مجاهدون
07-08-2005, 07:18 AM
أمير طاهري
«لقد حققنا وعدنا ونفذنا غارتنا العسكرية في بريطانيا، بعدما بذل مجاهدونا جهدا كبيرا على مدى فترة طويلة من الوقت لضمان نجاح الغارة». كانت هذه هي الطريقة التي اعلنت بها جماعة اسلامية مستخدمة اسم «القاعدة»، مسؤوليتها عن مقتل 40 شخصا في لندن بالأمس.
وبالرغم من ان الظروف الحقيقية للغارة في لندن، لا تزال غامضة، فإن الشيء المؤكد، هو انها عملية انتحارية تهدف الى قتل اكبر عدد من المدنيين بقدر الامكان. كما انه من المؤكد ان وقوع الغارة في اليوم الذي بدأ فيه مؤتمر قمة مجموعة الثماني اعماله في اسكتلندا له دلالته. غير انه من الممكن القول ان الارهابيين حاولوا ضرب لندن منذ سنوات.
ما الذي يمكن ان نفعله تجاه اشخاص على استعداد للموت لقتل الآخرين؟ السؤال تردد مرارا وتكرارا من جانب الاسرائيليين لسنوات، ومن الاميركيين بعد احداث 11 سبتمبر. وجاء الآن دور البريطانيين لطرحه.
اول ما يجب فعله هو عدم الانبهار بحقيقة ان شخصا ما جرى غسل مخه على استعداد للموت من اجل قتل آخرين. والطريقة المنطقية الوحيدة لمعاملة هؤلاء الناس هي نوع من السلاح الجديد. ومثل كل الاسلحة التي تبهرنا عندما نستخدمها لاول مرة، فإن الانتحاريين القتلة سيستمرون في الارهاب الى ان نعثر على ترياق.
ان قورش العظيم استخدم الابل كسلاح عندما غزا بابل، وهانبعل استخدم الفيلة عندما أغار على روما. وقيادات الارهاب الاسلامي الذين يرغبون في غزو العالم واعتناق البشرية بأكملها لـ«الاسلام الحقيقي» الذي يؤمنون به، حققوا خطوة اخرى باستخدام الجسم البشري كسلاح.
ولكن هذا السلاح الجديد، مثل الاسلحة الاخرى مصمم من قبل بشر، وممول من مستثمرين، ومصنوع في مكان ما، ونشر عن طريق قادة يمكن التعرف عليهم وتدميرهم.
وهذه الاسلحة البشرية مصممة ومشكلة عبر تدفق مستمر من البروبغاندا المعادية للغرب من المحطات التلفزيونية العربية الفضائية، ومن الروابط الاسلامية، ومن العديد من المدارس الاسلامية والمساجد عبر العالم، بما فيها لندن نفسها. والسبب الاصلي لهذه المأساة هو الخطاب الذي يقسم البشرية الى «مؤمنين» و«كفار»، ويثير الكراهية بين اتباع الديانات الاخرى. ويعتمد هذا الخطاب على مجموعة من المعتقدات حول كيف يريد «عبدة الصليب» و«اليهود المتآمرون» تدمير الاسلام. وستسمع كيف اصبح الغرب موحولا في الفساد، وكيف تكشف النساء عن بطونهن في الاماكن العامة، وان حكومات الغرب تقر الزواج المثلي والسحاقيات. وتحاول فرض انظمتها الديموقراطية على افغانستان والعراق.
ربما يشعر مثل هذا الخطاب معظم المسلمين بالضيق. ولكنه يكفي لاغراء حتى واحد في المائة من المسلمين في العالم. وهو ما يصل الى 13 مليون مسلم، لكي يتعرض الجميع للمتاعب.
ويشعر الارهابي بالذنب الذي يشعر به العديد في الغرب. فقد شاهد بعض الخيريين من الولايات المتحدة يعتذرون، في شوارع القدس، للمارة المسلمين المدهشين عن «الحملات الصليبية» التي وقعت قبل وقت طويل حتى من تأسيس الولايات المتحدة. كما يلاحظ الانتحاري ايضا انه يعامل، بطريقة تكاد تقترب من الاحترام، من قبل معظم وسائل الاعلام الغربية التي حظرت استخدام عبارة الارهابيين، واستخدمت بدلا منها عبارات متطرفين او مقاومة.
وتأتي ايضا غزوة مدريد في العام الماضي، عندما نجح الاسلاميون في تغيير حكومة دولة غربية ديموقراطية كبرى عبر هجوم واحد.
