لمياء
07-04-2005, 09:06 AM
المحامي خالد حسين الشطي
في حين تشهد الساحة الفلسطينية كثيرا من الهدوء والاستقرار، ويتنفس المواطن المغلوب على أمره الصعداء، وقد عاد الفلاح الى حقله والعامل الى مصنعه، والطالب الى مدرسته، وصار المريض يتلقى ما يحتاجه من علاج في المستشفى، وانحدرت نسبة الاذلال على الحواجز الاسرائيلية الى ادنى درجاتها.. إثر اقدام فصائل المقاومة الاسلامية المسلحة هناك على وقف عملياتها الجهادية، وتوقف ما كان يستتبعها من اجراءات اسرائيلية ما كانت تكتفي بالرد، بل غالبا ما تصل الى التعسف.
مازال المواطن العراقي يعاني من التدمير المنظم للكهرباء، والاتلاف المستقصد لأنابيب النفط وامدادات المحروقات، والشلل شبه التام في الخدمات المدنية والصحية والتعليمية وقبل كل ذلك الفلتان الأمني الذي يتهدد كل رجل وامرأة وطفل وطالب ومصل وعابر سبيل وبائع خضار وماسح أحذية، بسيارة مفخخة تقلبه اشلاء؟!
بينما توالى الأنباء عن هدنة وتفاهم اوقف العمليات الجهادية، الانتحارية وغير الانتحارية، في فلسطين، وانباء عن لقاءات بين ممثلي فصائل المقاومة المسلحة ورجالات السلطة، او دوائر المخابرات المصرية، ومندوبين من المفوضية الاوروبية وحتى مفاوضين اسرائيليين.. نجد ان الجهاديين في العراق ماضون في تشددهم بافراط لم يسمح حتى بتقديم مشروع يفلسف لهذا الاداء الاسطوري في الموت والتخريب، ولا بظهور واجهة سياسية تعرض رؤاهم للخروج من الوضع التدميري المفجع الذي ساقوا البلاد إليه.. ناهيك بالحوار والتفاوض!
ترى لماذا توقف الجهاد هناك ومازال ماضيا على اشده هنا؟
هل الامريكان أشد عداوة للذين امنوا من الاسرائيليين؟ أم أن النصارى أشد خطرا على الاسلام من اليهود؟
لو كان المجاهدون الفلسطينيون من مذهب آخر لقلنا أن المسألة تخضع لاجتهادات فقهية، تجيز العمل بالتقية، او تبيح الصلح والمهادنة مع الكافر الحربي، وما الى ذلك من عناوين، ولكنهم جميعا اخوان في المذهب والعقيدة والخط السياسي، كلهم جهاديون كلهم من اهل السنة والجماعة لا رافضي ولا بينهم حكومي ولا عميل ولا سياسي ولا علماني، بل كلهم اسلاميون مؤمنون بالبندقية والرشاش والعمليات الانتحارية.. فلماذا توقفت الجماعة هنا ولا تزال مستمرة في العراق؟
أعتقد أن السر في أمرين:
الاول فكري حركي: حيث إن الجهاديين في العراق هم من اتباع المدرسة التكفيرية وينتمون ساسيا الى القاعدة وغيرها من المنظمات الموازية، كحرس الصحابة وانصار السنة، اما الفلسطينيون فينتمون الى الاخوان المسلمين والى حزب التحرير ولم يكن حسن البنا تكفيريا.
