فاطمي
07-10-2005, 11:09 AM
.. وأخيرا نطق مدرب المنتخب الوطني بالحقائق
أجرى الحوار: محمد سعيد
من غير المقبول ولا المنطقي ان تترك «القبس» مدرب منتخبنا الوطني السابق الصربي بوب سلوبودان يغادر البلاد دون ان تلتقيه وتخطف منه لقاء وحوارا يكمل فصول المسرحية التي شهدتها الساحة الكروية منذ يوم السبت 4/6/2005، والذي شهد اجتماع لجنة تدريب اتحاد كرة القدم مباشرة بعد العودة من الرياض من اجل تطبيق المقولة المشهورة «خير البر عاجله»، لتعجل اللجنة المجتمعة بالاطاحة ببوب منذ ذلك التاريخ الذي شهد اختفاء هذا المدرب الصربي الذي، وان تم الاتصال به والعثور عليه.
فإنه كان يرفض التحدث لأحد، ولكثرة ترددنا عليه والحاحنا المستمر بإجراء حوار صريح معه، اعطانا وعدا بالتحدث الى «القبس» دون سواها قبل مغادرته البلاد نهائيا، وذلك لأن الآخرين - حسب ادعائه - لم يسألوا عنه او يهتموا به، ولم تنس «القبس» هذا الوعد، بل ظلت على اتصال دائم معه، حتى وافق على الحضور دون تحديد اي موعد، وفجأة جاء الى مبنى الجريدة في السادسة مساء امس الاول وفي القسم الرياضي وجد نجم الكرة الكبير المرعب جاسم يعقوب الذي كان ولا يزال مواظبا على التواجد في «القبس» مساء كل خميس، منذ ان كان في آخر عهده كلاعب، وشهد جانبا كبيرا من الحوار، بل واستفسر عن بعض الامور، وحتى لا نطيل الحديث نترك للقارئ الحكم على ما جاء في حديث بوب سلوبودان والذي يحتاج الى جزء ثان قد يطول لثالث كونه تحدث اكثر من ساعة وربع الساعة وطرق العديد من النقاط، التي كررها اكثر من مرة، ولكنه لم يحمل اتحاد الكرة المسؤولية، وهذا ما سيندهش له القارئ، بل حمل المنظومة الرياضية عامة اسباب السلبيات، والقى بجزء كبير من المسؤولية على اللاعبين، وفيما يلي نص الحوار كاملا، كما جاء ولأن الحديث سجل فقد سردناه كما هو دون رتوش وتنظيم صحفي، خصوصا ان الحديث كان عبارة عن جلسة لم تكن معدة لأنه فاجأنا بالحضور وسألناه عما إذا كان يقبل بنشر الكلام، فقال لا امانع ان كنتم تريدونها جلسة ودية، او رسمية، فذلك يعود اليكم.
> نشرنا امس جانبا من حديث المدرب الصربي بوب سلوبودان، وتباينت ردود الافعال حول ما جاء في الحوار المطول الذي استمر ساعة وربع الساعة تقريبا، وشمل كل ما يتعلق بالأزرق، ومن حق اي شخص التعليق من جانبه على اقوال بوب التي ادلى بها لـ«القبس» بحرية تامة، وهو بكامل قواه العقلية، ودون ان تكون عليه وصاية من احد، واذا كان لاعب او اثنين لم يرق لهما كلام المدرب، فنحن لا نملك تغيير الحوار «المسجل»، وليس من عادتنا، تصرف كهذا، عموما.. فإننا ننشر اليوم الجزء الثاني من اللقاء الذي تمكنت «القبس» من اجرائه، والذي نطق به بوب.. ووضع الكثير من النقاط التائهة على الحروف، وقد يبدو للقارئ ان حديث بوب مكرر في بعض اجوبته، لكن هذا التكرار جاء على لسان المدرب سلوبودان، الذي ركز كثيرا على اخطاء بعض اللاعبين وسلوكياتهم في المباريات الرسمية الحاسمة، ونحن بدورنا، كما ذكرنا امس، ننشر الحوار كما حدث، ويسعدنا ان نكرر أن النجم الكروي السابق.. الكبير والمرعب جاسم يعقوب كان شاهدا على عصر كروي.. حمد الله انه لم يتواجد به، وفيما يلي الآن تكملة ما جاء على لسان المدرب الصربي «المُقال» بوب سلوبودان.. الذي غادر البلاد نهائىا مساء امس الاول (الجمعة) عائدا الى بلغراد.
