ناصح
07-09-2005, 05:14 PM
إيلاف - نبيل شرف الدين من القاهرة:
بعد إعلانها المسؤولية عن تفجيرات لندن
http://www.elaph.com/elaphweb/Resources/images/Politics/2005/7/thumbnails/T_bb10ce70-28b9-498e-9376-6ff79a1484c7.gif
أبو حفص المصري
أعلنت جماعة على علاقة بتنظيم "القاعدة " هي "كتائب أبو حفص المصري"، مسؤوليتها عن تفجيرات لندن التي ضربت شبكة النقل في العاصمة البريطانية يوم الخميس الدامي، فما قصة هذه الجماعة، وما مدى جديتها في المسؤولية عن تنفيذ تلك التفجيرات، وهل هناك أساساً جماعة أو منظمة بهذا الاسم ، ومن هو أبو حفص المصري الذي تتخذ الجماعة من اسمه عنواناً لها، وما حكايته؟ هذه الأسئلة وغيرها تحاول ايلاف من خلال هذا التقرير الإجابة عنها. لكن لتبدأ في البداية باستعراض لأبرز الحوادث والعمليات الإرهابية الكبرى التي أعلنت "الكتائب" مسؤوليتها عنها، وما آلت إليه التحقيقات لاحقاً فيها .
ففي التاسع عشر من شهر آب (أغسطس) عام 2003، تبنت جماعة أبو حفص المصري مسؤولية الاعتداء، الذي استهدف مقر الأمم المتحدة في العراق، الذي راح ضحيته عدد من العراقيين وموظفي الأمم المتحدة، على رأسهم الممثل السابق للأمم المتحدة في العراق سيرجيو دي ميلو .
وفي آذار (مارس) من العام 2004، أعلنت مسؤوليتها عن التفجيرات الدامية بمحطات القطار في العاصمة الإسبانية مدريد والتي خلفت نحو مائتي قتيل ونحو ألف وخمسمائة مصابا .
وفي تشرين الثاني (نوفمبر) من العام 2004 هددت كتائب أبو حفص المصري، تنظيم القاعدة ـ لواء أوروبا ـ بالرد على إعادة انتخاب الرئيس جورج بوش لولاية ثانية بتحويل أوروبا وأميركا إلى جحيم .
سيرة ذاتية
ننتقل إذن إلى معلومات قضائية وأمنية المصرية، لنكتشف أن أبو حفص المصري أو محمد عاطف أو تيسير، وهي كلها أسماء حركية، فاسمه الحقيقي صبحي محمد أبو سنة وهو من مواليد 17/6/1957 بمدينة المنيا ، جنوب مصر ، وتحديداً في 4 شارع العزبي باشا، ولم يكمل دراسته بجامعة أسيوط منذ اتصاله بمجموعة الصعيد وضمه للتنظيم على يد القيادي "علي الشريف" الذي عرض عليه فكرة احتلال أقسام الشرطة، والسطو على أسلحة الجنود للسيطرة على مدينة أسيوط، لكنه لم يعهد إليه حينئذ بأي دور قيادي، مكتفياً بتكليفه بمهام محدودة كاختطاف البنادق من جنود حراسات الكنائس والمنشآت الهامة، وبعد أحداث أسيوط في أعقاب اغتيال السادات عام 1981 هرب "أبو حفص" إلى القاهرة، حيث قابل رفاعي طه الذي عرض عليه إخفاءه، فرفض ذلك واتجه لشقة أحد أصدقائه بحي امبابة بالجيزة حتى ألقت أجهزة الأمن القبض عليه مصادفة في أثناء سيره بالطريق العام ، وسجن سنوات حتى أفرج عنه ليفر بعدها إلى ليبيا ومنها إلى المملكة العربية السعودية ثم اتجه إلى أفغانستان وتزوج من باكستانية في بيشاور ، وجاء ترتيبه الخامس في لائحة المتهمين بالقضية الأولى لتنظيم "العائدين من أفغانستان" وقضي بإعدامه غيابياً فيها .
عدة أدوار
صور ضحايا ما زالوا في عداد المفقودين
من معلومات القضاء المصري، إلى وثائق الادعاء الأميركي في قضية تفجير السفارتين الأميركيتين في شرق إفريقيا عام 1998، والتي برز فيها اسم محمد عاطف أو (أبو حفص المصري) باعتباره رئيساً للجنة العسكرية لتنظيم "القاعدة"، والمشرف العام على تدريب الأعضاء المجندين في المعسكرات داخل أفغانستان ، وحينئذ عرضت الولايات المتحدة مكافأة قدرها 5 ملايين دولار لمن يقدم لها معلومات تساعد في القبض عليه ومحاكمته .
