yasmeen
07-05-2005, 09:27 AM
اختبارات قاسية لمتانة الأجهزة الإلكترونية الجوالة تظهر أنها أقوى مما تبدو بكثير
هل بإمكان المنتجات الإلكترونية التي تحمل باليد تحمُّل المعاملة القاسية، والاستمرار في عملها وأداء وظيفتها في الوقت ذاته؟ لاكتشاف ذلك قام خبراء أميركيون بإسقاطها على الأرض، والسير عليها بالسيارة، كما قاموا بتدويرها بشكل عنيف داخل اسطوانات دوارة. على مدى السنوات الماضية سقطت أجهزة من دفاتر الملاحظات الإلكترونية والكاميرات الرقمية والأجهزة الموسيقية والهواتف الجوالة على الأرض، أكثر من عدد حوادث سقوط مصارعي الوزن الثقيل. ويسرد مايكل كاهلين في مجلة «بي سي وورلد» معاناته مع الاجهزة الساقطة والمرتطمة والغارقة، ويقول «في الماضي تعرضت الى سقوط كاميرتي الرقمية عَرَضا في البحر، فجففت بطاقة الـ «إس دي» (بطاقة الذاكرة الرقمية المؤمنة التي تسجل عليها اللقطات)، كما دست أحيانا على هاتفي النقال من دون قصد، أو محاولة متعمدة من قبلي.
وهذا ما يدعوني الى التساؤل: ما هو مدى امكانية الاعتماد على مثل هذه المنتجات التقنية التي نعول عليها كثيرا في حياتنا اليومية؟ هل بامكان دفتر الملاحظات مثلا ان يتحمل سقوطا من ارتفاع 6 اقدام؟ وهل يظل مفتاح الذاكرة «يو اس بي» يعمل بعدما يكون قد تلقى دورات تدويمية عنيفة في غسالة الملابس؟ لذلك سعيت الى محاولة الحصول على بعض الأجوبة الصعبة عن اسئلتي هذه.
متانة عالية
* جمع كاهلين مجموعة مختلفة من المنتجات التي تحمل باليد بما فيها كومبيوتر من نوع دفتر الملاحظات، وكاميرا رقمية، وهاتف جوال، وآخر من النوع الذكي الجذاب، وجهاز للتسجيلات الموسيقية من نوع «ام بي3» ومفتاح ذاكرة «يو اس بي»، وبطاقة «اس دي» لاخضاعها جميعها لحوادث غير مسجلة رسميا تحاكي الحوادث الطبيعية لنرى مدى المعاملة السيئة التي يمكن ان تتحملها.
لقد اسقطت بعضها على الارض ورششت بعض السوائل عليها، كما قمت بشكل عام بطرقها وصدمها هنا وهناك، حتى أنني قمت بالسير على بعضها بسيارتي. ولم تكن اي من هذه الاختبارات علمية تماما، ولكن في بعض الحالات تعديت الحدود المسموح بها لكي اعرض هذه المنتجات الى نوع من اساءة المعاملة التي لا يمكن توقعها الا عند النية الاكيدة لتدميرها. وفي معظم هذه الحالات حصلت على أمنيتي.
في اغلب الاوقات كانت المنتجات التي اختبرتها اكثر متانة وتحملا مما كان يوحي منظرها. لكن جميعها من دون استثناء كانت ستتصرف بشكل افضل في مثل هذه الظروف لو كانت داخل نوع من العلبة أو الغطاء الواقي. ولكونك لا تستطيع دوما الحيلولة من دون وقوع الحوادث فان بمقدورك على الاقل الاستعداد والتحضير لها. فاذا كان عملك يقودك الى أماكن ذات ظروف واحوال شديدة فانه من المحتمل أكثر ان تحتاج الى منتوج متين للاستعمالات الثقيلة الذي يتحمل الضربات الشديدة. ان «بي سي وورلد تيست سينتر» اخضعت زوجا من الكومبيوترات الحضنية لمعرفة مدى تحملهما للاستعمالات القاسية فوجدت ان دفاتر الملاحظات تحملت ذلك جيدا.
كومبيوتر«مصارع»
* لاختبار دفتر الملاحظات من طراز «غيتواي 3018GZ» المزود بشاشة بعرض 14.1 بوصة قمت بلفه بكيس من نوع كنزينغتون الذي يحمل بالكتف قبل أن أرطمه عمدا على الجدران والابواب. ثم قمت وهو لا يزال في الكيس باسقاطه من علو 6 اقدام من رف للكتب على أرضية مغطاة بالسجاد لمحاكاة وضع اسقاطه من رف الحقائب في مقصورات الطائرات على ارضيتها.
وكنت أحبس أنفاسي كل مرة يرتد فيها الجهاز من الجدار بعد خبطه عليه أو اسقاطه على الارض، لكنه كان يتصرف كما لو انه مصارع قوي الشكيمة مدرب على الضربات المؤذية الذي ينهض من الارض بعد كل ضربة. وكان دائما يستعيد عمله ويتعرف على شبكتي اللاسلكية من دون اي فشل أو أخفاق. والمدهش انه لم تتحطم اي قطع بلاستيكية رغم انه في بعض الحالات انزاحت البطارية من مكانها قليلا وانفتح المشغل الضوئي (مشغل القرص).
ثم قمت بعد ذلك برفع دفتر الملاحظات من الحقيبة ورميته من مكتبي الى الارضية المغطاة بالسجاد. واستمر الجهاز في تلقي الضربات والصدمات، ومرة أخرى انزاحت البطارية من مكانها وانفتح المشغل الضوئي، لكن الجهاز استمر في عمله من دون أي مشكلة. غير أن اسقاط الجهاز هذا على أرضية من الخشب الصلب سبب تلفا كبير. فقد تحطمت شاشة الجهاز وتمزق القالب البلاستيكي الاسود الواقع فوق لوحة المفاتيح، في حين لوثت الشظايا البلاستيكية الارضية في الوقت الذي رفض المشغل الضوئي ان ينفتح. فقمت بايلاج مشبك للاوراق في الثقب الواقع الى جنب زر الادارة/ التوقيف لتحرير المشغل لكنه استمر في عمله. فرغم كل التمزقات والحزوز والتكشطات كان الجهاز قادرا على العمل.
