المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شيراك يسخر من البريطانيين: الشيء الوحيد الذي حققوه جنون البقر والطعام السيئ



yasmeen
07-05-2005, 09:39 AM
كشفت صحيفة «ليبراسيون» الفرنسية عن تصريحات قد يكون من شأنها زيادة التوترات في العلاقات البريطانية الفرنسية، اذ نشرت أن الرئيس الفرنسي جاك شيراك أطلق النكات مع زعيمي روسيا والمانيا عن الطعام السيئ في بريطانيا ومرض جنون البقر

ونقلت الصحيفة عن شيراك قوله «الشيء الوحيد الذي حققوه البريطانيون للزراعة الاوروبية هو جنون البقر»، مما اثار ضحك غيرهارد شرودر وفلاديمير بوتين. ثم تابع مازحا «لا يمكنك الوثوق في أناس يطبخون بهذا السوء»، وأضاف «لديهم أسوأ طعام بعد فنلندا».

سياسى
07-12-2005, 08:57 AM
حش رفيع المستوى!

بدرية البشر

في حادثة حش (نميمة) على أعلى مستوى سياسي عالمي، ثبت بما لا يدعو للشك أن الحش ليست عادة نسائية بعد أن كشفت صحيفة «ليبراسيون» أن الرئيس الفرنسي جاك شيراك حش بريطانيا والبريطانيين، مع زعيمي روسيا والمانيا، بقوله «الشيء الوحيد الذي حققه البريطانيون للزراعة الأوروبية هو جنون البقر»، مما أثار ضحك غيرهارد شرودر وفلاديمير بوتين. ثم تابع مازحا «لا يمكنك الوثوق في أناس يطبخون بهذا السوء»، وأضاف «لديهم أسوأ طعام بعد فنلندا».

وإن كان شيراك هو من قام بالحش، فإن ضحك الروسي والألماني يعني جرمهما وجعلهما شريكين في جريمة الحش التي أسعدتهما كما بدا واضحا، وليس من باب المجاملة. وقد سعدت أنا شخصيا بسماع حش سياسي على مستوى رفيع، أولا لأنه من المبهج الاستماع للحش، وثانيا لأنني تعرفت على نوع رفيع من الحش، والسبب الثالث، وهو الأهم عندي، أنه بالاستناد إلى هذه الحادثة يمكن تبرئة ساحة النساء اللواتي يتهمن عادة بأنهن صاحبات السلوك المنفرد على وزن العزف المنفرد في الحش والنميمة، فالمتعارف عليه أن الحش (النميمة) عادة نسائية لها عدة وظائف، أهمها الترويح عن النساء، والانتقام من عجزهن، لكن المعروف أيضا أن هذه الهواية لها مخاطر، من أهمها توتير العلاقات وإثارة المشاحنات وقطع العلاقات بين الأخ وأخيه أو صاحبه وأحيانا بنيه.

يبدو أن النميمة هي سلوك دفاعي يلجأ إليه الناقمون من تقدم الآخرين عليهم، وهو يمثل في هذا تفريغ طاقة سلبية إن لم تخرج فإنها ستجعل قلب صاحبها ينفجر، لذا فانه بلا حساب وبلا وعي وبدون تقدير المخاطر الناجمة عن كلمة في ظنه جاءت عن طريق المزاح أو كلمة لا راحت ولا جت يطلقها فتقود إلى ما لا تحمد عقباها.

ويتحاشى الناس عادة الحش ولو بالرشاوى أو على طريقة صاحبنا الذي جلس مجلسا فرأى أنه كلما قام احد من المجلس (حشوه) فاضطر أن يمكث حتى يغادر آخر واحد فيه!

وفيما يفسر علماء النفس سر سلوك تغلب عادة الحش على سلوك الإنسان فيقولون إن الإنسان الناجح الذي يعمل وينجز هو من يتعرض للحش والنميمة التي هي فعل انتقامي لتبرير حالة الفشل التي يعاني منها (الحشاش) من الحش (وليس من شيء آخر طبعا)، ولهذا نسمع بأمثال وحكم تحاول أن تداوي جراح المرجومين بأحجار الحش بالقول «لا يرمى بالحجر سوى الأشجار المثمرة»، و«كلُ ذي نعمة محشوش» ولهذا يرتبط الحش بمناسبات، كما في مناسبة شيراك الحشاش وصحبته المتآمرين الذين أزعجتهم على ما يبدو مركزية الدور الذي استأثرت به بريطانيا مع حليفتها أميركا في تقسيم كعكة العراق.

ويتنامى الحش في ظروف مثل ظروف الحرب والفراغ والجهل، وهي عادة مجتمعات العالم الثالث التي تعيش هزائم متواصلة لا دور لها غير دور المتفرج على إنجازات الآخرين، فلا يبقى لها غير الانتقام من عجزها بمسخرة الآخرين وحشهم، لذا تكثر بينهم عادة (حش) الدول المتقدمة بنسج حكايات وأماني، وعزاء مستمر بأن لهم الجنة وللغرب النار، كما في نكتة العربي الذي نخاف أن نحشه بالاسم حين ذهب للسويد فوجد جنة أرضية من الأشجار والأنهار والطقس البديع وهو القادم من الصحراء والحر والهجير، فأخذ يضحك، فسألوه لماذا تضحك وحالك يبكي؟! قال لهم إنه يضحك لأنه حين يموت سيرسله الله إلى السويد وهم حين يموتون سيرسلهم الله إلى بلاده، «والله قوية هالحشة!».

badreiah@asharqalawsat.com