مجاهدون
07-06-2005, 08:22 AM
من موظف بسيط في البنك إلى الرئيس التنفيذي لبنك الكويت الوطني
http://www.asharqalawsat.com/2005/06/30/images/Businessworld.308745.jpg
بدأ ابراهيم شكري دبدوب، الرئيس التنفيذي لبنك الكويت الوطني، حياته العملية موظفاً صغيراً في بنك الكويت الوطني، الذي التحق به بعد تخرجه الجامعي في يناير (تشرين الثاني) 1961. عمل سكرتيراً لمجلس إدارة البنك عدة سنوات، بذل خلالها جهداً كبيراً حتى نال ثقة الجميع بكفاءته وقدراته. في عام 1969، أصبح رئيساً لإدارة القروض. وفي عام 1980، صار نائباً لرئيس المديرين العامين بالبنك. وفي أوائل عام 1983، تبوأ منصب الرئيس التنفيذي، وما زال يحتل هذا المنصب حتى الوقت الحاضر باقتدار ونجاح بارزين.
ويرأس حالياً إلى جانب موقعه التنفيذي، شركة بنك الكويت الوطني لإدارة الاستثمار بلندن، ونائب رئيس بنك الكويت الوطني (انترناشيونال) بلندن، ورئيس بنك الكويت الوطني (سويسرا) في جنيف، ورئيس بنك الكويت الوطني (لبنان).
واستطاع بنك الكويت الوطني تحت رئاسته أن يحتل موقع الريادة المصرفية العربية بجدارة، من خلال مسيرة نجاح متواصلة وسجل مستمر من الإنجازات والأرباح والسمعة المحلية والإقليمية والعربية ذائعة الصيت، كما حصل البنك على أعلى التصنيفات المصرفية على مستوى الشرق الأوسط من قبل وكالات «موديز» و«فيتش» و«ستاندارد أند بورز»، العالمية، بسبب متانة البنك وسلامة سياساته الائتمانية.
وقاد بنك الكويت الوطني خلال أزمتين من أصعب ما يمكن أن يمر بهما أي مصرف في العالم، الأولى مع أزمة المناخ التي أطاحت بسوق الأسهم الكويتية عام 1982، والثانية إبان الغزو العراقي الغاشم لدولة الكويت عام 1990، واستطاع خلالهما العبور بالبنك إلى بر الأمان من دون أية أضرار والوفاء بكافة التزاماته المصرفية.
ومن يعرف هذا الرجل عن قرب، يدرك جيداً المعنى الحقيقي للإنجازات والمبادرات. فعلى يديه، ومن خلال رؤيته الاستراتيجية وفريقه التنفيذي الخبير، تحول بنك الكويت الوطني، من مجرد بنك محلي تقليدي إلى واحد من أكبر البنوك العربية تميزاً في الأداء وتطوراً في الكفاءة وتحقيقاً للأرباح، وأحد أبرز البنوك على مستوى المنطقة العربية بشهادة كبرى مؤسسات التقييم الدولي والمؤسسات الإعلامية المصرفية المتخصصة.
يصف محللون عالميون السر وراء تميز ونجاح الرجل عربياً وعالمياً، هو أنه «يرى ما لا يراه الآخرون»، ومن ثم يسبق الجميع إلى تحقيق الأهداف، وهو واقع ينطبق على تجربته العملية في بنك الكويت الوطني. فعندما تولى زمام الأمور في عام 1983، كان البنك حينئذ يرزح في روتين العمل المصرفي التقليدي من دون روح حافزة أو قوة دافعة لتحقيق المزيد. وكان أول ما قام به الرجل، هو إعادة هيكلة التقسيم الإداري للمؤسسة من خلال رؤية استراتيجية وأهداف متوسطة وبعيدة المدى تهدف إلى جعل البنك الوطني، البنك الأول على مستوى العالم العربي، ولزم الأمر كذلك تكوين فريق تنفيذي ذي دراية وخبرة عالية لتحقيق هذه الأهداف.
