زوربا
07-08-2005, 09:13 AM
لندن: عبد الطيف جابر
منطقة «ادجوار رود» التي يسكنها ويرتادها السياح العرب كانت بالأمس خالية من وسائل المواصلات وجميع محطاتها مغلقة ولم يمر به أي من الحافلات العمومية، مثلها مثل باقي المناطق التي تعرضت لتفجيرات.
وفي وقت الظهيرة من كل يوم تجد شارعها الرئيسي يعج بالسياح العرب، واصبح خلال السنوات الماضية لا يختلف عن الكثير من شوارع العواصم العربية، حيث مقاهي الشيشة والمطاعم اللبنانية اصبحت منتشرة على جانبي الطريق. كل هذا اختفى فجأة من هذا الشارع ومن الشوارع الأخرى المجاورة له، والتي بدت جميعها حزينة وصامتة.
وبالأمس كنت تسمع فقط صفارات سيارات الشرطة وسيارات الإطفاء والاسعاف، التي كانت تجوبها تنقل الجرحى الى بعض المستشفيات القريبة من وسط المدينة ومن أماكن التفجيرات في ميدان تافيستوك ورسل سكوير. وقد اغلق الشارع أمام المارة مرة أخرى من قبل الشرطة، بعد الانفجار الرئيسي، عندما تبين أن هناك كيسا محتوياته غير معروفة في صندوق القمامة واغلقت معظم محلات الشارع على أثر ذلك. وقد تتكرر الحالة هذه حتى بعد أن تهدأ الأمور. وقد اصيب الكثير من الرواد الشارع وأصحاب المحلات العرب والشرق أوسطيين بالذهول من جراء التفجير في شارعهم المفضل. وقال علي ابراهيم (كردي عراقي) يعمل في شركة متخصصة في تعبئة الخضروات وتوزيعها على المحلات، انه كان محظوظا لأنه لم يستقل القطار الأرضي مثل صباح كل يوم من نفس محطة «ادجوار رود» التي وقع فيها أحد الانفجارات. مضيفا أنه يعيش من مدة طويلة في أحد الشوارع القريبة ولم يشاهد من قبل هذه الحالة وهذا الحزن الذي خيم على الشارع. الكثير من أصحاب المحلات في الشارع يراقبون الأحداث بحذر، خوفا من المجهول، الذي يعني فقدان خصوصية هذا الشارع، الذي يعطي وسط لندن نكهة خاصة من خلال مقاهي الشيشة المنتشرة على ناصيته. معظمهم لا يريدون التحدث في الموضوع، على أمل أن تكون الأحداث مجرد سحابة صيف.
وقد أثيرت صاحبة مقهى (عراقية) وبدت غاضبة من السؤال عن تأثير التفجيرات وخصوصا التفجير الذي حدث في محطة «ادجوار رود» على عمل المقهى في ذلك اليوم وفي المستقبل. وقالت عدم ارتياد الناس للمقاهي هو أمر طبيعي بسبب هذا الحدث، مضيفة أن ذلك لن يثني الناس في المستقبل عن التردد على الشارع.
أما متاجر «وولورث» الشهيرة، والتي اعتمدت نظاما منذ عدة سنوات مختلفا لساعات العمل في فرعها في الشارع تماشيا مع ساعات العمل الطويلة التي تعتمدها المحلات العربية الأخرى، فقد بقيت ابوابها مفتوحة لكن بدون زبائن. وقال مساعد المدير الذي يدعى شاهد (29 عاما) «اننا ننتظر تعليمات ادارة المتجر حول جدوى ابقاء المكان مفتوحا للعمل». أما عن المستقبل وتردد الزبائن العرب على المحل، فرد شاهد قائلا إن الأمور لم تتضح بعد حول الجهة التي تقف وراء التفجيرات، مضيفا أن ذلك قد يؤثر على المبيعات في المستقبل.
أما روكسانا التي تعمل في سوبر ماركت آسيوي، فقد كانت هي الأخرى مترددة في الكلام، رغم انها من القلة القليلة التي سمعت صوت الانفجار عند حدوثه بعد الساعة التاسعة صباحا. واضافت انها لم تكترث لسماعها الانفجار واعتقدت انها مجرد بعض الألعاب النارية التي اعتاد أهل لندن سماعها. وقالت إن صاحب المحل مصر على مزاولة عمله رغم الأحداث المؤلمة. ومن خلال اللقاءات التي اجرتها «الشرق الأوسط» مع بعض العرب الذين يعيشون في المنطقة، كانت الآراء متباينة حول تأثيرات التفجيرات عليهم. بعضهم قال إن هذه الأعمال من صنع الجيش الجمهوري الإيرلندي، وتسائل أحدهم لماذا تلصق هذه التفجيرات بالعرب قبل التأكد من هوية الفاعل. ورد رشود الرشود، الطالب الكويتي الذي يدرس ادارة الأعمال في لندن على سؤال وجه اليه من قبل صحافية بريطانية حول مخاوفه كعربي يعيش في لندن من ردات فعل بريطانية انتقاما لما حدث، قائلا لها هل هذا يعني ان التفجيرات نفذت من قبل عرب؟ مضيفا أن الجيش الجمهوري قد يكون هو الجهة المنفذة.
السبب الذي جعل بعض الجهات، مثل هذه الصحافية، الصاق التهمة في العرب، هو أن هذا الأسلوب لا يحمل بصمات الجيش الجمهوري، الذي اعتاد في السابق توجيه التحذير قبل القيام بمثل هذه الأعمال. والشيء الآخر أن التفجيرات شبيهة بتلك التي نفذت في قطارات مدريد في مارس (آذار) العام الماضي، والتي اتهمت بها منظمة «ايتا» الانفصالية الباسكية في البداية وتبين أن «القاعدة» وراء التفجيرات.
وقال الرشود لـ«الشرق الأوسط» إن كان هناك عرب وراء التفجيرات فإن هذا سيثير غضب الشارع البريطاني ويثيرهم ضد العرب. وقال ان من يقف وراء هذه التفجيرات ربما يعتبر هذه اعمال بطولية، مضيفا كيف يمكن تبرير قتل الأبرياء في شوارع لندن البعيدة جدا عن مكان الصراع في الشرق الأوسط «من يريد أن يجاهد لا يختار لندن ساحة للقتال».
وقال عماد الشريف بريطاني من أصل كردي إن هناك تاريخ طويل من التسامح البريطاني، واستبعد أن تكون هناك ردات فعل سيئة ضد العرب والمسلمين المقيمين أو السياح بسبب التفجيرات. واضاف أن الحكومة البريطانية لن تسمح بأعمال من هذا النوع. وقال «انظر كيف أن ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز يقوم دائما بتحسين العلاقات بين بلده والمجموعات العربية والمسلمة، وكيف يقوم بافتتاح المساجد في لندن».
الا أن بعض العرب اعتبر أن للتفجيرات جوانب ايجابية مهما تكن الجهة التي تقف وراءها. وقالت فتاة مصرية تعمل في مجلس بلدية برينت رفضت الإفصاح عن اسمها، إن السياسة الخارجية البريطانية هي التي شجعت مثل هذه الأعمال، وإن ذلك قد يجبرها على اعادة النظر في موقفها في الشرق الأوسط، مثلما فعلت الحكومة الإسبانية بعد تفجيرات مدريد.
منطقة «ادجوار رود» التي يسكنها ويرتادها السياح العرب كانت بالأمس خالية من وسائل المواصلات وجميع محطاتها مغلقة ولم يمر به أي من الحافلات العمومية، مثلها مثل باقي المناطق التي تعرضت لتفجيرات.
وفي وقت الظهيرة من كل يوم تجد شارعها الرئيسي يعج بالسياح العرب، واصبح خلال السنوات الماضية لا يختلف عن الكثير من شوارع العواصم العربية، حيث مقاهي الشيشة والمطاعم اللبنانية اصبحت منتشرة على جانبي الطريق. كل هذا اختفى فجأة من هذا الشارع ومن الشوارع الأخرى المجاورة له، والتي بدت جميعها حزينة وصامتة.
وبالأمس كنت تسمع فقط صفارات سيارات الشرطة وسيارات الإطفاء والاسعاف، التي كانت تجوبها تنقل الجرحى الى بعض المستشفيات القريبة من وسط المدينة ومن أماكن التفجيرات في ميدان تافيستوك ورسل سكوير. وقد اغلق الشارع أمام المارة مرة أخرى من قبل الشرطة، بعد الانفجار الرئيسي، عندما تبين أن هناك كيسا محتوياته غير معروفة في صندوق القمامة واغلقت معظم محلات الشارع على أثر ذلك. وقد تتكرر الحالة هذه حتى بعد أن تهدأ الأمور. وقد اصيب الكثير من الرواد الشارع وأصحاب المحلات العرب والشرق أوسطيين بالذهول من جراء التفجير في شارعهم المفضل. وقال علي ابراهيم (كردي عراقي) يعمل في شركة متخصصة في تعبئة الخضروات وتوزيعها على المحلات، انه كان محظوظا لأنه لم يستقل القطار الأرضي مثل صباح كل يوم من نفس محطة «ادجوار رود» التي وقع فيها أحد الانفجارات. مضيفا أنه يعيش من مدة طويلة في أحد الشوارع القريبة ولم يشاهد من قبل هذه الحالة وهذا الحزن الذي خيم على الشارع. الكثير من أصحاب المحلات في الشارع يراقبون الأحداث بحذر، خوفا من المجهول، الذي يعني فقدان خصوصية هذا الشارع، الذي يعطي وسط لندن نكهة خاصة من خلال مقاهي الشيشة المنتشرة على ناصيته. معظمهم لا يريدون التحدث في الموضوع، على أمل أن تكون الأحداث مجرد سحابة صيف.
وقد أثيرت صاحبة مقهى (عراقية) وبدت غاضبة من السؤال عن تأثير التفجيرات وخصوصا التفجير الذي حدث في محطة «ادجوار رود» على عمل المقهى في ذلك اليوم وفي المستقبل. وقالت عدم ارتياد الناس للمقاهي هو أمر طبيعي بسبب هذا الحدث، مضيفة أن ذلك لن يثني الناس في المستقبل عن التردد على الشارع.
أما متاجر «وولورث» الشهيرة، والتي اعتمدت نظاما منذ عدة سنوات مختلفا لساعات العمل في فرعها في الشارع تماشيا مع ساعات العمل الطويلة التي تعتمدها المحلات العربية الأخرى، فقد بقيت ابوابها مفتوحة لكن بدون زبائن. وقال مساعد المدير الذي يدعى شاهد (29 عاما) «اننا ننتظر تعليمات ادارة المتجر حول جدوى ابقاء المكان مفتوحا للعمل». أما عن المستقبل وتردد الزبائن العرب على المحل، فرد شاهد قائلا إن الأمور لم تتضح بعد حول الجهة التي تقف وراء التفجيرات، مضيفا أن ذلك قد يؤثر على المبيعات في المستقبل.
أما روكسانا التي تعمل في سوبر ماركت آسيوي، فقد كانت هي الأخرى مترددة في الكلام، رغم انها من القلة القليلة التي سمعت صوت الانفجار عند حدوثه بعد الساعة التاسعة صباحا. واضافت انها لم تكترث لسماعها الانفجار واعتقدت انها مجرد بعض الألعاب النارية التي اعتاد أهل لندن سماعها. وقالت إن صاحب المحل مصر على مزاولة عمله رغم الأحداث المؤلمة. ومن خلال اللقاءات التي اجرتها «الشرق الأوسط» مع بعض العرب الذين يعيشون في المنطقة، كانت الآراء متباينة حول تأثيرات التفجيرات عليهم. بعضهم قال إن هذه الأعمال من صنع الجيش الجمهوري الإيرلندي، وتسائل أحدهم لماذا تلصق هذه التفجيرات بالعرب قبل التأكد من هوية الفاعل. ورد رشود الرشود، الطالب الكويتي الذي يدرس ادارة الأعمال في لندن على سؤال وجه اليه من قبل صحافية بريطانية حول مخاوفه كعربي يعيش في لندن من ردات فعل بريطانية انتقاما لما حدث، قائلا لها هل هذا يعني ان التفجيرات نفذت من قبل عرب؟ مضيفا أن الجيش الجمهوري قد يكون هو الجهة المنفذة.
السبب الذي جعل بعض الجهات، مثل هذه الصحافية، الصاق التهمة في العرب، هو أن هذا الأسلوب لا يحمل بصمات الجيش الجمهوري، الذي اعتاد في السابق توجيه التحذير قبل القيام بمثل هذه الأعمال. والشيء الآخر أن التفجيرات شبيهة بتلك التي نفذت في قطارات مدريد في مارس (آذار) العام الماضي، والتي اتهمت بها منظمة «ايتا» الانفصالية الباسكية في البداية وتبين أن «القاعدة» وراء التفجيرات.
وقال الرشود لـ«الشرق الأوسط» إن كان هناك عرب وراء التفجيرات فإن هذا سيثير غضب الشارع البريطاني ويثيرهم ضد العرب. وقال ان من يقف وراء هذه التفجيرات ربما يعتبر هذه اعمال بطولية، مضيفا كيف يمكن تبرير قتل الأبرياء في شوارع لندن البعيدة جدا عن مكان الصراع في الشرق الأوسط «من يريد أن يجاهد لا يختار لندن ساحة للقتال».
وقال عماد الشريف بريطاني من أصل كردي إن هناك تاريخ طويل من التسامح البريطاني، واستبعد أن تكون هناك ردات فعل سيئة ضد العرب والمسلمين المقيمين أو السياح بسبب التفجيرات. واضاف أن الحكومة البريطانية لن تسمح بأعمال من هذا النوع. وقال «انظر كيف أن ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز يقوم دائما بتحسين العلاقات بين بلده والمجموعات العربية والمسلمة، وكيف يقوم بافتتاح المساجد في لندن».
الا أن بعض العرب اعتبر أن للتفجيرات جوانب ايجابية مهما تكن الجهة التي تقف وراءها. وقالت فتاة مصرية تعمل في مجلس بلدية برينت رفضت الإفصاح عن اسمها، إن السياسة الخارجية البريطانية هي التي شجعت مثل هذه الأعمال، وإن ذلك قد يجبرها على اعادة النظر في موقفها في الشرق الأوسط، مثلما فعلت الحكومة الإسبانية بعد تفجيرات مدريد.