مشاهدة النسخة كاملة : الدكتور شملان يوسف العيسى ... إلى الرفيق الأعلى
راشد البناي
04-09-2020, 11:01 AM
https://www.kuna.net.kw/NewsPictures/2012/11/21/148706b8-5c4f-45a5-8a1b-38ad551cc8c0.jpg
الخميس 4/9/2020
انتقل إلى رحمة الله تعالى الرئيس السابق لقسم العلوم السياسية بجامعة الكويت وأستاذ العلوم السياسية الدكتور شملان يوسف العيسى بعد رحلة صراع مع المرض عن عمر يناهز 76 عاما .
حصل على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة تافت بولاية ماسيشوست عام 1978 بالولايات المتحده الأمريكية .
ولد الدكتور شملان العيسى عام 1944، في المنطقة الوسطى في حي القناعات فريج الشويخ، عاش في بيت شيخ دين، حيث والده الشيخ يوسف بن عيسى مفتي الديار الكويتية .
لروحه الراحة والنعيم ... ولأهله الصبر والسلوان
إنا لله وإنا إليه راجعون
http://s.alriyadh.com/2014/12/11/img/834395060082.jpg
مشوار د. شملان العيسى: تزوجت زوجتي 3 مرات!
حوار: جنان حسين
2014/12/11
الدكتور شملان العيسى – أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت - شخصية غنية عن التعريف.. عرف بصراحته ومقالاته الهادفة ومواقفه الواضحة. تأثر بالجو السياسي العام في البلاد أيام الخمسينيات والستينيات، فأحب السياسة واختار التخصص في هذا المجال من جامعة كاليفورنيا بسان فرانسيسكو. عاش في بيئة أثرت في حياته.. والده مفتي الديار الكويتية وقاضي القضاة، وهو خال شيخ الكتاب محمد مساعد الصالح رحمه الله، رحلة مشواره ممتعة نتعرف عليها معاً في هذا اللقاء:
النشأة.. والطفولة
. ماذا عن النشأة وتأثيرها على حياتك، خاصة أنك عشت في بيت شيخ دين، حيث كان والدك الشيخ يوسف بن عيسى مفتي الديار الكويتية وقاضي القضاة؟
- نشأت في بيئة دينية محافظة لكن كان لدينا مطلق الحريات، حيث عشت مفهوم الإسلام الواسع وهذا هو الإسلام الحقيقي الذي تربيت عليه. كان والدي الشيخ يوسف بن عيسى متأثراً بالشيخ محمد رشيد رضا والإمام الشيخ محمد عبده من خلال قراءته لكتبهم.. كانت لديه مكتبة عامرة بأنواع الكتب يستزيد منها ثقافة واطلاعاً، وكان لذلك الأثر في ولادة فكرة والدي بإنشاء المدرسة المباركية، فمن خلال إحدى خطب محمد رشيد رضا التي دعا فيها إلى ألا تبقى الأمة العربية والإسلامية متخلفة زاد والدي حماساً وإصراراً بتنفيذ فكرة المدرسة والتعليم النظامي فبدأ تنفيذها بمبلغ 50 روبية واستدان المال من بعض الأهالي وبدعم من أهل الكويت انطلقت مدرسة المباركية كمدرسة نظامية تدرس الحساب واللغة العربية واللغة الإنجليزية والدين. وواجهه بعض رجال الدين في المطالبة بإلغاء اللغة الإنجليزية إلا أن تكاتف أهل الكويت ودعم الحكام لخطوته في نشر العلم والتعليم كان عاملاً على نجاح المدرسة واستقطاب الطلاب للدراسة. كان أجدادنا وآباؤنا محظوظين آنذاك في وقت عرفت الكويت الديمقراطية فتأسس أول مجلس استشاري عام 1921 ثم تبعه المجلس التشريعي الأول في 1938 .. من هنا بدأت المشاركة الديمقراطية في الكويت ليتم تقنينها بعد الاستقلال في 1961.
بيئة دينية
هذا الجو الذي عشت فيه بكل ما به من مُثل وقيم ومبادئ ديننا الحنيف، نعيش ونتعايش من خلاله، من وعيت وأنا أعيش الديمقراطية وحرية الرأي والتكاتف وروح التعاون؛ كنت أجالس والدي عندما يريد أن يحكم في قضية ما لأعرف ماذا يقولون، وكانوا يطردونني لأنني صغير في السن، خصوصاً كان يجذبني حديثهم حول قضايا المرأة، وما زلت أتذكر حادثة فتاة في عمر 17 سنة جاءت لتعيش معنا في البيت لمدة 3 شهور بعد أن هربت من زوجها البالغ من العمر 85 سنة الذي كان يضربها ويسيء معاملتها فجاءت لوالدي هرباً منه ليطبق عليه نظام الخلع ووهو النظام الذي يعود لأوائل الخمسينيات.