وتضمنت لائحة الاتهامات الخاصة بتفجير السفارتين الأميركيتين ، اتهام (أبو حفص) بالتحريض على الهجوم ضد القوات الأميركية في الصومال في أكتوبر 1993، والتي راح ضحيتها 18 جنديا أميركياً ، وكان أبو حفص وابن لادن يقيمان حينئذ في السودان ، وحسب لائحة الاتهامات الموجهة له فإنه سافر عدة مرات إلى الصومال خلال 1992 و1993 لتوفير "التدريب والمساعدة العسكرية للقوات الصومالية المعارضة لتدخل الأمم المتحدة في الصومال"
كما اتهمته "مذكرة الادعاء" المقدمة للمحكمة التي نظرت قضية تفجير السفارتين الأميركيتين أن "أبو حفص" ظل على اتصال من خلال هاتف يعمل بواسطة الأقمار الصناعية بعدد من الأشخاص الذي نفذوا الهجوم على السفارتين في نيروبي ودار السلام ، يوم السابع من أغسطس 1998 ، وحسب لائحة الاتهام أيضاً ، فإن "أبو حفص" قد عقد عدة لقاءات تنظيمية مع مصطفى محمد فاضل ، وأحمد خلفان غيلاني ، وفهد محمد على مسالم وشيخ أحمد سالم سويدان وآخرين التقاهم في مدينة بيشاور الباكستانية ، ولعب دور الوسيط بينهم وبين قيادة تنظيم "القاعدة" ممثلة في شخصي أسامة بن لادن وأيمن الظواهري .
دور استخباراتي
لسبب أو آخر لم تنحصر مهام أبو حفص في الأنشطة العسكرية والميدانية فحسب، بل تجاوزتها إلى أدوار أخرى تتطلب خبرات خاصة، فقد كلفته قيادة "القاعدة" بإجراء دراسة "تقدير موقف"، حول أهمية دور أفغانستان وحركة طالبان، والدور الذي يمكن أن تلعبه على الصعيد الجيواستراتيجي مع باكستان وإيران من اجل تغيير أنظمة الحكم في المنطقة، وكذا عن أهمية أفغانستان كنواة لتحالف أصولي أممي تقوده "القاعدة"، ليجمع تحت رايته العديد من التنظيمات الأصولية الأخرى كجماعتي "الجهاد" و"الجماعة الإسلامية" المصريتين، بالإضافة إلى حركات الانفصاليين في كشمير والشيشان، فضلاً عن الحركات الإسلامية في باكستان والهند والفلبين وإندونيسيا وغيرها .
وعثرت أجهزة الأمن البريطانية على نسخة من تلك الدراسة في منزل أحد الناشطين الأصوليين في مانشستر وهو "أبو انس الليبي"، الذي كان يعد من أعوان بن لادن قبل أن يفر إلى أفغانستان ، وتشرح الدراسة التي كانت تحمل عنوان "دراسات عسكرية في الجهاد ضد الطغاة" في 180 صفحة ، وتتناول تقويماً للنظم العسكرية والاستخباراتية في عدد من دول العالم خاصة العربية ودول الجوار لأفغانستان ، وتحليلات للأوضاع الجيوسياسية في دول آسيا الوسطى .
وفضلاً عن الدور العسكري والاستخباراتي الذي يلعبه "أبو حفص" ، فإنه قام بمهام إعلامية في التنظيم ، وكشف بيتر بيرجن ـ المنتج المنفذ في شبكة "CNN" التلفزيونية الأميركية ، وأجرى مقابلة مع بن لادن في أفغانستان ـ أنه تبادل عدة رسائل بالفاكس ، ومكالمات هاتفية مع "أبو حفص" بعد قصف الولايات المتحدة بالصواريخ معسكرات "القاعدة" في أفغانستان عام 1998 .
وهكذا هيأته كل هذه الأدوار لتبوأ مركز قيادي داخل تنظيم القاعدة حيث يعد من الأفراد المؤثرين داخل مجلس شورى التنظيم (اللجنة القيادية) والذي يناقش ويصدق على القرارات والمخططات الكبرى ، بما فيها العمليات الإرهابية ، ويتصدر هذا المجلس كل من أسامة بن لادن وأيمن الظواهري ، كما يترأس أبو حفص (لجنة العدة) أو اللجنة العسكرية ، المعنية بالأمور العسكرية والتدريب والتسليح .
وأخيراً فقد تتوجت كل هذه الأدوار، وتلك الصلات، بين أسامة بن لادن وأبو حفص المصري بزواج محمد ابن أسامة بن لادن من ابنة (أبو حفص المصري)، وأقيم حفل عرس بثت جانباً منه فضائية "الجزيرة" القطرية، فضلاً عن عدة مواقع عبر شبكة الإنترنت أيضاً .