يحرص الرجل على الاجتماع اليومي بإدارته التنفيذية، بل في معظم الأحيان يجتمع أكثر من مرة مع الإدارة التنفيذية، فضلاً عن إدارات البنك الأخرى حسبما تقتضيه الضرورة، ومثل هذه الاجتماعات تهدف في المقام الأول إلى المشاركة في الرؤى والأبعاد والتأكيد على الأهداف والإنجازات المرجوة. ومن أهم الأساليب المبتكرة التي يتبعها الرجل في إدارته، هو الاجتماع قبل بداية كل عام في مكان ما خارج حدود البنك، بل وخارج الكويت بأسرها، لمناقشة الأهداف والرؤى الاستراتيجية للبنك وتوجه البنك خلال السنوات المقبلة. وهي أسئلة لا يقدر على طرحها أو إثارتها بهذا النحو الفعال، سوى شخصية إدارية فاعلة ومؤثرة مثل إبراهيم دبدوب.
خلال قيادة الرجل لدفة بنك الكويت الوطني، استطاع التغلب على أزمتين يمكن وصفهما بأصعب ما يمكن أن يمر من أحداث في تاريخ مؤسسة مصرفية أو غير مصرفية. هاتان الأزمتان هما أزمة انهيار سوق الكويت للأوراق المالية المعروفة باسم أزمة المناخ في عام 1982، وأزمة الغزو العراقي لدولة الكويت في عام 1991 .
فمع بداية الثمانينات اجتاز بنك الكويت الوطني اختباراً قاسياً حين وقعت أزمة «سوق المناخ» عام 1982 . وقد كان أسلوب العمل المصرفي المتزن والمتحفظ لبنك الكويت الوطني بقيادة الرجل، وراء جعله البنك الوحيد الذي لم يتأثر سلبا، ونتيجة لذلك أطلق عليه اسم «البنك الفائض الوحيد». وكان البنك بقيادته قد حذر مرات عديدة في تقاريره ونشراته الاقتصادية من خطر هذه الأزمة قبل وقوعها وقبل أن يتضرر منها كثيرون.
كما أن تجربة الغزو العراقي لدولة الكويت، تعد من أقسى وأخطر ما يمكن أن يمر به أي بنك في العالم. ومن الصعوبة بمكان تخيل إمكان قيام بنك بمهامه ومسؤولياته العادية، في ظل وجود احتلال كامل للبلد التي ينتمي إليها، وفي ظل عدم وجود شرعية حقيقية رسمية للبلاد، إلا أن البنك الوطني بقيادة الرجل ومن خلال جهود هائلة قام بها، كسر هذه القاعدة وضرب مثالاً نادراً للتميز المصرفي والقدرة على تحدي أخطر وأصعب المواقف. ليس ذلك فحسب، بل ضرب مثالاً نادراً للشعور الوطني المسؤول، وساهم بشكل فعال في دعم ومساندة الاقتصاد الوطني الكويتي أثناء هذه الأزمة. واستطاع بنجاح الاستمرار والبقاء خلال أيام هذه الأزمة الطاحنة، من خلال دعم مجلس الإدارة وجهود الإدارة التنفيذية المتواصلة بعد الأزمة، وهو ما ساهم في عودة الوطني لطبيعته بشكل سريع بعد انقضاء هذه الغشاوة.
وقد ذكرت مجلة اقتصادية عالمية متخصصة هي «فاينانشال تايمز»، في سياق تناولها للأزمة أنه «لأول مرة في التاريخ يستطيع جسد مبتور عن رأسه أن يجعل كل أطرافه تعمل بتناسق وفعالية ونجاح!»، في تجسيد لما قام به البنك الوطني خلال محنة الغزو والاحتلال العراقي، تحت قيادة هذا الرجل، الذي نال الكثير من الإشادة والتقدير العالمي نتيجة دوره خلال الأزمة.
