سمير
07-07-2005, 04:32 PM
يسلبونها من "حقها الجنسي" بحجة نجاسته
النساء في البحرين يعتقدن أن الختان يوفر من فرص الزواج
ختان الإناث يرتبط بالمفهوم التقليدي للعفة والشرف الذي يتضمن أن المرأة العفيفة هي السلبية جنسيا، ولذا يعد الختان صفقة اجتماعية "تضحي" فيها المرأة بجزء من جسدها مقابل منافع اجتماعية تتصور أنها ستحصل عليها كحسن السمعة وتوافر فرص الزواج وضمان حسن معاملة الزوج وأهله خوفا من معايرتهم لها لو ظلت سليمة الجسم بما يعني رمزيا تمتعها بكامل قواها الجنسية وتساويها مع زوجها والوضعان يعتبران من الأوضاع المشينة بحسب القيم المحافظة للمجتمع الذكوري"
وفي البحرين، النساء يتحدثن عن عادة الختان المنتشرة بشكل واسع وتحديدا في غالبية قراها، بصورة تخلو من الوعي تماما عن صحة وطبيعة جسم المرأة عامة في هذا المضمون.
وبسبب حساسية الموضوع لا يوجد حتى اليوم من يجرأ على طرحه علانية ولم توجد أن إحصاءات أو معلومات موثقة عن الممارسات التقليدية أو العرفية التي تؤثر على صحة المرأة والبنت تفيد بتاريخ هذه العادة وتفشيها بين الأسر البحرينية.
وصاحبة القصة التالية سيدة بحرينية عانت من جراء الجهل واستغلال الدين وبراءتها... واكتفت برواية هذه القصة، لصحيفة الوسط البحرينية في عددها الصادر اليوم الأربعاء 6-7-2005، تفاعلا مع ما صرحت به رئيسة الجمعية البحرينية لحقوق الانسان سبيكة النجار التي طرحت موضوع عادة "ختان الاناث" وتفشيها في المجتمع البحريني وكيف ان هناك الكثير من النساء ممن مازلن لايعلمن لماذا فعلت بهن امهاتهن ما فعلن، ولماذا، ونحن في مطلع القرن الحادي والعشرين عادت هذه الظاهرة الى مجتمعنا الذي يزداد فيه الحديث عن "تمكين المرأة" على المستوى الرسمي، ولكن في الوقت ذاته يتم تشويه الفتيات ويحرمن من حياتهن الطبيعية من خلال الـ "ختان".
فعندما بلغت التاسعة من عمرها أخبرتها أمها أنه حان الوقت لـ "تطهيرها" في مكان ما من جسدها الصغير حتى يتسنى لها مستقبلا زيارة بيت الله الحرام في مكة المكرمة والعتبات المقدسة الأخرى وهي في كامل طهارتها وإنها اذا لم تصرخ أو تبكي ستحصل على حفل وهدايا كثيرة.
ذهبت الفتاة البحرينية الصغيرة وهي في كامل إرادتها فرحة ومتحمسة الى ما ينتظرها ممسكة يدي والدتها إلى منزل جدتها الكائن في احدى القرى البحرينية، اذ كانت جدتها معروفة في القرى بتطهير الفتيات "تختين الإناث".
دخلت الفتاة غرفة جدتها لتخبرها والدتها ان عليها ان تستلقي على الأرض وتفتح ساقيها بأكبر قدر ممكن حتى يتسنى لجدتها إزالة ما اسمته بالعامية "نجاسة" أي قذارة في الجزء السفلي من جسدها الصغير.
استلقت الفتاة طوعا ثم أمسكت والدتها بمساعدة خالة الفتاة يديها بقوة حتى يسيطرا على جسدها الصغير ويتسنى للجدة انتزاع الجزء البارز من البظر والشفرين الصغيرين المعروفين باسم "الورقيتن" عن طريق "موس" شفرة الحلاقة تقطع الأجزاء من دون تخدير موضعي لتنهال وتقاوم الفتاة المها ونزيفها لكن من دون فائدة!
تخرج الوالدة لتهديها الهدايا لكنها تستمر في صراخها وبكائها حتى المساء ساخطة على الجميع وناقمة تحديدا على والدتها! كبرت الفتاة وتم تزويجها في الثامنة عشرة من عمرها لكنها عانت كثيرا أثناء المعاشرة الزوجية.