بعد إعلانها المسؤولية عن تفجيرات لندن
http://www.elaph.com/elaphweb/Resources/images/Politics/2005/7/thumbnails/T_bb10ce70-28b9-498e-9376-6ff79a1484c7.gif
أبو حفص المصري
أعلنت جماعة على علاقة بتنظيم "القاعدة " هي "كتائب أبو حفص المصري"، مسؤوليتها عن تفجيرات لندن التي ضربت شبكة النقل في العاصمة البريطانية يوم الخميس الدامي، فما قصة هذه الجماعة، وما مدى جديتها في المسؤولية عن تنفيذ تلك التفجيرات، وهل هناك أساساً جماعة أو منظمة بهذا الاسم ، ومن هو أبو حفص المصري الذي تتخذ الجماعة من اسمه عنواناً لها، وما حكايته؟ هذه الأسئلة وغيرها تحاول ايلاف من خلال هذا التقرير الإجابة عنها. لكن لتبدأ في البداية باستعراض لأبرز الحوادث والعمليات الإرهابية الكبرى التي أعلنت "الكتائب" مسؤوليتها عنها، وما آلت إليه التحقيقات لاحقاً فيها .
ففي التاسع عشر من شهر آب (أغسطس) عام 2003، تبنت جماعة أبو حفص المصري مسؤولية الاعتداء، الذي استهدف مقر الأمم المتحدة في العراق، الذي راح ضحيته عدد من العراقيين وموظفي الأمم المتحدة، على رأسهم الممثل السابق للأمم المتحدة في العراق سيرجيو دي ميلو .
وفي آذار (مارس) من العام 2004، أعلنت مسؤوليتها عن التفجيرات الدامية بمحطات القطار في العاصمة الإسبانية مدريد والتي خلفت نحو مائتي قتيل ونحو ألف وخمسمائة مصابا .
وفي تشرين الثاني (نوفمبر) من العام 2004 هددت كتائب أبو حفص المصري، تنظيم القاعدة ـ لواء أوروبا ـ بالرد على إعادة انتخاب الرئيس جورج بوش لولاية ثانية بتحويل أوروبا وأميركا إلى جحيم .
سيرة ذاتية
ننتقل إذن إلى معلومات قضائية وأمنية المصرية، لنكتشف أن أبو حفص المصري أو محمد عاطف أو تيسير، وهي كلها أسماء حركية، فاسمه الحقيقي صبحي محمد أبو سنة وهو من مواليد 17/6/1957 بمدينة المنيا ، جنوب مصر ، وتحديداً في 4 شارع العزبي باشا، ولم يكمل دراسته بجامعة أسيوط منذ اتصاله بمجموعة الصعيد وضمه للتنظيم على يد القيادي "علي الشريف" الذي عرض عليه فكرة احتلال أقسام الشرطة، والسطو على أسلحة الجنود للسيطرة على مدينة أسيوط، لكنه لم يعهد إليه حينئذ بأي دور قيادي، مكتفياً بتكليفه بمهام محدودة كاختطاف البنادق من جنود حراسات الكنائس والمنشآت الهامة، وبعد أحداث أسيوط في أعقاب اغتيال السادات عام 1981 هرب "أبو حفص" إلى القاهرة، حيث قابل رفاعي طه الذي عرض عليه إخفاءه، فرفض ذلك واتجه لشقة أحد أصدقائه بحي امبابة بالجيزة حتى ألقت أجهزة الأمن القبض عليه مصادفة في أثناء سيره بالطريق العام ، وسجن سنوات حتى أفرج عنه ليفر بعدها إلى ليبيا ومنها إلى المملكة العربية السعودية ثم اتجه إلى أفغانستان وتزوج من باكستانية في بيشاور ، وجاء ترتيبه الخامس في لائحة المتهمين بالقضية الأولى لتنظيم "العائدين من أفغانستان" وقضي بإعدامه غيابياً فيها .
عدة أدوار
صور ضحايا ما زالوا في عداد المفقودين
من معلومات القضاء المصري، إلى وثائق الادعاء الأميركي في قضية تفجير السفارتين الأميركيتين في شرق إفريقيا عام 1998، والتي برز فيها اسم محمد عاطف أو (أبو حفص المصري) باعتباره رئيساً للجنة العسكرية لتنظيم "القاعدة"، والمشرف العام على تدريب الأعضاء المجندين في المعسكرات داخل أفغانستان ، وحينئذ عرضت الولايات المتحدة مكافأة قدرها 5 ملايين دولار لمن يقدم لها معلومات تساعد في القبض عليه ومحاكمته .
