كويتى
07-11-2005, 01:10 AM
الشريف تفاوض سرا مع جماعات عراقية وراح ضحية خطوطها المتقاطعة
دبي - فراج اسماعيل
أكد خبير مصري في شؤون الحركات الإسلامية والعراق أن الحكومة المصرية كانت قد فتحت فعلا خطوط اتصالات مع جبهة علماء المسلمين وبعض الشخصيات العراقية المعارضة، وأن جهازا أمنيا مصريا قام بدور في هذه الاتصالات.
وقال د.رفعت سيد أحمد رئيس مركز يافا للدراسات في تصريحات لـ"العربية.نت" إنه يعتقد أن السفير الدكتور إيهاب الشريف الذي أعلنت جماعة أبومصعب الزرقاوي إعدامه يوم الخميس الماضي بعد مرور 5 أيام فقط من اختطافه، كان يقوم بنوع من هذه الاتصالات، لكنه راح ضحية للخطوط المتقاطعة بين الجماعات المتعددة في العراق.
جاء هذا فيما أوضح الدكتور عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية السابق لـ"العربية.نت" ان الدكتور الشريف لم يطلب تعيينه سفيرا في بغداد، على عكس ما قاله أحمد أبوالغيط وزير الخارجية، بل أنه لفت نظره إلى سابق خدمته 7 سنوات في تل أبيب، وأن هذه قد تشكل ثغرة بالنسبة له في العراق، لكن الوزير لم يهتم بذلك.
وعندما سألته "العربية.نت" عن مدى صحة تصريحات المسؤولين العراقيين عن وجود معلومات استخباراتية لديهم بأن الحكومة المصرية كانت تتفاوض مع بعض جماعات المقاومة وخصوصا السنة التي تشكل القاسم الأعظم في هذه الجماعات، لحثها على التفاوض، وربما يكون ذلك هو الذي أودى بحياة الشريف، أجاب الدكتور سيد أحمد مؤكدا وجود محاولات مصرية لفتح خطوط مع جبهة علماء المسلمين.
واستطرد بأن الشيخ حارث الضاري رئيس الجبهة، عندما جاء مصر مؤخرا التقى مسؤولين في جهاز أمني مصري، كما التقى بعض المسؤولين الحكوميين، وكذلك جاءت بعض الشخصيات العراقية المعارضة لنفس الغرض.
وأشار إلى حادثة اختطاف نائب السفير المصري في بغداد العام الماضي، حيث توسطت شخصيات من هذه الجبهة وغيرها من المعارضين الذين تتصل بهم الأجهزة المصرية، ونجحت هذه المساعي في الإفراج عنه.
وأضاف أن هناك طرقا تربط بين الحكومة المصرية وتلك المنطقة "بعض جماعات المقاومة في العراق".. ولكن يبدو أن هناك خطوطا متقاطعة لتلك الجماعات المتعددة، وأن الدكتور الشريف راح ضحية هذه التقاطعات.
ثم كرر الدكتور رفعت سيد أحمد القول "من حيث أن هناك اتصالات، فانا اعتقد أنها توجد فعلا، وتوجد مشارب خلفية، وأن د.إيهاب الشريف كان يجري اتصالات، ورواية وزير الداخلية العراقي في هذا الشأن رواية صحيحة".
واعتبر أن إرسال الشريف نفسه للعراق كسفير، والقيام بهذه الاتصالات يعتبر خطأ كبيرا، وهذا ما تؤيده جميع هذه التحليلات، على أساس أن كل هذه الجماعات لها موقف ضد إسرائيل.
إلا أنه أشار إلى أنه "ربما كانت خدمة الشريف في إسرائيل وعلاقاته مع أمريكا وفرنسا ومع كوندوليزا رايس بالتحديد هي التي فرضت اختياره ليكون سفيرا لمصر في بغداد.. وكانت تلك نقطة ضعف كبيرة وجهت إلى الخارجية المصرية على خلفية أن تلك الجماعات العراقية في حالة صراع مع أمريكا، وفي حالة حرب مع إسرائيل، لكنهم فضلوا إرضاء أمريكا مقابل التنازل عن موضوع الرئاسة والتوريث، فكانت حالة من حالات المقايضة السياسية".
وعن حراسة السفير قال "إنها لا بد أن تكون عراقية، والواضح أن الحكومة العراقية لا تستطيع أن تحمي نفسها، بدليل اكتشاف تنظيم سري داخل وزارة الداخلية، فإذا كانت لا تستطيع أن تحمي نفسها فكيف تحمي البعثات والسفراء".