إن هذه التجربة التي مر بها بنك الكويت الوطني، هي تجربة فريدة بكل المقاييس وتستحق أن تبقى دائماً دليلاً على أداء وطني نادر وناجح في ذات الوقت، خاصة في ظل احتفال هذه المؤسسة العريقة بعيدها الخمسيني.
يعرف الجميع الرجل بأنه شخص «يدمن» العمل، إلا أن من يقترب منه عملياً يدرك حقيقة أن الرجل «يعشق» الإنجاز. وقد كان لديه «حلم» راوده منذ عام 1961، حين بدأ حياته العملية وهو خلق كيان مصرفي عربي ضخم، وها هو الحلم يمشي على أرض الواقع من خلال بنك الكويت الوطني.
يدير إبراهيم دبدوب مؤسسة ضخمة يعمل بها أكثر من 1400 موظف، في 46 فرعاً محلياً، وشبكة فروع خارجية واسعة حول العالم، ويعد دبدوب القدوة الأولى و«الملهم» الرئيسي لهم على كافة المستويات. فعلى سبيل المثال هو أول من يحضر إلى العمل صباحاً، وآخر من يغادر البنك في نهاية كل يوم. كما يشاركهم أفراحهم وأطراحهم وكافة نشاطاتهم، سواء الاجتماعية أو الرياضية، كذلك يحرص على الوجود في كافة المناسبات العامة منها والخاصة.
وعلى المستوى الإنساني، فمن يقترب من الرجل يدرك مدى احترامه للجميع، الصغير منهم قبل الكبير، وهو ما يبرز بوضوح من خلال تعامله واهتمامه بكافة شؤون موظفيه العملية والشخصية إذا تطلب الأمر.
المثير في الأمر هو قدرة الرجل على الاستمرار في هذا العطاء والبذل العملي والإنساني بنفس القوة والتأثير طوال هذه السنوات التي تعدت حاجز الأربعين عاماً، فاهتمامه بالمؤسسة وتكريسه جل الوقت لها لم يقل، وحماسه للإنجاز وللتقدم والتطور لم يفتر، ورعايته لموظفيه والعاملين في مؤسسته لم تتراجع، بل وحتى مواظبته على الحضور اليومي للعمل لم تتراجع دقيقة واحدة منذ التحق بالبنك في عام 1961 .
كل هذه العوامل ساهمت في تزايد التقدير الكبير الذي يحظى به الرجل، سواء بين أبناء المؤسسة، أو محلياً في الكويت، أو إقليمياً على مستوى المنطقة العربية، أو عالمياً من خلال مشاركاته الدائمة في الفعاليات الاقتصادية والمصرفية الدولية.
ويعد دبدوب المحرك الرئيسي وراء تطور مسيرة بنك الكويت الوطني المستمرة، محققاً أرباحاً قياسية على مستوى العالم العربي بلغت 121 مليون دينار كويتي (412 مليون دولار) في عام 2003 . وأصبحت حقوق المساهمين فيه نحو 500 مليون دينار كويتي، أي 500 ضعف رأس المال الأساسي، وبلغت قيمة موجوداته أكثر من أربعة آلاف مليون دينار. وتحت قيادته حاز البنك الوطني على أعلى التصنيفات الائتمانية بين كافة بنوك الأسواق الناشيءة والشرق الأوسط من قبل مؤسسات التصنيف العالمية مثل «موديز» و«فيتش» و«ستاندارد أند بورز»، وهو إنجاز جدير بالفخر لبنك بدأ من الصفر في دولة صغيرة وفتية مثل الكويت، أمام عمالقة الصناعة المصرفية في الشرق الأوسط.