وكان مسك الختام سكب فنجان من القهوة على لوحة المفاتيح فما كان من الضوء الازرق في الجهاز الا ان أنطفأ مثل كومبيوتر «هال 9000» العملاق في فيلم «اوديسا الفضاء 2001»، فسارعت الى اطفاء الجهاز ورفع البطارية منه وتصريف القهوة ومسح المفاتيح قبل وضعه جانبا والانتظار قليلا لكن المريض قضى نحبه ولم يستعد نشاطه.
ورغم ان العديد من أجزاء دفاتر الملاحظات مضادة للمياه كلوحة المفاتيح مثلا، الا ان نصيحتي هى عدم محاولة احتساء المشروبات قرب القرص الصلب، او في أسوأ الحالات استخدم كأسا للشرب خاصا بالسفر أو زجاجة ماء يمكن اغلاق فوهتها بإحكام.
الكاميرات الرقمية
* الكاميرات الرقمية تملك العديد من الاجزاء الهشة، لذلك فهي عرضة للتلف لدى سقوطها. وتبين ان الكاميرا الرقمية «باور شوت إيه 510» هي اكثر الاجهزة الإلكترونية التي رأيتها نعومة وبالتالي عرضة للتلف. وقمت باسقاط كاميرا «كانون» من اعلى سطح المكتب على أرضية مغطاة بالسجاد فنجت من الحادث لكنها أخذت بتجميع صور مكررة، ولدى اسقاطها على أرضية صلبة انفتح غطاء فتحة بطاقة «اس دي»، كما انفتح كذلك الشاسي (الهيكل الاساسي) وانقذفت البطاريات وتحطم المصباح الومضي الكشاف. لكن من حسن الحظ امكن اعادة جميع الاجزاء التي انقذفت الى أماكنها الاصلية بسهولة لتستأنف الكاميرا عملها من جديد.
بيد ان الارضيات الاسمنتية أمر مختلف. فقد وضعت الكاميرا على حافة الطاولة لاسقاطها من هناك على الارض لينفتح جسمها قليلا لدى الصدمة الاولى، لكنني لم أتمكن من أغلاقه رغم أنني كنت ما زلت قادرا على تشغيل الكاميرا. وان كان بعد اسقاطها للمرة الثانية والثالثة خرج زر المصراع من مكانه وانفتح لسان الغطاء المطاطي الخارجي وفتحة بطاقة «اس دي» معا لتتحول عملية تحريك عدسة التكبير والتقريب الى عملية منهكة تتطلب اليدين معا لسحب العدسة. ومع ذلك استمرت «كانون» في التقاط الصور من دون الكشاف الومضي، لان جميع المهام والمميزات الداخلية التي اختبرتها عملت بشكل جيد.
لكن مع عملية الاسقاط التاسعة قضيت على الكاميرا تماما. فقد تحطمت عدسات مشاهدة اللقطات (فيوفايندر) وتوقفت عدسات التكبير والتقريب عن العمل. كما أن الهيكل تحطم وانفتح من أعلى رأسه ومن جانبه الايسر رغم أن كلا القطعتين يمكن أرغامهما بالضغط للعودة الى مكانهما الاصلي. وكانت الكاميرا ما زالت مشغلة والعرض بالالوان ما زال يعرض شعار «كانون» الازرق. وكنت ما أزال أسمع صوت آلية عدسات التقريب والتكبير الداخلية وهي تطقطق، وعندها تعتمت الشاشة تماما وانطفأت، لتظهر بعد ذلك على الزاوية اليسرى السفلى إشارة بيضاء غامضة مكتوب عليها «إي 18» (E18 ) قبل ان تسكت الكاميرا تماما وتنطفئ.
من هنا يمكن القول انه لا بد من غطاء واق للكاميرات الرقمية، فهي ان كانت مبطنة لا تحميها فحسب بل تفيد في امور اخرى ايضا، كأن تكون مزودة بالجيوب أيضا لوضع البطاريات وبطافات الذاكرة. الدرجة: هشة.
الهاتف الجوال
* الهاتف الجوال الصديق للجيب «موتورولا في 220» ذو الغطاء القلاب هو أكثر من هاتف بسيط لانه مجهز بشاشة ملونة وكاميرا مدمجة به مع فتحة «يو اس بي 2.0» ومكبر للصوت. وهو يتيح الابحار في شبكة الإنترنت. وقد قمت باختبار هذا الجهاز ذي التركيب الصلد فنجح في الاختبار هذا بألوان النصر على افضل ما يكون.
لقد شرعت في ضرب الجهاز في سيارتي هنا وهناك، عن طريق وضعه مثلا على اللوحة الامامية قبل ان أقوم بمنعطفات حادة. فكان يصطدم بالزجاج الأمامي والأبواب قبل أن يسقط أخيرا على ارضية السيارة. لكن سلسلة الصدمات المتكررة هذه بالكاد شوهت الطلاء الفضي الانيق والناعم، في حين ظلت جميع المهام الاخرى تعمل تماما.
كذلك فان اسقاط الجهاز على ارضية معشوشبة رطبة لم تؤد الى نتائج سيئة، اذ بمجرد مسحة سريعة بقطعة قماش ظهر الهاتف كما لو انه جديد. ان سقوطه المتكرر على رصيف الطرق جعل البطارية تخرج من مكانها فضلا عن ظهور انبعاجات قليلة على سطحه، لكنه ظل يعمل بشكل جيد.
وأخيرا اغلقت هاتفي لأدهسه بسيارتي الـ« بي ام دبليو» على مدخل منزلي حيث حركت السيارة ببطء لكي اضع جميع ثقلها على الهاتف ثلاث مرات. وقد اعتقدت ان من شأن ذلك تدمير الجهاز. وفعلا انكسرت شاشة العرض تاركة لطخة زرقاء وحمراء، والغطاء السفلي محطما كاشفا عن اجزائه مع البطارية.