وحمل د.رفعت سيد أحمد السفير الراحل إيهاب الشريف بعض المسؤولية على أساس "أنه خرج بدون حراسة يتجول ويشتري صحفا، مستهينا بطبيعة المجتمع وبطبيعة الحرب الداخلية الموجودة لكن من عادة الشريف أنه يحب أدب الرحلات، ويميل إلى التجول متحررا من الحراسة، وقد تكون هذه العادة هي التي قتلته".
الشريف كان دارسا للثورة الإيرانية
ونفى د. سيد أحمد أن يكون الدكتور الشريف خبيرا في الشؤون الإسلامية والمذاهب كما قال وزير الخارجية المصري في تصريحات صحفية، لكنه لفت إلى أنه "كان مهتما ودارسا للثورة الإسلامية في إيران وأخذ الدكتوراه في هذا الموضوع، كما قرأت في سيرته الذاتية، ومن الممكن أن يكون هذا هو السبب لاختياره سفيرا لمصر في بغداد، ولكن هذا لا يكفي طبعا".
وانتقد د. سيد أحمد أسلوب وزارة الخارجية في التعامل مع أزمة اختطاف الشريف منوها إلى أنها لم تعلن عن تكوين خلية للتفاوض إلا خامس يوم للاختطاف وهو اليوم الذي تم فيه إعدامه – على ما يبدو- وهذا خطأ كبير، يحتم في رأيه أن يقدم وزير الخارجية استقالته، إضافة إلى أنه كان خارج مصر – في سرت بليبيا - ولم يقطع زيارته عندما علم باختطاف الشريف ليتابع الأزمة من مقر وزارة الخارجية في القاهرة، ولذلك فان زوجة الشريف قالت إن دمه في رقبة الحكومة.
ويعرب عن اعتقاده بأنه جرى تفاوض وربما يكون من خلال حارث الضاري أو زعماء العشائر، ولكن كان هناك تباطؤاً في إجراء هذه المفاوضات.
تقصير في إدارة أزمة الشريف
أما د.عبد الله الأشعل فأنكر أن يكون المسؤولون في وزارة الخارجية قد قاموا بأية مفاوضات سوى مع القائم بالأعمال العراقي في القاهرة أو مع الأمريكيين الذين يواجهون هم أنفسهم معضلة مواجهة جماعات المقاومة العراقية، وجماعة أبومصعب الزرقاوي.
ولفت إلى أخطاء تشوب الدبلوماسية المصرية في السنوات الأخيرة، ومن بينها تدخل اعتبارات أخرى في تعيين السفراء غير الكفاءة أو جدارة السفير للمكان الذي يوجه إليه، من بينها مثلا اختيار حاتم سيف النصر ليكون سفيرا في باريس مع أنه لا يتحدث اللغة الفرنسية، مشيرا إلى أنه كان قد أخبر وزير الخارجية في ذلك الوقت أحمد ماهر بتلك الملحوظة، لكنه رد عليه بأن هذا التعيين لا دخل له فيه.
وكانت مصادر صحفية قد ألمحت إلى دور قامت به السيدة سوزان مبارك زوجة الرئيس في اختيار السفير سيف النصر، وإلى دور الرئاسة أيضا في اختيار د.إيهاب الشريف لمنصب السفير في بغداد لعلاقته القوية مع الرئاسة وإنجازه الناجح لبعض الملفات المهمة في العلاقات المصرية الإسرائيلية ومنها اتفاقية الغاز الطبيعي، وكذلك دوره في إنجاز اتفاقية الكويز.
وأخذت هذه المصادر على الدبلوماسية المصرية في سنواتها الأخيرة، سيطرة المجاملات والعلاقات الشخصية وتهميش الكفاءات، الأمر الذي أفقدها قوتها التي كانت قد اكتسبتها منذ خمسينيات القرن الماضي.
الشريف حمل أوراق اعتماد وليس خطابا من الخارجية
وحول تعاطي وزارة الخارجية مع أزمة اختطاف وإعدام إيهاب الشريف، انتقد الأشعل التصريحات المتناقضة لأحمد أبوالغيط "فقد قال في البداية إن الشريف نفسه هو الذي اختار أن يذهب إلى هناك، وأن الوزارة لم ترسله من تلقاء نفسها، وهذا غير صحيح، فلا يوجد دبلوماسي يطلب أن يذهب إلى هذه المحرقة بنفسه، ثم ماذا لو كان قد طلب الذهاب إلى باريس أو لندن أو واشنطن، هل كان سيلبى طلبه أيضا؟".