وتضمنت لائحة الاتهامات الخاصة بتفجير السفارتين الأميركيتين ، اتهام (أبو حفص) بالتحريض على الهجوم ضد القوات الأميركية في الصومال في أكتوبر 1993، والتي راح ضحيتها 18 جنديا أميركياً ، وكان أبو حفص وابن لادن يقيمان حينئذ في السودان ، وحسب لائحة الاتهامات الموجهة له فإنه سافر عدة مرات إلى الصومال خلال 1992 و1993 لتوفير "التدريب والمساعدة العسكرية للقوات الصومالية المعارضة لتدخل الأمم المتحدة في الصومال"
كما اتهمته "مذكرة الادعاء" المقدمة للمحكمة التي نظرت قضية تفجير السفارتين الأميركيتين أن "أبو حفص" ظل على اتصال من خلال هاتف يعمل بواسطة الأقمار الصناعية بعدد من الأشخاص الذي نفذوا الهجوم على السفارتين في نيروبي ودار السلام ، يوم السابع من أغسطس 1998 ، وحسب لائحة الاتهام أيضاً ، فإن "أبو حفص" قد عقد عدة لقاءات تنظيمية مع مصطفى محمد فاضل ، وأحمد خلفان غيلاني ، وفهد محمد على مسالم وشيخ أحمد سالم سويدان وآخرين التقاهم في مدينة بيشاور الباكستانية ، ولعب دور الوسيط بينهم وبين قيادة تنظيم "القاعدة" ممثلة في شخصي أسامة بن لادن وأيمن الظواهري .
دور استخباراتي
لسبب أو آخر لم تنحصر مهام أبو حفص في الأنشطة العسكرية والميدانية فحسب، بل تجاوزتها إلى أدوار أخرى تتطلب خبرات خاصة، فقد كلفته قيادة "القاعدة" بإجراء دراسة "تقدير موقف"، حول أهمية دور أفغانستان وحركة طالبان، والدور الذي يمكن أن تلعبه على الصعيد الجيواستراتيجي مع باكستان وإيران من اجل تغيير أنظمة الحكم في المنطقة، وكذا عن أهمية أفغانستان كنواة لتحالف أصولي أممي تقوده "القاعدة"، ليجمع تحت رايته العديد من التنظيمات الأصولية الأخرى كجماعتي "الجهاد" و"الجماعة الإسلامية" المصريتين، بالإضافة إلى حركات الانفصاليين في كشمير والشيشان، فضلاً عن الحركات الإسلامية في باكستان والهند والفلبين وإندونيسيا وغيرها .
وعثرت أجهزة الأمن البريطانية على نسخة من تلك الدراسة في منزل أحد الناشطين الأصوليين في مانشستر وهو "أبو انس الليبي"، الذي كان يعد من أعوان بن لادن قبل أن يفر إلى أفغانستان ، وتشرح الدراسة التي كانت تحمل عنوان "دراسات عسكرية في الجهاد ضد الطغاة" في 180 صفحة ، وتتناول تقويماً للنظم العسكرية والاستخباراتية في عدد من دول العالم خاصة العربية ودول الجوار لأفغانستان ، وتحليلات للأوضاع الجيوسياسية في دول آسيا الوسطى .
وفضلاً عن الدور العسكري والاستخباراتي الذي يلعبه "أبو حفص" ، فإنه قام بمهام إعلامية في التنظيم ، وكشف بيتر بيرجن ـ المنتج المنفذ في شبكة "CNN" التلفزيونية الأميركية ، وأجرى مقابلة مع بن لادن في أفغانستان ـ أنه تبادل عدة رسائل بالفاكس ، ومكالمات هاتفية مع "أبو حفص" بعد قصف الولايات المتحدة بالصواريخ معسكرات "القاعدة" في أفغانستان عام 1998 .
وهكذا هيأته كل هذه الأدوار لتبوأ مركز قيادي داخل تنظيم القاعدة حيث يعد من الأفراد المؤثرين داخل مجلس شورى التنظيم (اللجنة القيادية) والذي يناقش ويصدق على القرارات والمخططات الكبرى ، بما فيها العمليات الإرهابية ، ويتصدر هذا المجلس كل من أسامة بن لادن وأيمن الظواهري ، كما يترأس أبو حفص (لجنة العدة) أو اللجنة العسكرية ، المعنية بالأمور العسكرية والتدريب والتسليح .
وأخيراً فقد تتوجت كل هذه الأدوار، وتلك الصلات، بين أسامة بن لادن وأبو حفص المصري بزواج محمد ابن أسامة بن لادن من ابنة (أبو حفص المصري)، وأقيم حفل عرس بثت جانباً منه فضائية "الجزيرة" القطرية، فضلاً عن عدة مواقع عبر شبكة الإنترنت أيضاً .