أوجدوا لي التبريرات
قبل أن نلعب
> هل ترى ان اتحاد الكرة مسؤول عما جرى؟
- لا اعرف ولا يمكنني ان اعطي اجابة دقيقة او صحيحة لان السؤال يتعلق بنمط التعامل السائد في الكويت ومنها العلاقات بين هذه الجهة وغيرها من الاطراف وهذا ما اجهله لانني لا أعرف اللغة العربية ولا اقرأ الجرائد، مثلا، انا لا اعرف نمط العلاقة بين الاتحاد والحكومة او بينه وبين الاندية والشركات وغيرها.
الا انه وفي هذا الاطار، اود ذكر ما قاله لي احد مسؤولي الاتحاد قبل مباراتي كوريا الجنوبية واوزبكستان في الذهاب ومفاده ان الاتحاد لديه الكثير من المشاكل فيما يتعلق باللاعبين وارتباطاتهم العديدة وبالتالي فان المنتخب والاتحاد ليسا مؤهلين لتقديم اقصى ما لديهما وانتم احكموا بدوركم على هذا الكلام الذي قيل لي وهو ما يوضح عدم وجود رغبة اكيدة في العمل الجاد.
- ثم قال: لاول مرة اصادف مثل هذا الموقف بحيث يعلمني مسؤول في الاتحاد انه يتوجب علي الانتباه لامر مهم وهو ضرورة التحدث عن هذه الاعذار كتبرير للفريق.. تصوروا.
> ألم تكن تعرف ان لاعبينا هواة وانهم مرتبطون بظروفهم اكثر من الكرة ونحن لا نملك اي محترف بالفريق؟
- ليس بالضرورة ان يكون اللاعب محترفا حتى يتميز عن غيره فقد سبق ان فزنا على اوزبكستان وهو فريق متخم بالمحترفين.
فحكايات الارتباطات بالعمل والدراسة والعائلة والاصدقاء نمط وسلوك حياة خاطئ لدى اللاعبين هنا حتى لو ا حترفوا.. ولنتطرق لمحترفنا الوحيد مساعد ندا، الذي يلعب في قطر، اين التزامه بالتعليمات فاذا كان الاحتراف على هذه الشاكلة لا اعرف ماذا يقول الناس عن هكذا تجربة احترافية التي ربما لم تنفع هذا اللاعب حسب اعتقادي.
انه لاعب جيد ولكنه كثير الاخطاء ولم يتدرب مع زملائه سوى 3 أو 4 مرات. لقد تسبب بالهدف الاول الذي سجلته كوريا في مرمانا في سيئول وهو تصرف من مدافع ساذج، وهو يُسأل بشكل او بآخر عن هدف السعودية الثاني بمرمانا في الرياض. كما انه تسبب بركلة جزاء احرزت كوريا هدفها الثاني منها في لقاء الاياب، رغم ان يعقوب الطاهر اساء تغطية اللاعب الكوري الذي عرقله ندا وسجل المهاجم الكوري هدف بلاده الثالث بتلك المباراة بعد ان راوغ مساعد وتخطاه بسهولة. هناك ثقافة معينة يجب ان يكتسبها اللاعب من اي تجربة احترافية.. انا لست ضد مساعد ندا.. بل اعتز به ولكن هذه هي الحقيقة.
الأزرق بلا قائد
> سكت المدرب قليلا ثم واصل حديثه بحدة: منتخبكم بدون قيادة لان الفريق لا يضم عنصرا قياديا يمكنه التصرف مع زملائه، وارشادهم، انها نقطة سلبية واضحة ومؤثرة.. فلا وجود للقائد المدبر المتمثل بلاعب جيد ومكافح وجدي يمتلك صفة القيادة في الفريق ويعرف متى يوجه زملاءه لكي نفكر بالتأهل الى كأس العالم، علينا ان نفكر بالحد الادنى من الحياة الاحترافية والاعداد الجيد ولمدة طويلة اضافة الى اللاعب القائد الفذ.. اللاعبون الحاليون ليسوا مهيئين لكل ذلك.