وحول قول الوزير المصري إن الشريف كان يحمل خطابا منه إلى نظيره العراقي وليس أوراق اعتماد، اعتبر أن هذا التصريح يحمل تناقضا شديدا، فلماذا إذن استصدرت كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية قرارا من مؤتمر بروكسل يشيد بمصر لرفعها التمثيل الدبلوماسي في بغداد إلى درجة السفير، وأضاف الصحيح أنه "كان يحمل أوراق اعتماد وقدم صورة منها لوزير الخارجية وينتظر أن يقدم نسخة منها لرئيس الجمهورية". موضحا أن "السفير يحمل دائما أوراق اعتماد عند تعيينه وليس خطابا لوزير الخارجية الذي يحمله القائم بالأعمال، لو لم يكن كذلك لما كان هناك داع للشكر الذي وجهته رايس للحكومة المصرية".
الخارجية تنفي اتصاله بمسلحين
ويذكر أن هذه التأكيدات من قبل الخبراء جاءت في وقت نفى فيه مسؤول رفيع في وزارة الخارجية المصرية اليوم الاحد قيام رئيس البعثة الدبلوماسية المصرية ايهاب الشريف الذي اغتيل في بغداد باتصالات مع مجموعات مسلحة وهو ما سبق ان تحدث عنه الناطق باسم رئيس الوزراء العراقي ابراهيم الجعفري.
وقال مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية هاني خلاف ان "الحصر لدى وزارة الخارجية عن مقابلات السفير الفقيد طوال الثلاثين يوما التي امضاها رئيسا للبعثة الدبلوماسية في بغداد لا يدل على وجود اي اتصال مع عناصر من خارج اطار اركان النظام العراقي".
واكد ان "كل اتصالات الشهيد الشريف كانت مع وزراء عراقيين واركان المؤسسات الرسمية العراقية وبعض رموز القيادات العشائرية والدينية التي هي على صلة دائمة مع الحكومة العراقية".
دبي - فراج اسماعيل
أكد خبير مصري في شؤون الحركات الإسلامية والعراق أن الحكومة المصرية كانت قد فتحت فعلا خطوط اتصالات مع جبهة علماء المسلمين وبعض الشخصيات العراقية المعارضة، وأن جهازا أمنيا مصريا قام بدور في هذه الاتصالات.
وقال د.رفعت سيد أحمد رئيس مركز يافا للدراسات في تصريحات لـ"العربية.نت" إنه يعتقد أن السفير الدكتور إيهاب الشريف الذي أعلنت جماعة أبومصعب الزرقاوي إعدامه يوم الخميس الماضي بعد مرور 5 أيام فقط من اختطافه، كان يقوم بنوع من هذه الاتصالات، لكنه راح ضحية للخطوط المتقاطعة بين الجماعات المتعددة في العراق.
جاء هذا فيما أوضح الدكتور عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية السابق لـ"العربية.نت" ان الدكتور الشريف لم يطلب تعيينه سفيرا في بغداد، على عكس ما قاله أحمد أبوالغيط وزير الخارجية، بل أنه لفت نظره إلى سابق خدمته 7 سنوات في تل أبيب، وأن هذه قد تشكل ثغرة بالنسبة له في العراق، لكن الوزير لم يهتم بذلك.
وعندما سألته "العربية.نت" عن مدى صحة تصريحات المسؤولين العراقيين عن وجود معلومات استخباراتية لديهم بأن الحكومة المصرية كانت تتفاوض مع بعض جماعات المقاومة وخصوصا السنة التي تشكل القاسم الأعظم في هذه الجماعات، لحثها على التفاوض، وربما يكون ذلك هو الذي أودى بحياة الشريف، أجاب الدكتور سيد أحمد مؤكدا وجود محاولات مصرية لفتح خطوط مع جبهة علماء المسلمين.
واستطرد بأن الشيخ حارث الضاري رئيس الجبهة، عندما جاء مصر مؤخرا التقى مسؤولين في جهاز أمني مصري، كما التقى بعض المسؤولين الحكوميين، وكذلك جاءت بعض الشخصيات العراقية المعارضة لنفس الغرض.