فالعلة إذاً في المدرسة التكفيرية لا الجهادية، فبينما تتمتع الثانية بشيء من المرونة وامكانية الحداثة والتطوير ومواكبة العصر، فهي ابنة المدنية والحضارة بكل معطياتها التي تجعلها قابلة للتفاوض والتفاهم والوصول الى حلول ما.. تقبع المدرسة الاولى في اقصى مراتب التحجر والتطرف، فهي ابنة الصحراء وما كانت لترث منها الا الشدة والحدة والجلافة التي زرعت في روادها قسوة لا متناهية. وكأن الشيطان قد استولى على منابع العطف والرقة في نفوسهم هؤلاء، ونزع جذور الرحمة من قلوبهم، فصاروا يتلذذون بالقتل ويعشقون التدمير، لا أنه امر كتب عليه وهو كره لهم!؟
أما الأمر الثاني: إن هذه القسوة والعشوائية والاصرار على القتل والتدمير يرجع الى نظرة التكفيريين للعراق، وانه اصبح دولة الآخرين وبلاد غيرهم، حين خرج من ايديهم بسقوط صدام «الذي يصنفونه - على علاته - سنياً كان يحارب المظاهر الشركية»، ولا تعجب أخي القارئ من هذا، ففي تاريخ ممتد ثلاثة عقود لم يتصد لمعارضة صدام ناهيك بمواجهته او جهاده من الاسلاميين السنة الا «شرذمة» قليلة كان الشهيد البدري في طليعتها، ولا ترى اليوم الا امثال حاجم الحسني ومحمد عبدالحميد، وكلهم اخوان مسلمين بعيدون عن الفكر التكفيري! نعم إن ما يؤجج للارهاب في العراق نظرة تنطلق من هذا الأفق الظلامي الموغل في الطائفية العمياء، والقومية الجهلاء، فدولة رئيس جمهوريتها كردي، ورئيس وزرائها شيعي لا تشكل لهم اية حرمة ولا تعني اية قيمة!
فالتدمير سواء في الناس وتحويلهم اشلاء، او في البنى التحتية للبلاد وخراب الشوارع والمدارس والمستشفيات وتعطيل المصالح وتأخير الاستقرار... كلها أمور يتوقف الامتناع عن القيام بها او التحفظ عليها في لغة المجاهدين على المقارنة بين المصالح والمفاسد، ودراسة الثمار والنتائج ثم ترجيح كفة على أخرى: هل تستحق المكاسب ما نخسره فنستمر في الجهاد، أم أن الثمن الذي ندفعه يفوق المثمن فنتوقف؟
ووفقاً للمنطلقات الطائفية للمدرسة التكفيرية، لا مصلحة في العراق تحبسهم عن الاستمرار في تدميره، العراق في قاموسهم بلاد البدع والمتبدعة والقبور وعبّادها! وهو بمثابة ميدان رماية وجبهة نزل فيها اعداؤهم الى حيث يريد هو ويريدون، ولا حرمة للناس هنا، ولا قيمة للبلاد، فلماذا يتوقفون عن التدمير والتخريب، ولسان حالهم بعد سقوط صدام ورحيل الأعزة وذهاب عزهم: «علي وعلى أعدائي»!.
بينما الامر ليس كذلك في فلسطين، فالمجاهدون ينظرون الى البلاد على انها بلادهم، والمصالح فيها مشتركة معهم، والسلطة ستؤول الى من ينتسبون الى مذهبهم، ولو كانوا فسقة وعلمانيين ومجرمين، لكنهم من اهل المذهب نفسه وليسوا من اتباع مذهب آخر، ومن ابناء القومية نفسها، اي عرب مثلهم لا اكراد ولا شركس!.
لهذا توقف «الجهاد» في فلسطين ومازال مستمراً، سيبقى حتى آخر تكفيري في العراق.
