية وظل صوته مسموعاً رغم ان النظام الدكتاتوري سعى الى محاصرته واخفاته واسكاته . وبعد تحرر العراق من الجور ينبغي ان يستعيد الوردي المكانة اللائقة به في طليعة صفوف المفكرين التنويريين ، و لربما حان الوقت لاصدار مؤلفاته الكاملة وانشاء مركز علمي يحمل اسمه . ولكن الاهم ان نستحضر دوماً افكار الوردي الذي دعا بالنص الى تعويد الشعب العراقي على الحياة الديمقراطية واتاحة حرية الرأي والتصويت دون ان نسمح لفئة منه ان تفرض رأيها بالقوة على الفئات الاخرى. ولقد كان المفكر الراحل يستشرف واقعنا اليوم حينما دعا الى التعلم من التجارب القاسية تفادياً للوقوع في تجارب اقسى منها كما قال .
نتمنى لمؤتمركم التوفيق والنجاح لكي يصبح منطلقاً لاعادة دراسة وتقييم تراث علي الوردي الذي قدم مثالاً في موضوعية الباحث وتجرد العالم في قراءة الماضي ودراسة الحاضر والدعوة الى الاصلاح والتنوير."
مما يفرح القلب في هذه الايام..إقامة نشاط تشترك فيه كل النخب الثقافية وعلى مختلف توجهاتها دون ان ينحصر ذلك على بعض المثقفين دون غيرهم، فما نشاهده في الفعاليات الثقافية اغلبها اسهام كتاب الشعر والقصة والرواية في رفد المشهد الثقافي دون ان يكون للنخب الثقافية الاخرى حضور فاعل ومؤثر، بحيث باتت صورة المثقف محصورة عند عتبتهم، وهذا الفعل – الغير صحي – افضى الى ان يطالب مثقفو الشعر والرواية اشراكهم في العملية السياسية والدستورية بوصفهم مثقفين، وقد تناسوا ان لكل فعل ثقافي جماعة تمثله وتحفر فيه، فلا معنى لاشراك هذه الفئة في كل مفاصل الحياة، لان المثقف الحقوقي – هو المعني بثقافة الدستور، والمثقف السياسي مهتم بمسارت الفعل السياسي..
وهكذا من هذه المقدمة، اودّ ان اشير الى اسهام النخب الثقافية المتنوعة الاختصاصات في احتفائية المنبر الثقافي العراقي التي اقيمت على قاعة فندق بابل يوم الثلاثاء من 12- 13 /7/2005 ، وقد اشترك في هذه الاحتفائية بعض اعضاء مجلس الحكم السابق امثال الاستاذ نصير الجادرجي.
قدم الجلسة الاستاذ اياد السعيدي، فيما القى الاستاذ الدكتور جلال الماشطة كلمة رئيس الجمهورية جلال الطلباني بهذه المناسبة، وقد جاء فيها :(( قبل عشر سنين فقد العراق اهم مبدعيه ومفكريه ))، واشار الى ضرورة الانتباه الى مقولات الوردي في ثقافة العنف من اجل الاستفادة منها في الراهن السياسي ( حينما نواجه اليوم العنف، لابد من استذكار تحذيرات الوردي في العنف )، فضلا عن اهمية الكلمة في التأكيد على خصوصية مقولات الوردي في قضية الاصلاح، واكد على ضرورة استعادة الوردي مكانته الحقيقة في الوضع الجديد. الى جانب ذلك انشدت الروائية لطفية الدليمي كلمة المنبر الثقافي في هذه المناسبة.
إذ قالت ( الاحتفاء بالدكتور علي الوردي – اكبر عالم اجتماع عراقي – لا يأتي اليوم لاستذكار منجز وتأمل مسيرة علم من اعلام التنوير في بلادنا، حسب وانما لتأكيد حضوره الساطع في وجدان العراقيين )، اضافة الى ذلك اكدت على ضرورة الاقتداء بمقولات الوردي التي تقوم على (( مماحكة الانتزاع الحقيقة من بين ثناياها ))، ثم القت ابنة الوردي – سيناء على الوردي كلمة قدمت من خلالها الشكر الى المنبر الثقافي (( ان هذه الاحتفائية كبيرة بالنسبة لنا، لان المنظمين لا يبغون من ورائها اية مصلحة ))، كما نوّهت من خلال حديثها عن ابيها عن الاسلوب الذي كان يعتمده في كتاباته لا سيما ابتعاده عن الاساليب المباشرة، لانها تفضي الى نتائج غير طيبة، وقد اوجزت سيرة الوردي، ودراسته ومؤلفاته، واكدت على حصوله على الدكتوراه من تكساس سنة 1954 ، ثم حصوله على التقاعد سنة 1970، ليتفرغ بعد ذلك الى البحوث والدراسات والكتب.
