ناصح
07-09-2005, 05:22 PM
حسين اسماعيل / الناصرية
http://elaph.com/elaphweb/Resources/images/Reports/2005/7/thumbnails/T_ba91f102-2491-4641-8384-44e2ce827c43.jpg
منذ سقوط النظام العراقى السابق صار وجود الأطفال المشردين في الشوارع العراقية شائعا ولافتا للنظر ، ومع عدم وجود إحصاءات او دراسات رسمية حول هذه الظاهرة فإنه يصعب تحديد عدد الاطفال المشردين وأماكن تنامى الظاهرة..لكن أعمال سلب ونهب دور الأيتام في الفترة التي أعقبت سقوط النظام قد فاقمت من المشكلة وساعدت على انتشارها ، فلا تجد شارعا في مدن العراق يخلو من أطفال غابت عن ملامحهم الابتسامة وبراءة الطفولة وحل مكانها البؤس والتشرد والضياع والشقاء ، واحيانا الجريمة.
استفحلت ظاهرة أطفال الشوارع بعد الحرب ،فأغلب هؤلاء الاطفال تركوا دور الايتام التي أقامتها الدولة لهم في عهد النظام السابق بعد تعرضها لاعمال النهب والتخريب، ويمكنك رؤية هؤلاء الأطفال فرادى وجماعات إما متسولين او وهم يقومون بأعمال تنتهك الطفولة والقانون على حد سواء..وبعد عامين من الاحتلال، مازال الأطفال يدفعون الثمن غاليا .
أحد هؤلاء الاطفال حيدر كاظم ، البالغ من العمر ثمانى سنوات ، يقول ان والديه متوفيان منذ زمن بعيد واضطر لترك دار رعاية الأيتام في الناصرية بعد ان تعرضت لاعمال السلب والنهب منذ اكثر منذ عامين وليس لديه رغبة في العودة رغم إعادة تأهيل الدار.. وحالة حيدر لها الاف الحالات المماثلة والمنتشرة في عموم القطر.. ففي الزوايا البعيدة عن الأنظار يمكن للمرء ان يتابع احد هؤلاء الأطفال وهو يترنح بتأثير علبة "سيكوتين" وهو نوع رخيص من المخدرات تقذف به بعيدا عن واقع اليقظة، فهل يمكن ان يكون ذلك نابعا من رفض هذا الواقع المشحون بالحروب والدمار.؟!
ويتبادر الى الذهن سؤال آخر مثير.. هل يملك هؤلاء الأطفال شعور البالغين حيال ما يحدث؟..تقول دراسة قامت بها منظمة (طفل الحرب ) ،وهي منظمة عالمية لمساعدة الأطفال في البلدان التي تعرضت للحروب، وأجريت على على عينة واسعة من أطفال العراق قبل عام إن " 40% من الأطفال لا يؤمنون بقيمة العيش في هذه الحياة".!!
وجاء في بيان الندوة الوطنية الخاصة بمناقشة و اقع الخدمات الصحية النفسية لأطفال العراق في نيسان ابريل الماضي ان "نسبة الأطفال الذين يعانون من صدمة ما بعد الحرب قد ارتفعت بشكل مخيف بسبب تزايد عمليات العنف واستمرارها واثرت بشكل لافت للنظر على مجمل سلوك وتصرفات هؤلاء الاطفال مما يعكس مؤشرا خطيرا لحالتهم غير المستقرة .. " .
ولا توجد احصائيات تشير إلى عدد هؤلاء الأطفال المشردين الذين على هذه الحالة من اليأس ، ولا عدد المحاولات التي بذلتها الحكومة او المنظمات الإنسانية لإيجاد مأوى او رعاية لهم .
وقبل كل شئ.. ماذا نعني بظاهرة أطفال الشوارع التي أضحت الوجه الآخر للعراق " الجديد " والتي دفعت المديرة التنفيذية لمنظمة اليونسيف بعد دراسة اجرتها المنظمة على اطفال العراق أواخر العام الماضي الى ان تطلق مقولتها باحتجاج : " الحروب يشنها الكبار ويدفع ثمنها الصغار " .