سياسى
07-04-2005, 09:20 PM
مقال جيد ربما غاب عن الكثيرين السبب الحقيقي لإستقتال التكفيريين العرب فى سبيل إسقاط الحكومة العراقية الجديدة ومقوماتها من شرطة وجيش وحرس وطني وقوات أمريكية ، وقد اكتشفت إن التكفيريين كانوا يعتبرون دولة وحكومة صدام هي حكومة الخلافة وإن اسقاط صدام كان اسقاطا للخلافة ، ولذلك فهم يستميتون فى محاربة ( الحكومة الشيعية الجديدة ) كما هو وارد فى مقالات كثيرة قرئتها فى الإنترنت ، وهذه احدها :
سياسى
07-04-2005, 09:24 PM
ماذا ينتظر السنة من الحكومة العراقية الشيعية الجديدة ؟
بقلم: شريف عبد العزيز
shreef@islammemo.cc
أخيرًا وكما هو متوقع ومعد سلفًا، وتم إخراجه وتجهيزه وإنتاجه بالبيت الأبيض، أعلنت تشكيلة الحكومة العراقية المنتخبة! وقد فاز فيها بمعظم المقاعد الوزارية، الشيعة الإمامية، حيث كان من نصيبهم 16 وزارة [معظمها وزارات سيادية]، وتولى الأكراد 8 وزارات [منها وزارة سيادية واحدة]، في حين كان نصيب أهل السنة – أو بالأحرى الموالون للاحتلال منهم - 6 وزارات لا قيمة لها حقيقية.
وحتى لا يقول أحد: إن بها وزارتين مهمتين هما الدفاع والنفط، فهذا وهم وسراب، فما قيمة وزارة الدفاع في بلد محتل من قبل أعدائه، وما قيمة وزارة النفط في بلد كله منهوب ومسروق وواقع تحت الأسر شعبًا وأرضًا, بل وما قيمة حكومة كاملة من المنتمين طائفيًا للسنة إذا كان الاحتلال هو محركهم وهو المخطط لهم وهو الراعي الأول لهم؟!!
فتشكيل الحكومة العراقية، جاء كما كان متوقعًا، ليكافئ معظم طوائف الشيعة، على مجهوداتهم الكبيرة ودورهم الأبرز، في دخول القوات الأمريكية وحلفائها، لحاضرة الخلافة الإسلامية السابقة، واحتلال التراب العراقي، لذلك لم يكن مستغربًا أن يعترض العرب السنة على نسبتهم في التشكيلة الحكومية وأن الذي يعترض على ذلك الجور الظاهر والقسمة الضيزى هم شخصيات سنية قبلت بالدخول في مهزلة الانتخابات، وقبلت الدخول في قائمة الائتلاف الشيعي الموحدة، المدعومة من قبل المرجعية الشيعية الأولى في العراق 'السيستاني'.
والحقيقة أن هذه التشكيلة بوضعها الحالي كانت متوقعة حتى لأفراد الشارع العراقي والعربي، على أساس أن أهل السنة قد قاطعوا الانتخابات المزعومة، ولم يشترك فيها سوى الشيعة والأكراد ومسؤولي القرار في كل من الفريقين يعتمد النهج النفعي [البراجماتي]، وجاءت تشكيلة الجمعية الوطنية العراقية خليطًا هزليًا بين أكثرية شيعية وأقلية كردية وعدد يسير جدًا من السنة، جاءوا في طبخة الانتخابات كملح الطعام، للطعم فقط!! أو قل لذر الرماد في العيون الساذجة..
ورغم أننا بالطبع لا نضع شيعة العراق ولا زعماءهم جميعًا في بوتقة واحدة ونعلم أن منهم من يرفض الاحتلال, ومنهم الشرفاء الذين لا يبيعون أنفسهم بالدينار والدرهم, ومنهم أصحاب المواقف الجريئة في وجه الاحتلال والتي نالوا بها احترام وتقدير أهل السنة وأهل العراق أجمعين.. رغم ذلك فإننا نربأ بالعراقي المسلم الغيور أن يعطي ثقته في حكومة جاءت بأمر الاحتلال وتحكم تحت حمايته وتتقاضى رواتبها من يده وتنفذ مخططاته وتكون تشكيلتها كما وصفنا ونصف...