كما فاز بالعديد من الألقاب ومن أبرزها أفضل مصرفي لعام 1995 من جمعية المصرفيين العرب، وأفضل مصرفي عربي من اتحاد المصارف العربية. كما حاز البنك الوطني تحت قيادته العديد من الألقاب والجوائز، من أهمها أفضل بنك صغير في العالم عام 1994، وأفضل بنك في الشرق الأوسط عدة مرات من مؤسسات شهيرة مثل «يوروماني» و«ذي بانكر» كان آخرها عام 2002 .
http://www.asharqalawsat.com/2005/06/30/images/Businessworld.308745.jpg
بدأ ابراهيم شكري دبدوب، الرئيس التنفيذي لبنك الكويت الوطني، حياته العملية موظفاً صغيراً في بنك الكويت الوطني، الذي التحق به بعد تخرجه الجامعي في يناير (تشرين الثاني) 1961. عمل سكرتيراً لمجلس إدارة البنك عدة سنوات، بذل خلالها جهداً كبيراً حتى نال ثقة الجميع بكفاءته وقدراته. في عام 1969، أصبح رئيساً لإدارة القروض. وفي عام 1980، صار نائباً لرئيس المديرين العامين بالبنك. وفي أوائل عام 1983، تبوأ منصب الرئيس التنفيذي، وما زال يحتل هذا المنصب حتى الوقت الحاضر باقتدار ونجاح بارزين.
ويرأس حالياً إلى جانب موقعه التنفيذي، شركة بنك الكويت الوطني لإدارة الاستثمار بلندن، ونائب رئيس بنك الكويت الوطني (انترناشيونال) بلندن، ورئيس بنك الكويت الوطني (سويسرا) في جنيف، ورئيس بنك الكويت الوطني (لبنان).
واستطاع بنك الكويت الوطني تحت رئاسته أن يحتل موقع الريادة المصرفية العربية بجدارة، من خلال مسيرة نجاح متواصلة وسجل مستمر من الإنجازات والأرباح والسمعة المحلية والإقليمية والعربية ذائعة الصيت، كما حصل البنك على أعلى التصنيفات المصرفية على مستوى الشرق الأوسط من قبل وكالات «موديز» و«فيتش» و«ستاندارد أند بورز»، العالمية، بسبب متانة البنك وسلامة سياساته الائتمانية.
وقاد بنك الكويت الوطني خلال أزمتين من أصعب ما يمكن أن يمر بهما أي مصرف في العالم، الأولى مع أزمة المناخ التي أطاحت بسوق الأسهم الكويتية عام 1982، والثانية إبان الغزو العراقي الغاشم لدولة الكويت عام 1990، واستطاع خلالهما العبور بالبنك إلى بر الأمان من دون أية أضرار والوفاء بكافة التزاماته المصرفية.
ومن يعرف هذا الرجل عن قرب، يدرك جيداً المعنى الحقيقي للإنجازات والمبادرات. فعلى يديه، ومن خلال رؤيته الاستراتيجية وفريقه التنفيذي الخبير، تحول بنك الكويت الوطني، من مجرد بنك محلي تقليدي إلى واحد من أكبر البنوك العربية تميزاً في الأداء وتطوراً في الكفاءة وتحقيقاً للأرباح، وأحد أبرز البنوك على مستوى المنطقة العربية بشهادة كبرى مؤسسات التقييم الدولي والمؤسسات الإعلامية المصرفية المتخصصة.
يصف محللون عالميون السر وراء تميز ونجاح الرجل عربياً وعالمياً، هو أنه «يرى ما لا يراه الآخرون»، ومن ثم يسبق الجميع إلى تحقيق الأهداف، وهو واقع ينطبق على تجربته العملية في بنك الكويت الوطني. فعندما تولى زمام الأمور في عام 1983، كان البنك حينئذ يرزح في روتين العمل المصرفي التقليدي من دون روح حافزة أو قوة دافعة لتحقيق المزيد. وكان أول ما قام به الرجل، هو إعادة هيكلة التقسيم الإداري للمؤسسة من خلال رؤية استراتيجية وأهداف متوسطة وبعيدة المدى تهدف إلى جعل البنك الوطني، البنك الأول على مستوى العالم العربي، ولزم الأمر كذلك تكوين فريق تنفيذي ذي دراية وخبرة عالية لتحقيق هذه الأهداف.