ومع الوقت رزقت بطفلين لكنها كانت تشعر مرارا بأن شيئا ما ينقصها كانثى وكامرأة لديها احاسيس لكنها لم تتعرف على الاسباب وان كانت تتذكر ذلك اليوم وما حل بها لكنها على رغم ذلك كانت تجهل الاسباب.
حتى انها كانت كل مرة تشعر بعدم الارتياح وبالألم كلما كانت مع زوجها لحين جاء يوم قررت فيه مصارحة إحدى الطبيبات بما تشعر به أي عندما كانت تقوم بزيارة إحدى الدول العربية مع عائلتها لتمضية اجازة الصيف.
وهناك عرفت حقيقة ما تعانيه لكن بعد فوات الأوان، وبعد أن عرفت أن أمها اقترفت بحقها جريمة لا تغتفر حرمتها بيولوجيا من حقها الجنسي الذي وهبها الله سبحانه وتعالى إياه والذي خلقها وأوجده ضمن جسدها والمعني بفطرتها، كل ذلك - كما قالت امها - لتضمن عدم انحرافها وجلب العار.
فالاعراف المتخلفة والجهل حرماها من نعمة وهبها الله إلياها بشكل طبيعي، لان والدتها استأصلت النتوء التناسلي المتمثل في منطقة البظر الذي يتكون من نسيج اسفنجي قابل للانتصاب والغني بالاوعية الدموية الى الشفرين اللذين يكونا غلفة البظر التي في حال اتحدا يفرزان مادة مرطبة تسهل المعاشرة الزوجية وايضا يقومان بحماية باقي مكونات منطقة المهبل ويساعدان على توجيه تيار البول.
هذه القصة ما هي الا واحدة من القصص التي نقلتها احدى ضحايا "ختان الإناث" في البحرين التي ظلت سنوات طويلة تخلو تقاريرها الاهلية والدولية من هذه العادة الاجتماعية المغلفة بإطار باطل.
وثمة معلومات أشارت إلى أن عادة "الختان" أصبحت الآن منتشرة بصورة واسعة النطاق في البحرين وكذلك في بعض دول الخليج مثل سلطنة عمان وبعض المناطق في دولة الامارات العربية المتحدة، بل وصلت الى درجة ان تتم عملية الختان في بعض المستشفيات على غرار ما يحدث بصورة غير قانونية في بعض الدول العربية مثل مصر المعروفة بمزاولة هذه العادة التي هي أساسا عادة افريقية وفرعونية وليست عادة إسلامية كما يحلو لمزاوليها تسميتها.
بيوت الختان البحرينية
كانت هناك شكاوى بعثت بها إحدى الاختصاصيات الاجتماعيات في العام 1989 إلى وزارة التربية والتعليم تشتكي من كثرة غياب طالبات عن المدرسة الواقعة في احدى قرى المحافظة الوسطى وعندما علمت بان الغياب بسبب "تطهيرهن" اي "تختينهن" نقلت تلك الملاحظة الى الوزارة لكنها لم تتلق اي رد اواهتمام بشأن صحة هؤلاء الطالبات آنذاك.
التقت "الوسط" السيدة "ام.س" الطاعنة في العمر والتي تسكن مع بناتها اللواتي ايضا يساعدنها في عملها في احدى القرى الواقعة في المحافظة الشمالية والمعروفة لقرى هذه المحافظة عند اوساط النساء بـ "المطهرة" اي التي تقوم بعملية التختين.
"الوسط" وجدت ان المسالة تتمتع بخصوصية شديدة تعرفها النساء فقط ولا علاقة لها بعالم الرجال لا من قريب ولا من بعيد بدليل أن الرجال لا يستطعن معرفة ذلك الأثر لانه يختفي ولان الشائع بحسب ما قالت "ام.س" هو النوع الاول الذي يقطع جزءا من منطقة البظر وليس النوع الشائع في مصر والسودان- على حد كلامها. وهذا نص الحوار كالاتي:
منذ متى وانت تعملين مطهرة؟
- منذ زمن طويل ... "تضحك".
ومن علمك؟
- والدتي التي طهرتني في سن صغيرة وعندما كبرت قررت ان اساعد الأمهات في تطهير بناتهن لانه واجب وسأنال الاجر على ذلك ان شاء الله!