واذا كان الانتحاريون الارهابيون اسلحة مصنوعة من المعادن، فمن المؤكد ان الضحايا سيردون بمحاولة تفجير الاماكن التي صنعت بها. ولكن لان هذه الاسلحة من لحم ودم فإن الاعتقاد هو عدم القدرة علي ملاحقتها الى موقع محدد. ويبدو الامر وكأننا نتعامل مع مخلوقات تتواجد فيما وراء حدود الواقع.
في العام الماضي دعا نداء، وقعه 4 آلاف مثقف مسلم، المجتمع الدولي الى اتخاذ اجراءات ضد «المشايخ» الذين ينصبون انفسهم ويحرضون المسلمين على القتل والارهاب. وكان النداء موجها الى كوفي أنان، الأمين العام للامم المتحدة، على أمل انه سيوضع في اجندة الجمعية العامة لمناقشتها. وأخذ الامر سبعة شهور من انان للاعتراف بتلقي هذا النداء، وحتى ذلك تم عن طريق المتحدث بإسمه.
لقد تسببت الهجمات على الولايات المتحدة ومدريد ولندن في السنوات الثلاثة الماضية، في مقتل 4 الاف شخص. الا ان القتلة الانتحاريين مسؤولون عن مقتل نصف مليون شخص تقريبا في الجزائر ومصر وتركيا والعراق والسعودية وباكستان وافغانستان، بين دول اخرى، خلال العقدين الماضيين. ويتحمل المسلمون، باعتبارهم الضحية الاساسية لأيديولوجية القتل، واجبا اخلاقيا بل ودينيا لعزل والكشف عن ومعارضة الايديولوجيون الذين يشجعون الارهاب بإسم الايمان.
ان هجوم لندن، او الغزوة ليست من اعمال مجموعة صغيرة من الافراد. بل هي الثمرة المريرة لدين اختطفته اقلية من المتطرفين بينما تراقب الاغلبية بخليط من القلق والاعجاب. والى ان نسمع اصوات المسلمين تدين مثل هذه الهجمات بدون أية كلمات مثل «ولكن واذا» فسيصبح للانتحاريين القتلة كل مبرر للاعتقاد انهم يستمتعون بالتأييد الضمني لكل المسلمين. ان المعركة الحقيقية ضد عدو البشرية هذا، ستبدأ عندما ترفع ما يسمى بـ«الاغلبية الصامتة» في العالم الاسلامي صوتها ضد القتلة وهؤلاء الذين يغسلون ادمغتهم، ويدربونهم ويمولونهم.
«لقد حققنا وعدنا ونفذنا غارتنا العسكرية في بريطانيا، بعدما بذل مجاهدونا جهدا كبيرا على مدى فترة طويلة من الوقت لضمان نجاح الغارة». كانت هذه هي الطريقة التي اعلنت بها جماعة اسلامية مستخدمة اسم «القاعدة»، مسؤوليتها عن مقتل 40 شخصا في لندن بالأمس.
وبالرغم من ان الظروف الحقيقية للغارة في لندن، لا تزال غامضة، فإن الشيء المؤكد، هو انها عملية انتحارية تهدف الى قتل اكبر عدد من المدنيين بقدر الامكان. كما انه من المؤكد ان وقوع الغارة في اليوم الذي بدأ فيه مؤتمر قمة مجموعة الثماني اعماله في اسكتلندا له دلالته. غير انه من الممكن القول ان الارهابيين حاولوا ضرب لندن منذ سنوات.
ما الذي يمكن ان نفعله تجاه اشخاص على استعداد للموت لقتل الآخرين؟ السؤال تردد مرارا وتكرارا من جانب الاسرائيليين لسنوات، ومن الاميركيين بعد احداث 11 سبتمبر. وجاء الآن دور البريطانيين لطرحه.
اول ما يجب فعله هو عدم الانبهار بحقيقة ان شخصا ما جرى غسل مخه على استعداد للموت من اجل قتل آخرين. والطريقة المنطقية الوحيدة لمعاملة هؤلاء الناس هي نوع من السلاح الجديد. ومثل كل الاسلحة التي تبهرنا عندما نستخدمها لاول مرة، فإن الانتحاريين القتلة سيستمرون في الارهاب الى ان نعثر على ترياق.
ان قورش العظيم استخدم الابل كسلاح عندما غزا بابل، وهانبعل استخدم الفيلة عندما أغار على روما. وقيادات الارهاب الاسلامي الذين يرغبون في غزو العالم واعتناق البشرية بأكملها لـ«الاسلام الحقيقي» الذي يؤمنون به، حققوا خطوة اخرى باستخدام الجسم البشري كسلاح.
ولكن هذا السلاح الجديد، مثل الاسلحة الاخرى مصمم من قبل بشر، وممول من مستثمرين، ومصنوع في مكان ما، ونشر عن طريق قادة يمكن التعرف عليهم وتدميرهم.
