فاتن
07-09-2005, 10:21 AM
عبد الرحمن الراشد
لأكثر من عشر سنوات، أنا وغيري من الكتاب العرب، حذرنا من خطورة التساهل، لا التسامح، في قضية التطرف الذي صار ينتشر بسرعة بين مسلمي بريطانيا والمهاجرين اليها. لم يكن مفهوما لماذا تمنح السلطات البريطانية حق اللجوء لأناس مشبوهين، وآخرين متورطين في جرائم تطرف. لم يكن مفهوما لنا ان تهب تأشيرات لعرب مدانين في بلدانهم في جرائم سياسية وتطرف ديني، وبعضهم محكوم عليهم بالإعدام. منحتهم حق الدخول، وبعضهم اعطتهم حق اللجوء. وأكثرهم تدفع له الحكومة البريطانية ثمن سكنه، ومعاشا شهريا، وتتحمل عنه نفقات الكهرباء، والتدفئة، فوق هذا كله تدفع له أجور محاميه إن أراد ان يقيم دعاوى ضدها. يا له من كرم غبي مهما كانت ذرائعه قانونية او سياسية. أصابنا هذا المنطق بالحيرة في وقت نرى على ابواب مطار هيثرو أناسا معتدلين، يردون على اعقابهم، من طلاب باحثين عن لقمة عيش شريفة، ولا يحملون سجلا سيئا ضد أحد.
التطرف مرض ينتقل بالعدوى، مثل الجدري والسل، يكفيه ادخال حفنة قليلة من مرضى التطرف، ليعم الوباء المجتمع، فينتهي بالخراب، كما رأينا في لندن امس الأول.
والسبب هو التساهل الذي صار سمة واضحة في السياسة الداخلية البريطانية منذ التسعينات، في دخول حاملي المرض حتى أوصل الى تفجيرات الخميس. جريمة كنا جميعا نتوقعها. التسامح، يا سادة، لا يستحقه من يحمل مرض الكراهية، ويصعب أن أصدق ما يردده السياسيون من دعاوى القوانين، حيث توجد اكثر من وسيلة قانونية تتيح التخلص بالطرد ممن يمثلون خطرا.
تساهل السلطات البريطانية مع الفاشية الاصولية جرأ كثيرين، بمن فيهم مثقفون وصحافيون عرب ومسلمون، على الانخراط في المزايدات الدعائية التي تروج للمتطرفين، وتدافع عن مجرمين مثل بن لادن والزرقاوي. وبلغ الامر انه لم يعد يجرؤ كثيرون من العرب والمسلمين في الساحة البريطانية على التعبير عن رفضهم للمتطرفين خوفا.
الحرب ضد افكار الارهاب، قبل محاربة الارهابيين، هي الأهم. فتنظيمات الارهابيين تستفيد من حرية القول والحركة، وتكافئ عليه الآخرين بنشر الدعاية بين المحايدين وتخويف المعارضين لها. وبسبب التساهل في الساحة البريطانية، حج اليها المتطرفون العرب والمسلمون من بلدانهم ومن فرنسا واوروبا الشمالية، حتى صارت الغلبة للمتطرفين على حساب المعتدلين. وخلال عقد فقط بنوا منظمات تصدر الفكر علانية في الشوارع، وتدعو الى التكفير في المدارس والمساجد، وتروج للتطرف في الاعلام، بل وتجاهر بالدعوة للقتال. يوزعون الكتب ويجمعون الاموال ويستضافون في الاعلام. انتشروا في المدينة الكبيرة، لندن، ووصلوا الى المدن البعيدة، وتغلغلوا في داخل جاليات لم تعرف في الماضي التطرف ولم تمارسه، وهذه هي النتيجة.
لماذا حدث هذا؟
راج وهم بأن المتطرفين في لندن لا يستهدفون بريطانيا، كونهم مستفيدين منها قاعدة عمل وحماية وحرية، وان خصومهم; هي الحكومات العربية والاسلامية. لذا امتلأت بريطانيا بمعارضين ملاحقين مشهورين بالتطرف حققوا أهم نتيجة; إيجاد الأتباع.
لقد حان الوقت ان تتعامل السلطات البريطانية بواقعية مع التطرف بالشدة، وإلا فاننا مقبلون على جهنم حقيقية.