الإقالة
> من اخبرك بإقالتك من منصبك بعد اللقاء امام السعودية؟
ـ لا اذكر بالتحديد.. ربما مبارك المعصب، رغم انني شعرت بذلك من تجهم الوجوه امامي، وعذرت الزملاء.. نظرا لنقل الهزيمة.
> بعد انتهاء اللقاء مباشرة؟
ـ أبدا.. حسبما اتذكر انني ابلغت في الكويت رسميا.
> هل كنت تتوقع ان تتم اقالتك بهذه السرعة القياسية؟
ـ في الحقيقة.. ورغم ان الاقالة فاجأتني من اساسها فإنها خطوة كانت شبه متوقعة، وليست مستحيلة الحدوث.. قياسا على ما رأيته.
> ماذا كان يردد امامك الاداريون قبل المباراة؟
ـ لا افهم ماذا تقصد بالسؤال ارجو التوضيح.
> مثلا، الم يثنوا على ادائك او يصفوك بالجيد؟
ـ كلا، لم يحدثني احد في هذا الاطار لان علاقتي كانت محدودة معهم وضمن اطار العمل.
> قبل اللقاء، تحدثت الصحف السعودية عن امكان اقالتك فيما يشبه تكهنات.. فهل انك شعرت بإمكان حدوث ذلك؟
ـ كلا، اطلاقا.
الحكم الياباني ظالم
> هل تعتقد ان حكم اللقاء الياباني الجنسية ظلم المنتخب امام السعودية؟
ـ نعم وبلا ادنى شك، وأزيد بان السعودية برعت في تجيير الامور لصالحها من كل النواحي قبل وخلال المباراة على ارضها وهذا حق مشروع.. وهذا الشيء فعلته ايضا كوريا امامنا في سيئول الكل اعد العدة وجهز نفسه الا نحن.
مثلا وفي سيئول طلبت ان نتدرب بشكل سري وفعلت ولكنهم اعطونا ملعبا تدربنا عليه وكأننا في الشارع لان الناس تحلقت من خارج السور الحديدي ورأت كل شيء وعلى الجانب ارتفعت 6 عمارات، كان بالامكان ان يتم تصوير كل تدريباتنا عبر الفيديو وبسهولة.. انظروا كيف اهتموا بكل تلك التفاصيل الصغيرة والدقيقة.. اما نحن فكل شيء كان يعتمد على البركة.
هجومنا كالدجاج
> ما تعليقك على خط هجومنا الذي لم ينفذ اي هجمة صحيحة امام السعودية، وكأنه كان مجازا.. هل لكونك فضلت الاسلوب الدفاعي؟
ـ كما اندهشتم.. اصبت انا بالدهشة ايضا فمهاجمونا كانوا اشبه بمن يمارس الكرة لاول مرة. لا سرعة ولا استبسال ولا مهارات، كان كل شيء لديهم خاطئا، ولنفترض جدلا انني لم ارسم لهم اي طريقة هجومية ولكن اين امكاناتهم الفردية وحيويتهم وحرصهم على تقديم شيء، ترى هل قال كالديرون لسامي الجابر افعل كذا وكذا ابدا، فالجابر اكبر من مهاجمينا بعشر سنين وفعل العجب، اما مهاجمونا فقد كانوا كالدجاج حتى انهم لم يؤخروا دفاع الخصم ويمنعوه من التقدم، ثم هل قلت لبشار امام اوزبكستان خذ الكرة واذهب لليسار وسدد في الزاوية البعيدة، أبدا انه جهد مهاري فردي لم أر منه شئيا امام السعودية سواء بشار أو المطوع أو الفهد.. ولا اعرف اسباب هذا الضعف النفسي لدى اللاعبين والذي يمسح قدراتهم ويقيد حيويتهم.