ولكن ما الضرر أو الضير من أن يحكم العراق هذه الطائفة الشيعية الاثنا عشرية؟
هذا التساؤل طرحه العديد من الكتاب والمثقفين وحتى رجل الشارع العادي، وزادت كثافة هذا الطرح مع التسليم والقبول النفسي لفرية أغلبية الشيعة الديموغرافية بالعراق، والاضطهاد المزعوم لهم على يد السنة لعقود طويلة، ومشاهد المقابر الجماعية [التي لا يدرى من ساكنوها]، وضحايا حرب الأنفال الشهيرة، كل هذا البيانات والإحصاءات [التي جمعها الشيعة طبعًا] مهدت الساحة العربية والعالمية لقبول حكومة شيعية، ولكن يبقى السؤال والطرح: ما الضير أن تحكم هذه الحكومة؟
للإجابة على هذا التساؤل، لابد من استصحاب التجربة الشيعية في الحكم وذلك عبر أحداث التاريخ الإسلامي، التي هي أصدق برهان وأنزه حكم على مرارة التجربة الشيعية وويلاتها على الأمة الإسلامية، وإنما نتكلم من وحي التاريخ للإجابة على هذا التساؤل، لنبتعد عن التحليلات والاستنباطات السياسية والقراءات الاستراتيجية للأحداث التي لم تقع بعد، فتكون عرضة للصواب والخطأ، واحتمالية الاتهام بالتحيز والتعصب، أو حتى ضيق الأفق وعطن الفهم، وحتى لا يظن البعض أن الأحوال قد تغيرت, وقوانين السياسة الدولية ومعايير اللعبة الدولية قد تغيرت, وستفرض الشرعية الأمريكية - أقصد الدولية - إرادتها على توجهات وطموحات هذه الحكومة الشيعية، فسوف نعرض لحكومات الشيعة على مر التاريخ حتى وقتنا الحاضر، لنرى مدى التطابق الحاصل لتوجهات وسياسات حكوماتهم منذ البداية وحتى 28 أبريل 2005.
أولاً: حكومة البويهيين [آل بويه] 334 هجرية – 447 هجرية:
وهي الحكومة الشيعية التي تسلطت على الخلافة العباسية ابتداءً من عهد الخليفة العباسي 'المطيع لله' سنة 334 هجرية حتى عهد الخليفة العباسي 'القائم بأمر الله' سنة 447 هجرية.
و'بنو بويه' الشيعة أصلهم من بلاد الديلم في الجنوب الغربي من شاطئ بحر قزوين, وهم من أهل فارس، وكان أصل 'بنى بويه' ضعيفًا خاملاً, ولكن ساعدتهم الظروف وضعف الخلافة العباسية على أن يسيطروا على بلاد فارس والري والأهواز ومعظم بلاد ما وراء النهر، وقد زادت قوتهم حتى دخلوا بغداد سنة 334 هجرية وتسلطوا على الخلافة العباسية وكان هذا التاريخ هو التاريخ الحقيقي لسقوط السلطان الفعلي للخليفة العباسي وأصبح منصبه شرفيًا دينيًا فقط لا غير، والسلطة والنفوذ بيد حكومة البويهيين الشيعة وكانوا ثلاثة هم:
· علي بن بويه --> ولقبه 'عماد الدولة' وصاحب بلاد فارس.
· الحسن بن بويه --> ولقبه 'ركن الدولة' وصاحب بلاد الري والأهواز وعراق العجم.
· أحمد بن بويه --> ولقبه 'معز الدولة' وصاحب بلاد العراق, وهو المتحكم في الخلافة العباسية.
فما الذي جرى على يد هذه الحكومة الشيعية؟ وما الذي جرى عندما حكم الروافض؟
1. فكر 'معز الدولة' أن يزيل اسم الخلافة عن أهل السنة وعن العباسيين ويوليها علويًا شيعيًا, ولكنه تراجع عن مخططه خوفًا من ضياع نفوذه وسلطانه.