لكن المدهش ان السيارة لم تحطم الهاتف، فقط حطمت الغطاء الخلفي وبعجت البطارية. الاكثر من ذلك كان بمقدوري اعادة تجميع جميع الاجزاء في مكانها الصحيح. والاهم من ذلك كله كان بمقدور جهاز «في 220» تسلم المكالمات وارسالها رغم ان الصوت كان غير واضح قليلا ويخش أحيانا. بيد ان كل الصفات والخصائص الخاصة بشاشة العرض المهشمة، وطلب الارقام بشكل اوتوماتيكي، وهوية المتكلم، ودفتر العناوين، وتصفح شبكة الإنترنت، وارسال الرسائل النصية القصيرة، والكاميرا، عجزت عن العمل. لكن مجرد الواقع القائل انه ما زال في مقدوري اجراء المكالمات الهاتفية كان امرا رائعا بحد ذاته. الدرجة: متين جدا.
الهاتف الذكي المتين
* بألوان شاشته الأخاذة وملمسه الناعم فان جهاز «بالم وان تريو 600» الذكي كان محكوما عليه مسبقا بالكارثة. لكن كنت مخطئا تماما في افتراض ذلك.
لقد اخضعت هذا الجهاز الى المعاملة ذاتها التي أخضعت لها جهاز موتورولا، اذ جعلته يقفز ويصطدم هنا وهناك في سيارتي، كما اسقطته من اعلى الطاولة على ارضية مفروشة بالسجاد، ثم بالخشب الصلب. كما قمت بالدعس عليه قبل أن ان أدفنه تماما في الرمل على شاطئ المحيط. (ورغم انه لم يكن جزءا من الاختبار قامت سيارتي بالسير عليه مرات عدة).
فرغم ان جهاز «تريو600» لم يكن محميا بعلبة ماصة للصدمات، او بغطاء بلاستيكي، فقد نجا من هذا العذاب. فقد ظل يعمل ولم يفقد أي مكالمات أو يتوقف عن العمل أو يشتغل عرضا. كما أن اسقاطه تكرارا عن حافة المكتب على الارضية المفروشة بالسجاد لم يصبه بالتلف، رغم انه توقف وأنطفأ في بعض الاحيان.
اما الارضية المغطاة بالخشب الصلب فقد تركت حزوزا وعلامات ليس اكثر. فاذا ما اسقط وكان الهاتف على نمط أو وضعية الاتصال فانه كان ينطفئ ويتوقف أتوماتيكيا. أما اذا كان أحد الاستخدامات في طور التشغيل، كتشغيل الحاسبة الإلكترونية على سبيل المثال، فقد ظل الجهاز يعمل والمعلومات على الشاشة ظاهرة مرئية رغم أن رقم 9 إضافي غريب كان يظهر كلما قمت باسقاطه. كذلك عملت جميع خصائصه الأخرى بشكل جيد وكامل بعد كل اختبار.
وعندما قمت بدفن جهاز «تريو» في الرمل تلقيت نظرات قاسية مستغربة ومندهشة من المارة متسائلة عما اذا كنت قد اصبت بمس من الجنون، لكن الرمل لم يؤثر مطلقا عليه رغم أن بعض الجزيئات الرملية انحشرت تحت غلاف شاشة العرض ولوحة المفاتيح. ولكن باستثناء من بعض اصوات الانسحاق لدى الكبس على المفاتيح التي اختفت بعد حين مع خروج بعض حبات الرمل من مكانها المحشور، الا انه ظلت جميع وظائفه تعمل بشكل جيد. الدرجة: متين للغاية. مسجل الموسيقى «إم بي3»
* لقد حملت معي في سيارتي جهاز «اي بود ميني» الفضي الصغير بسعة 6 غيغابايت لأسقطه على عشب رطب ورصيف جاف كما اسقطته من حافة المكتب على ارضية مفروشة بالسجاد، وأخرى بالخشب الصلب، وثالثة على رمل ناشف.
لقد ظل هذا الجهاز يبدو جيدا لكنه شرع يقفز ويرتد هنا وهناك، لكن في حالة العشب الطري والسجاد فلم تؤثر عليه رغم انه كان في حاجة ماسة الى مسحه وتنظيفه.
اما بالنسبة الى اسقاطه من مقعد السيارة على رصيف الشارع، أو من حافة المكتب على الارضية الصلبة فقد أنتج شقوقا وثلوم قليلة وجعله يقفز عن بعض الاغنيات والتسجيلات الموسيقية وان يتوقف عن العمل وينطفئ مرارا عديدة، رغم أن جميع وظائفه وخصائصه استمرت في العمل.
لكن جهاز الـ«ميني» الصغير هذا لم يحب الشاطئ. فمن دون المنافع والمزايا التي يوفرها الغطاء الواقي أو البلاستيكي فان الرمل يدخل الى تحت عجلة اللف والكر مما يؤثر على جميع أدوات الضبط والتحكم. فقد كنت أرى لائحة الوظائف والمهام وأعلم عليها ضوئيا، لكن الرمل كان يمنع الـ «ميني» من اطلاق عملها. لقد كان بالامكان ادارة الجهاز وتشغيله لكن لم يكن بالامكان ادارته الى وضع التوقف. كما كان علي الانتظار دقائق عدة لتقوم عملية التوقيف الاوتوماتيكية لجهاز «اي بود» بعملها.
ورغم انني تمكنت من اعادة تشغيل الجهاز الا ان الشاشة كانت غير ثابتة تقفز هنا وهناك، ومرة اخرى كان بالامكان التأشير على بنود لائحة الوظائف والمهام ضوئيا من دون ان تستجيب لذلك وتعمل. وبعدما أزلت الرمل الخارجي بمنفاخ، وبالهز قليلا، استعادت «ميني» قدرتها على العمل، بيد انه من سوء الحظ لم أعثر على اسلوب سهل لفتح الغطاء وتنظيف الرمل العالق بالداخل بالنفخ. وكنت ما أزال اسمع حبات الرمل وهي تنسحق تحت العجلة وداخل الجهاز ذاته. والاكثر من ذلك أنه بعد أسابيع من الاختبارات كان الجهاز ما يزال بطيئا في تشغيله وتوقيفه، وكان الامر يستدعي أحيانا الضغط على العجلة مرارا عديدة قبل أن يستيقظ الجهاز أو يتوقف عن العمل، ومع ذلك لا بد من الاشارة الى ان جميع مهام «اي بود ميني» كانت تعمل بانتظام. الدرجة: متين.