قلنا لكم في الماضي امنعوهم، واليوم نقول لكم اطردوهم.
alrashed@asharqalawsat.com
لأكثر من عشر سنوات، أنا وغيري من الكتاب العرب، حذرنا من خطورة التساهل، لا التسامح، في قضية التطرف الذي صار ينتشر بسرعة بين مسلمي بريطانيا والمهاجرين اليها. لم يكن مفهوما لماذا تمنح السلطات البريطانية حق اللجوء لأناس مشبوهين، وآخرين متورطين في جرائم تطرف. لم يكن مفهوما لنا ان تهب تأشيرات لعرب مدانين في بلدانهم في جرائم سياسية وتطرف ديني، وبعضهم محكوم عليهم بالإعدام. منحتهم حق الدخول، وبعضهم اعطتهم حق اللجوء. وأكثرهم تدفع له الحكومة البريطانية ثمن سكنه، ومعاشا شهريا، وتتحمل عنه نفقات الكهرباء، والتدفئة، فوق هذا كله تدفع له أجور محاميه إن أراد ان يقيم دعاوى ضدها. يا له من كرم غبي مهما كانت ذرائعه قانونية او سياسية. أصابنا هذا المنطق بالحيرة في وقت نرى على ابواب مطار هيثرو أناسا معتدلين، يردون على اعقابهم، من طلاب باحثين عن لقمة عيش شريفة، ولا يحملون سجلا سيئا ضد أحد.
التطرف مرض ينتقل بالعدوى، مثل الجدري والسل، يكفيه ادخال حفنة قليلة من مرضى التطرف، ليعم الوباء المجتمع، فينتهي بالخراب، كما رأينا في لندن امس الأول.
والسبب هو التساهل الذي صار سمة واضحة في السياسة الداخلية البريطانية منذ التسعينات، في دخول حاملي المرض حتى أوصل الى تفجيرات الخميس. جريمة كنا جميعا نتوقعها. التسامح، يا سادة، لا يستحقه من يحمل مرض الكراهية، ويصعب أن أصدق ما يردده السياسيون من دعاوى القوانين، حيث توجد اكثر من وسيلة قانونية تتيح التخلص بالطرد ممن يمثلون خطرا.
تساهل السلطات البريطانية مع الفاشية الاصولية جرأ كثيرين، بمن فيهم مثقفون وصحافيون عرب ومسلمون، على الانخراط في المزايدات الدعائية التي تروج للمتطرفين، وتدافع عن مجرمين مثل بن لادن والزرقاوي. وبلغ الامر انه لم يعد يجرؤ كثيرون من العرب والمسلمين في الساحة البريطانية على التعبير عن رفضهم للمتطرفين خوفا.
الحرب ضد افكار الارهاب، قبل محاربة الارهابيين، هي الأهم. فتنظيمات الارهابيين تستفيد من حرية القول والحركة، وتكافئ عليه الآخرين بنشر الدعاية بين المحايدين وتخويف المعارضين لها. وبسبب التساهل في الساحة البريطانية، حج اليها المتطرفون العرب والمسلمون من بلدانهم ومن فرنسا واوروبا الشمالية، حتى صارت الغلبة للمتطرفين على حساب المعتدلين. وخلال عقد فقط بنوا منظمات تصدر الفكر علانية في الشوارع، وتدعو الى التكفير في المدارس والمساجد، وتروج للتطرف في الاعلام، بل وتجاهر بالدعوة للقتال. يوزعون الكتب ويجمعون الاموال ويستضافون في الاعلام. انتشروا في المدينة الكبيرة، لندن، ووصلوا الى المدن البعيدة، وتغلغلوا في داخل جاليات لم تعرف في الماضي التطرف ولم تمارسه، وهذه هي النتيجة.
لماذا حدث هذا؟
راج وهم بأن المتطرفين في لندن لا يستهدفون بريطانيا، كونهم مستفيدين منها قاعدة عمل وحماية وحرية، وان خصومهم; هي الحكومات العربية والاسلامية. لذا امتلأت بريطانيا بمعارضين ملاحقين مشهورين بالتطرف حققوا أهم نتيجة; إيجاد الأتباع.
لقد حان الوقت ان تتعامل السلطات البريطانية بواقعية مع التطرف بالشدة، وإلا فاننا مقبلون على جهنم حقيقية.
قلنا لكم في الماضي امنعوهم، واليوم نقول لكم اطردوهم.
alrashed@asharqalawsat.com