من قال انه واجب؟
- الدين!
هل افتاه شيوخ الدين؟
- نعم!
من هم؟
- "تصمت قليلا"...كثيرون!
ولماذا تطهر البنت من الاساس؟
- لان الدين يقول كذلك...فلا يجوز ان تزور البنت بيت الله الحرام حجا او عمرة وهي غير مطهرة.
اين هو النص القرآني الذي قال ذلك؟
- "تصمت قليلا"... هناك احاديث.
أي عمر يفضل ان تطهر فيه البنت؟
- من السابعة إلى التاسعة... لكن التاسعة يفضله الغالبية كونه العمر الذي ترتدي فيه الفتاة الحجاب وايضا لا يجوز زيارة العتبات المقدسة او بيت الله الحرام وهي غير مطهرة فهذا حرام والتطهير فيه خير للبنت واجر تحصده الأم في الآخرة"!" لكن هناك حالات قدمت الي من القرى القريبة لقريتي وهن في سن المراهقة طلبن تطهيرهن...
لماذا؟
- كما قلت لانهن يردن زيارة بيت الله الحرام وهن طاهرات!
فقط هذا القصد من التطهير؟
- لا فالتطهير فيه حماية للبنت من سلوك طريق الانحراف وجلب العار لعائلتها!
كيف؟
- لان التطهير يهذب النفس ويقضي على رغبتها الجنسية!
وما العيب في ذلك؟
- طبعا عيب ان تشتهي وترغب... فالرغبة والشهوة للرجل فقط...
* تتدخل احدى بناتها في الحديث... لتقاطع قائلة: من قال انها تقطع الرغبة فأنا متزوجة ومطهرة ولم اشعر بلحظة انني لا اتمتع بذلك والدليل انا امامك!
وتسألني هل طهرت؟
- لا!
هل تودين ان نطهرك...لتعرفي ما نشعر؟
- لا!
أخائفة من زوجك؟
- لا داعي لاخباره فهذه "سوالف نسوان" والكثير من فعلها ولا احد درى عنهم!
* اعاود بالسؤال على "ام .س".
أليس من الواجب اعلام الأب؟
- لا ليس بالضرورة فهذه كما اخبرتك ابنتي حماية وخير للبنت!
لكنك قلت ان هناك فتيات مراهقات يقدمن اليك...كيف؟ أليس التطهير لصغار السن؟
- في الماضي كان المفضل، ولكن اليوم هناك الكثير من يأتي من القرى القريبة من أجل العفة والطهارة!
هل يأتيك من إحدى المناطق والقرى السنية...ام ان هذه العادة متفشية في القرى الشيعية فقط؟
- الجميع يأتيني من كل مكان بمن فيهم السنة.
كم تتقاضين أجر ذلك؟
- "تبتسم"... على قد لحاف الأم... من روبية الى عشرين دينارا... لكن الأجر هو ما نسعى اليه!
كيف تطهرين؟
- بالموس "اي قطعة الحديد التي تستخدم في شفرة الحلاقة "وتمسك ابنتاي يدي الفتاة بقوة ان قاومت!
وماذا عن الالم من دون تخدير؟
- ... دلع بنات ولا داعي للخوف!
وان حصل نزيف؟
- لا لن يحصل فأنا عندي خبرة...
وكيف تهيىء البنت؟
- باهدائها حجابا جديدا وهدايا أو حفلا بمناسبة ذلك!
هذا كل شيء؟
- نعم..."تضحك" ... لم الاستغراب فأنا مطهرة وبناتي وحفيداتي...الناس تركت هذه العادة منذ منتصف السبعينات لكنها اليوم عادت بقوة لتصون شرف بناتهن فلما التردد طالما الشرع نادى بذلك!
تجربة مصر
وفي دراسة نشرها مركز قضايا المراة المصري للأخصائية اسهام عبدالسلام عن "ختان الاناث" قالت فيه ان الختان عادة اجتماعية تمارسها قلة من شعوب العالم ولاعلاقة لها بالصحة اذ ان اكثر من 90 في المئة من الاناث "..." في جميع قارات العالم يعيشون بلا ختان ولا مشاكل صحية.