اما انني فضلت الاسلوب الدفاعي فذلك كلام غير مقبول، لأنني اشركت 3 مهاجمين وطلبت مساندتهم من وليد علي ونواف المطيري وحتى جراغ، ولكن في الحقيقة لم ينفذ شيء بتاتا.
> من كان افضل لاعب لدى الازرق في المباراة؟
- لا احد.. الكل كان سيئا بدرجة لا يمكن وصف المجموعة بمنتخب كروي.
> لقد شهدت صفوف المنتخب خلال التدريب الاخير الذي سبق المباراة، وكذلك خلالها، تغييرا من قبلك بجعل محمد جراغ اساسيا على حساب حسين حاكم في خط الوسط، هل هذا كان قرارك ام تبعا لنصائح من جهات اخرى؟
- اقر واقول بأنه كان قراري مائة في المائة.
> ولكن جراغ لم يكن جاهزا كفاية وكان عائدا من اصابة بعكس حاكم؟
- بدا لي ان جراغ جاهز، ويمكنه اللعب كأساسي لمدة ساعة تقريبا، لينفذ المطلوب، ومن ثم نغيره، اذ انني رأيت اشراكه كأساسي لتعوده على اجواء المباريات الصعبة وامام هذه الجماهير.
فقر في الجدية والسلوكيات
> هل كان اللاعبون جديين في اللقاء؟
- كلا، ومازلت حتى الآن عاجزا عن فك لغز التغيير المفاجئ للاعبين بين مباراتي الذهاب والاياب، خصوصا ان اللقاء الاول شهد جدية لديهم، ومن الاسماء والتشكيلة نفسهما تقريبا، وكان المنتخبان ندين متساويين في القوة بحكم الجميع، ولكن في السعودية كان خصمنا في القمة، ونحن على الارض، وقارنوا انتم واحكموا كيف يهبط اداء الفريق بالتشكيلة نفسها لهذا المستوى.
> ما الاسباب بالضبط، وماذا حدث؟ هل كنت تتوقع هكذا خسارة؟
- كلا، لم اتوقع ذلك، وفوجئت بهذه الخسارة، كما فوجئت بالذي حصل في اللقاء الودي امام مصر عندما حصل بدر المطوع على بطاقة حمراء من دون داع ابدا، فهل من المنطقي ان يعرض لاعب نفسه للطرد في مباراة ودية؟ هذا يدل بلا شك على فقر وانيميا حادة في السلوكيات، وعدم جدية من قبل اللاعبين في التعامل مع اللقاءات على مختلف انواعها، وهذا ربما يكون احد الاسباب لما جرى وجعل المباراتين امام مصر والسعودية تفتقدان الى التوازن بسبب البطاقات الحمراء، هناك خلل واضح وملموس.
> هل حاولت ان تعالج هكذا امور؟
- من الصعب معالجة ذلك في ظل 5 اشهر، وهي فترة قصيرة قضيتها مع المنتخب لأن هذه الامور هي مجرد تراكمات ماضية. فالاستعدادات لم تكن كافية، ولم تسعفني خصوصا ان اللاعبين كانوا كتلا ولم يكونوا معا، ومع بعضهم البعض.
> ماذا تعني بتعبير «معا»؟
- ان يكونوا في التدريب معا على قلب واحد، وهذا ما يشعرني بأنه امر غير موجود بينهم، انهم ليسوا عائلة واحدة، بل اشبه بفندق، واحد يذهب والآخر يعود، اي يعانون من عدم استقرار وانسجام بسبب الارتباطات الكثيرة، كما ان بعض اللاعبين لا يختلطون بالآخرين ويتحركون كمجموعات، وتلك مشكلة كان يجب الالتفات اليها.
> قلت إن فترة 5 اشهر كانت غير كافية بالنسبة لك مع المنتخب، هل انت راض عما حققته خلالها؟
- بالطبع، لقد حققت فيها نتائج لافتة، كالتعادل مع النرويج المحترفة 1/1 والفوز على ارمينيا 3/1 وسوريا 3/2 واوزبكستان 2/1، ولاريسا اليوناني 3/2 والتعادل مع السعودية صفر/صفر.
