فاطمي
07-07-2005, 04:51 PM
أردنيون يعتمرون "قبعة أبي مصعب الزرقاوي"
كتب رسالة "مناصحة ومناصرة" للزرقاوي يحثه على عدم قتل المدنيين
http://www.alarabiya.net/staging/portal/Archive/Media/2005/07/07/1042151.jpg
فيما قال نائب رئيس الوزراء الأردني مروان المعشر أمس الأربعاء إن السلطات الأردنية أعادت اعتقال أبومحمد المقدسي المرشد الروحي السابق للزرقاوي لأنه "بعد خروجه من السجن وردت معلومات تفيد أنه أجرى اتصالات مع جهات إرهابية خارج الأردن"، كان منزل عصام البرقاوي الملقب بـ "أبومحمد المقدسي" قبيل ساعات من اعتقاله مقصدا لعشرات من مؤيديه سلفيي الأردن الذين أطلقوا لحاهم طويلة ولبسوا الثوب الأفغاني وأضافوا إليها قلنسوة ماليزية سوداء يطلق عليها في الأردن اسم "قبعة أبي مصعب الزرقاوي".
والبرقاوي أو "أبومحمد المقدسي"، حسب ما أوردته صحيفة الحياة اللندنية في تقرير كتبه الزميل حازم الأمين اليوم الخميس 7-7-2005، هو أحد أبرز منظري الحركة السلفية الجهادية في العالم، والأب الروحي لـ"أبومصعب الزرقاوي" ورفيقه في السجون وفي أفغانستان والأردن، علماً أن المقدسي كان أفرج عنه قبل أيام قليلة من إعادة اعتقاله، وبعد سنوات أمضاها في السجن بتهم مختلفة برأه القضاء الأردني منها.
وبين الإفراج وإعادة الاعتقال، عاش صحافيو الأردن وسلفيوها وقادتها الأمنيون لحظات من الإثارة والتشويق والحذر.
خلافات مع الزرقاوي
فالمقدسي، ودائما على حد قول الصحيفة، يعد المنظر الأبرز للسلفية الجهادية على امتداد انتشار هذه الظاهرة في العالم العربي والإسلامي وفي بقاع العالم الأخرى. وهو أيضا استاذ "أبومصعب الزرقاوي" ورفيقه في السجون وفي أفغانستان والأردن. وهو أيضا من اختلف معه أخيراً في فتاوى مختلفة، وكتب من سجنه رسالة "مناصحة ومناصرة" حثّ فيها الزرقاوي على توخي الحذر في استهداف المدنيين، وقد أثارت هذه الرسالة استياء كبيراً في أوساط مناصري الزرقاوي، الذين فسروا بها عملية الإفراج الأخير عنه بعدما برأته المحكمة قبل نحو ستة أشهر. وهم تيقنوا من حقيقة افتراضاتهم بعد تصريحات "ابومحمد" التي حرّم فيها قتل المدنيين في العراق ولم يجز فيها تكفير الشيعة.
هذا وإضافة إلى مؤيدي سلفيي الأردن، كان عشرات من الصحافيين الأردنيين والأجانب يصلون تباعاً ومنهم من يلتقي "ابومحمد" ومنهم من يؤجل. لكن الجميع كان يشعر بأن "ثمة أمرا سيطرأ وأن الوقت يدهمنا". محمد الابن البكر للمقدسي كرر عشرات المرات أن والده مهدد إذا تكلم للصحافيين. وفي هذا الوقت كان والده في الطابق العلوي من المنزل يلتقي بضيوف وصحافيين ويردد أمامهم ملاحظات عامة يُفهم منها انه لا يتفق مع أساليب تلميذه أبي مصعب في القتال.
صحافي أردني يقول إن الرجل يحب الإعلام ويريد أن يتكلم، وأن ثمة تنافساً بينه وبين الزرقاوي على تصدر تيار السلفية الجهادية. شقيقه جهاد "ابوحذيفة" يعتذر عن عدم تمكن شقيقه من تلبية طلبات الزوار الكثر. وفي المقابل هناك رجال السلفية الجهادية الذين هالهم انتقال شيخهم بعد أن أفرج عنه إلى لغة أخرى، فقال بعضهم إنه السجن، وقال آخرون إن هذا لا يبرر تبديل القناعات، وأن "أبومصعب" في الميدان الآن، ولا أحد غيره يستطيع أن يقدر ما يمليه الميدان من خطوات. وخارج المنزل رصد الصحافيون القادمون لتوّهم سيارات زملائهم المركونة أمام المنزل وتوقعوا أن يؤدي تهافت الصحافيين إلى خطوة أمنية ما، وكان هذا قبل ساعات قليلة من إعادة اعتقاله.