يذكر الباحث الاجتماعي ماجد زيدان من وحدة البحوث الاجتماعية والنفسية في جامعة القادسية ل" أصوات العراق" ان الظاهرة ليست جديدة على العراق ولكنها تحولت من مشكلة على نطاق ضيق نسبيا الى ظاهرة واسعة جدا تضمنت المخاطر المصاحبة لها وتكشف عن قصور السياسات المتخذة للحد منها " .
واضاف الباحث: " كان النظام السابق يتكتم على الظاهرة ويرفض الاعتراف بالحقائق التي خلفتها الحروب المدمرة والحصار الاقتصادي لاسباب دعائية في محاولة لاخفاء تداعيات تلك الأوضاع ونتائجها المدمرة " .
وعن مفهوم أطفال الشوارع يقول "ليس هناك تحديد متفق عليه للمفهوم ، فالتعريف يعتمد على خصوصية بعض البلدان ومفهوم أطفال الشوارع واحد من المفاهيم الحديثة ويتفاوت فهمه وتحديده على الباحثين والمنظمات الدولية وفي البلدان العربية ايضا..ووفق منظمة اليونسيف ينقسم أطفال الشوارع الى أطفال عاملين في الشوارع طوال ساعات النهار ثم يعودون الى أسرهم للمبيت والى أطفال تنقطع صلاتهم مع ذويهم ويكون الشارع مصدر الدخل والبقاء والمبيت.
أما عن الاطفال الجانحين وتعريفهم القانوني،فيقول الدكتور سالم البهادلي رئيس جمعية البحوث الاجتماعية والنفسية في الناصرية : "حدد المشرع العراقي التعريف القانوني لأطفال الشوارع الذين يعدون مرتكبي جنحة في قانون رعاية الأحداث رقم 76 لسنة 1983 وتعديلاته في المادة 24 و25 وتحت عنوان المتشرد وانحراف السلوك،بارتباط الحالة بالتسول او ممارسة المهن المتجولة دون سن 15 سنة او اعمال الدعارة وشرب الخمر وتناول المخدرات او المروق عن سلطة الوالدين".
وتبدو النقاط التي تضمنها المفهوم تنطبق بلا استثناء على ما يعيشه قسم واسع من أطفال العراق الذين يجدون أنفسهم او ذويهم تحت ضائقة العوز والفاقة يمارسون انواع شتى من الظواهر السلبية ، منها التسول..
والمشاهدة اليومية للمرء تعطي صورة واضحة عن تفشي مخاطر الظاهرة في كل مدينة إذ يقول احد أصحاب المحال التجارية في الناصرية ل(أصوات العراق) إن المتسولين خاصة من الفتيات يتم استدراجهن الى بيوت الدعارة وهناك يتعرضن للاغتصاب الجنسي وبالتالي إجبارهن على امتهان الدعارة في مناطق معروفة ".
أما إجراءات معالجة هذه الظاهرة ، فلازالت اقل كثيرا من المعطيات التي يفرزها واقع الحياة اليومية لمئات المتشردين ممن يمارسون التسول والاستجداء وغيرها من الممارسات بعيدا عن اعين الرقابة من الاجهزة المعنية في الدولة.. ولكن دور منظمات الاغاثة الدولية ساعد الى حد ما في توفير اماكن للاطفال المشردين في مناطق عديدة من القطر ، ومن بينها الناصرية.
تقول السيدة انعام محمد بدر مديرة قسم الرعاية الصحية في الناصرية "قمنا بانشاء مركز يعنى بالتقاط الاطفال المشردين بدعم من منظمة طفل الحرب التي تعنى بمساعدة اطفال العالم وقد عملنا على توفير سبل الرعاية اللازمة لهم وتأهيل كادر تربوي متخصص يقوم بالاشراف على المركز ".
وعن عدد المودعين في المركز قالت "نظرا لحداثة المركز فاننا نقوم بدراسات ومسوحات ميدانية في المحافظة خاصة في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية ونتوقع ان يستوعب المركز اعدادا كبيرة ولكن مازالت المهمة صعبة في هذا المجال".
واضافت " ان الدعم الحكومي لإيواء المتشردين في مراكز ودور الأيتام لازال ضعيفا وان معظم ما يأتي من تبرعات ودعم مالي لدور الرعاية يأتى من منظمات إنسانية عالمية مثل منظمة طفل الحرب التي تكفلت بإنشاء هذا المشروع الذي بلغت تكلفته 78 مليون دينار".