مفتاح الذاكرة
* تزعم «ليكسر» ان مشغل الذاكرة «يو اس بي 2.0» من طراز «جمب درايف سبورت» بسعة 259 ميغابايت مصمم للاستعمالات الثقيلة، اذ يقوم غطاء رأسي مطاطي بوقاية الجهاز وامتصاص الصدمات من اي حالات كسقوط الجهاز ووقوعه على الارض. ولأغراض هذه الاختبارات استخدمته من دون هذا الغطاء لاختبار درجة احتماله.
وكالعادة مت باسقاط المشغل من حافة المكتب على أرضية خشبية صلبة قبل أن أطأه بقدمي وأدفنه في الرمل. كما أخضعته لدورة تدويمية في غسالة الملابس والمجفف الكهربائي. ولزيادة حدة الامور قمت بالسير عليه بسيارتي أيضا.
مما لا شك فيه ان هناك واقعا صحيح في الاعلان. فلا المياه ولا الحرارة ولا الرمال، ولا حتى سيارة الـ «بي ام دبليو» تمكنت منع مفتاح الذاكرة من الحفاظ على ذاكرتها المخزنة. لقد كان من شأن المعاماة القاسية وسوء الاستخدام الذي مارسته في حق جهاز «ليكسار» جعله يقفز ويتطاير هنا وهناك مثل رصاصات «سوبرمان». وكان ثقل السيارة قد جعل رأس أداة الوصل المعدنية في «يو اس بي» أكثر شدا وحزما، لكنه ظل قادرا على الاتصال مع فتحة «يو اس بي»، وبالتالي العمل بشكل جيد. من هنا فانه لا غرابة في أن مثل هذه المشغلات التي تخدم طويلا قد أزالت الاقراص الطرية المعرضة للعطب من الخدمة نهائيا. الدرجة: متين جدا للغاية.
بطاقة الذاكرة الجبارة
* إن شكواي الكبرى في ما يتعلق بأجهزة التخزين التي يمكن حملها مثل بطاقة «سان ديسك سي دي» بسعة 64 ميغابايت، هي انه من السهل فقدانها أو وضعها في مكان غير ملائم. لكن في ما يتعلق بقدرات هذه البطاقات عموما على المداومة والخدمة طويلا فانه لأمر مدهش فعلا. لقد قمت باسقاط البطاقة من حافة المكتب على أرضية خشبية صلبة قبل أن أدوسها بقدمي وأدفنها في الرمل. كما نسيتها داخل الجيب الامامي لسروالي الجينز الذي تعرض لدورتين تدويميتين من عملية الشطف في الغسالة الكهربائية، وبعد ذلك في النشافة الكهربائية لمدة ساعة من الزمن على درجة حرارة عالية خاصة بالمنسوجات القطنية.
لقد استطاعت بطاقة الذاكرة من«سان ديس» اجتياز كل هذه الاختبارات، اذ انه خلال عملية التجفيف في النشافة الكهربائية انقذفت البطاقة الى الخارج من جيب البنطال قبل أن أعثر عليها داخل قطعة قماش. ولدى اخراجها واستخدامها كانت ما زالت تعمل.
ثم وضعت البطاقة في كاميرا من طراز «كانون» حيث جرى اسقاطها مرارا عدة، لكنها تجاوزت جميع هذه الاختبارات من دون أن تتأثر المعلومات المخزنة داخلها، ومن المحتمل أن افقد هذه البطاقة قبل ان تفقد هي أي من معلوماتها.
الدرجة: متينة جدا للغاية.
* خطوات لاستعادة معلومات الكومبيوتر الجوال بعد انسكاب السوائل عليه
* يوصي الخبراء ببعض الإرشادات حول كيفية إعادة تشغيل الكومبيوتر الجوال واستعادة المعلومات في داخله بعد انسكاب السوائل عليه.
1- افصل البطارية، وكلما أسرعت في ذلك كلما كان ذلك أفضل في الحيلولة دون زوال المحتويات.
2- قم بتفريغ السوائل منه عن طريق قلب الجهاز وتفريغه قدر الإمكان.
3- افتح الجهاز وأزل القرص العامل بأشعة الضوء ولوحة المفاتيح. وقد يكون مثل هذا العمل صعبا بعض الشيء، لذلك اكشف على كتيب الإرشادات والتعليمات. وحالما تفتح الجهاز الجوال استخدم منشفة لسحب ما تقدر عليه من السوائل. فاستنادا الى هيرمان دي هوب، مدير التسويق الفني في شركة «إتش بي» يمكنك حتى استخدام مجففة شعر تطلق هواء باردا وليس ساخنا لتجفيف السوائل.
4- اترك الجهاز بدون استخدام لمدة 12 الى 24 ساعة لأن روبرت اينوكس، مدير الإنتاج في شركة «آي بي إم» لمنتجات «ثنك باد» يحذر من مغبة إدارة الجهاز قبل أن تختفي السوائل ويجف الجهاز تماما.
5- أوصل الجهاز وتأمل أن يعمل ثانية، وقم بنسخ بعض البيانات المهمة ثم استدع شخصا من الشركة الصانعة، لأنه حتى لو عمل الجهاز فان تنظيفه على يد خبير محترف هو أمر موصى به.
6- أدخل برنامجا لاستعادة الوظائف والعمل، فإذا كنت ما تزال تشعر أن الأمور ليست بعد في نصابها الصحيح، فما يزال فأمامك خيار أخير. فمقابل كلفة تصل الى 900 دولار بإمكان خدمات استعادة البيانات والمعلومات، مثل «درايف سيفر»، انتشال بياناتك من الأقراص الصلبة المعطوبة.
هل بإمكان المنتجات الإلكترونية التي تحمل باليد تحمُّل المعاملة القاسية، والاستمرار في عملها وأداء وظيفتها في الوقت ذاته؟ لاكتشاف ذلك قام خبراء أميركيون بإسقاطها على الأرض، والسير عليها بالسيارة، كما قاموا بتدويرها بشكل عنيف داخل اسطوانات دوارة. على مدى السنوات الماضية سقطت أجهزة من دفاتر الملاحظات الإلكترونية والكاميرات الرقمية والأجهزة الموسيقية والهواتف الجوالة على الأرض، أكثر من عدد حوادث سقوط مصارعي الوزن الثقيل. ويسرد مايكل كاهلين في مجلة «بي سي وورلد» معاناته مع الاجهزة الساقطة والمرتطمة والغارقة، ويقول «في الماضي تعرضت الى سقوط كاميرتي الرقمية عَرَضا في البحر، فجففت بطاقة الـ «إس دي» (بطاقة الذاكرة الرقمية المؤمنة التي تسجل عليها اللقطات)، كما دست أحيانا على هاتفي النقال من دون قصد، أو محاولة متعمدة من قبلي.
وهذا ما يدعوني الى التساؤل: ما هو مدى امكانية الاعتماد على مثل هذه المنتجات التقنية التي نعول عليها كثيرا في حياتنا اليومية؟ هل بامكان دفتر الملاحظات مثلا ان يتحمل سقوطا من ارتفاع 6 اقدام؟ وهل يظل مفتاح الذاكرة «يو اس بي» يعمل بعدما يكون قد تلقى دورات تدويمية عنيفة في غسالة الملابس؟ لذلك سعيت الى محاولة الحصول على بعض الأجوبة الصعبة عن اسئلتي هذه.
متانة عالية
* جمع كاهلين مجموعة مختلفة من المنتجات التي تحمل باليد بما فيها كومبيوتر من نوع دفتر الملاحظات، وكاميرا رقمية، وهاتف جوال، وآخر من النوع الذكي الجذاب، وجهاز للتسجيلات الموسيقية من نوع «ام بي3» ومفتاح ذاكرة «يو اس بي»، وبطاقة «اس دي» لاخضاعها جميعها لحوادث غير مسجلة رسميا تحاكي الحوادث الطبيعية لنرى مدى المعاملة السيئة التي يمكن ان تتحملها.
لقد اسقطت بعضها على الارض ورششت بعض السوائل عليها، كما قمت بشكل عام بطرقها وصدمها هنا وهناك، حتى أنني قمت بالسير على بعضها بسيارتي. ولم تكن اي من هذه الاختبارات علمية تماما، ولكن في بعض الحالات تعديت الحدود المسموح بها لكي اعرض هذه المنتجات الى نوع من اساءة المعاملة التي لا يمكن توقعها الا عند النية الاكيدة لتدميرها. وفي معظم هذه الحالات حصلت على أمنيتي.
في اغلب الاوقات كانت المنتجات التي اختبرتها اكثر متانة وتحملا مما كان يوحي منظرها. لكن جميعها من دون استثناء كانت ستتصرف بشكل افضل في مثل هذه الظروف لو كانت داخل نوع من العلبة أو الغطاء الواقي. ولكونك لا تستطيع دوما الحيلولة من دون وقوع الحوادث فان بمقدورك على الاقل الاستعداد والتحضير لها. فاذا كان عملك يقودك الى أماكن ذات ظروف واحوال شديدة فانه من المحتمل أكثر ان تحتاج الى منتوج متين للاستعمالات الثقيلة الذي يتحمل الضربات الشديدة. ان «بي سي وورلد تيست سينتر» اخضعت زوجا من الكومبيوترات الحضنية لمعرفة مدى تحملهما للاستعمالات القاسية فوجدت ان دفاتر الملاحظات تحملت ذلك جيدا.
كومبيوتر«مصارع»
* لاختبار دفتر الملاحظات من طراز «غيتواي 3018GZ» المزود بشاشة بعرض 14.1 بوصة قمت بلفه بكيس من نوع كنزينغتون الذي يحمل بالكتف قبل أن أرطمه عمدا على الجدران والابواب. ثم قمت وهو لا يزال في الكيس باسقاطه من علو 6 اقدام من رف للكتب على أرضية مغطاة بالسجاد لمحاكاة وضع اسقاطه من رف الحقائب في مقصورات الطائرات على ارضيتها.
وكنت أحبس أنفاسي كل مرة يرتد فيها الجهاز من الجدار بعد خبطه عليه أو اسقاطه على الارض، لكنه كان يتصرف كما لو انه مصارع قوي الشكيمة مدرب على الضربات المؤذية الذي ينهض من الارض بعد كل ضربة. وكان دائما يستعيد عمله ويتعرف على شبكتي اللاسلكية من دون اي فشل أو أخفاق. والمدهش انه لم تتحطم اي قطع بلاستيكية رغم انه في بعض الحالات انزاحت البطارية من مكانها قليلا وانفتح المشغل الضوئي (مشغل القرص).
ثم قمت بعد ذلك برفع دفتر الملاحظات من الحقيبة ورميته من مكتبي الى الارضية المغطاة بالسجاد. واستمر الجهاز في تلقي الضربات والصدمات، ومرة أخرى انزاحت البطارية من مكانها وانفتح المشغل الضوئي، لكن الجهاز استمر في عمله من دون أي مشكلة. غير أن اسقاط الجهاز هذا على أرضية من الخشب الصلب سبب تلفا كبير. فقد تحطمت شاشة الجهاز وتمزق القالب البلاستيكي الاسود الواقع فوق لوحة المفاتيح، في حين لوثت الشظايا البلاستيكية الارضية في الوقت الذي رفض المشغل الضوئي ان ينفتح. فقمت بايلاج مشبك للاوراق في الثقب الواقع الى جنب زر الادارة/ التوقيف لتحرير المشغل لكنه استمر في عمله. فرغم كل التمزقات والحزوز والتكشطات كان الجهاز قادرا على العمل.