وقالت عبدالسلام ان "ختان الاناث يرتبط بالمفهوم التقليدي للعفة والشرف الذي يتضمن ان المرأة العفيفة هي السلبية جنسيا"، ولذا فإن الختان يعتبر صفقة اجتماعية "تضحي" فيها المرأة بجزء من جسدها "مقابل منافع اجتماعية تتصور انها ستحصل عليها كحسن السمعة وتوافر فرص الزواج وضمان حسن معاملة الزوج واهله خوفا من معايرتهم لها لو ظلت سليمة الجسم بما يعني رمزيا تمتعها بكامل قواها الجنسية وتساويها مع زوجها والوضعان يعتبران من الأوضاع المشينة بحسب القيم المحافظة للمجتمع الذكوري".
وقالت "ان من اسباب حرص بعض كبيرات الأسرة على ختان بناتهن اعتقادهن ان من واجبات النساء تلبية الاحتياجات الجنسية للرجال. والنساء التقليديات يعتقدن ان الرجال ضعفاء جنسيا بحيث لا يمكنهم اشباع زوجة سليمة الجسد لذلك يدمرون جزءا من عضو التأنيث ارضاء للرجال".
وقالت: "ليس صحيحا ان الرجال لا دخل لهم بختان الاناث وانه امر نسائي تفعله النساء بالبنات فالآباء التقليديون اما ان يصروا على ختان البنات لو لمسوا تراجعا من الأم عن إجرائه او في احسن الاحوال يقفون مكتوفي الايدي او يعترضون شفهيا من دون تدخل حاسم لانقاذ البنت".
ويذكر ان المحاكم المصرية اصدرت حكما في العام 1977 بضرورة محاربة الختان عن طريق ابلاغ الجمعيات الاهلية ومؤسسات المجتمع المدني ووزارة الصحة ونقابة الاطباء وغيرهم بمعاقبة من يقوم بتلك الجريمة ضد فطرة جسم المرأة... فهل يحدث الشيء نفسه في البحرين، وهل تنهض الجمعيات الأهلية ووزارة الصحة ومن يعنيهم الأمر لحماية الفتيات، ولإرشاد الضحايا من اللاتي اكتشفن بعد ان كبرن ان جزءا من جسدهن قد اقتطع منهم من دون حق وحرمهن من حياتهن الطبيعية؟
النساء في البحرين يعتقدن أن الختان يوفر من فرص الزواج
ختان الإناث يرتبط بالمفهوم التقليدي للعفة والشرف الذي يتضمن أن المرأة العفيفة هي السلبية جنسيا، ولذا يعد الختان صفقة اجتماعية "تضحي" فيها المرأة بجزء من جسدها مقابل منافع اجتماعية تتصور أنها ستحصل عليها كحسن السمعة وتوافر فرص الزواج وضمان حسن معاملة الزوج وأهله خوفا من معايرتهم لها لو ظلت سليمة الجسم بما يعني رمزيا تمتعها بكامل قواها الجنسية وتساويها مع زوجها والوضعان يعتبران من الأوضاع المشينة بحسب القيم المحافظة للمجتمع الذكوري"
وفي البحرين، النساء يتحدثن عن عادة الختان المنتشرة بشكل واسع وتحديدا في غالبية قراها، بصورة تخلو من الوعي تماما عن صحة وطبيعة جسم المرأة عامة في هذا المضمون.
وبسبب حساسية الموضوع لا يوجد حتى اليوم من يجرأ على طرحه علانية ولم توجد أن إحصاءات أو معلومات موثقة عن الممارسات التقليدية أو العرفية التي تؤثر على صحة المرأة والبنت تفيد بتاريخ هذه العادة وتفشيها بين الأسر البحرينية.
وصاحبة القصة التالية سيدة بحرينية عانت من جراء الجهل واستغلال الدين وبراءتها... واكتفت برواية هذه القصة، لصحيفة الوسط البحرينية في عددها الصادر اليوم الأربعاء 6-7-2005، تفاعلا مع ما صرحت به رئيسة الجمعية البحرينية لحقوق الانسان سبيكة النجار التي طرحت موضوع عادة "ختان الاناث" وتفشيها في المجتمع البحريني وكيف ان هناك الكثير من النساء ممن مازلن لايعلمن لماذا فعلت بهن امهاتهن ما فعلن، ولماذا، ونحن في مطلع القرن الحادي والعشرين عادت هذه الظاهرة الى مجتمعنا الذي يزداد فيه الحديث عن "تمكين المرأة" على المستوى الرسمي، ولكن في الوقت ذاته يتم تشويه الفتيات ويحرمن من حياتهن الطبيعية من خلال الـ "ختان".