كانت النزاهة أمراً أساسياً في حياة والدي وفقاً لالتزامه الديني، كان يرفض أي هدايا تأتي له ودائماً يقول «يجب استقلالية القضاء»، لم يكن يقبل أي هدية سوى من الحاكم عبدالله السالم الذي كانت تربطه صداقة معه، حيث كان يرسل لنا طيور الحبارى. لذا أرفض التفسير الخاطئ للإسلام الذي يشوه حقيقته السمحة.
فريج الجناعات
. في أي حي ولدت؟ وماذا عن الطفولة؟
- ولدت في 1944 في حي فريج الجناعات واليوم مكانه مسجد الدولة الكبير، وكانوا يسمونه فريج الشيوخ وحي الوسط. كانت طفولة جميلة لم يكن وجود لكلمة طبقية ولا طائفية.. في الفريج لم نكن نعرف كلمة شيعي أو سني جميعنا كصغار نلعب ونلهو معاً وكذلك الكبار يجتمعون ويتناقشون في أمور الحياة ويساندون بعضهم البعض في الأزمات.
كنا أطفالاً مشاغبين ومشاكسين دائمي الحركة نلعب في «السكيك» لنعود للبيت لتناول الطعام. كان الاحترام للوالدين السمة الرئيسية في حياتنا ولا أتذكر أن والدي عاقب أحداً منا بالضرب إذ يكفي النظر لنا لنفهم ما يريد.. كان وقت القيلولة مقدساً بالنسبة لوالدي وعلينا الصمت والتزام الهدوء لينعم بالنوم.
من الأمور التي ما زلت أتذكرها في طفولتي كانت الأسر تخشى من انتشار القمل بين الأطفال فكنا كل شهر يصطحبنا والدي للحلاق لحلاقة الشعر صفراً للنظافة.
. كيف تزوج والدك من والدتك؟ وماذا أخذت عن الوالد وعن الوالدة؟
- تزوج والدي ثلاث مرات، الزوجة الأولى أنجبت له بنتاً وهي أختي (شيخة) رحمها الله، التي أنجبت محمد مساعد الصالح، فأنا خاله، وعندما توفيت والدة شيخة تزوج والدي بأخرى لتربي أختي، وعندما أصبح قاضياً تزوج بوالدتي، حيث كانت زوجته تحدثه عن أمي عندما رأتها تلعب في الحي فتقول له إنها رأت بنتاً بيضاء تلعب في الحي بمرح فذهب وطلبها للزواج ليتزوجها وهي بعمر 15 سنة وهو فوق الأربعين سنة. أنجبت والدتي له تسعة أبناء، خمسة أولاد وأربع بنات (حمد- عبدالعزيز – شملان- محمد وحسن، والبنات عزة وحياة ومي وضياء). اليوم نحرص على عادة والدي ووالدتي بالتجمع مرة في كل أسبوع لتناول الطعام معاً في أجواء أسرية.
على الرغم من أن الوالدة لم تكن متعلمة آنذاك إلا أنها مثابرة على التعلم فما أن افتتح تعليم كبار السن في الكويت حتى سجلت للدراسة، وحرصت على تعليم شقيقاتي وحصولهن على الشهادة الجامعية. الغريب أنها لم تكن تعرف تقرأ وتكتب إلا أنها حافظة للقرآن الكريم وهذا كان يثير استغرابي، كما كانت متحررة تحب السينما والمسرح ولها اهتمامات في مجال الأسهم في الستينيات والسبعينيات. أخذت من والدتي حب التعليم والثقافة، ومن والدي أخذت الجانب الديني والتفهم للأمور والصراحة الكاملة.
على مقاعد الدراسة
. ماذا عن مراحل الدراسة والتعليم؟
- درست الابتدائي في مدرسة (خالد بن الوليد) ومرحلة المتوسطة في مدرسة المباركية والثانوية في ثانوية الشويخ، وكانت أحلى مراحل حياتي. أتذكر كيف كانت العلاقة بين المعلم والطالب.. مدى الاحترام والتقدير له بحيث لا نجرؤ أن نسير بالطريق نفسه الذي يمر به المدرس ونشعر بالخجل إذا تصادف وجودنا مع المعلم في المكان نفسه.
