المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خبراء: «القاعدة» وحش متعدد الرؤوس كلما قطع له رأس نبت آخر



سمير
07-13-2005, 08:04 AM
يقول الخبراء ان تنظيم «القاعدة» يشبه وحش «هيدرا» متعدد الرؤوس الذي تتحدث عنه الأساطير اليونانية، والذي اذا قطع احد رؤوسه نبت له رأس جديد، وحذروا من ان التفجيرات التي شهدتها لندن الاسبوع الماضي تظهر ان فروع ذلك التنظيم اصبحت اكثر اهمية، مما تبقى من قيادته.
وينتشر حاليا الرأي بان جيلا جديدا من الجماعات المتفرعة عن تنظيم «القاعدة»، وليس الأتباع القدامى للتنظيم، هو المسؤول عن تفجيرات لندن، وكذلك تفجيرات مدريد الدموية العام الماضي.

ويقول العديدون ان قيادة «القاعدة» بزعامة اسامة بن لادن، اخذت تصبح اكثر عزلة منذ الاطاحة بنظام طالبان الذي كان يؤوي التنظيم، من قبل القوات التي تقودها الولايات المتحدة في افغانستان. ويزيد ذلك من تعقيد جهود الشرطة لوضع نموذج لنهج تفكير التنظيم، رغم ان اهداف هذه الجماعات المتنوعة وطرقها متشابهة.

وقال البروفسور بول ولكنسون مدير مركز دراسات الارهاب والعنف السياسي في جامعة سانت اندروز في اسكوتلندا: «لقد مرت القاعدة بمرحلة تحول إلا ان ذلك لا يعني ان بن لادن اصبح طي النسيان». واضاف «ان القيادة الاساسية تعاني من نكسات بدأت عندما أطيح بنظام طالبان، غير ان بن لادن لا يزال يمثل القيادة الآيدولوجية» لاتباع التنظيم.

وقال ولكنسون انه من المرجح ان هجمات مثل تفجيرات لندن ومدريد، قد نظمت ومولت من فروع محلية ترتبط ارتباطا فضفاضا مع «القاعدة»، وتعمل تحت شعار ذلك التنظيم فيما تتمتع بسلطات ذاتية كبيرة. واوضح «ان هذه الجماعات منتشرة على نطاق العالم ولا يقتصر وجودها على بلد واحد»، واصفا اياها بأنها «نوع جديد من الارهاب». وتابع قائلاً: «هؤلاء الاشخاص يرغبون في اكبر عدد من القتلى واكبر عدد من المتفرجين».. و«يجب ان نقر بالحاجة الى استراتيجية دولية للكشف عن تلك الخلايا».

من ناحيته، قال نديم شحاده رئيس برنامج الشرق الاوسط في المعهد الملكي للشؤون الخارجية (تشاتهام هاوس) ان فتح جبهة ارهابية جديدة في لندن يحمل دلالات كبيرة جدا، «فلندن تعتبر عاصمة للعالم الاسلامي. وربما تكون المدينة الوحيدة في العالم التي تتفاعل فيها التيارات المختلفة من العالم الاسلامي». واكد على اهمية التأكد من ان منفذي التفجيرات «هم من بريطانيا»، كما يعتقد السير جون ستيفنز رئيس شرطة لندن السابق المتقاعد.

ويضيف شحاده: «لو ان منفذي تفجيرات لندن اتوا من خارج بريطانيا فهذا عيب في إجراءات الهجرة، ولو كانوا أعضاء في خلية نائمة فذلك عيب في الاستخبارات، لكن اذا كانوا ولدوا وتربوا هنا فهذا اذن عيب اجتماعي يضرب في صميم التعايش». وبشكل عام، قال ولكنسون انه من المبكر تحديد ما اذا كان منفذو انفجارات لندن قد عملوا بشكل وثيق مع نظرائهم ممن نفذوا تفجيرات مدريد او ما اذا كانوا يتخذون من بريطانيا مقرا لهم او تدربوا في افغانستان او العراق و«اعتقد باحتمال ان يكونوا خليطا من اشخاص ولدوا هنا وخبراء جاؤوا من الخارج وجلبوا معهم خبراتهم». واضاف: «هؤلاء الاشخاص لم يعتبروا أوروبا مطلقا خارج نطاق عملياتهم. انهم يعارضون بشدة القيم التي نمثلها كحلفاء للولايات المتحدة التي يكرهونها بشدة».