فعندما بلغت التاسعة من عمرها أخبرتها أمها أنه حان الوقت لـ "تطهيرها" في مكان ما من جسدها الصغير حتى يتسنى لها مستقبلا زيارة بيت الله الحرام في مكة المكرمة والعتبات المقدسة الأخرى وهي في كامل طهارتها وإنها اذا لم تصرخ أو تبكي ستحصل على حفل وهدايا كثيرة.
ذهبت الفتاة البحرينية الصغيرة وهي في كامل إرادتها فرحة ومتحمسة الى ما ينتظرها ممسكة يدي والدتها إلى منزل جدتها الكائن في احدى القرى البحرينية، اذ كانت جدتها معروفة في القرى بتطهير الفتيات "تختين الإناث".
دخلت الفتاة غرفة جدتها لتخبرها والدتها ان عليها ان تستلقي على الأرض وتفتح ساقيها بأكبر قدر ممكن حتى يتسنى لجدتها إزالة ما اسمته بالعامية "نجاسة" أي قذارة في الجزء السفلي من جسدها الصغير.
استلقت الفتاة طوعا ثم أمسكت والدتها بمساعدة خالة الفتاة يديها بقوة حتى يسيطرا على جسدها الصغير ويتسنى للجدة انتزاع الجزء البارز من البظر والشفرين الصغيرين المعروفين باسم "الورقيتن" عن طريق "موس" شفرة الحلاقة تقطع الأجزاء من دون تخدير موضعي لتنهال وتقاوم الفتاة المها ونزيفها لكن من دون فائدة!
تخرج الوالدة لتهديها الهدايا لكنها تستمر في صراخها وبكائها حتى المساء ساخطة على الجميع وناقمة تحديدا على والدتها! كبرت الفتاة وتم تزويجها في الثامنة عشرة من عمرها لكنها عانت كثيرا أثناء المعاشرة الزوجية.
ومع الوقت رزقت بطفلين لكنها كانت تشعر مرارا بأن شيئا ما ينقصها كانثى وكامرأة لديها احاسيس لكنها لم تتعرف على الاسباب وان كانت تتذكر ذلك اليوم وما حل بها لكنها على رغم ذلك كانت تجهل الاسباب.
حتى انها كانت كل مرة تشعر بعدم الارتياح وبالألم كلما كانت مع زوجها لحين جاء يوم قررت فيه مصارحة إحدى الطبيبات بما تشعر به أي عندما كانت تقوم بزيارة إحدى الدول العربية مع عائلتها لتمضية اجازة الصيف.
وهناك عرفت حقيقة ما تعانيه لكن بعد فوات الأوان، وبعد أن عرفت أن أمها اقترفت بحقها جريمة لا تغتفر حرمتها بيولوجيا من حقها الجنسي الذي وهبها الله سبحانه وتعالى إياه والذي خلقها وأوجده ضمن جسدها والمعني بفطرتها، كل ذلك - كما قالت امها - لتضمن عدم انحرافها وجلب العار.
فالاعراف المتخلفة والجهل حرماها من نعمة وهبها الله إلياها بشكل طبيعي، لان والدتها استأصلت النتوء التناسلي المتمثل في منطقة البظر الذي يتكون من نسيج اسفنجي قابل للانتصاب والغني بالاوعية الدموية الى الشفرين اللذين يكونا غلفة البظر التي في حال اتحدا يفرزان مادة مرطبة تسهل المعاشرة الزوجية وايضا يقومان بحماية باقي مكونات منطقة المهبل ويساعدان على توجيه تيار البول.
هذه القصة ما هي الا واحدة من القصص التي نقلتها احدى ضحايا "ختان الإناث" في البحرين التي ظلت سنوات طويلة تخلو تقاريرها الاهلية والدولية من هذه العادة الاجتماعية المغلفة بإطار باطل.