أجرى الحوار: محمد سعيد
من غير المقبول ولا المنطقي ان تترك «القبس» مدرب منتخبنا الوطني السابق الصربي بوب سلوبودان يغادر البلاد دون ان تلتقيه وتخطف منه لقاء وحوارا يكمل فصول المسرحية التي شهدتها الساحة الكروية منذ يوم السبت 4/6/2005، والذي شهد اجتماع لجنة تدريب اتحاد كرة القدم مباشرة بعد العودة من الرياض من اجل تطبيق المقولة المشهورة «خير البر عاجله»، لتعجل اللجنة المجتمعة بالاطاحة ببوب منذ ذلك التاريخ الذي شهد اختفاء هذا المدرب الصربي الذي، وان تم الاتصال به والعثور عليه.
فإنه كان يرفض التحدث لأحد، ولكثرة ترددنا عليه والحاحنا المستمر بإجراء حوار صريح معه، اعطانا وعدا بالتحدث الى «القبس» دون سواها قبل مغادرته البلاد نهائيا، وذلك لأن الآخرين - حسب ادعائه - لم يسألوا عنه او يهتموا به، ولم تنس «القبس» هذا الوعد، بل ظلت على اتصال دائم معه، حتى وافق على الحضور دون تحديد اي موعد، وفجأة جاء الى مبنى الجريدة في السادسة مساء امس الاول وفي القسم الرياضي وجد نجم الكرة الكبير المرعب جاسم يعقوب الذي كان ولا يزال مواظبا على التواجد في «القبس» مساء كل خميس، منذ ان كان في آخر عهده كلاعب، وشهد جانبا كبيرا من الحوار، بل واستفسر عن بعض الامور، وحتى لا نطيل الحديث نترك للقارئ الحكم على ما جاء في حديث بوب سلوبودان والذي يحتاج الى جزء ثان قد يطول لثالث كونه تحدث اكثر من ساعة وربع الساعة وطرق العديد من النقاط، التي كررها اكثر من مرة، ولكنه لم يحمل اتحاد الكرة المسؤولية، وهذا ما سيندهش له القارئ، بل حمل المنظومة الرياضية عامة اسباب السلبيات، والقى بجزء كبير من المسؤولية على اللاعبين، وفيما يلي نص الحوار كاملا، كما جاء ولأن الحديث سجل فقد سردناه كما هو دون رتوش وتنظيم صحفي، خصوصا ان الحديث كان عبارة عن جلسة لم تكن معدة لأنه فاجأنا بالحضور وسألناه عما إذا كان يقبل بنشر الكلام، فقال لا امانع ان كنتم تريدونها جلسة ودية، او رسمية، فذلك يعود اليكم.
> نشرنا امس جانبا من حديث المدرب الصربي بوب سلوبودان، وتباينت ردود الافعال حول ما جاء في الحوار المطول الذي استمر ساعة وربع الساعة تقريبا، وشمل كل ما يتعلق بالأزرق، ومن حق اي شخص التعليق من جانبه على اقوال بوب التي ادلى بها لـ«القبس» بحرية تامة، وهو بكامل قواه العقلية، ودون ان تكون عليه وصاية من احد، واذا كان لاعب او اثنين لم يرق لهما كلام المدرب، فنحن لا نملك تغيير الحوار «المسجل»، وليس من عادتنا، تصرف كهذا، عموما.. فإننا ننشر اليوم الجزء الثاني من اللقاء الذي تمكنت «القبس» من اجرائه، والذي نطق به بوب.. ووضع الكثير من النقاط التائهة على الحروف، وقد يبدو للقارئ ان حديث بوب مكرر في بعض اجوبته، لكن هذا التكرار جاء على لسان المدرب سلوبودان، الذي ركز كثيرا على اخطاء بعض اللاعبين وسلوكياتهم في المباريات الرسمية الحاسمة، ونحن بدورنا، كما ذكرنا امس، ننشر الحوار كما حدث، ويسعدنا ان نكرر أن النجم الكروي السابق.. الكبير والمرعب جاسم يعقوب كان شاهدا على عصر كروي.. حمد الله انه لم يتواجد به، وفيما يلي الآن تكملة ما جاء على لسان المدرب الصربي «المُقال» بوب سلوبودان.. الذي غادر البلاد نهائىا مساء امس الاول (الجمعة) عائدا الى بلغراد.
