زوربا
07-04-2005, 09:38 PM
كفى تزويراً ودجلاً وتحريضاً...
رداً على مقال في جريدة السياسة الكويتية، يتضمن افتراءات وتهجمات على سماحة السيد (دام ظله)، ويتهمه بأنه يمالىء الجمهور السني على حساب العراقيين الشيعة، وأنه يشجّع الفلسطينيين على قتل العراقيين، وبعد أن تحدث في بداية المقال عن سماحة السيد بأنه "لا غبار عليه وعلى أفكاره الإسلامية النيّرة" انبرى ليدّعي أن السيد ينسى المجازر والانتهاكات بحق الشيعة العراقيين وأنه يحاول كسب ودّ الآخرين بطرقٍ واهية وغير واقعية.
وهنا ردّ الأستاذ منير فارس:
جانب رئيس تحرير صحيفة "السياسة".. الأستاذ أحمد الجار الله المحترم، تحية طيبة وبعد:
تعليقاً على مقال الأستاذ بهاء الموسوي، الوارد في صحيفة السياسة، أورد هذا الرد راجياً نشره في المكان نفسه من الصحيفة التي آلت على نفسها التمسّك بحرية الرأي خدمةً للحقيقة في زمن التزوير:
لا يكفّ البعض عن التعرّض الدائم للمرجع فضل الله، من خلال السعي الحثيث لتزوير مواقفه وتجزئة أفكاره واختلاق كل ما يؤدي إلى إضعاف موقعه، وهو الشيعي الأصيل، والمسلم الوحدوي، والعربي الكبير، وأحد أبرز مراجعنا التي نعتزّ بوعيها وبفكرها وقتالها المستمر ضدّ كل ألوان التخلّف والجهل، ونفتخر بجهادها الدائم من أجل الحرية والعدالة وطرد المحتل من بلاد العرب والمسلمين.
ولأن التشيّع ليس طائفة متعصّبة منغلقة على ذاتها، بل خطاً إسلامياً أصيلاً ينطلق من القرآن الذي اعتبر أن هدف الرسالة الإسلامية تحقيق القسط والعدل، وينطلق من السنّة الصحيحة في قول الرسول(ص) وفعله وتقريره، الذي وقف(ص) بوجه الطواغيت مصراً على احتضان المستضعفين للرسالة حتى لو وضعوا الشمس والقمر في يمينه... ولأنّ التشيع ينطلق من وصية أمير المؤمنين علي(ع) لولديه الحسن والحسين(ع): "كونا للظالم خصماً وللمظلوم عوناً"...
ولأن التشيّع يتأسس على هذه القواعد، وقف هذا المرجع الكبير، آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله مع الشعب العراقي في محنته ضد الاحتلال وضد قوى التكفير والجهل والنظام البائد، كما وقف مع كل مظلوم ومضطهد في هذا العالم، لذا فمن المعيب والمشين أن يتمّ التجنّي على سماحته، وتنبعث من البعض مثل تلك الكلمات التي تحرِّف كلام سماحته والتي تحرِّض على الاقتتال السني ـ الشيعي وعلى الاقتتال بين المستضعفين العراقيين والفلسطينيين، وخصوصاً حين يمرر الأستاذ بهاء الموسوي، في مقالته تلك الأكذوبة الصهيونية من أنه لا يوجد أي نقاط التقاء بين الإسلام السني والإسلام الشيعي، مبرراً الصراع بين "الإسلامَيْن" خدمة للمحتل، ولقوى التكفير من الجانبين.
ما أكتبه هنا إلى صحيفتكم الكريمة، هو ردّ على هذا الافتراء على سماحة السيد فضل الله، الذي صوّره الأستاذ بهاء كمشجّع للفلسطينيين على قتال العراقيين، وألقى في مقاله من المواقف ما لا يجوز أن يمرر في صحيفتكم الكريمة، لا لأنه يحرِّض على الحرب المذهبية الإسلامية فحسب، بل لأنّه يحمل من الكذب والافتراء على مواقف السيد الكثير، وأنتم في "السياسة" التي تضجّ بها مقالات وكتابات العلاّمة فضل الله أعرَف الناس بمواقفه الوطنية والعربية والإسلامية والإنسانية.
وبعد... نأمل من القرّاء العرب والمسلمين، حرصاً على الحقيقة وعلى الحرمات والأعراض أن يتبيّنوا من كل خبر أو تحليل يقرأونه، فما أكثر المزورين في هذه الأيام...