وثمة معلومات أشارت إلى أن عادة "الختان" أصبحت الآن منتشرة بصورة واسعة النطاق في البحرين وكذلك في بعض دول الخليج مثل سلطنة عمان وبعض المناطق في دولة الامارات العربية المتحدة، بل وصلت الى درجة ان تتم عملية الختان في بعض المستشفيات على غرار ما يحدث بصورة غير قانونية في بعض الدول العربية مثل مصر المعروفة بمزاولة هذه العادة التي هي أساسا عادة افريقية وفرعونية وليست عادة إسلامية كما يحلو لمزاوليها تسميتها.
بيوت الختان البحرينية
كانت هناك شكاوى بعثت بها إحدى الاختصاصيات الاجتماعيات في العام 1989 إلى وزارة التربية والتعليم تشتكي من كثرة غياب طالبات عن المدرسة الواقعة في احدى قرى المحافظة الوسطى وعندما علمت بان الغياب بسبب "تطهيرهن" اي "تختينهن" نقلت تلك الملاحظة الى الوزارة لكنها لم تتلق اي رد اواهتمام بشأن صحة هؤلاء الطالبات آنذاك.
التقت "الوسط" السيدة "ام.س" الطاعنة في العمر والتي تسكن مع بناتها اللواتي ايضا يساعدنها في عملها في احدى القرى الواقعة في المحافظة الشمالية والمعروفة لقرى هذه المحافظة عند اوساط النساء بـ "المطهرة" اي التي تقوم بعملية التختين.
"الوسط" وجدت ان المسالة تتمتع بخصوصية شديدة تعرفها النساء فقط ولا علاقة لها بعالم الرجال لا من قريب ولا من بعيد بدليل أن الرجال لا يستطعن معرفة ذلك الأثر لانه يختفي ولان الشائع بحسب ما قالت "ام.س" هو النوع الاول الذي يقطع جزءا من منطقة البظر وليس النوع الشائع في مصر والسودان- على حد كلامها. وهذا نص الحوار كالاتي:
منذ متى وانت تعملين مطهرة؟
- منذ زمن طويل ... "تضحك".
ومن علمك؟
- والدتي التي طهرتني في سن صغيرة وعندما كبرت قررت ان اساعد الأمهات في تطهير بناتهن لانه واجب وسأنال الاجر على ذلك ان شاء الله!
من قال انه واجب؟
- الدين!
هل افتاه شيوخ الدين؟
- نعم!
من هم؟
- "تصمت قليلا"...كثيرون!
ولماذا تطهر البنت من الاساس؟
- لان الدين يقول كذلك...فلا يجوز ان تزور البنت بيت الله الحرام حجا او عمرة وهي غير مطهرة.
اين هو النص القرآني الذي قال ذلك؟
- "تصمت قليلا"... هناك احاديث.
أي عمر يفضل ان تطهر فيه البنت؟
- من السابعة إلى التاسعة... لكن التاسعة يفضله الغالبية كونه العمر الذي ترتدي فيه الفتاة الحجاب وايضا لا يجوز زيارة العتبات المقدسة او بيت الله الحرام وهي غير مطهرة فهذا حرام والتطهير فيه خير للبنت واجر تحصده الأم في الآخرة"!" لكن هناك حالات قدمت الي من القرى القريبة لقريتي وهن في سن المراهقة طلبن تطهيرهن...
لماذا؟
- كما قلت لانهن يردن زيارة بيت الله الحرام وهن طاهرات!
فقط هذا القصد من التطهير؟
- لا فالتطهير فيه حماية للبنت من سلوك طريق الانحراف وجلب العار لعائلتها!
كيف؟
- لان التطهير يهذب النفس ويقضي على رغبتها الجنسية!
وما العيب في ذلك؟
- طبعا عيب ان تشتهي وترغب... فالرغبة والشهوة للرجل فقط...
* تتدخل احدى بناتها في الحديث... لتقاطع قائلة: من قال انها تقطع الرغبة فأنا متزوجة ومطهرة ولم اشعر بلحظة انني لا اتمتع بذلك والدليل انا امامك!
وتسألني هل طهرت؟
- لا!
هل تودين ان نطهرك...لتعرفي ما نشعر؟
- لا!
أخائفة من زوجك؟
- لا داعي لاخباره فهذه "سوالف نسوان" والكثير من فعلها ولا احد درى عنهم!
* اعاود بالسؤال على "ام .س".
أليس من الواجب اعلام الأب؟
- لا ليس بالضرورة فهذه كما اخبرتك ابنتي حماية وخير للبنت!
