المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اقتراح أمريكي على تركيا: دعوا أوروبا.. وتولوا قيادة المسلمين!



yasmeen
07-09-2005, 11:17 AM
جاء في محاضرة ألقاها صوموئيل هنتنغتون الباحث الناقد في توجيه السياسات الأمريكية، وتلميذ المستشرق برنارد لويس ملهم هذه السياسات، ومنظرها الإيديولوجي الذي قدم لها أفكار "الصدام" و"الشرق الأوسط الكبير" و"إمكانية اختراق قلب العالم الإسلامي واحتلاله بقوة غربية"، إن هيكل السياسة الدولية الراهن لا يترك لتركيا من خيار سوى بديلين لا ثالث لهما في ضوء تحول أوروبا الى الدين، ورفضها العضوي والنفسي لدخول تركيا الاتحاد الأوروبي، وهما إما التقدم لقيادة المسلمين أو اللجوء الى الخيار "القومي" الذي يعني تعزيز علاقاتها الأمنية بإسرائيل والولايات المتحدة·

هذه المحاضرة ألقاها هنتنغتون في اسطنبول في اجتماع حمل عنوان "متحدثون شهيرون" دعا اليه مصرف اي كاي التركي، وفيها تجديد لأطروحته القديمة نفسها حول "صدام الحضارات" التي جعل فيها المسلمين منذ أوائل التسعينات مصدر كل شر محتمل في نظام العالم الجديد· الخيار "القومي" التركي الذي طرحه هنتنغتون، لا يعني ترك منطقة الشرق الأوسط وشأنها بما فيها من قوى رئىسية تنافس النفوذ الأمريكي، وقوى ثانوية تمائي هذا النفوذ وتحتمي به، بل يعني أن تلتفت تركيا الى ما سماها هنتنغتون مخاطر تحيط بأمنها وتطورها، فتركيا كما يقول تقع في محيط خطر، تمتلك فيه في العقد المقبل خمس دول غير عربية (إسرائىل وروسيا وإيران وباكستان والهند) أسلحة نووية، مع احتمال أن تسير دولة عربية أو أكثر في هذا الاتجاه مثل السعودية ومصر وسوريا وليبيا والجزائر، لذا من الممكن والمرجح أن تمتلك مجموعة إرهابية إسلامية متطرفة أو أكثر التقنية النووية أو الأسلحة ذاتها من واحدة أو أكثر من هذه الدولة النووية أو تلك، وفي هذه الحالة سيكون على تركيا أن تواجه هذه الأسلحة· السؤال التالي: هل سيكون عليها امتلاك هذه الأسلحة؟·

للتصدي لهذه المخاطر سيكون على تركيا تعزيز علاقاتها الأمنية بإسرائىل والولايات المتحدة الأمريكية، ومحاولة تكييف الحلف الأطلسي ليكون أكثر تلاؤما مع حاجاتها الأمنية·

الخيار الثاني الذي سماه الخيار "الإسلامي"، يجيء في ضوء حالة فوضى يعيشها العالم الإسلامي، وتركيا هي الأنسب لتولي دور قيادي في هذا العالم من دون أن يطرح أسباباً تجعل هذا الدور التركي مناسبا، ولكنه يلاحظ أن هذا الدور القيادي يقتضي معالجة مشكلتين، الأولى هي إرث أتاتورك الذي يحدد تركيا كدولة عصرية وعلمانية وغربية (أي أوروبية)·

والمطلوب هو تعديل وتنقيح هذا الإرث، وإعادة تحديد دور تركيا في عالم القرن الحادي والعشرين المختلف عما كان عليه في الماضي·

والمشكلة الأخرى التي ينبغي علاجها ليكون لتركيا دور القيادة، هي مخاوف العرب من ماضي الإمبراطوية العثمانية التي كانوا في مرحلة معينة جزءا منها "وهذه مشكلة طفيفة يمكن أن تعالج بأن توضح تركيا للعرب أنها لن تهدد استقلالهم، وأن أي قيادة تمارسها ستكون عبر "شورى" بين الأطراف المعنية·