يحرص الرجل على الاجتماع اليومي بإدارته التنفيذية، بل في معظم الأحيان يجتمع أكثر من مرة مع الإدارة التنفيذية، فضلاً عن إدارات البنك الأخرى حسبما تقتضيه الضرورة، ومثل هذه الاجتماعات تهدف في المقام الأول إلى المشاركة في الرؤى والأبعاد والتأكيد على الأهداف والإنجازات المرجوة. ومن أهم الأساليب المبتكرة التي يتبعها الرجل في إدارته، هو الاجتماع قبل بداية كل عام في مكان ما خارج حدود البنك، بل وخارج الكويت بأسرها، لمناقشة الأهداف والرؤى الاستراتيجية للبنك وتوجه البنك خلال السنوات المقبلة. وهي أسئلة لا يقدر على طرحها أو إثارتها بهذا النحو الفعال، سوى شخصية إدارية فاعلة ومؤثرة مثل إبراهيم دبدوب.
خلال قيادة الرجل لدفة بنك الكويت الوطني، استطاع التغلب على أزمتين يمكن وصفهما بأصعب ما يمكن أن يمر من أحداث في تاريخ مؤسسة مصرفية أو غير مصرفية. هاتان الأزمتان هما أزمة انهيار سوق الكويت للأوراق المالية المعروفة باسم أزمة المناخ في عام 1982، وأزمة الغزو العراقي لدولة الكويت في عام 1991 .
فمع بداية الثمانينات اجتاز بنك الكويت الوطني اختباراً قاسياً حين وقعت أزمة «سوق المناخ» عام 1982 . وقد كان أسلوب العمل المصرفي المتزن والمتحفظ لبنك الكويت الوطني بقيادة الرجل، وراء جعله البنك الوحيد الذي لم يتأثر سلبا، ونتيجة لذلك أطلق عليه اسم «البنك الفائض الوحيد». وكان البنك بقيادته قد حذر مرات عديدة في تقاريره ونشراته الاقتصادية من خطر هذه الأزمة قبل وقوعها وقبل أن يتضرر منها كثيرون.
كما أن تجربة الغزو العراقي لدولة الكويت، تعد من أقسى وأخطر ما يمكن أن يمر به أي بنك في العالم. ومن الصعوبة بمكان تخيل إمكان قيام بنك بمهامه ومسؤولياته العادية، في ظل وجود احتلال كامل للبلد التي ينتمي إليها، وفي ظل عدم وجود شرعية حقيقية رسمية للبلاد، إلا أن البنك الوطني بقيادة الرجل ومن خلال جهود هائلة قام بها، كسر هذه القاعدة وضرب مثالاً نادراً للتميز المصرفي والقدرة على تحدي أخطر وأصعب المواقف. ليس ذلك فحسب، بل ضرب مثالاً نادراً للشعور الوطني المسؤول، وساهم بشكل فعال في دعم ومساندة الاقتصاد الوطني الكويتي أثناء هذه الأزمة. واستطاع بنجاح الاستمرار والبقاء خلال أيام هذه الأزمة الطاحنة، من خلال دعم مجلس الإدارة وجهود الإدارة التنفيذية المتواصلة بعد الأزمة، وهو ما ساهم في عودة الوطني لطبيعته بشكل سريع بعد انقضاء هذه الغشاوة.
وقد ذكرت مجلة اقتصادية عالمية متخصصة هي «فاينانشال تايمز»، في سياق تناولها للأزمة أنه «لأول مرة في التاريخ يستطيع جسد مبتور عن رأسه أن يجعل كل أطرافه تعمل بتناسق وفعالية ونجاح!»، في تجسيد لما قام به البنك الوطني خلال محنة الغزو والاحتلال العراقي، تحت قيادة هذا الرجل، الذي نال الكثير من الإشادة والتقدير العالمي نتيجة دوره خلال الأزمة.
إن هذه التجربة التي مر بها بنك الكويت الوطني، هي تجربة فريدة بكل المقاييس وتستحق أن تبقى دائماً دليلاً على أداء وطني نادر وناجح في ذات الوقت، خاصة في ظل احتفال هذه المؤسسة العريقة بعيدها الخمسيني.