من المواقف التي أتذكرها أيام الدراسة كان مدرس مادة الرسم يضربنا عندما نقوم بأي مشاكسة وكنت أبكي من شدة الضرب وفي إحدى المرات عدت أبكي وأشكو لوالدي معتقداً أنه قاض وسيعاقبه ويحاكمه لكن والدي لم يقم بشيء، بل على العكس قال «أفضل ما عمله المدرس بك لا بد أنك كنت مشاكساً».
تعلمت اللغة العربية على يد والدي - رحمه الله- الذي كان يعيرني كتب شعر خاصة الشعر الجاهلي لتعلم اللغة وكذلك كان يصر على أن أقرأ ألفية ابن مالك.
. ماذا عن فترة الغربة والدراسة وما استفدت من هذه المرحلة؟
- في البداية كان علينا تعلم اللغة الإنجليزية في معهد متخصص يجمع الطلبة والطالبات كافة من كل الدول وكانت معنا الروسية ماريا أوزولد وهي زوجة قاتل الرئيس كنيدي. كانت جميلة وكل الطلاب كانوا يريدون التحدث معها واختلاق الحوارات.
درست علوماً سياسية وعلاقات دولية في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة، ثم الماجستير والدكتوراه من هارفارد، فشاهدت جمال سان فرانسيسكو وعشت فترة الثورات فيها، حيث كان الشباب يقومون بتنظيم عدد من المظاهرات من بينها مظاهرة ضد حرب فيتنام وأخرى ضد المثليين، فهذه الأجواء كانت جديدة علي وأثرت في شخصيتي من حيث التعبير عن الرأي والحوار.
استفدت كثيراً من الغربة وأهم ما تعلمته الاعتماد على النفس والصبر وقوة التحمل والالتزام.. عرفت معنى المسؤولية تجاه أبسط وأكبر الأمور فقد عشت مع عائلة وكان علي مسؤولية تنظيم وترتيب الغرفة والحفاظ على النظافة، لذا يستحضرني دعم خادم الحرمين الشريفين للشباب وحثهم على الدراسة في الخارج ليس من أجل الحصول على الشهادة فحسب بل أيضاً لمعايشة ثقافات جديدة.
. وماذا عن زملاء الدراسة، هل ما زلت تتواصل معهم؟
- كنت أتواصل لفترة مع زملائي أيام الدراسة في أمريكا لكن مع ظروف العمل والانشغالات حال دون ذلك. أما زملاء الدراسة في الكويت من بينهم مصطفى الصانع وخالد الشايع ومشاري العنجري نتواصل من وقت لآخر.
أحداث تاريخية
. لا بد وأنك عاصرت حقباً تاريخية وأحداثاً مهمة عاشتها الكويت والمنطقة، حدثنا عن هذه الفترات ومدى تأثيرها على حياتك؟
- كان الجو العام في الخمسينيات والستينيات داخل الكويت ما بين التيار القومي الممثل بحزب البعث، وحركة القومية العربية (الناصريين) فبعد تخرجي من الثانوية العامة كان الخيار أمامي إما الذهاب إلى أمريكا للدراسة أو للقاهرة، فاخترت أمريكا لأنني كنت حينها بعثياً وكان عبدالناصر ضد البعثيين، وعندما ذهبت للدراسة في أمريكا تحولت إلى حركة فتح وأصبحت قضيتنا أنا وزملائي فلسطين.. كنا نقود مظاهرات ضد الصهاينة وضد سياسة أمريكا تجاههم حتى وصل الحماس فيني وزملائي للتطوع للعمل الفدائي دون أن يعرف أهلي بذلك، فذهبت إلى أغوار الأردن وتدربت مع فتح وكان كل شيء جديداً علي من حيث حفر الأنفاق في الليل والتدريبات اليومية وبعد عودتي للكويت أصبح لحركة فتح مقراً بالكويت، ومن هنا جاءت النهاية مع فتح ليكون توجهي ليبرالي، وأيضاً توجهات قومية.. أومن بمصلحة بلدي إيمان مطلق ولا أتردد من العمل من أجلها.