كان واضحاً للجميع أن تصريحات المقدسي لن تؤدي إلى إعادة اعتقاله، فهي منسجمة مع ما أفادت به مصادر أمنية أردنية لجهة أن الرجل قام في السجن بمراجعة عدد من مواقفه وفتاويه في "الجهاد".
لكن، وعلى رغم ذلك، كان الجميع يشعر بأن وجود الرجل خارج السجن أمر لن يطول. فهو الرجل الذي دُوِّن اسمه في محاضر التحقيق مع معظم من ألقي القبض عليهم من هذه التيارات في العالم، كواحد من شيوخ "الجهاد" ومنظريه، وإطلاق سراحه لا يعني الأردن وحده. ثم أن اطمئنان الأجهزة الأمنية الأردنية إلى تحوله أمر لا يقنع أحدا من هؤلاء الصحافيين المنتظرين كلمة جديدة من الشيخ.
وفي غمرة الانتظار في منزل المقدسي وبينما الشقيق يحاول بابتسامته تلك تجنب الخوض في أسئلة وأجوبة يُسأل محمد النجل البكر للشيخ عن مصير شقيقه الذي فقد في العراق، فيجيب أن أخبارا متضاربة عنه تصل إلى العائلة، منها انه في سجن ابوغريب ومنها انه قتل في عملية في غرب العراق. وفي هذا الوقت يسأل صحافي زميلاً له عن سر ما يخفيه محمد الذي لم يتجاوز العشرين من عمره، فيلقى الجواب لاحقاً، وهوان الشيخ لم يرسل أبناءه إلى المدارس التقليدية وإنما وجههم منذ صغرهم إلى العلوم الشرعية، ولهذا ربما يعطون انطباعاً بأنهم ليسوا شباناً تقليديين.
بعد ساعات قليلة ألقى الأمن الأردني القبض مجدداً على شيخ السلفية الجهادية. لم يكن الأمر مرتبطاً بما صرح به المقدسي، خصوصاً أن ما صرح به خلّف ارتياحاً في أوساط الأمن الأردني، إذ أن "ابومحمد المقدسي" سيرة لا تتوج بتحول طفيف من هذا النوع. انه واحد من الذين شغلت أفكارهم عقول الانتحاريين الجدد في أنحاء العالم كله.
وكانت السلطات الأردنية أفرجت عن هذا الإسلامي يوم الخميس الماضي بعد أن كان قد اعتقل في مطلع السنة في إطار تحقيق تقوم به محكمة أمن الدولة، إلا أن السلطات لم تعط تفاصيل حول التحقيق الذي أوقف من أجله.
كتب رسالة "مناصحة ومناصرة" للزرقاوي يحثه على عدم قتل المدنيين
http://www.alarabiya.net/staging/portal/Archive/Media/2005/07/07/1042151.jpg
فيما قال نائب رئيس الوزراء الأردني مروان المعشر أمس الأربعاء إن السلطات الأردنية أعادت اعتقال أبومحمد المقدسي المرشد الروحي السابق للزرقاوي لأنه "بعد خروجه من السجن وردت معلومات تفيد أنه أجرى اتصالات مع جهات إرهابية خارج الأردن"، كان منزل عصام البرقاوي الملقب بـ "أبومحمد المقدسي" قبيل ساعات من اعتقاله مقصدا لعشرات من مؤيديه سلفيي الأردن الذين أطلقوا لحاهم طويلة ولبسوا الثوب الأفغاني وأضافوا إليها قلنسوة ماليزية سوداء يطلق عليها في الأردن اسم "قبعة أبي مصعب الزرقاوي".
والبرقاوي أو "أبومحمد المقدسي"، حسب ما أوردته صحيفة الحياة اللندنية في تقرير كتبه الزميل حازم الأمين اليوم الخميس 7-7-2005، هو أحد أبرز منظري الحركة السلفية الجهادية في العالم، والأب الروحي لـ"أبومصعب الزرقاوي" ورفيقه في السجون وفي أفغانستان والأردن، علماً أن المقدسي كان أفرج عنه قبل أيام قليلة من إعادة اعتقاله، وبعد سنوات أمضاها في السجن بتهم مختلفة برأه القضاء الأردني منها.
وبين الإفراج وإعادة الاعتقال، عاش صحافيو الأردن وسلفيوها وقادتها الأمنيون لحظات من الإثارة والتشويق والحذر.
خلافات مع الزرقاوي
فالمقدسي، ودائما على حد قول الصحيفة، يعد المنظر الأبرز للسلفية الجهادية على امتداد انتشار هذه الظاهرة في العالم العربي والإسلامي وفي بقاع العالم الأخرى. وهو أيضا استاذ "أبومصعب الزرقاوي" ورفيقه في السجون وفي أفغانستان والأردن. وهو أيضا من اختلف معه أخيراً في فتاوى مختلفة، وكتب من سجنه رسالة "مناصحة ومناصرة" حثّ فيها الزرقاوي على توخي الحذر في استهداف المدنيين، وقد أثارت هذه الرسالة استياء كبيراً في أوساط مناصري الزرقاوي، الذين فسروا بها عملية الإفراج الأخير عنه بعدما برأته المحكمة قبل نحو ستة أشهر. وهم تيقنوا من حقيقة افتراضاتهم بعد تصريحات "ابومحمد" التي حرّم فيها قتل المدنيين في العراق ولم يجز فيها تكفير الشيعة.
