فاتن
07-09-2005, 10:18 AM
عدنان حسين
الاصوليون والقومجية في مصر حمّلوا الولايات المتحدة والحكومة المصرية المسؤولية عن مقتل السفير المصري في العراق الدكتور ايهاب الشريف الذي سفك دمه بدم بارد واعصاب مسترخية تنظيم «القاعدة» الذي ما فتئ هؤلاء الاصوليون والقومجية، مصريين وغير مصريين، يصفقون له بحرارة ويشربون نخبه هو وحلفائه من ايتام صدام حسين كلما ازهقوا دفعة واحدة ارواح العشرات من العراقيين في الاسواق والمقاهي ودوائر الدولة ومؤسسات الخدمات العامة والجوامع والمساجد والكنائس والجامعات والمستشفيات بالسيارات او الدراجات او الحيوانات المفخخة او بالعبوات الناسفة، وشتى فنون القتل والابادة.
دم السفير المخطوف والمغدور الدكتور ايهاب الشريف ـ كما دماء كل الذين خطفوا وقتلوا ذبحا او بالرصاص، وكما دماء كل العراقيين الذين قتلوا وسيقتلون ـ هو في رقاب هؤلاء الذين ما انفكوا يحرضّون الارهابيين في العراق وفي غيره، ويزيّنون لهم طريق ارتكاب الجرائم المنكرة، وفي رقاب فضائيات التحريض العربية والايرانية على السواء.
يوم اعلن عن اختطاف السفير الشريف، عرضت احدى هذه الفضائيات مقابلة سريعة مع احد «المحللين والباحثين» القومجية في القاهرة ليجيبها عن سؤال حول تحليله وتقييمه لحادث الاختطاف، فلم يجد هذا «المحلل والباحث» في الامر سوى مناسبة للسباب المقذع لاميركا والعراق واللوم للحكومة المصرية، مبررا ـ ضمنيا ـ للخاطفين فعلتهم باعتبار انها نتيجة للغزو الاميركي للعراق ولارسال القاهرة دبلوماسيين الى بغداد.
مثل هذا الامر كان قد حدث بعد خطف دبلوماسي مصري آخر في بغداد قبل شهرين، فالفضائية ذاتها استضافت «محللا وباحثا» قومجيا آخر قال الكلام نفسه. وفي الحالين كان مضمون الكلام اعفاء الخاطفين من كل مسؤولية عن جريمة الخطف وعن جريمة توابع الخطف.. بل كان تشجيعا لهم على القتل.
ليست الوطنية شعارا براقا يكتب بالالوان الزاهية على قماش ابيض، ولا هي هتاف «يسقط .. يعيش» بنبرة قوية اقرب الى الزعيق والصراخ .. وهؤلاء الذين لم يقلقهم خطف احد ابناء وطنهم ولم تؤرقهم امكانية تعرضه للاهانة والاذلال والتعذيب والقتل، لا يمكن ان يكون لديهم أدنى شعور بالوطنية واقل احساس بالقومية، فضلا عن الانسانية.
هؤلاء «المحللون والباحثون» وهذه الفضائيات وهؤلاء الذين يمحضون الارهاب والقائمين به كل التأييد والتعضيد والمباركة، مسؤولون، مثل الزرقاوي وبن لادن والظواهري، عن سفك دم السفير المغدور الشريف.
قتلة السفير الشريف خذلوا هؤلاء الذين حاولوا تلمس العذر وتقديم الذريعة للخاطفين القتلة، فبيان القتل لم يبرر ارتكاب الجريمة بالغزو الاميركي للعراق، بل هو أوضح بجلاء ان الاقدام على هذه الجريمة كان انتقاما لاعدام سيد قطب وخالد الإسلامبولي، وللحكم غيابيا باعدام أيمن الظواهري، وعقابا لمصر على قرارها بالمساعدة في تدريب الكوادر العسكرية العراقية.