2. أدخل البويهيون نظام الإقطاعيات الذي أفسد اقتصاديات العراق وجعل الفلاحين يهملون زراعة الأرض وإصلاحها، وفكرة هذا النظام تقوم على توزيع الأرض على القادة والأمراء والوزراء، هذا غير فكرة 'الضمان' التي كانت من أهم أسباب الخراب الاقتصادي في هذه الفترة.
3. كان الناس قبل البويهيين يحترمون الصحابة كلهم على مذهب السلف، فلما جاءت حكومة الشيعة ظهرت عقائدهم الضالة وظهر سب الصحابة وكتب على جدران المساجد صراحة سنة 351 هجرية، وظهرت البدع الشنيعة في يوم عاشوراء أول مرة سنة 352 هجرية، عندما أمر 'معز الدولة في 10 محرم أن يضرب الناس عن العمل ويعلنوا الحداد ويلبسوا المسوح والسواد، وظهرت بدعة عيد الغدير، ولم يكن لأهل السنة قدرة على المنع لأن الحكومة شيعية!!
4. تركت الحكومة الشيعية أمر الجهاد في سبيل الله وعطلت الثغور [بدعوى غياب الإمام المعصوم الذي سيكون الجهاد تحت رايته], ما أعطى الفرصة لأعداء الإسلام وخاصة الروم أن يستردوا جميع الثغور الإسلامية الكبرى, وصارت لهم الهيبة في قلوب المسلمين من أهل الجزيرة والشام، حتى أن الروم سنة 361 هجرية قد هاجموا منطقة الرها ونصيبين وأوقعوا بأهلها مذبحة كبيرة، وهاج المسلمون على الخليفة والبويهيين وتكاتبوا فيما بينهم للخروج لجهاد الروم، وتبرع الخليفة العباسي بـ400 ألف درهم لتجهيز المجاهدين, فقبضها رأس الحكومة البويهية الشيعية [بختيار بن معز الدولة], وأنفقها على مصالحه الخاصة وبطل حديث الغزو، ويعلق العلامة ابن كثير في أحداث سنة 352 هجرية في ترجمته لملك الروم الملقب بالدمستق وتسلطه على بلاد الإسلام فيقول: [واستحوذ في أيامه على كثير من السواحل من أيدي المسلمين؛ وذلك لتقصير أهل ذلك الزمان وظهور البدع الشنيعة فيهم وكثرة العصيان من الخاص والعام منهم، وفشو البدع وكثرة الرفض والتشيع وقهر أهل السنة بينهم].
5. قامت الحكومة الشيعية بإذكاء الصراع الطائفي بين أهل السنة والروافض الشيعة، وأصبحت مناسبة عاشوراء من كل سنة موعدًا دائمًا للحرب الأهلية في العراق بين الأحياء السنية والشيعية، وأصبح القتال يتجدد سنويًا والفتنة تزداد عامًا بعد عام ويقتل في هذا الصراع المئات بل الآلاف, وامتد القتال ليشمل قبور الطرفين فأهينت وحرقت وبعثرت، حتى هَمّ الروافض بحرق قبر الإمام أحمد بن حنبل سنة 443 هجرية، وفتح هذا الصراع الطائفي المجال لإحياء الصراع العرقي والقبلي، فاقتتل الديالمة مع الأتراك ومع العرب, وهاجت العصبيات الجاهلية، واقتتل المسلمون فيما بينهم, واشتغلوا ببعضهم البعض عن عدوهم الذي انتهز الفرصة لتوسيع رقعته على حساب الأمة الإسلامية.
وبالجملة كان حكم الدولة البويهية تجربة مريرة أدت لزيادة نكبات الأمة الإسلامية وتسلط أعدائها عليها, وفرقوا الأمة ونشروا بها البدع والخرافات، وتمادوا في غيهم وضلالهم، حتى أن فرع الحكومة البويهية في وسط وشرق إيران [فارس والري] وعاصمتهم أصفهان، قد فكروا في الارتداد إلى العصر الساساني واتخاذ لقب الشاهنشاه وكسرى من جديد.