وهذه الاسلحة البشرية مصممة ومشكلة عبر تدفق مستمر من البروبغاندا المعادية للغرب من المحطات التلفزيونية العربية الفضائية، ومن الروابط الاسلامية، ومن العديد من المدارس الاسلامية والمساجد عبر العالم، بما فيها لندن نفسها. والسبب الاصلي لهذه المأساة هو الخطاب الذي يقسم البشرية الى «مؤمنين» و«كفار»، ويثير الكراهية بين اتباع الديانات الاخرى. ويعتمد هذا الخطاب على مجموعة من المعتقدات حول كيف يريد «عبدة الصليب» و«اليهود المتآمرون» تدمير الاسلام. وستسمع كيف اصبح الغرب موحولا في الفساد، وكيف تكشف النساء عن بطونهن في الاماكن العامة، وان حكومات الغرب تقر الزواج المثلي والسحاقيات. وتحاول فرض انظمتها الديموقراطية على افغانستان والعراق.
ربما يشعر مثل هذا الخطاب معظم المسلمين بالضيق. ولكنه يكفي لاغراء حتى واحد في المائة من المسلمين في العالم. وهو ما يصل الى 13 مليون مسلم، لكي يتعرض الجميع للمتاعب.
ويشعر الارهابي بالذنب الذي يشعر به العديد في الغرب. فقد شاهد بعض الخيريين من الولايات المتحدة يعتذرون، في شوارع القدس، للمارة المسلمين المدهشين عن «الحملات الصليبية» التي وقعت قبل وقت طويل حتى من تأسيس الولايات المتحدة. كما يلاحظ الانتحاري ايضا انه يعامل، بطريقة تكاد تقترب من الاحترام، من قبل معظم وسائل الاعلام الغربية التي حظرت استخدام عبارة الارهابيين، واستخدمت بدلا منها عبارات متطرفين او مقاومة.
وتأتي ايضا غزوة مدريد في العام الماضي، عندما نجح الاسلاميون في تغيير حكومة دولة غربية ديموقراطية كبرى عبر هجوم واحد.
واذا كان الانتحاريون الارهابيون اسلحة مصنوعة من المعادن، فمن المؤكد ان الضحايا سيردون بمحاولة تفجير الاماكن التي صنعت بها. ولكن لان هذه الاسلحة من لحم ودم فإن الاعتقاد هو عدم القدرة علي ملاحقتها الى موقع محدد. ويبدو الامر وكأننا نتعامل مع مخلوقات تتواجد فيما وراء حدود الواقع.
في العام الماضي دعا نداء، وقعه 4 آلاف مثقف مسلم، المجتمع الدولي الى اتخاذ اجراءات ضد «المشايخ» الذين ينصبون انفسهم ويحرضون المسلمين على القتل والارهاب. وكان النداء موجها الى كوفي أنان، الأمين العام للامم المتحدة، على أمل انه سيوضع في اجندة الجمعية العامة لمناقشتها. وأخذ الامر سبعة شهور من انان للاعتراف بتلقي هذا النداء، وحتى ذلك تم عن طريق المتحدث بإسمه.
لقد تسببت الهجمات على الولايات المتحدة ومدريد ولندن في السنوات الثلاثة الماضية، في مقتل 4 الاف شخص. الا ان القتلة الانتحاريين مسؤولون عن مقتل نصف مليون شخص تقريبا في الجزائر ومصر وتركيا والعراق والسعودية وباكستان وافغانستان، بين دول اخرى، خلال العقدين الماضيين. ويتحمل المسلمون، باعتبارهم الضحية الاساسية لأيديولوجية القتل، واجبا اخلاقيا بل ودينيا لعزل والكشف عن ومعارضة الايديولوجيون الذين يشجعون الارهاب بإسم الايمان.
ان هجوم لندن، او الغزوة ليست من اعمال مجموعة صغيرة من الافراد. بل هي الثمرة المريرة لدين اختطفته اقلية من المتطرفين بينما تراقب الاغلبية بخليط من القلق والاعجاب. والى ان نسمع اصوات المسلمين تدين مثل هذه الهجمات بدون أية كلمات مثل «ولكن واذا» فسيصبح للانتحاريين القتلة كل مبرر للاعتقاد انهم يستمتعون بالتأييد الضمني لكل المسلمين. ان المعركة الحقيقية ضد عدو البشرية هذا، ستبدأ عندما ترفع ما يسمى بـ«الاغلبية الصامتة» في العالم الاسلامي صوتها ضد القتلة وهؤلاء الذين يغسلون ادمغتهم، ويدربونهم ويمولونهم.