ومن المعلوم ان هذه الظاهرة توجد فى جميع المدن العراقية ،لكن يكثر انتشارها على وجه التحديد في مدينة بغداد المكتظة بالسكان.. وتشير آخر الإحصاءات التي زودت جمعية البحوث الاجتماعية والنفسية (أصوات العراق) بها الى ان "عدد الأطفال المشردين الموجودين في دور الرعاية في بغداد بلغ 783 صبيا وفتاة وان 67% من الأطفال المشردين الذين يمارسون مهنة التسول هم من تاركي المدرسة كما ان عدد الذين لم يلتحقوا بالمدرسة قد تجاوز المليون طفل".
ويذكر التقرير ان 39% من تلك النسبة هم اناث.
وفى دراسة قدمها باحثون عراقيون واردنيون جاء ان "عمل الأطفال نتيجة ترك المدرسة أدى الى تشرد العديد منهم وجنوحهم من خلال ارتكاب اعمال مخالفة للقانون كشرب الخمر والتسول وتعاطي المخدرات المتاحة عن طريق الاستنشاق لبعض المستلزمات الطبية او ما يطلق عليه " الكبسلة " وتعاطي حبوب الهلوسة وغير ذلك."
وقال الباحث الاجتماعي رائد عطية رئيس منظمة "مرحبا أطفالنا " ل(أصوات العراق) إن "الدراسات الميدانية الجدية حول تنامي ظاهرة اطفال الشوارع غير قائمة في الوقت الحاضر على نحو يعطينا صورة واضحة عن حجم الظاهرة ، ويبدو ان الدولة تناست هذه الشريحة المهمة بانشغالها في قضايا البلد التي هي في الاصل سبب رئيسي للظاهرة " .
واوضح ان منظمة اليونسيف قد حذرت من كبر حجم الظاهرة في العراق اذ ذكرت ان اطفال الشوارع في العراق لاسيما المدن الكبرى قد أصبحت مقلقة جدا واعلنت المنظمة انها تسعى لإنشاء مراكز لاستقبال أطفال الشوارع لكنها تنتظر التمويل من الدول المانحة.
http://elaph.com/elaphweb/Resources/images/Reports/2005/7/thumbnails/T_ba91f102-2491-4641-8384-44e2ce827c43.jpg
منذ سقوط النظام العراقى السابق صار وجود الأطفال المشردين في الشوارع العراقية شائعا ولافتا للنظر ، ومع عدم وجود إحصاءات او دراسات رسمية حول هذه الظاهرة فإنه يصعب تحديد عدد الاطفال المشردين وأماكن تنامى الظاهرة..لكن أعمال سلب ونهب دور الأيتام في الفترة التي أعقبت سقوط النظام قد فاقمت من المشكلة وساعدت على انتشارها ، فلا تجد شارعا في مدن العراق يخلو من أطفال غابت عن ملامحهم الابتسامة وبراءة الطفولة وحل مكانها البؤس والتشرد والضياع والشقاء ، واحيانا الجريمة.
استفحلت ظاهرة أطفال الشوارع بعد الحرب ،فأغلب هؤلاء الاطفال تركوا دور الايتام التي أقامتها الدولة لهم في عهد النظام السابق بعد تعرضها لاعمال النهب والتخريب، ويمكنك رؤية هؤلاء الأطفال فرادى وجماعات إما متسولين او وهم يقومون بأعمال تنتهك الطفولة والقانون على حد سواء..وبعد عامين من الاحتلال، مازال الأطفال يدفعون الثمن غاليا .
أحد هؤلاء الاطفال حيدر كاظم ، البالغ من العمر ثمانى سنوات ، يقول ان والديه متوفيان منذ زمن بعيد واضطر لترك دار رعاية الأيتام في الناصرية بعد ان تعرضت لاعمال السلب والنهب منذ اكثر منذ عامين وليس لديه رغبة في العودة رغم إعادة تأهيل الدار.. وحالة حيدر لها الاف الحالات المماثلة والمنتشرة في عموم القطر.. ففي الزوايا البعيدة عن الأنظار يمكن للمرء ان يتابع احد هؤلاء الأطفال وهو يترنح بتأثير علبة "سيكوتين" وهو نوع رخيص من المخدرات تقذف به بعيدا عن واقع اليقظة، فهل يمكن ان يكون ذلك نابعا من رفض هذا الواقع المشحون بالحروب والدمار.؟!