الجلسة الاولى – التاسعة صباحا – سوسيولوجيا الوردي
ترأس الجلسة الاولى الاستاذ الدكتور كمال مظهر احمد، ودار حديثه قبل تقديم الاوراق والبحوث حول اهمية فكر الوردي في تأريخ العراق الحديث لاسيما اللمحات الاجتماعية ووعاظ السلاطين واسطورة الادب الرفيع، تحدث – بعد ذلك - الدكتور متعب مناف عن فكر الوردي من خلال بحثه المعنون (( سوسيولوجيا مخترقة تأريخيا )) مؤشرا دور بيئة الوردي – الكاظمية – في تفكيره وتطلعاته الفكرية، ومراجعا اصول تسمية الكاظمية - اسواقها، طبائع ناسها، اخلاقها )) وكل ما يسهم في التعرف على طرائق تفكير الوردي وكيفية استنباطه للحقائق.
وقدم الدكتور سليم الوردي بحثه المعنون (( كيف نقرأ علي الوردي )) الذي بين من خلاله تأثر الاجيال التي رافقت الوردي بطروحاته (( كم تأثرنا بمشروع الوردي ))، فضلا عن حديثه عن اقتراب افكار الوردي من المشروع السياسي.
وجاء البحث الاخير تحت عنوان ( صراع البداوة والحضارة بين ابن خلدون وعلي الوردي ) للسيدة اسماء جميل والتي حاولت عقد المقارنة بين فهم ابن خلدون والوردي للحضارة والبداوة، مقدمة صور الصراع عند كليهما. وثمة ورقتان لم يحضر اصحابها لكل من الدكتور فالح عبد الجبار، والدكتور رشيد الخيون.
ودارت – بعد ذلك – مجموعة من النقاشات حول البحوث المقدمة، من ذلك نقاش الدكتور حسان علي الوردي الذي راح يصرخ بوجه الدكتور سليم الوردي في تأويل كلام الدكتور الوردي تأويلا غير صحيح، فضلا عن حديث الاستاذ عبد الوهاب عن ذكرياته مع الوردي حينما كان تلميذا له، عندما طلب الوردي من تلاميذه إقامة المحاضرة في ازقة بغداد القديمة من اجل التعرف على الحياة الاجتماعية بالشكل الصحيح.
- الجلسة الثانية – الواحدة ظهرا- الوردي وانموذج المثقف
بعد الاستراحة التي استمرت نصف ساعة، ابتدأت محاور الجلسة الثانية، وقد ترأس الجلسة الاستاذة فوزية العطية، واول البحوث للاستاذ احمد المهنا (( استقلالية المثقف، علي الوردي انموذجا )) والذي تحدث عن علمنة الثقافة، بعيدا عن وصايا الدين، وجاء – بعد هذا - بحث الدكتور علي المهرج (( نقد الفكر النخبوي في كتابات الوردي )) ليتحدث عن صورة المثقف عند الوردي بين كونه نخبويا وغير ذلك، والبحث الاخير كان من نصيب الاستاذ سرمد الطائي حول (( علي الوردي – دور ثقافي غائب ))، وعلى الرغم من إعلان بحثه الا أنه لم يحضر … بعد ذلك دارت مجموعة من النقاشات التي تهتم بمرجعية الافكار عند الوردي سيما نقاش الاستاذ كامل مراياتي … بعد ذلك ختمت الجلسة.
***
استمرت فعاليات الاحتفائية – من قبل المنبر الثقافي – بالذكرى العاشرة لوفاة المفكر العراقي الدكتور علي الوردي في يوم الاربعاء 13/7/2005، وقد شهد اليوم الثاني الكثير من البحوث والاشادات بتجربة الوردي، سيما الافتتاحية التي تضمنت اكثر من كلمة، جاءت الاولى تحت عنوان ((كلمات في علي الوردي او الوردي في كلمات)) للاستاذ حسين علي محفوظ ، القاها السيد زيد الوردي، واسهمت كلمته بالاشادة بخصوصية فكر الوردي فضلا عن الولوج في سيرته وتعلمه ونشأته، بعد ذلك جاءت كلمة السيد اياد جمال الدين المعنونة (كلمة ثانية عن الوردي).