قبل الاعلان عن قتل السفير الشريف بيوم عرضت قناة «العربية» اتصالا هاتفيا مع احدى قريباته التي توسلت بالعراقيين ان يطلقوا سراحه، مؤكدة انه رجل طيب يحب العراق والعراقيين... كانت السيدة تبكي بحرقة، لكنها اخطأت في العنوان، فالذين دبروا الجريمة تخطيطا وتنفيذا هم من غير العراقيين، والذين تواطأوا معهم مع سبق الاصرار والترصد، تحرضا وتشجيعا، ليسوا بعراقيين ايضا.. انهم في الغالب مصريون.
a.hussein@asharqalawsat.com
الاصوليون والقومجية في مصر حمّلوا الولايات المتحدة والحكومة المصرية المسؤولية عن مقتل السفير المصري في العراق الدكتور ايهاب الشريف الذي سفك دمه بدم بارد واعصاب مسترخية تنظيم «القاعدة» الذي ما فتئ هؤلاء الاصوليون والقومجية، مصريين وغير مصريين، يصفقون له بحرارة ويشربون نخبه هو وحلفائه من ايتام صدام حسين كلما ازهقوا دفعة واحدة ارواح العشرات من العراقيين في الاسواق والمقاهي ودوائر الدولة ومؤسسات الخدمات العامة والجوامع والمساجد والكنائس والجامعات والمستشفيات بالسيارات او الدراجات او الحيوانات المفخخة او بالعبوات الناسفة، وشتى فنون القتل والابادة.
دم السفير المخطوف والمغدور الدكتور ايهاب الشريف ـ كما دماء كل الذين خطفوا وقتلوا ذبحا او بالرصاص، وكما دماء كل العراقيين الذين قتلوا وسيقتلون ـ هو في رقاب هؤلاء الذين ما انفكوا يحرضّون الارهابيين في العراق وفي غيره، ويزيّنون لهم طريق ارتكاب الجرائم المنكرة، وفي رقاب فضائيات التحريض العربية والايرانية على السواء.
يوم اعلن عن اختطاف السفير الشريف، عرضت احدى هذه الفضائيات مقابلة سريعة مع احد «المحللين والباحثين» القومجية في القاهرة ليجيبها عن سؤال حول تحليله وتقييمه لحادث الاختطاف، فلم يجد هذا «المحلل والباحث» في الامر سوى مناسبة للسباب المقذع لاميركا والعراق واللوم للحكومة المصرية، مبررا ـ ضمنيا ـ للخاطفين فعلتهم باعتبار انها نتيجة للغزو الاميركي للعراق ولارسال القاهرة دبلوماسيين الى بغداد.
مثل هذا الامر كان قد حدث بعد خطف دبلوماسي مصري آخر في بغداد قبل شهرين، فالفضائية ذاتها استضافت «محللا وباحثا» قومجيا آخر قال الكلام نفسه. وفي الحالين كان مضمون الكلام اعفاء الخاطفين من كل مسؤولية عن جريمة الخطف وعن جريمة توابع الخطف.. بل كان تشجيعا لهم على القتل.
ليست الوطنية شعارا براقا يكتب بالالوان الزاهية على قماش ابيض، ولا هي هتاف «يسقط .. يعيش» بنبرة قوية اقرب الى الزعيق والصراخ .. وهؤلاء الذين لم يقلقهم خطف احد ابناء وطنهم ولم تؤرقهم امكانية تعرضه للاهانة والاذلال والتعذيب والقتل، لا يمكن ان يكون لديهم أدنى شعور بالوطنية واقل احساس بالقومية، فضلا عن الانسانية.
هؤلاء «المحللون والباحثون» وهذه الفضائيات وهؤلاء الذين يمحضون الارهاب والقائمين به كل التأييد والتعضيد والمباركة، مسؤولون، مثل الزرقاوي وبن لادن والظواهري، عن سفك دم السفير المغدور الشريف.
قتلة السفير الشريف خذلوا هؤلاء الذين حاولوا تلمس العذر وتقديم الذريعة للخاطفين القتلة، فبيان القتل لم يبرر ارتكاب الجريمة بالغزو الاميركي للعراق، بل هو أوضح بجلاء ان الاقدام على هذه الجريمة كان انتقاما لاعدام سيد قطب وخالد الإسلامبولي، وللحكم غيابيا باعدام أيمن الظواهري، وعقابا لمصر على قرارها بالمساعدة في تدريب الكوادر العسكرية العراقية.
قبل الاعلان عن قتل السفير الشريف بيوم عرضت قناة «العربية» اتصالا هاتفيا مع احدى قريباته التي توسلت بالعراقيين ان يطلقوا سراحه، مؤكدة انه رجل طيب يحب العراق والعراقيين... كانت السيدة تبكي بحرقة، لكنها اخطأت في العنوان، فالذين دبروا الجريمة تخطيطا وتنفيذا هم من غير العراقيين، والذين تواطأوا معهم مع سبق الاصرار والترصد، تحرضا وتشجيعا، ليسوا بعراقيين ايضا.. انهم في الغالب مصريون.
a.hussein@asharqalawsat.com