هذا وإضافة إلى مؤيدي سلفيي الأردن، كان عشرات من الصحافيين الأردنيين والأجانب يصلون تباعاً ومنهم من يلتقي "ابومحمد" ومنهم من يؤجل. لكن الجميع كان يشعر بأن "ثمة أمرا سيطرأ وأن الوقت يدهمنا". محمد الابن البكر للمقدسي كرر عشرات المرات أن والده مهدد إذا تكلم للصحافيين. وفي هذا الوقت كان والده في الطابق العلوي من المنزل يلتقي بضيوف وصحافيين ويردد أمامهم ملاحظات عامة يُفهم منها انه لا يتفق مع أساليب تلميذه أبي مصعب في القتال.
صحافي أردني يقول إن الرجل يحب الإعلام ويريد أن يتكلم، وأن ثمة تنافساً بينه وبين الزرقاوي على تصدر تيار السلفية الجهادية. شقيقه جهاد "ابوحذيفة" يعتذر عن عدم تمكن شقيقه من تلبية طلبات الزوار الكثر. وفي المقابل هناك رجال السلفية الجهادية الذين هالهم انتقال شيخهم بعد أن أفرج عنه إلى لغة أخرى، فقال بعضهم إنه السجن، وقال آخرون إن هذا لا يبرر تبديل القناعات، وأن "أبومصعب" في الميدان الآن، ولا أحد غيره يستطيع أن يقدر ما يمليه الميدان من خطوات. وخارج المنزل رصد الصحافيون القادمون لتوّهم سيارات زملائهم المركونة أمام المنزل وتوقعوا أن يؤدي تهافت الصحافيين إلى خطوة أمنية ما، وكان هذا قبل ساعات قليلة من إعادة اعتقاله.
كان واضحاً للجميع أن تصريحات المقدسي لن تؤدي إلى إعادة اعتقاله، فهي منسجمة مع ما أفادت به مصادر أمنية أردنية لجهة أن الرجل قام في السجن بمراجعة عدد من مواقفه وفتاويه في "الجهاد".
لكن، وعلى رغم ذلك، كان الجميع يشعر بأن وجود الرجل خارج السجن أمر لن يطول. فهو الرجل الذي دُوِّن اسمه في محاضر التحقيق مع معظم من ألقي القبض عليهم من هذه التيارات في العالم، كواحد من شيوخ "الجهاد" ومنظريه، وإطلاق سراحه لا يعني الأردن وحده. ثم أن اطمئنان الأجهزة الأمنية الأردنية إلى تحوله أمر لا يقنع أحدا من هؤلاء الصحافيين المنتظرين كلمة جديدة من الشيخ.
وفي غمرة الانتظار في منزل المقدسي وبينما الشقيق يحاول بابتسامته تلك تجنب الخوض في أسئلة وأجوبة يُسأل محمد النجل البكر للشيخ عن مصير شقيقه الذي فقد في العراق، فيجيب أن أخبارا متضاربة عنه تصل إلى العائلة، منها انه في سجن ابوغريب ومنها انه قتل في عملية في غرب العراق. وفي هذا الوقت يسأل صحافي زميلاً له عن سر ما يخفيه محمد الذي لم يتجاوز العشرين من عمره، فيلقى الجواب لاحقاً، وهوان الشيخ لم يرسل أبناءه إلى المدارس التقليدية وإنما وجههم منذ صغرهم إلى العلوم الشرعية، ولهذا ربما يعطون انطباعاً بأنهم ليسوا شباناً تقليديين.
بعد ساعات قليلة ألقى الأمن الأردني القبض مجدداً على شيخ السلفية الجهادية. لم يكن الأمر مرتبطاً بما صرح به المقدسي، خصوصاً أن ما صرح به خلّف ارتياحاً في أوساط الأمن الأردني، إذ أن "ابومحمد المقدسي" سيرة لا تتوج بتحول طفيف من هذا النوع. انه واحد من الذين شغلت أفكارهم عقول الانتحاريين الجدد في أنحاء العالم كله.
وكانت السلطات الأردنية أفرجت عن هذا الإسلامي يوم الخميس الماضي بعد أن كان قد اعتقل في مطلع السنة في إطار تحقيق تقوم به محكمة أمن الدولة، إلا أن السلطات لم تعط تفاصيل حول التحقيق الذي أوقف من أجله.