يعرف الجميع الرجل بأنه شخص «يدمن» العمل، إلا أن من يقترب منه عملياً يدرك حقيقة أن الرجل «يعشق» الإنجاز. وقد كان لديه «حلم» راوده منذ عام 1961، حين بدأ حياته العملية وهو خلق كيان مصرفي عربي ضخم، وها هو الحلم يمشي على أرض الواقع من خلال بنك الكويت الوطني.
يدير إبراهيم دبدوب مؤسسة ضخمة يعمل بها أكثر من 1400 موظف، في 46 فرعاً محلياً، وشبكة فروع خارجية واسعة حول العالم، ويعد دبدوب القدوة الأولى و«الملهم» الرئيسي لهم على كافة المستويات. فعلى سبيل المثال هو أول من يحضر إلى العمل صباحاً، وآخر من يغادر البنك في نهاية كل يوم. كما يشاركهم أفراحهم وأطراحهم وكافة نشاطاتهم، سواء الاجتماعية أو الرياضية، كذلك يحرص على الوجود في كافة المناسبات العامة منها والخاصة.
وعلى المستوى الإنساني، فمن يقترب من الرجل يدرك مدى احترامه للجميع، الصغير منهم قبل الكبير، وهو ما يبرز بوضوح من خلال تعامله واهتمامه بكافة شؤون موظفيه العملية والشخصية إذا تطلب الأمر.
المثير في الأمر هو قدرة الرجل على الاستمرار في هذا العطاء والبذل العملي والإنساني بنفس القوة والتأثير طوال هذه السنوات التي تعدت حاجز الأربعين عاماً، فاهتمامه بالمؤسسة وتكريسه جل الوقت لها لم يقل، وحماسه للإنجاز وللتقدم والتطور لم يفتر، ورعايته لموظفيه والعاملين في مؤسسته لم تتراجع، بل وحتى مواظبته على الحضور اليومي للعمل لم تتراجع دقيقة واحدة منذ التحق بالبنك في عام 1961 .
كل هذه العوامل ساهمت في تزايد التقدير الكبير الذي يحظى به الرجل، سواء بين أبناء المؤسسة، أو محلياً في الكويت، أو إقليمياً على مستوى المنطقة العربية، أو عالمياً من خلال مشاركاته الدائمة في الفعاليات الاقتصادية والمصرفية الدولية.
ويعد دبدوب المحرك الرئيسي وراء تطور مسيرة بنك الكويت الوطني المستمرة، محققاً أرباحاً قياسية على مستوى العالم العربي بلغت 121 مليون دينار كويتي (412 مليون دولار) في عام 2003 . وأصبحت حقوق المساهمين فيه نحو 500 مليون دينار كويتي، أي 500 ضعف رأس المال الأساسي، وبلغت قيمة موجوداته أكثر من أربعة آلاف مليون دينار. وتحت قيادته حاز البنك الوطني على أعلى التصنيفات الائتمانية بين كافة بنوك الأسواق الناشيءة والشرق الأوسط من قبل مؤسسات التصنيف العالمية مثل «موديز» و«فيتش» و«ستاندارد أند بورز»، وهو إنجاز جدير بالفخر لبنك بدأ من الصفر في دولة صغيرة وفتية مثل الكويت، أمام عمالقة الصناعة المصرفية في الشرق الأوسط.
كما فاز بالعديد من الألقاب ومن أبرزها أفضل مصرفي لعام 1995 من جمعية المصرفيين العرب، وأفضل مصرفي عربي من اتحاد المصارف العربية. كما حاز البنك الوطني تحت قيادته العديد من الألقاب والجوائز، من أهمها أفضل بنك صغير في العالم عام 1994، وأفضل بنك في الشرق الأوسط عدة مرات من مؤسسات شهيرة مثل «يوروماني» و«ذي بانكر» كان آخرها عام 2002 .