أستاذ جامعي
. كيف جاء عملك بالجامعة وبداية مشوار التدريس؟
- بعدما عدت للكويت تم تكليفي للتدريس وكانت أجواء الدراسة مختلفة عن اليوم، كان الطلبة والطالبات في قمة العطاء والرقي أكاديمياً، تجمعهم منافسة شريفة وحب للتعليم على عكس ما نراه اليوم من تردي الثقافة الطلابية بين الطلاب في زمن تويتر وفيسبوك. كانت أسس التعليم قوية ولها ثوابت وقواعد، اليوم نعيش في خطر الغش ويعود السبب للطلبة أنفسهم والمدرس الخصوصي وكذلك ضعف المرحلة الابتدائية أكاديمياً وهي تعد أهم مرحلة دراسية في حياة الإنسان. من واقع التجربة، التعليم رسالة سامية تتطلب ضميراً ونزاهة وشفافية في إعطاء الطالب المعلومة لبناء جيل مثقف ومخرجات تعليم واعدة.
. ماذا عن فترة توليك مدير مركز الدراسات الإستراتيجية؟
- تعود فكرة تأسيس المركز لعام 1985 عندما كنت في الولايات المتحدة موجوداً في إحدى الندوات حول الحرب العراقية الإيرانية وفوجئت بكم المعلومات التي كان يعرفها الطلبة الأمريكان عن كلا البلدين العراق وإيران وعندما سألت عرفت أن هناك مركزاً يزود بالمعلومات من خلال الأبحاث والدراسات والمصادر، أعجبتني الفكرة وطرحتها على الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح وأعجب بها كثيراً وطلب مني نبذة عن المشروع وعن الخيارات التي يمكن تنفيذها، فقدمت له 3 خيارات: الأول يتمثل بإقامة مركز متخصص مستقل عن الجامعة، الخيار الثاني مركز متخصص داخل الجامعة، والخيار الثالث مركز تحت رعاية سمو الأمير ويكون مقره بالديوان الأميري إلا أني أردت أن يكون مركزاً متخصصاً مستقلاً عن الجامعة على الرغم من أن الأمير الراحل أراد أن يكون المركز في الديوان وأكون مسؤولاً عنه.
تم تنفيذ الفكرة في عام 2000 ليفتتح مركز الدراسات الإستراتيجية وكان لي أمل بأن يكون واحداً من بين 3 مراكز قيمة في منطقة الخليج يختص بالعراق وإيران والإرهاب. استلم الدكتور غانم النجار إدارة المركز وهو شخص معروف في مجال حقوق الإنسان ومهتم في قضايا العراق فطلب زيادة في الميزانية 40 ألف دينار للقيام بالأبحاث والدراسات وجمع المعلومات من مصادر مختلفة إلا أن طلبه لم يحقق ثم جاء الدكتور شفيق الغبرا الذي بدوره طالب أيضاً بزيادة الميزانية لتحقيق أفضل عمل للمركز وبعد سنة ونصف انسحب أيضاً حتى تم تكليفي بإدارته وطالبت بزيادة 50 ألف دينار وعملت دراسة للاحتياجات والمتطلبات الضرورية كي يصبح على مستوى عالٍ من المهنية والتخصص ولكن لم يستمر الأمر طويلاً بسبب التدخلات التي وقفت أمام طموحي.
في بلاط الصحافة
. حدثنا عن علاقتك مع الصحافة وبداية كتابتك المقال؟
- تربطني علاقة ممتازة مع رؤساء تحرير الصحف، وحتى اليوم لا اعتبر نفسي كاتباً بقدر أني أعبر بقلمي عما يستفزني من أحداث ومواقف وأمور. كانت البداية في مجال كتابة المقال أيام الغزو، حيث كتبت في جريدة الخليج بالشارقة وبعد سنة ونصف عدت للكويت وكنت أرغب في الكتابة بجريدة القبس إلا أن تعيين شقيقي حسن فيها حال دون العمل كشقيقين في ذات الصحيفة. فانتقلت إلى السياسة واستمررت لمدة 15 سنة مع أحمد الجار الله الذي لم يمنع لي مقالاً من النشر خاصة أني أشطح بقلمي أحياناً من باب التعبير ونقل الواقع، ومن ثم عملت مع صحف جديدة وأخيراً في جريدة الوطن. كتابة المقال يفتح باب تبادل الآراء وأيضاً يولد أفكاراً جديدة في كل يوم.
. لا بد أنك عشت تحديات وصعوبات، ماذا عنها وكيف تخطيتها؟
- هذه السنة كانت إصابتي في السرطان أكبر تحدياً وقد تمت الموافقة على العلاج بالخارج.
. ما الذكريات التي لم تمحها السنين؟
- ما لم أنسه هو طرد اليهود من الكويت ما بين الفترة 1948-1949، حيث كانوا يسكنون في حيّنا نفسه، وعندما حصلت أزمة 1948 في فلسطين تم طردهم.