ويتبادر الى الذهن سؤال آخر مثير.. هل يملك هؤلاء الأطفال شعور البالغين حيال ما يحدث؟..تقول دراسة قامت بها منظمة (طفل الحرب ) ،وهي منظمة عالمية لمساعدة الأطفال في البلدان التي تعرضت للحروب، وأجريت على على عينة واسعة من أطفال العراق قبل عام إن " 40% من الأطفال لا يؤمنون بقيمة العيش في هذه الحياة".!!
وجاء في بيان الندوة الوطنية الخاصة بمناقشة و اقع الخدمات الصحية النفسية لأطفال العراق في نيسان ابريل الماضي ان "نسبة الأطفال الذين يعانون من صدمة ما بعد الحرب قد ارتفعت بشكل مخيف بسبب تزايد عمليات العنف واستمرارها واثرت بشكل لافت للنظر على مجمل سلوك وتصرفات هؤلاء الاطفال مما يعكس مؤشرا خطيرا لحالتهم غير المستقرة .. " .
ولا توجد احصائيات تشير إلى عدد هؤلاء الأطفال المشردين الذين على هذه الحالة من اليأس ، ولا عدد المحاولات التي بذلتها الحكومة او المنظمات الإنسانية لإيجاد مأوى او رعاية لهم .
وقبل كل شئ.. ماذا نعني بظاهرة أطفال الشوارع التي أضحت الوجه الآخر للعراق " الجديد " والتي دفعت المديرة التنفيذية لمنظمة اليونسيف بعد دراسة اجرتها المنظمة على اطفال العراق أواخر العام الماضي الى ان تطلق مقولتها باحتجاج : " الحروب يشنها الكبار ويدفع ثمنها الصغار " .
يذكر الباحث الاجتماعي ماجد زيدان من وحدة البحوث الاجتماعية والنفسية في جامعة القادسية ل" أصوات العراق" ان الظاهرة ليست جديدة على العراق ولكنها تحولت من مشكلة على نطاق ضيق نسبيا الى ظاهرة واسعة جدا تضمنت المخاطر المصاحبة لها وتكشف عن قصور السياسات المتخذة للحد منها " .
واضاف الباحث: " كان النظام السابق يتكتم على الظاهرة ويرفض الاعتراف بالحقائق التي خلفتها الحروب المدمرة والحصار الاقتصادي لاسباب دعائية في محاولة لاخفاء تداعيات تلك الأوضاع ونتائجها المدمرة " .
وعن مفهوم أطفال الشوارع يقول "ليس هناك تحديد متفق عليه للمفهوم ، فالتعريف يعتمد على خصوصية بعض البلدان ومفهوم أطفال الشوارع واحد من المفاهيم الحديثة ويتفاوت فهمه وتحديده على الباحثين والمنظمات الدولية وفي البلدان العربية ايضا..ووفق منظمة اليونسيف ينقسم أطفال الشوارع الى أطفال عاملين في الشوارع طوال ساعات النهار ثم يعودون الى أسرهم للمبيت والى أطفال تنقطع صلاتهم مع ذويهم ويكون الشارع مصدر الدخل والبقاء والمبيت.
أما عن الاطفال الجانحين وتعريفهم القانوني،فيقول الدكتور سالم البهادلي رئيس جمعية البحوث الاجتماعية والنفسية في الناصرية : "حدد المشرع العراقي التعريف القانوني لأطفال الشوارع الذين يعدون مرتكبي جنحة في قانون رعاية الأحداث رقم 76 لسنة 1983 وتعديلاته في المادة 24 و25 وتحت عنوان المتشرد وانحراف السلوك،بارتباط الحالة بالتسول او ممارسة المهن المتجولة دون سن 15 سنة او اعمال الدعارة وشرب الخمر وتناول المخدرات او المروق عن سلطة الوالدين".
وتبدو النقاط التي تضمنها المفهوم تنطبق بلا استثناء على ما يعيشه قسم واسع من أطفال العراق الذين يجدون أنفسهم او ذويهم تحت ضائقة العوز والفاقة يمارسون انواع شتى من الظواهر السلبية ، منها التسول..