أوجدوا لي التبريرات
قبل أن نلعب
> هل ترى ان اتحاد الكرة مسؤول عما جرى؟
- لا اعرف ولا يمكنني ان اعطي اجابة دقيقة او صحيحة لان السؤال يتعلق بنمط التعامل السائد في الكويت ومنها العلاقات بين هذه الجهة وغيرها من الاطراف وهذا ما اجهله لانني لا أعرف اللغة العربية ولا اقرأ الجرائد، مثلا، انا لا اعرف نمط العلاقة بين الاتحاد والحكومة او بينه وبين الاندية والشركات وغيرها.
الا انه وفي هذا الاطار، اود ذكر ما قاله لي احد مسؤولي الاتحاد قبل مباراتي كوريا الجنوبية واوزبكستان في الذهاب ومفاده ان الاتحاد لديه الكثير من المشاكل فيما يتعلق باللاعبين وارتباطاتهم العديدة وبالتالي فان المنتخب والاتحاد ليسا مؤهلين لتقديم اقصى ما لديهما وانتم احكموا بدوركم على هذا الكلام الذي قيل لي وهو ما يوضح عدم وجود رغبة اكيدة في العمل الجاد.
- ثم قال: لاول مرة اصادف مثل هذا الموقف بحيث يعلمني مسؤول في الاتحاد انه يتوجب علي الانتباه لامر مهم وهو ضرورة التحدث عن هذه الاعذار كتبرير للفريق.. تصوروا.
> ألم تكن تعرف ان لاعبينا هواة وانهم مرتبطون بظروفهم اكثر من الكرة ونحن لا نملك اي محترف بالفريق؟
- ليس بالضرورة ان يكون اللاعب محترفا حتى يتميز عن غيره فقد سبق ان فزنا على اوزبكستان وهو فريق متخم بالمحترفين.
فحكايات الارتباطات بالعمل والدراسة والعائلة والاصدقاء نمط وسلوك حياة خاطئ لدى اللاعبين هنا حتى لو ا حترفوا.. ولنتطرق لمحترفنا الوحيد مساعد ندا، الذي يلعب في قطر، اين التزامه بالتعليمات فاذا كان الاحتراف على هذه الشاكلة لا اعرف ماذا يقول الناس عن هكذا تجربة احترافية التي ربما لم تنفع هذا اللاعب حسب اعتقادي.
انه لاعب جيد ولكنه كثير الاخطاء ولم يتدرب مع زملائه سوى 3 أو 4 مرات. لقد تسبب بالهدف الاول الذي سجلته كوريا في مرمانا في سيئول وهو تصرف من مدافع ساذج، وهو يُسأل بشكل او بآخر عن هدف السعودية الثاني بمرمانا في الرياض. كما انه تسبب بركلة جزاء احرزت كوريا هدفها الثاني منها في لقاء الاياب، رغم ان يعقوب الطاهر اساء تغطية اللاعب الكوري الذي عرقله ندا وسجل المهاجم الكوري هدف بلاده الثالث بتلك المباراة بعد ان راوغ مساعد وتخطاه بسهولة. هناك ثقافة معينة يجب ان يكتسبها اللاعب من اي تجربة احترافية.. انا لست ضد مساعد ندا.. بل اعتز به ولكن هذه هي الحقيقة.
الأزرق بلا قائد
> سكت المدرب قليلا ثم واصل حديثه بحدة: منتخبكم بدون قيادة لان الفريق لا يضم عنصرا قياديا يمكنه التصرف مع زملائه، وارشادهم، انها نقطة سلبية واضحة ومؤثرة.. فلا وجود للقائد المدبر المتمثل بلاعب جيد ومكافح وجدي يمتلك صفة القيادة في الفريق ويعرف متى يوجه زملاءه لكي نفكر بالتأهل الى كأس العالم، علينا ان نفكر بالحد الادنى من الحياة الاحترافية والاعداد الجيد ولمدة طويلة اضافة الى اللاعب القائد الفذ.. اللاعبون الحاليون ليسوا مهيئين لكل ذلك.