كان إخوتي وصبية الحي يرشقونهم بالحجارة وكان والدي يرفض هذا التصرف ويقول لهم لا يجوز ذلك هؤلاء أصحاب كتاب.
زواج ب 3 عقود
. ماذا عن رفيقة الدرب؟ والأبناء وعلاقتك معهم؟
- رفيقة دربي سيلفيا سويسرية الجنسية، التقيت معها في أول يوم دراسة بالجامعة في سان فرانسيسكو كلانا كنا ننتظر بطابور التسجيل فالتفت لأرى شقراء في السابعة عشر من عمرها تقف خلفي وكنت أنا في عمر 19 سنة، فبادرتها بالسؤال من أين أنت؟ لتجيبني بأنها سويسرية وتلحق إجابتها بسؤالي وأنت من أين؟ قلت لها من الكويت. كانت تدرس علم الاجتماع وأنا علوم سياسية فأصبحنا أصدقاء ومن ثم قررنا الزواج.
جئت للوالد بحضور أشقائي لأفاتحه بالموضوع، فقلت له أريد أتزوج على سنة الله ورسوله وسرعان ما أبلغ أشقائي والدي بأني أريد الزواج من نصرانية. فالتفت والدي نحوي وسألني «هل هي من أهل الكتاب؟» قلت نعم فقال يجوز شرعاً.
الطريف في زواجنا أني تزوجتها 3 مرات... فقد تزوجنا بعقد في المركز الإسلامي في سان فرنسيسكو، وبعد سنة جاء ابننا الأول أياد وبعدها بفترة أرادت زيارة أهلها في سويسرا فذهبت للقنصلية السويسرية بأمريكا لاستخراج تأشيرة دخول إلا أنهم رفضوا لأن عقد زواجنا إسلامي ولا بد أن يكون عقد زواج مدني في المحكمة وبالفعل قمنا بإجراءات العقد المدني وسافرنا لسويسرا. ثم عدنا للكويت وإذا بشقيقي حمد يبلغني بضرورة عمل عقد زواج في وزارة العدل فكان هذا العقد الثالث. اليوم نتذكر هذه المفارقات وأقول المعروف أن الطلاق بالثلاثة وليس الزواج بالثلاثة، وبذلك زواجي بسيلفيا بالثلاثة.
أثمر زواجنا عن 4 أبناء، إياد ولد بأمريكا في 1970 يعمل موظفاً في وزارة المواصلات، يوسف وهو الوحيد الذي ولد بالكويت حاصل على بكالوريوس تخصص اقتصاد من جامعة جورج تاون ثم mba من جامعة هارفارد وهو أول كويتي يحصل على هذا التخصص من هارفارد. هو رجل أعمال، وأيضاً عضو في المجلس الأعلى للتخطيط ويعد أصغر عضو في المجلس، متزوج من بحرينية.
داليا خريجة أمريكا ولديها صالون سيدات، أما هديل تدرس الدكتوراه في علم النفس بأمريكا، ولدي 6 أحفاد. تربطني مع أبنائي علاقة رائعة ويجمعنا نقاش وحوار بمنتهى الوضوح والصراحة.
. بعد رحلة الدراسة والعمل والعطاء، أين تجد سعادتك اليوم؟
- عندما أجلس وأستمتع بقراءة كتاب. أقرأ كثيراً وأتابع مقالات زملائي في الصحف، وأقرأ بعض الصحف مثل الشرق الأوسط وجريدة الحياة التي اتخذت خطوة رائعة «بسعودتها».
. متى تذرف الدمع؟
- عندما اسمع أغنية (وطن النهار) للمطرب عبدالكريم عبدالقادر. كما أني أتأثر من رؤية مأساة الأطفال في كل مكان... أطفال غزة وتشرد الأطفال جراء الحروب والدمار الذي نراه اليوم.
قلق من المستقبل
. ما الذي يقلقك اليوم، وكيف ترى المستقبل؟
- يقلقني مستقبل المنطقة والكويت... أتساءل دائماً كيف نحمي منطقتنا من السحب الظلامية القادمة لنا؟؟ لا بد أن تصبح العلاقة طيبة مع الشعوب ويكون باب الحوار مفتوحاً ليتحقق الاستقرار.
. ماذا عن الهويات بعيداً عن روتين الحياة اليومية؟
- ممارسة رياضة المشي والسباحة والقراءة وزيارة الدواوين التي أجد فيها متعة مع «النجرة» كما نقول بالكويتي وتعني نقاشات مختلفة الآراء.
. كلمة أخيرة؟
- شكراً لليمامة ونبقى على تواصل.
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir