المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : على طريقة رواية ساق البامبو.. كويتية تتزوج تايلنديًا



قبازرد
10-23-2019, 11:36 PM
22 أكتوبر 2019

https://s.alqabas.com/storage/attachments/5720/1_543627_highres.jpg

محمد عبدالناصر - انطلقت شابة كويتية في رحلة إلى دول شرق آسيا بغرض استكشاف الحياة هناك، والتعرف على ثقافة الشعوب، سافرت إلى الهند والفلبين وماليزيا، وتوقفت في تايلند، حيث كانت على موعد مع القدر الذي غيّر حياتها كليًّا، بعدما التقت «بيس». وهو فنان وموسيقي تايلندي هاوٍ، كان يعزف ويغني في أحد مطاعم جزيرة «كرابي»، وبعد لقاءات عدة..

جمع بينهما الحب، فقررا الزواج، في خطوة نادرة وغير مألوفة في المجتمع الكويتي، بأن تقدم شابة كويتية على الزواج بشاب تايلندي.

تخرّجت دانة في كلية التربية الأساسية بجامعة الكويت، والتحقت بمهنة التدريس، وتنشط كـ«بلوغر» على مواقع التواصل الاجتماعي، تزوجت العام الماضي «بيس برفان» التايلندي، وأنجبا طفلتهما الأولى «لورا»، التي حملت مزيجا من ملامح أمها الكويتية وابتسامة أبيها التايلندي، لتعيد إلى الأذهان قصة «عيسى الطارووف» الشهيرة في رواية «ساق البامبو» للروائي سعود السنعوسي، حيث تعرضت دانة لانتقادات واسعة من الجمهور بعدما أعلنت زواجها، واتهامات بأن فعلتها تحرّض على تكرار هذه الأمور داخل المجتمع الكويتي، والتي تؤدي إلى فقدان الهوية الكويتية وانحراف تام عن عادات المجتمع وتقاليده. القبس التقت دانة الكويتية وتعرفت على قصتها..

وكان معها هذا الحوار.


• كيف بدأت القصة.. وما الذي جمع بين شابة من الكويت وشاب تايلندي يقيم في جزر شرق آسيا؟ في عام 2017 قررت أن أقوم برحلة استكشافية لدول شرق آسيا، وبعد زيارتي لعدة دول، توقفت في تايلند بعدما واجهت بعض المصاعب المادية، فقررت أن أعمل مدرسة في تايلند، وهو تحد وتجربة حياتية أحببت أن أجربها بنفسي، وخلال إقامتي في جزيرة «كرابي» التقيت فرقة موسيقية تعزف وتغني في أحد المطاعم، وتعرفت على أعضائها، ومن بينهم «بيس»، وبعد ترددي على المطعم ولقائي به، تعرفت عليه عن قرب ووجدته الرجل المناسب ليشاركني حياتي.

• ما الذي وجدته في زوجك التايلندي دون بقية الرجال؟ ما أعجبني في «بيس»، أنه كان مهتما بفكرة الاستقرار والزواج وتكوين الأسرة، كما رأيته شابًّا بسيطًا وطموحًا، فتلاقت اهتماماتنا لأنه كان يبحث عن شابة أجنبية من بيئة محافظة، تحب السفر والترحال والتجارب الحياتية والإنسانية وتقدس المنزل والعائلة، وهذا ما قرب المسافات بيننا، وجعلنا نقرر الزواج في أسرع وقت.

• ألم تخافي من فكرة الزواج بسبب اختلاف العادات والتقاليد والدين؟ إطلاقًا.. كانت مخاوفي فقط أن أشعر بخيبة أمل من زواجي بشخص لا يستحقني، لكنه أثبت لي أنه على قدر الثقة والمحبة، بينما أرى العادات والتقاليد مجرد أمور موروثة وليست نصا مقدسا يعتد به، وأن لغتنا الإنسانية هي الأسمى والباقية، مثل فعل الخير ومساعدة الآخرين وعدم إلحاق الضرر بأحد، والتحلي بالاحترام والمودة للجميع، وهذا ما وجدته في «بيس».

• أنت كويتية مسلمة وهو تايلندي بوذي فكيف تغّلبت على هذا الأمر؟

أوضحت لزوجي «بيس»، تحريم ديننا الإسلامي الزواج بغير مسلم، وتعاليم ديننا الحنيف، وقيمه وإنسانيته، فأحب ما سمعه مني، وتأثر بحديثي عن ديننا الإسلامي، فنطق الشهادتين، ودخل الإسلام، وهي الخطوة التي مهدت لزواجنا بشكل رسمي بعد ذلك.

• بعد التغلب على عقبة اختلاف الأديان.. كيف كانت المواجهة مع العائلة والمجتمع في الكويت؟

لم أجد أي مشكلة مع عائلتي، فوالدي تقبل الأمر بعد أن قابل «بيس»، ومع اكتمال شروط الزواج الأساسية وافق أبي وتم الزواج، واحترم رغبتي واختياري، طالما لم أقُدم على فعل شيء خطأ أو محرم، والأمور سارت كما هو مخطط لها.

• لكن فور إعلان زواجك وانتشار قصتك، تعرضت لانتقادات حادة، واتهامات مختلفة.. كيف واجهت هذا الأمر؟ الانتقادات كانت متكررة، والاتهامات كانت كثيرة وصعبة، والبعض تدخل في حياتي الأسرية، واتهموني بالجنون وبالإدمان، والبعض تحدث عن حياتي الشخصية، وأنني من أسرة مفككة وضائعة، لكن الحقيقة أنني لم أعبأ بتلك الأمور، وحظيت بطفولة رائعة وبأسرة متماسكة وبتربية محافظة في الكويت منذ الروضة حتى بعد تخرجي في الجامعة والتحاقي بالعمل والتدريس، لذلك لم ألتفت لسخرية الناس، فأنا قررت أن أعيش سعيدة، ووجدت سعادتي مع «بيس»، وزواج اثنين من جنسيتين وبيئتين مختلفتين أمر يحدث في كل بلدان العالم، لكن الناس لا يريدون تصديق أن هذا الأمر يمكن أن يحدث في ظروف طبيعية.

• هل ستعاني ابنتك لورا مثل «هوزيه ميندوزا» أو «عيسى الطاروف» في رواية «ساق البامبو»؟ الخوف من المستقبل يربطه المجتمع بالحياة المترفة والدخول المرتفعة، لكنني راضية وسعيدة بهذا الوضع، حياتنا تسير على نحو رائع، ولدي طفلة من ثلاث ثقافات مختلفة، الكويت وتايلند وبريطانيا لكون أمي بريطانية، وأنا كويتية وزوجي تايلندي، ولدينا مشروع «مطعم» أتشاركه مع زوجي في تايلند، ونعمل من أجل حياة رائعة لطفلتنا، ومستقبلنا مشرق بين تايلند والكويت، والأمور تسير بصورة طبيعية.

للمزيد: https://alqabas.com/article/5719060