إنّ مواقف سماحة السيد فضل الله، في تعامله مع كل القضايا السياسية والاجتماعية، ينطلق من قاعدة العدل التي حدّدتها الآية القرآنية: {ولا يجرمنّكم شنآن قومٍ على ألاّ تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى}.
وحرصاً على إظهار هذه المواقف ومن أجل كشف جانب فقط من التزوير الذي نأسف أن يمارسه الأستاذ بهاء، نورد نصّ المسألة المتعلّقة بقضية الفلسطينيين في العراق، وجواب السيد فضل الله عليها، حتى يتبيّن أصالة الموقف الإسلامي لسماحته، ودقته في الإجابة عن المسألة، منطلقاً من قاعدة حقوقية إنسانية هي العدل التي لا يرتكز الإسلام عليها فحسب، بل كل الأديان السماوية والشرائع الإنسانية.
وإليكم نصّ الاستفتاء وإجابة سماحته:
في جواب لسماحة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله، عن استفتاءات وردته حول قيام البعض في العراق باضطهاد الكثير من الفلسطينيين بحجة تعاون بعضهم مع نظام صدام حسين أو قيام بعضهم الآخر بجرائم إرهابية، وقد شمل هذا الاضطهاد إخراج بعضهم من بيوتهم وتهجير قسم منهم إلى الأردن.
قال سماحته:
القاعدة الإسلامية الفقهية تؤكد أنه لا يجوز أخذ البريء بذنب المجرم، لقوله سبحانه وتعالى: {ولا تزر وازرةٌ وزر أخرى}، فإن ذلك خلاف العدل، فإذا كان بعض الفلسطينيين ـ حسب القضاء العراقي ـ قد أساؤوا فلا يجوز معاملة جميع الفلسطينيين بذنب هؤلاء، وعلينا إحسان ضيافتهم، وعليهم مراعاة الظروف المأساوية التي يعيشها الشعب العراقي الجريح.
والسلام عليكم ورحمة الله
منير فارس ـ لبنان
جريدة السياسة الكويتية: 21 جماد الأول 1426هـ الموافق 28 حزيران-يوليو 2005م
رداً على مقال في جريدة السياسة الكويتية، يتضمن افتراءات وتهجمات على سماحة السيد (دام ظله)، ويتهمه بأنه يمالىء الجمهور السني على حساب العراقيين الشيعة، وأنه يشجّع الفلسطينيين على قتل العراقيين، وبعد أن تحدث في بداية المقال عن سماحة السيد بأنه "لا غبار عليه وعلى أفكاره الإسلامية النيّرة" انبرى ليدّعي أن السيد ينسى المجازر والانتهاكات بحق الشيعة العراقيين وأنه يحاول كسب ودّ الآخرين بطرقٍ واهية وغير واقعية.
وهنا ردّ الأستاذ منير فارس:
جانب رئيس تحرير صحيفة "السياسة".. الأستاذ أحمد الجار الله المحترم، تحية طيبة وبعد:
تعليقاً على مقال الأستاذ بهاء الموسوي، الوارد في صحيفة السياسة، أورد هذا الرد راجياً نشره في المكان نفسه من الصحيفة التي آلت على نفسها التمسّك بحرية الرأي خدمةً للحقيقة في زمن التزوير:
لا يكفّ البعض عن التعرّض الدائم للمرجع فضل الله، من خلال السعي الحثيث لتزوير مواقفه وتجزئة أفكاره واختلاق كل ما يؤدي إلى إضعاف موقعه، وهو الشيعي الأصيل، والمسلم الوحدوي، والعربي الكبير، وأحد أبرز مراجعنا التي نعتزّ بوعيها وبفكرها وقتالها المستمر ضدّ كل ألوان التخلّف والجهل، ونفتخر بجهادها الدائم من أجل الحرية والعدالة وطرد المحتل من بلاد العرب والمسلمين.
ولأن التشيّع ليس طائفة متعصّبة منغلقة على ذاتها، بل خطاً إسلامياً أصيلاً ينطلق من القرآن الذي اعتبر أن هدف الرسالة الإسلامية تحقيق القسط والعدل، وينطلق من السنّة الصحيحة في قول الرسول(ص) وفعله وتقريره، الذي وقف(ص) بوجه الطواغيت مصراً على احتضان المستضعفين للرسالة حتى لو وضعوا الشمس والقمر في يمينه... ولأنّ التشيع ينطلق من وصية أمير المؤمنين علي(ع) لولديه الحسن والحسين(ع): "كونا للظالم خصماً وللمظلوم عوناً"...
ولأن التشيّع يتأسس على هذه القواعد، وقف هذا المرجع الكبير، آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله مع الشعب العراقي في محنته ضد الاحتلال وضد قوى التكفير والجهل والنظام البائد، كما وقف مع كل مظلوم ومضطهد في هذا العالم، لذا فمن المعيب والمشين أن يتمّ التجنّي على سماحته، وتنبعث من البعض مثل تلك الكلمات التي تحرِّف كلام سماحته والتي تحرِّض على الاقتتال السني ـ الشيعي وعلى الاقتتال بين المستضعفين العراقيين والفلسطينيين، وخصوصاً حين يمرر الأستاذ بهاء الموسوي، في مقالته تلك الأكذوبة الصهيونية من أنه لا يوجد أي نقاط التقاء بين الإسلام السني والإسلام الشيعي، مبرراً الصراع بين "الإسلامَيْن" خدمة للمحتل، ولقوى التكفير من الجانبين.
ما أكتبه هنا إلى صحيفتكم الكريمة، هو ردّ على هذا الافتراء على سماحة السيد فضل الله، الذي صوّره الأستاذ بهاء كمشجّع للفلسطينيين على قتال العراقيين، وألقى في مقاله من المواقف ما لا يجوز أن يمرر في صحيفتكم الكريمة، لا لأنه يحرِّض على الحرب المذهبية الإسلامية فحسب، بل لأنّه يحمل من الكذب والافتراء على مواقف السيد الكثير، وأنتم في "السياسة" التي تضجّ بها مقالات وكتابات العلاّمة فضل الله أعرَف الناس بمواقفه الوطنية والعربية والإسلامية والإنسانية.
وبعد... نأمل من القرّاء العرب والمسلمين، حرصاً على الحقيقة وعلى الحرمات والأعراض أن يتبيّنوا من كل خبر أو تحليل يقرأونه، فما أكثر المزورين في هذه الأيام...
إنّ مواقف سماحة السيد فضل الله، في تعامله مع كل القضايا السياسية والاجتماعية، ينطلق من قاعدة العدل التي حدّدتها الآية القرآنية: {ولا يجرمنّكم شنآن قومٍ على ألاّ تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى}.
وحرصاً على إظهار هذه المواقف ومن أجل كشف جانب فقط من التزوير الذي نأسف أن يمارسه الأستاذ بهاء، نورد نصّ المسألة المتعلّقة بقضية الفلسطينيين في العراق، وجواب السيد فضل الله عليها، حتى يتبيّن أصالة الموقف الإسلامي لسماحته، ودقته في الإجابة عن المسألة، منطلقاً من قاعدة حقوقية إنسانية هي العدل التي لا يرتكز الإسلام عليها فحسب، بل كل الأديان السماوية والشرائع الإنسانية.
وإليكم نصّ الاستفتاء وإجابة سماحته:
في جواب لسماحة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله، عن استفتاءات وردته حول قيام البعض في العراق باضطهاد الكثير من الفلسطينيين بحجة تعاون بعضهم مع نظام صدام حسين أو قيام بعضهم الآخر بجرائم إرهابية، وقد شمل هذا الاضطهاد إخراج بعضهم من بيوتهم وتهجير قسم منهم إلى الأردن.
قال سماحته:
القاعدة الإسلامية الفقهية تؤكد أنه لا يجوز أخذ البريء بذنب المجرم، لقوله سبحانه وتعالى: {ولا تزر وازرةٌ وزر أخرى}، فإن ذلك خلاف العدل، فإذا كان بعض الفلسطينيين ـ حسب القضاء العراقي ـ قد أساؤوا فلا يجوز معاملة جميع الفلسطينيين بذنب هؤلاء، وعلينا إحسان ضيافتهم، وعليهم مراعاة الظروف المأساوية التي يعيشها الشعب العراقي الجريح.
والسلام عليكم ورحمة الله
منير فارس ـ لبنان
جريدة السياسة الكويتية: 21 جماد الأول 1426هـ الموافق 28 حزيران-يوليو 2005م