وأشار إلى حادثة اختطاف نائب السفير المصري في بغداد العام الماضي، حيث توسطت شخصيات من هذه الجبهة وغيرها من المعارضين الذين تتصل بهم الأجهزة المصرية، ونجحت هذه المساعي في الإفراج عنه.
وأضاف أن هناك طرقا تربط بين الحكومة المصرية وتلك المنطقة "بعض جماعات المقاومة في العراق".. ولكن يبدو أن هناك خطوطا متقاطعة لتلك الجماعات المتعددة، وأن الدكتور الشريف راح ضحية هذه التقاطعات.
ثم كرر الدكتور رفعت سيد أحمد القول "من حيث أن هناك اتصالات، فانا اعتقد أنها توجد فعلا، وتوجد مشارب خلفية، وأن د.إيهاب الشريف كان يجري اتصالات، ورواية وزير الداخلية العراقي في هذا الشأن رواية صحيحة".
واعتبر أن إرسال الشريف نفسه للعراق كسفير، والقيام بهذه الاتصالات يعتبر خطأ كبيرا، وهذا ما تؤيده جميع هذه التحليلات، على أساس أن كل هذه الجماعات لها موقف ضد إسرائيل.
إلا أنه أشار إلى أنه "ربما كانت خدمة الشريف في إسرائيل وعلاقاته مع أمريكا وفرنسا ومع كوندوليزا رايس بالتحديد هي التي فرضت اختياره ليكون سفيرا لمصر في بغداد.. وكانت تلك نقطة ضعف كبيرة وجهت إلى الخارجية المصرية على خلفية أن تلك الجماعات العراقية في حالة صراع مع أمريكا، وفي حالة حرب مع إسرائيل، لكنهم فضلوا إرضاء أمريكا مقابل التنازل عن موضوع الرئاسة والتوريث، فكانت حالة من حالات المقايضة السياسية".
وعن حراسة السفير قال "إنها لا بد أن تكون عراقية، والواضح أن الحكومة العراقية لا تستطيع أن تحمي نفسها، بدليل اكتشاف تنظيم سري داخل وزارة الداخلية، فإذا كانت لا تستطيع أن تحمي نفسها فكيف تحمي البعثات والسفراء".
وحمل د.رفعت سيد أحمد السفير الراحل إيهاب الشريف بعض المسؤولية على أساس "أنه خرج بدون حراسة يتجول ويشتري صحفا، مستهينا بطبيعة المجتمع وبطبيعة الحرب الداخلية الموجودة لكن من عادة الشريف أنه يحب أدب الرحلات، ويميل إلى التجول متحررا من الحراسة، وقد تكون هذه العادة هي التي قتلته".
الشريف كان دارسا للثورة الإيرانية
ونفى د. سيد أحمد أن يكون الدكتور الشريف خبيرا في الشؤون الإسلامية والمذاهب كما قال وزير الخارجية المصري في تصريحات صحفية، لكنه لفت إلى أنه "كان مهتما ودارسا للثورة الإسلامية في إيران وأخذ الدكتوراه في هذا الموضوع، كما قرأت في سيرته الذاتية، ومن الممكن أن يكون هذا هو السبب لاختياره سفيرا لمصر في بغداد، ولكن هذا لا يكفي طبعا".
وانتقد د. سيد أحمد أسلوب وزارة الخارجية في التعامل مع أزمة اختطاف الشريف منوها إلى أنها لم تعلن عن تكوين خلية للتفاوض إلا خامس يوم للاختطاف وهو اليوم الذي تم فيه إعدامه – على ما يبدو- وهذا خطأ كبير، يحتم في رأيه أن يقدم وزير الخارجية استقالته، إضافة إلى أنه كان خارج مصر – في سرت بليبيا - ولم يقطع زيارته عندما علم باختطاف الشريف ليتابع الأزمة من مقر وزارة الخارجية في القاهرة، ولذلك فان زوجة الشريف قالت إن دمه في رقبة الحكومة.
ويعرب عن اعتقاده بأنه جرى تفاوض وربما يكون من خلال حارث الضاري أو زعماء العشائر، ولكن كان هناك تباطؤاً في إجراء هذه المفاوضات.