والمشاهدة اليومية للمرء تعطي صورة واضحة عن تفشي مخاطر الظاهرة في كل مدينة إذ يقول احد أصحاب المحال التجارية في الناصرية ل(أصوات العراق) إن المتسولين خاصة من الفتيات يتم استدراجهن الى بيوت الدعارة وهناك يتعرضن للاغتصاب الجنسي وبالتالي إجبارهن على امتهان الدعارة في مناطق معروفة ".
أما إجراءات معالجة هذه الظاهرة ، فلازالت اقل كثيرا من المعطيات التي يفرزها واقع الحياة اليومية لمئات المتشردين ممن يمارسون التسول والاستجداء وغيرها من الممارسات بعيدا عن اعين الرقابة من الاجهزة المعنية في الدولة.. ولكن دور منظمات الاغاثة الدولية ساعد الى حد ما في توفير اماكن للاطفال المشردين في مناطق عديدة من القطر ، ومن بينها الناصرية.
تقول السيدة انعام محمد بدر مديرة قسم الرعاية الصحية في الناصرية "قمنا بانشاء مركز يعنى بالتقاط الاطفال المشردين بدعم من منظمة طفل الحرب التي تعنى بمساعدة اطفال العالم وقد عملنا على توفير سبل الرعاية اللازمة لهم وتأهيل كادر تربوي متخصص يقوم بالاشراف على المركز ".
وعن عدد المودعين في المركز قالت "نظرا لحداثة المركز فاننا نقوم بدراسات ومسوحات ميدانية في المحافظة خاصة في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية ونتوقع ان يستوعب المركز اعدادا كبيرة ولكن مازالت المهمة صعبة في هذا المجال".
واضافت " ان الدعم الحكومي لإيواء المتشردين في مراكز ودور الأيتام لازال ضعيفا وان معظم ما يأتي من تبرعات ودعم مالي لدور الرعاية يأتى من منظمات إنسانية عالمية مثل منظمة طفل الحرب التي تكفلت بإنشاء هذا المشروع الذي بلغت تكلفته 78 مليون دينار".
ومن المعلوم ان هذه الظاهرة توجد فى جميع المدن العراقية ،لكن يكثر انتشارها على وجه التحديد في مدينة بغداد المكتظة بالسكان.. وتشير آخر الإحصاءات التي زودت جمعية البحوث الاجتماعية والنفسية (أصوات العراق) بها الى ان "عدد الأطفال المشردين الموجودين في دور الرعاية في بغداد بلغ 783 صبيا وفتاة وان 67% من الأطفال المشردين الذين يمارسون مهنة التسول هم من تاركي المدرسة كما ان عدد الذين لم يلتحقوا بالمدرسة قد تجاوز المليون طفل".
ويذكر التقرير ان 39% من تلك النسبة هم اناث.
وفى دراسة قدمها باحثون عراقيون واردنيون جاء ان "عمل الأطفال نتيجة ترك المدرسة أدى الى تشرد العديد منهم وجنوحهم من خلال ارتكاب اعمال مخالفة للقانون كشرب الخمر والتسول وتعاطي المخدرات المتاحة عن طريق الاستنشاق لبعض المستلزمات الطبية او ما يطلق عليه " الكبسلة " وتعاطي حبوب الهلوسة وغير ذلك."
وقال الباحث الاجتماعي رائد عطية رئيس منظمة "مرحبا أطفالنا " ل(أصوات العراق) إن "الدراسات الميدانية الجدية حول تنامي ظاهرة اطفال الشوارع غير قائمة في الوقت الحاضر على نحو يعطينا صورة واضحة عن حجم الظاهرة ، ويبدو ان الدولة تناست هذه الشريحة المهمة بانشغالها في قضايا البلد التي هي في الاصل سبب رئيسي للظاهرة " .
واوضح ان منظمة اليونسيف قد حذرت من كبر حجم الظاهرة في العراق اذ ذكرت ان اطفال الشوارع في العراق لاسيما المدن الكبرى قد أصبحت مقلقة جدا واعلنت المنظمة انها تسعى لإنشاء مراكز لاستقبال أطفال الشوارع لكنها تنتظر التمويل من الدول المانحة.