الإقالة
> من اخبرك بإقالتك من منصبك بعد اللقاء امام السعودية؟
ـ لا اذكر بالتحديد.. ربما مبارك المعصب، رغم انني شعرت بذلك من تجهم الوجوه امامي، وعذرت الزملاء.. نظرا لنقل الهزيمة.
> بعد انتهاء اللقاء مباشرة؟
ـ أبدا.. حسبما اتذكر انني ابلغت في الكويت رسميا.
> هل كنت تتوقع ان تتم اقالتك بهذه السرعة القياسية؟
ـ في الحقيقة.. ورغم ان الاقالة فاجأتني من اساسها فإنها خطوة كانت شبه متوقعة، وليست مستحيلة الحدوث.. قياسا على ما رأيته.
> ماذا كان يردد امامك الاداريون قبل المباراة؟
ـ لا افهم ماذا تقصد بالسؤال ارجو التوضيح.
> مثلا، الم يثنوا على ادائك او يصفوك بالجيد؟
ـ كلا، لم يحدثني احد في هذا الاطار لان علاقتي كانت محدودة معهم وضمن اطار العمل.
> قبل اللقاء، تحدثت الصحف السعودية عن امكان اقالتك فيما يشبه تكهنات.. فهل انك شعرت بإمكان حدوث ذلك؟
ـ كلا، اطلاقا.
الحكم الياباني ظالم
> هل تعتقد ان حكم اللقاء الياباني الجنسية ظلم المنتخب امام السعودية؟
ـ نعم وبلا ادنى شك، وأزيد بان السعودية برعت في تجيير الامور لصالحها من كل النواحي قبل وخلال المباراة على ارضها وهذا حق مشروع.. وهذا الشيء فعلته ايضا كوريا امامنا في سيئول الكل اعد العدة وجهز نفسه الا نحن.
مثلا وفي سيئول طلبت ان نتدرب بشكل سري وفعلت ولكنهم اعطونا ملعبا تدربنا عليه وكأننا في الشارع لان الناس تحلقت من خارج السور الحديدي ورأت كل شيء وعلى الجانب ارتفعت 6 عمارات، كان بالامكان ان يتم تصوير كل تدريباتنا عبر الفيديو وبسهولة.. انظروا كيف اهتموا بكل تلك التفاصيل الصغيرة والدقيقة.. اما نحن فكل شيء كان يعتمد على البركة.
هجومنا كالدجاج
> ما تعليقك على خط هجومنا الذي لم ينفذ اي هجمة صحيحة امام السعودية، وكأنه كان مجازا.. هل لكونك فضلت الاسلوب الدفاعي؟
ـ كما اندهشتم.. اصبت انا بالدهشة ايضا فمهاجمونا كانوا اشبه بمن يمارس الكرة لاول مرة. لا سرعة ولا استبسال ولا مهارات، كان كل شيء لديهم خاطئا، ولنفترض جدلا انني لم ارسم لهم اي طريقة هجومية ولكن اين امكاناتهم الفردية وحيويتهم وحرصهم على تقديم شيء، ترى هل قال كالديرون لسامي الجابر افعل كذا وكذا ابدا، فالجابر اكبر من مهاجمينا بعشر سنين وفعل العجب، اما مهاجمونا فقد كانوا كالدجاج حتى انهم لم يؤخروا دفاع الخصم ويمنعوه من التقدم، ثم هل قلت لبشار امام اوزبكستان خذ الكرة واذهب لليسار وسدد في الزاوية البعيدة، أبدا انه جهد مهاري فردي لم أر منه شئيا امام السعودية سواء بشار أو المطوع أو الفهد.. ولا اعرف اسباب هذا الضعف النفسي لدى اللاعبين والذي يمسح قدراتهم ويقيد حيويتهم.