لكنك قلت ان هناك فتيات مراهقات يقدمن اليك...كيف؟ أليس التطهير لصغار السن؟
- في الماضي كان المفضل، ولكن اليوم هناك الكثير من يأتي من القرى القريبة من أجل العفة والطهارة!
هل يأتيك من إحدى المناطق والقرى السنية...ام ان هذه العادة متفشية في القرى الشيعية فقط؟
- الجميع يأتيني من كل مكان بمن فيهم السنة.
كم تتقاضين أجر ذلك؟
- "تبتسم"... على قد لحاف الأم... من روبية الى عشرين دينارا... لكن الأجر هو ما نسعى اليه!
كيف تطهرين؟
- بالموس "اي قطعة الحديد التي تستخدم في شفرة الحلاقة "وتمسك ابنتاي يدي الفتاة بقوة ان قاومت!
وماذا عن الالم من دون تخدير؟
- ... دلع بنات ولا داعي للخوف!
وان حصل نزيف؟
- لا لن يحصل فأنا عندي خبرة...
وكيف تهيىء البنت؟
- باهدائها حجابا جديدا وهدايا أو حفلا بمناسبة ذلك!
هذا كل شيء؟
- نعم..."تضحك" ... لم الاستغراب فأنا مطهرة وبناتي وحفيداتي...الناس تركت هذه العادة منذ منتصف السبعينات لكنها اليوم عادت بقوة لتصون شرف بناتهن فلما التردد طالما الشرع نادى بذلك!
تجربة مصر
وفي دراسة نشرها مركز قضايا المراة المصري للأخصائية اسهام عبدالسلام عن "ختان الاناث" قالت فيه ان الختان عادة اجتماعية تمارسها قلة من شعوب العالم ولاعلاقة لها بالصحة اذ ان اكثر من 90 في المئة من الاناث "..." في جميع قارات العالم يعيشون بلا ختان ولا مشاكل صحية.
وقالت عبدالسلام ان "ختان الاناث يرتبط بالمفهوم التقليدي للعفة والشرف الذي يتضمن ان المرأة العفيفة هي السلبية جنسيا"، ولذا فإن الختان يعتبر صفقة اجتماعية "تضحي" فيها المرأة بجزء من جسدها "مقابل منافع اجتماعية تتصور انها ستحصل عليها كحسن السمعة وتوافر فرص الزواج وضمان حسن معاملة الزوج واهله خوفا من معايرتهم لها لو ظلت سليمة الجسم بما يعني رمزيا تمتعها بكامل قواها الجنسية وتساويها مع زوجها والوضعان يعتبران من الأوضاع المشينة بحسب القيم المحافظة للمجتمع الذكوري".
وقالت "ان من اسباب حرص بعض كبيرات الأسرة على ختان بناتهن اعتقادهن ان من واجبات النساء تلبية الاحتياجات الجنسية للرجال. والنساء التقليديات يعتقدن ان الرجال ضعفاء جنسيا بحيث لا يمكنهم اشباع زوجة سليمة الجسد لذلك يدمرون جزءا من عضو التأنيث ارضاء للرجال".
وقالت: "ليس صحيحا ان الرجال لا دخل لهم بختان الاناث وانه امر نسائي تفعله النساء بالبنات فالآباء التقليديون اما ان يصروا على ختان البنات لو لمسوا تراجعا من الأم عن إجرائه او في احسن الاحوال يقفون مكتوفي الايدي او يعترضون شفهيا من دون تدخل حاسم لانقاذ البنت".
ويذكر ان المحاكم المصرية اصدرت حكما في العام 1977 بضرورة محاربة الختان عن طريق ابلاغ الجمعيات الاهلية ومؤسسات المجتمع المدني ووزارة الصحة ونقابة الاطباء وغيرهم بمعاقبة من يقوم بتلك الجريمة ضد فطرة جسم المرأة... فهل يحدث الشيء نفسه في البحرين، وهل تنهض الجمعيات الأهلية ووزارة الصحة ومن يعنيهم الأمر لحماية الفتيات، ولإرشاد الضحايا من اللاتي اكتشفن بعد ان كبرن ان جزءا من جسدهن قد اقتطع منهم من دون حق وحرمهن من حياتهن الطبيعية؟