وكان مسك الختام سكب فنجان من القهوة على لوحة المفاتيح فما كان من الضوء الازرق في الجهاز الا ان أنطفأ مثل كومبيوتر «هال 9000» العملاق في فيلم «اوديسا الفضاء 2001»، فسارعت الى اطفاء الجهاز ورفع البطارية منه وتصريف القهوة ومسح المفاتيح قبل وضعه جانبا والانتظار قليلا لكن المريض قضى نحبه ولم يستعد نشاطه.
ورغم ان العديد من أجزاء دفاتر الملاحظات مضادة للمياه كلوحة المفاتيح مثلا، الا ان نصيحتي هى عدم محاولة احتساء المشروبات قرب القرص الصلب، او في أسوأ الحالات استخدم كأسا للشرب خاصا بالسفر أو زجاجة ماء يمكن اغلاق فوهتها بإحكام.
الكاميرات الرقمية
* الكاميرات الرقمية تملك العديد من الاجزاء الهشة، لذلك فهي عرضة للتلف لدى سقوطها. وتبين ان الكاميرا الرقمية «باور شوت إيه 510» هي اكثر الاجهزة الإلكترونية التي رأيتها نعومة وبالتالي عرضة للتلف. وقمت باسقاط كاميرا «كانون» من اعلى سطح المكتب على أرضية مغطاة بالسجاد فنجت من الحادث لكنها أخذت بتجميع صور مكررة، ولدى اسقاطها على أرضية صلبة انفتح غطاء فتحة بطاقة «اس دي»، كما انفتح كذلك الشاسي (الهيكل الاساسي) وانقذفت البطاريات وتحطم المصباح الومضي الكشاف. لكن من حسن الحظ امكن اعادة جميع الاجزاء التي انقذفت الى أماكنها الاصلية بسهولة لتستأنف الكاميرا عملها من جديد.
بيد ان الارضيات الاسمنتية أمر مختلف. فقد وضعت الكاميرا على حافة الطاولة لاسقاطها من هناك على الارض لينفتح جسمها قليلا لدى الصدمة الاولى، لكنني لم أتمكن من أغلاقه رغم أنني كنت ما زلت قادرا على تشغيل الكاميرا. وان كان بعد اسقاطها للمرة الثانية والثالثة خرج زر المصراع من مكانه وانفتح لسان الغطاء المطاطي الخارجي وفتحة بطاقة «اس دي» معا لتتحول عملية تحريك عدسة التكبير والتقريب الى عملية منهكة تتطلب اليدين معا لسحب العدسة. ومع ذلك استمرت «كانون» في التقاط الصور من دون الكشاف الومضي، لان جميع المهام والمميزات الداخلية التي اختبرتها عملت بشكل جيد.
لكن مع عملية الاسقاط التاسعة قضيت على الكاميرا تماما. فقد تحطمت عدسات مشاهدة اللقطات (فيوفايندر) وتوقفت عدسات التكبير والتقريب عن العمل. كما أن الهيكل تحطم وانفتح من أعلى رأسه ومن جانبه الايسر رغم أن كلا القطعتين يمكن أرغامهما بالضغط للعودة الى مكانهما الاصلي. وكانت الكاميرا ما زالت مشغلة والعرض بالالوان ما زال يعرض شعار «كانون» الازرق. وكنت ما أزال أسمع صوت آلية عدسات التقريب والتكبير الداخلية وهي تطقطق، وعندها تعتمت الشاشة تماما وانطفأت، لتظهر بعد ذلك على الزاوية اليسرى السفلى إشارة بيضاء غامضة مكتوب عليها «إي 18» (E18 ) قبل ان تسكت الكاميرا تماما وتنطفئ.
من هنا يمكن القول انه لا بد من غطاء واق للكاميرات الرقمية، فهي ان كانت مبطنة لا تحميها فحسب بل تفيد في امور اخرى ايضا، كأن تكون مزودة بالجيوب أيضا لوضع البطاريات وبطافات الذاكرة. الدرجة: هشة.
الهاتف الجوال
* الهاتف الجوال الصديق للجيب «موتورولا في 220» ذو الغطاء القلاب هو أكثر من هاتف بسيط لانه مجهز بشاشة ملونة وكاميرا مدمجة به مع فتحة «يو اس بي 2.0» ومكبر للصوت. وهو يتيح الابحار في شبكة الإنترنت. وقد قمت باختبار هذا الجهاز ذي التركيب الصلد فنجح في الاختبار هذا بألوان النصر على افضل ما يكون.
لقد شرعت في ضرب الجهاز في سيارتي هنا وهناك، عن طريق وضعه مثلا على اللوحة الامامية قبل ان أقوم بمنعطفات حادة. فكان يصطدم بالزجاج الأمامي والأبواب قبل أن يسقط أخيرا على ارضية السيارة. لكن سلسلة الصدمات المتكررة هذه بالكاد شوهت الطلاء الفضي الانيق والناعم، في حين ظلت جميع المهام الاخرى تعمل تماما.
كذلك فان اسقاط الجهاز على ارضية معشوشبة رطبة لم تؤد الى نتائج سيئة، اذ بمجرد مسحة سريعة بقطعة قماش ظهر الهاتف كما لو انه جديد. ان سقوطه المتكرر على رصيف الطرق جعل البطارية تخرج من مكانها فضلا عن ظهور انبعاجات قليلة على سطحه، لكنه ظل يعمل بشكل جيد.
وأخيرا اغلقت هاتفي لأدهسه بسيارتي الـ« بي ام دبليو» على مدخل منزلي حيث حركت السيارة ببطء لكي اضع جميع ثقلها على الهاتف ثلاث مرات. وقد اعتقدت ان من شأن ذلك تدمير الجهاز. وفعلا انكسرت شاشة العرض تاركة لطخة زرقاء وحمراء، والغطاء السفلي محطما كاشفا عن اجزائه مع البطارية.