اما انني فضلت الاسلوب الدفاعي فذلك كلام غير مقبول، لأنني اشركت 3 مهاجمين وطلبت مساندتهم من وليد علي ونواف المطيري وحتى جراغ، ولكن في الحقيقة لم ينفذ شيء بتاتا.
> من كان افضل لاعب لدى الازرق في المباراة؟
- لا احد.. الكل كان سيئا بدرجة لا يمكن وصف المجموعة بمنتخب كروي.
> لقد شهدت صفوف المنتخب خلال التدريب الاخير الذي سبق المباراة، وكذلك خلالها، تغييرا من قبلك بجعل محمد جراغ اساسيا على حساب حسين حاكم في خط الوسط، هل هذا كان قرارك ام تبعا لنصائح من جهات اخرى؟
- اقر واقول بأنه كان قراري مائة في المائة.
> ولكن جراغ لم يكن جاهزا كفاية وكان عائدا من اصابة بعكس حاكم؟
- بدا لي ان جراغ جاهز، ويمكنه اللعب كأساسي لمدة ساعة تقريبا، لينفذ المطلوب، ومن ثم نغيره، اذ انني رأيت اشراكه كأساسي لتعوده على اجواء المباريات الصعبة وامام هذه الجماهير.
فقر في الجدية والسلوكيات
> هل كان اللاعبون جديين في اللقاء؟
- كلا، ومازلت حتى الآن عاجزا عن فك لغز التغيير المفاجئ للاعبين بين مباراتي الذهاب والاياب، خصوصا ان اللقاء الاول شهد جدية لديهم، ومن الاسماء والتشكيلة نفسهما تقريبا، وكان المنتخبان ندين متساويين في القوة بحكم الجميع، ولكن في السعودية كان خصمنا في القمة، ونحن على الارض، وقارنوا انتم واحكموا كيف يهبط اداء الفريق بالتشكيلة نفسها لهذا المستوى.
> ما الاسباب بالضبط، وماذا حدث؟ هل كنت تتوقع هكذا خسارة؟
- كلا، لم اتوقع ذلك، وفوجئت بهذه الخسارة، كما فوجئت بالذي حصل في اللقاء الودي امام مصر عندما حصل بدر المطوع على بطاقة حمراء من دون داع ابدا، فهل من المنطقي ان يعرض لاعب نفسه للطرد في مباراة ودية؟ هذا يدل بلا شك على فقر وانيميا حادة في السلوكيات، وعدم جدية من قبل اللاعبين في التعامل مع اللقاءات على مختلف انواعها، وهذا ربما يكون احد الاسباب لما جرى وجعل المباراتين امام مصر والسعودية تفتقدان الى التوازن بسبب البطاقات الحمراء، هناك خلل واضح وملموس.
> هل حاولت ان تعالج هكذا امور؟
- من الصعب معالجة ذلك في ظل 5 اشهر، وهي فترة قصيرة قضيتها مع المنتخب لأن هذه الامور هي مجرد تراكمات ماضية. فالاستعدادات لم تكن كافية، ولم تسعفني خصوصا ان اللاعبين كانوا كتلا ولم يكونوا معا، ومع بعضهم البعض.
> ماذا تعني بتعبير «معا»؟
- ان يكونوا في التدريب معا على قلب واحد، وهذا ما يشعرني بأنه امر غير موجود بينهم، انهم ليسوا عائلة واحدة، بل اشبه بفندق، واحد يذهب والآخر يعود، اي يعانون من عدم استقرار وانسجام بسبب الارتباطات الكثيرة، كما ان بعض اللاعبين لا يختلطون بالآخرين ويتحركون كمجموعات، وتلك مشكلة كان يجب الالتفات اليها.
> قلت إن فترة 5 اشهر كانت غير كافية بالنسبة لك مع المنتخب، هل انت راض عما حققته خلالها؟
- بالطبع، لقد حققت فيها نتائج لافتة، كالتعادل مع النرويج المحترفة 1/1 والفوز على ارمينيا 3/1 وسوريا 3/2 واوزبكستان 2/1، ولاريسا اليوناني 3/2 والتعادل مع السعودية صفر/صفر.