تقصير في إدارة أزمة الشريف
أما د.عبد الله الأشعل فأنكر أن يكون المسؤولون في وزارة الخارجية قد قاموا بأية مفاوضات سوى مع القائم بالأعمال العراقي في القاهرة أو مع الأمريكيين الذين يواجهون هم أنفسهم معضلة مواجهة جماعات المقاومة العراقية، وجماعة أبومصعب الزرقاوي.
ولفت إلى أخطاء تشوب الدبلوماسية المصرية في السنوات الأخيرة، ومن بينها تدخل اعتبارات أخرى في تعيين السفراء غير الكفاءة أو جدارة السفير للمكان الذي يوجه إليه، من بينها مثلا اختيار حاتم سيف النصر ليكون سفيرا في باريس مع أنه لا يتحدث اللغة الفرنسية، مشيرا إلى أنه كان قد أخبر وزير الخارجية في ذلك الوقت أحمد ماهر بتلك الملحوظة، لكنه رد عليه بأن هذا التعيين لا دخل له فيه.
وكانت مصادر صحفية قد ألمحت إلى دور قامت به السيدة سوزان مبارك زوجة الرئيس في اختيار السفير سيف النصر، وإلى دور الرئاسة أيضا في اختيار د.إيهاب الشريف لمنصب السفير في بغداد لعلاقته القوية مع الرئاسة وإنجازه الناجح لبعض الملفات المهمة في العلاقات المصرية الإسرائيلية ومنها اتفاقية الغاز الطبيعي، وكذلك دوره في إنجاز اتفاقية الكويز.
وأخذت هذه المصادر على الدبلوماسية المصرية في سنواتها الأخيرة، سيطرة المجاملات والعلاقات الشخصية وتهميش الكفاءات، الأمر الذي أفقدها قوتها التي كانت قد اكتسبتها منذ خمسينيات القرن الماضي.
الشريف حمل أوراق اعتماد وليس خطابا من الخارجية
وحول تعاطي وزارة الخارجية مع أزمة اختطاف وإعدام إيهاب الشريف، انتقد الأشعل التصريحات المتناقضة لأحمد أبوالغيط "فقد قال في البداية إن الشريف نفسه هو الذي اختار أن يذهب إلى هناك، وأن الوزارة لم ترسله من تلقاء نفسها، وهذا غير صحيح، فلا يوجد دبلوماسي يطلب أن يذهب إلى هذه المحرقة بنفسه، ثم ماذا لو كان قد طلب الذهاب إلى باريس أو لندن أو واشنطن، هل كان سيلبى طلبه أيضا؟".
وحول قول الوزير المصري إن الشريف كان يحمل خطابا منه إلى نظيره العراقي وليس أوراق اعتماد، اعتبر أن هذا التصريح يحمل تناقضا شديدا، فلماذا إذن استصدرت كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية قرارا من مؤتمر بروكسل يشيد بمصر لرفعها التمثيل الدبلوماسي في بغداد إلى درجة السفير، وأضاف الصحيح أنه "كان يحمل أوراق اعتماد وقدم صورة منها لوزير الخارجية وينتظر أن يقدم نسخة منها لرئيس الجمهورية". موضحا أن "السفير يحمل دائما أوراق اعتماد عند تعيينه وليس خطابا لوزير الخارجية الذي يحمله القائم بالأعمال، لو لم يكن كذلك لما كان هناك داع للشكر الذي وجهته رايس للحكومة المصرية".
الخارجية تنفي اتصاله بمسلحين
ويذكر أن هذه التأكيدات من قبل الخبراء جاءت في وقت نفى فيه مسؤول رفيع في وزارة الخارجية المصرية اليوم الاحد قيام رئيس البعثة الدبلوماسية المصرية ايهاب الشريف الذي اغتيل في بغداد باتصالات مع مجموعات مسلحة وهو ما سبق ان تحدث عنه الناطق باسم رئيس الوزراء العراقي ابراهيم الجعفري.
وقال مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية هاني خلاف ان "الحصر لدى وزارة الخارجية عن مقابلات السفير الفقيد طوال الثلاثين يوما التي امضاها رئيسا للبعثة الدبلوماسية في بغداد لا يدل على وجود اي اتصال مع عناصر من خارج اطار اركان النظام العراقي".
واكد ان "كل اتصالات الشهيد الشريف كانت مع وزراء عراقيين واركان المؤسسات الرسمية العراقية وبعض رموز القيادات العشائرية والدينية التي هي على صلة دائمة مع الحكومة العراقية".