- الجلسة الثالثة – سوسيولوجيا الادب لدى الوردي
وقدم هذه الجلسة التي حملت العنوان السابق، الشاعر عبد الرحمن طهمازي، وتحدث قبل البدء بقراءة البحوث حول المغامرة الاصطلاحية لعنوان الحلقة، فضلا عن كلامه عن عقلية الوردي من خلال البحث في الازمات، انه مفكر ازمة، اضف الى حديثه عن قضية البداوة والحضارة.
وحملت ورقة الدكتور مالك المطلبي العنوان الاتي (سوسيولوجيا الادب لدى الوردي، قراءة في اسطورة الادب الرفيع))، ولم يتوقف الدكتور المطلبي عند حدود ما قدمه الكتاب، اسطورة الادب الرفيع بل توغل في قراءة ما قدمه من زعزعة لبعض المركزيات من خلال نقدها وتهميشها، الى جانب ذلك جاءت ورقة الدكتورة خزعل الماجدي تحت عنوان (الادب العربي من خلال النظرية الاجتماعية للوردي)) والتي دارت حول قضية مقاربة النقد الاجتماعي من دراسة الادب، مذكرا نقاط الاخذ التي اطلقها الوردي التي تتمثل في (ثقافة المديح، والتغزل بالغلمان، والتكسب).
- الجلسة الرابعة – جلسة الختام.
وقد ترأسها الاستاذ الدكتور متعب مناف، وقرأ فيها بحث كل من الاستاذ الدكتور رشيد الخيون والدكتور فالح عبد الجبار، وخرج المؤتمرون بمجموعة من التوصيات كان اهمها : الدعوة الى انشاء مركز دراسات الوردي، ومنح الوردي شهادة الدكتوراه – دكتوراه فخرية، ونشر بحوث الندوة على النت، ودعم الابداع الشبابي، وانشاء جائزة باسم الوردي، وانتاج فلم وثائقي عن سيرة الراحل، ثم ختمت الجلسة.
نص كلمة جلال طالباني:
"اسرة الدكتور علي الوردي الكريمة ...
ايتها السيدات ايها السادة ..
السلام عليكم ..
قبل عشر سنوات فقد العراق واحداً من اصدق مفكريه واشجع كتابه واكثر علمائه حرصاً على الحقيقة . ورغم مرور عقد كامل على رحيل علي الوردي فان تراثه ما برح حاضراً وفاعلاً في الحياة الفكرية والاجتماعية والسياسية ، وهذا خير دليل على الموقع الريادي لعلي الوردي كعالم وكإنسان .
وان دعوة المنبر الثقافي العراقي الى الاحتفاء بذكرى الفقيد وعقد حلقة دراسية عنه انما توفر فرصة سانحة ليس لاستذكار اعمال الوردي فقط ، بل لجعلها واحدة من ادوات فهم الواقع ومعرفة اسباب هيمنة الديكتاتورية على العراق طوال عقود والسبل الكفيلة بالتغلب على ارثها الثقيل ومواجهة مخلفات التعصب وبناء عراق يكون تنوع الافكار والاديان والاعراق فيه مصدر قوة وليس وهناً وتفرقة.
وحينما نواجه اليوم الارهاب والعنف فأننا بأمس الحاجة لاستذكار تحذيرات الدكتور علي الوردي من مخاطر الغلو والتطرف . كما اننا في سعينا لبناء عراق ديمقراطي فيدرالي تعددي جديد نستعيد دعوات الوردي الى الاصلاح والتنوير، تلك الدعوات التي اطلقها في زمن الطغيان والظلامية وظل صوته مسموعاً رغم ان النظام الدكتاتوري سعى الى محاصرته واخفاته واسكاته . وبعد تحرر العراق من الجور ينبغي ان يستعيد الوردي المكانة اللائقة به في طليعة صفوف المفكرين التنويريين ، و لربما حان الوقت لاصدار مؤلفاته الكاملة وانشاء مركز علمي يحمل اسمه . ولكن الاهم ان نستحضر دوماً افكار الوردي الذي دعا بالنص الى تعويد الشعب العراقي على الحياة الديمقراطية واتاحة حرية الرأي والتصويت دون ان نسمح لفئة منه ان تفرض رأيها بالقوة على الفئات الاخرى. ولقد كان المفكر الراحل يستشرف واقعنا اليوم حينما دعا الى التعلم من التجارب القاسية تفادياً للوقوع في تجارب اقسى منها كما قال .
نتمنى لمؤتمركم التوفيق والنجاح لكي يصبح منطلقاً لاعادة دراسة وتقييم تراث علي الوردي الذي قدم مثالاً في موضوعية الباحث وتجرد العالم في قراءة الماضي ودراسة الحاضر والدعوة الى الاصلاح والتنوير."