المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : «غزل البنات».. حلوى ابتكرها الفاطميون



جمال
07-05-2005, 10:23 AM
جدة: ناهد أنديجاني

أكشاك خشبية ملونة تملأ شواطئ جدة، مزينة بقراطيس الشيبس والحلويات، يتجمع الأطفال حولها وهم يحملون بضعة ريالات في أيديهم ويتوجهون إليها وهم ينادون «يا عم بكم هذا؟» وأكثر الحلويات التي تلاقي إقبالاً من قبل الصغار والكبار وحتى كبار السن كما يقول إحسان محيي الدين (هندي) الذي يقف بداخل الكشك «حلوى غزل البنات». سليمان مدهوشي رجل في السبعين من عمره، يجلس على كرسي خشبي مطل على البحر يتناول من أحد الصبيان حلوى غزل البنات الوردية الذي يحن إليها من فترة لأخرى ويعلق «هذه تذكرني بطفولتي التي نسيتها بسبب مشاغل الحياة».

ويضيف وهو يلعق بقايا الحلوى التي التصقت بإصبعه «كنا ننتظر عم عبيد الأسود الذي يأتي في وسط حارتنا بعربته يملؤها بالحلويات ومنها غزل البنات ونسمع وقع أقدامه الكبيرة متزأمنا مع صوته وهو يغني حلاوة غزل البنات.. لكل اللي يحبوا البنات» ويتابع حديثه «كنا نتسابق نحن والفتيات لنحصل على الحلوى التي كان لونها أبيض طوال السنة إلا في الأعياد وكانت حينها تصبغ بألوان ملونة».

وعندما توصف حلوى غزل البنات يتحول الواصف إلى شاعر كحال سليمان فيقول عنها واصفا بياض لونها انها كالسحاب، وكالعهن المنفوش في تطايرها فسموها حلاوة قطن، ولكن الاسم المتعارف عليه هو حلاوة غزل البنات.

وللاسم قصة تروى سردها الشيف صلاح وهو سوري يعمل في فندق هيلتون قائلا: «بالعهد الفاطمي كان هناك حلواني مصري يبيع الكنافة وعيش السرايا وأصابع زينب بمصر، وذات يوم وبالصدفة وضع سكر في قدر على نار هادئة وأخذ يحرك السكر بملعقته الخشبية التي اشتهرت بالملعقة السحرية آنذاك وبينما كان يتحدث مع صديقه إذ خرج من القدر خيوط وحاول تجميعها فاجتمعت بناته الصغيرات ليرين ما جرى لوالدهن وطلب منهن تجميع الخيوط أي غزلها فسميت بغزل البنات». ويتابع «القصة انتشرت بين محلات الحلوانيين في مصر ثم في سورية ومنها انطلقت إلى بلاد كثيرة، وبالرغم من كثرة الحلويات وتعدد نكهتها وأشكالها إلا أن حلوى غزل البنات ما زالت كما هي والإقبال عليها بكثرة خاصة في مواسم الصيف» أما عن صبغها بألوان وردية، وصفراء، وزرقاء فيقول الشيف صلاح «توضع الصبغة الملونة على السكر متوسط الخشونة قبل وضعها في الماكينة الخاصة بها ومن ثم تصبح بهذه الألوان الزاهية».

وراجت حلاوة غزل البنات كما يقول احمد المصري بكشكه الواقع بآيس لاند «بعد فيديو كليب ماريا (العب) التي أعادت الحلوى إلى شهرتها بعد أن فقدتها فترة من الزمن».

وبخصوص الماكينة الكهربائية لصناعة حلوى غزل البنات يقول أيمن آشي مدير مجموعة واو فن للتسلية والترفيه «نحن نؤجر هذه الماكينة لإقامة الحفلات وأعياد ميلاد الأطفال والمؤسسة توفر عاملة لتذهب مع الماكينة إلى مكان الحفلة وتصنع للأطفال حلوى غزل البنات» ويضيف «سعر الماكينة الأميركية بحدود 2850 ريالا وهناك الأرخص بكثير، فيستطيع شراءها الصبي وبالتالي صنع حلوى غزل البنات وبيعها في كل مكان لذلك نراها منتشرة عند كل إشارة مرور» وهو يرى أن عملها لا جهد فيه إلا انه يحذر الصغار من شرائها من البائعين المتجولين ويقول «هي بسيطة وسرعان ما تذوب بمجرد وضعها في الفم إلا أنه يجب على الأطفال أن يتجنبوا شراءها من المتجولين لأنهم يصنعونها بطريقة بدائية تفتقر إلى سبل النظافة».