لكن المدهش ان السيارة لم تحطم الهاتف، فقط حطمت الغطاء الخلفي وبعجت البطارية. الاكثر من ذلك كان بمقدوري اعادة تجميع جميع الاجزاء في مكانها الصحيح. والاهم من ذلك كله كان بمقدور جهاز «في 220» تسلم المكالمات وارسالها رغم ان الصوت كان غير واضح قليلا ويخش أحيانا. بيد ان كل الصفات والخصائص الخاصة بشاشة العرض المهشمة، وطلب الارقام بشكل اوتوماتيكي، وهوية المتكلم، ودفتر العناوين، وتصفح شبكة الإنترنت، وارسال الرسائل النصية القصيرة، والكاميرا، عجزت عن العمل. لكن مجرد الواقع القائل انه ما زال في مقدوري اجراء المكالمات الهاتفية كان امرا رائعا بحد ذاته. الدرجة: متين جدا.
الهاتف الذكي المتين
* بألوان شاشته الأخاذة وملمسه الناعم فان جهاز «بالم وان تريو 600» الذكي كان محكوما عليه مسبقا بالكارثة. لكن كنت مخطئا تماما في افتراض ذلك.
لقد اخضعت هذا الجهاز الى المعاملة ذاتها التي أخضعت لها جهاز موتورولا، اذ جعلته يقفز ويصطدم هنا وهناك في سيارتي، كما اسقطته من اعلى الطاولة على ارضية مفروشة بالسجاد، ثم بالخشب الصلب. كما قمت بالدعس عليه قبل أن ان أدفنه تماما في الرمل على شاطئ المحيط. (ورغم انه لم يكن جزءا من الاختبار قامت سيارتي بالسير عليه مرات عدة).
فرغم ان جهاز «تريو600» لم يكن محميا بعلبة ماصة للصدمات، او بغطاء بلاستيكي، فقد نجا من هذا العذاب. فقد ظل يعمل ولم يفقد أي مكالمات أو يتوقف عن العمل أو يشتغل عرضا. كما أن اسقاطه تكرارا عن حافة المكتب على الارضية المفروشة بالسجاد لم يصبه بالتلف، رغم انه توقف وأنطفأ في بعض الاحيان.
اما الارضية المغطاة بالخشب الصلب فقد تركت حزوزا وعلامات ليس اكثر. فاذا ما اسقط وكان الهاتف على نمط أو وضعية الاتصال فانه كان ينطفئ ويتوقف أتوماتيكيا. أما اذا كان أحد الاستخدامات في طور التشغيل، كتشغيل الحاسبة الإلكترونية على سبيل المثال، فقد ظل الجهاز يعمل والمعلومات على الشاشة ظاهرة مرئية رغم أن رقم 9 إضافي غريب كان يظهر كلما قمت باسقاطه. كذلك عملت جميع خصائصه الأخرى بشكل جيد وكامل بعد كل اختبار.
وعندما قمت بدفن جهاز «تريو» في الرمل تلقيت نظرات قاسية مستغربة ومندهشة من المارة متسائلة عما اذا كنت قد اصبت بمس من الجنون، لكن الرمل لم يؤثر مطلقا عليه رغم أن بعض الجزيئات الرملية انحشرت تحت غلاف شاشة العرض ولوحة المفاتيح. ولكن باستثناء من بعض اصوات الانسحاق لدى الكبس على المفاتيح التي اختفت بعد حين مع خروج بعض حبات الرمل من مكانها المحشور، الا انه ظلت جميع وظائفه تعمل بشكل جيد. الدرجة: متين للغاية. مسجل الموسيقى «إم بي3»
* لقد حملت معي في سيارتي جهاز «اي بود ميني» الفضي الصغير بسعة 6 غيغابايت لأسقطه على عشب رطب ورصيف جاف كما اسقطته من حافة المكتب على ارضية مفروشة بالسجاد، وأخرى بالخشب الصلب، وثالثة على رمل ناشف.
لقد ظل هذا الجهاز يبدو جيدا لكنه شرع يقفز ويرتد هنا وهناك، لكن في حالة العشب الطري والسجاد فلم تؤثر عليه رغم انه كان في حاجة ماسة الى مسحه وتنظيفه.
اما بالنسبة الى اسقاطه من مقعد السيارة على رصيف الشارع، أو من حافة المكتب على الارضية الصلبة فقد أنتج شقوقا وثلوم قليلة وجعله يقفز عن بعض الاغنيات والتسجيلات الموسيقية وان يتوقف عن العمل وينطفئ مرارا عديدة، رغم أن جميع وظائفه وخصائصه استمرت في العمل.
لكن جهاز الـ«ميني» الصغير هذا لم يحب الشاطئ. فمن دون المنافع والمزايا التي يوفرها الغطاء الواقي أو البلاستيكي فان الرمل يدخل الى تحت عجلة اللف والكر مما يؤثر على جميع أدوات الضبط والتحكم. فقد كنت أرى لائحة الوظائف والمهام وأعلم عليها ضوئيا، لكن الرمل كان يمنع الـ «ميني» من اطلاق عملها. لقد كان بالامكان ادارة الجهاز وتشغيله لكن لم يكن بالامكان ادارته الى وضع التوقف. كما كان علي الانتظار دقائق عدة لتقوم عملية التوقيف الاوتوماتيكية لجهاز «اي بود» بعملها.
ورغم انني تمكنت من اعادة تشغيل الجهاز الا ان الشاشة كانت غير ثابتة تقفز هنا وهناك، ومرة اخرى كان بالامكان التأشير على بنود لائحة الوظائف والمهام ضوئيا من دون ان تستجيب لذلك وتعمل. وبعدما أزلت الرمل الخارجي بمنفاخ، وبالهز قليلا، استعادت «ميني» قدرتها على العمل، بيد انه من سوء الحظ لم أعثر على اسلوب سهل لفتح الغطاء وتنظيف الرمل العالق بالداخل بالنفخ. وكنت ما أزال اسمع حبات الرمل وهي تنسحق تحت العجلة وداخل الجهاز ذاته. والاكثر من ذلك أنه بعد أسابيع من الاختبارات كان الجهاز ما يزال بطيئا في تشغيله وتوقيفه، وكان الامر يستدعي أحيانا الضغط على العجلة مرارا عديدة قبل أن يستيقظ الجهاز أو يتوقف عن العمل، ومع ذلك لا بد من الاشارة الى ان جميع مهام «اي بود ميني» كانت تعمل بانتظام. الدرجة: متين.
مفتاح الذاكرة
* تزعم «ليكسر» ان مشغل الذاكرة «يو اس بي 2.0» من طراز «جمب درايف سبورت» بسعة 259 ميغابايت مصمم للاستعمالات الثقيلة، اذ يقوم غطاء رأسي مطاطي بوقاية الجهاز وامتصاص الصدمات من اي حالات كسقوط الجهاز ووقوعه على الارض. ولأغراض هذه الاختبارات استخدمته من دون هذا الغطاء لاختبار درجة احتماله.
وكالعادة مت باسقاط المشغل من حافة المكتب على أرضية خشبية صلبة قبل أن أطأه بقدمي وأدفنه في الرمل. كما أخضعته لدورة تدويمية في غسالة الملابس والمجفف الكهربائي. ولزيادة حدة الامور قمت بالسير عليه بسيارتي أيضا.
مما لا شك فيه ان هناك واقعا صحيح في الاعلان. فلا المياه ولا الحرارة ولا الرمال، ولا حتى سيارة الـ «بي ام دبليو» تمكنت منع مفتاح الذاكرة من الحفاظ على ذاكرتها المخزنة. لقد كان من شأن المعاماة القاسية وسوء الاستخدام الذي مارسته في حق جهاز «ليكسار» جعله يقفز ويتطاير هنا وهناك مثل رصاصات «سوبرمان». وكان ثقل السيارة قد جعل رأس أداة الوصل المعدنية في «يو اس بي» أكثر شدا وحزما، لكنه ظل قادرا على الاتصال مع فتحة «يو اس بي»، وبالتالي العمل بشكل جيد. من هنا فانه لا غرابة في أن مثل هذه المشغلات التي تخدم طويلا قد أزالت الاقراص الطرية المعرضة للعطب من الخدمة نهائيا. الدرجة: متين جدا للغاية.
بطاقة الذاكرة الجبارة
* إن شكواي الكبرى في ما يتعلق بأجهزة التخزين التي يمكن حملها مثل بطاقة «سان ديسك سي دي» بسعة 64 ميغابايت، هي انه من السهل فقدانها أو وضعها في مكان غير ملائم. لكن في ما يتعلق بقدرات هذه البطاقات عموما على المداومة والخدمة طويلا فانه لأمر مدهش فعلا. لقد قمت باسقاط البطاقة من حافة المكتب على أرضية خشبية صلبة قبل أن أدوسها بقدمي وأدفنها في الرمل. كما نسيتها داخل الجيب الامامي لسروالي الجينز الذي تعرض لدورتين تدويميتين من عملية الشطف في الغسالة الكهربائية، وبعد ذلك في النشافة الكهربائية لمدة ساعة من الزمن على درجة حرارة عالية خاصة بالمنسوجات القطنية.
لقد استطاعت بطاقة الذاكرة من«سان ديس» اجتياز كل هذه الاختبارات، اذ انه خلال عملية التجفيف في النشافة الكهربائية انقذفت البطاقة الى الخارج من جيب البنطال قبل أن أعثر عليها داخل قطعة قماش. ولدى اخراجها واستخدامها كانت ما زالت تعمل.
ثم وضعت البطاقة في كاميرا من طراز «كانون» حيث جرى اسقاطها مرارا عدة، لكنها تجاوزت جميع هذه الاختبارات من دون أن تتأثر المعلومات المخزنة داخلها، ومن المحتمل أن افقد هذه البطاقة قبل ان تفقد هي أي من معلوماتها.
الدرجة: متينة جدا للغاية.
* خطوات لاستعادة معلومات الكومبيوتر الجوال بعد انسكاب السوائل عليه
* يوصي الخبراء ببعض الإرشادات حول كيفية إعادة تشغيل الكومبيوتر الجوال واستعادة المعلومات في داخله بعد انسكاب السوائل عليه.
1- افصل البطارية، وكلما أسرعت في ذلك كلما كان ذلك أفضل في الحيلولة دون زوال المحتويات.
2- قم بتفريغ السوائل منه عن طريق قلب الجهاز وتفريغه قدر الإمكان.
3- افتح الجهاز وأزل القرص العامل بأشعة الضوء ولوحة المفاتيح. وقد يكون مثل هذا العمل صعبا بعض الشيء، لذلك اكشف على كتيب الإرشادات والتعليمات. وحالما تفتح الجهاز الجوال استخدم منشفة لسحب ما تقدر عليه من السوائل. فاستنادا الى هيرمان دي هوب، مدير التسويق الفني في شركة «إتش بي» يمكنك حتى استخدام مجففة شعر تطلق هواء باردا وليس ساخنا لتجفيف السوائل.
4- اترك الجهاز بدون استخدام لمدة 12 الى 24 ساعة لأن روبرت اينوكس، مدير الإنتاج في شركة «آي بي إم» لمنتجات «ثنك باد» يحذر من مغبة إدارة الجهاز قبل أن تختفي السوائل ويجف الجهاز تماما.
5- أوصل الجهاز وتأمل أن يعمل ثانية، وقم بنسخ بعض البيانات المهمة ثم استدع شخصا من الشركة الصانعة، لأنه حتى لو عمل الجهاز فان تنظيفه على يد خبير محترف هو أمر موصى به.
6- أدخل برنامجا لاستعادة الوظائف والعمل، فإذا كنت ما تزال تشعر أن الأمور ليست بعد في نصابها الصحيح، فما يزال فأمامك خيار أخير. فمقابل كلفة تصل الى 900 دولار بإمكان خدمات استعادة البيانات والمعلومات، مثل «درايف سيفر»، انتشال بياناتك من الأقراص الصلبة المعطوبة.