ثانيًا: حكومة العبيديين [الدولة الفاطمية] 297 - 567 هجرية:
وهى الدولة الرافضية ذات الأصول اليهودية المنسوبة زوراً وكذباً إلى آل البيت، والتي قامت في بلاد المغرب ووسط قبائل البربر الذين كانوا يجهلون حقيقتهم وأهدافهم، سنة 297 هجرية, وظلت بالمغرب حتى انتقلت إلى مصر سنة 361 هجرية, وظلت جاثمة على صدور المصرين وأهل الشام واليمن والحجاز لقرنين من الزمان حتى أزالها الله عز وجل من الوجود على يد صلاح الدين الأيوبي سنة 567 هجرية، فكيف كانت حكومتهم على المسلمين وما الذي قدموه لأمة الإسلام خلال قرابة القرنين ونصف من الزمان؟
1. اتبع العبيدون سياسة الاعتماد المطلق على اليهود والنصارى في ولاية الأمور، وكانت أبرز سمات حكومة الروافض العبيدية تعيين اليهود والنصارى على رؤوس المسلمين وفى المناصب المهمة، وفى ظل هذه الحكومة الشيعية لمعت أسماء منها منصور بن مقشر النصراني الطبيب صاحب الكلمة السامية والنافذة في قصر الخليفة الفاطمي، وعيسى بن نسطورس الكاتب، ومنشا اليهودي والي الشام، ويعقوب بن كلس اليهودي الذي كان يدرس العقيدة الإسماعيلية [إحدى فرق الروافض] للناس، وقام هؤلاء النصارى واليهود بإذلال المسلمين والتحكم فيهم بأبشع صورة.
2. عملت الحكومة الشيعية العبيدية على إجبار المصريين على تغير مذهبهم السني إلى التشيع, ومارسوا كل الضغوط من أجل ذلك بالترغيب والترهيب, وبنوا الأزهر ليكون منارة التشيع في العالم الإسلامي, [وقضى الله أن يكون منارة للسنة], وحولوا كل الشعائر التعبدية إلى المذهب الشيعي، واحتفلوا بكل بدع الروافض وأدخلوا عليها المزيد، وأفسدوا عقائد الكثير من المصريين، ومعظم الموالد البدعية والطرق الصوفية الموجودة بمصر الآن، إنما نشأت وظهرت في ظل الحكومة العبيدية الرافضية.
3. أصبحت الحكومة الشيعية العبيدية ملاذًا آمنًا للزنادقة والملاحدة وسائر الفرق الباطنية, وفي ظل حكومتهم الخبيثة ظهرت فرق النصيرية والدروز، وادعى أحد رؤساء هذه الحكومة الألوهية وهو [الحاكم الفاطمي], وما زالت آثار النصيرية والدروز تعمل في الأمة الإسلامية حتى الآن وأحداث لبنان الأخيرة خير شاهد على ذلك.
4. عملت هذه الحكومة الرافضية على تدمير الكيان الإسلامي العام ومحاربة الخلافة العباسية وتشجيع الحركات والثورات عليها، مثال ما حدث مع ثورة البساسيري سنة 450 هجرية والتي أطاحت بالخليفة العباسي [القائم بأمر الله], وخطبت للعبيدين على منابر بغداد قرابة العام، وحاربت الحكومة الشيعية أهل السنة في كل مكان حتى في أقصى شرق الدولة الإسلامية، فأرسلت دعاتها إلى الهند والسند لنشر التشيع ومحاربة أهل السنة، وبالغ العبيدون في عدائهم لأهل السنة حتى تحالفوا مع الدولة البيزنطية ضد السلاجقة الأتراك أهل السنة الذين أسقطوا الحكومة البويهية بالعراق، وحرروا الشام من قبضة العبيديين, وتكررت السفارات بين حكومة العبيديين وإمبراطور بيزنطة من أجل التنسيق لحرب السلاجقة، وعادوا وتحالفوا مع الحملات الصليبية بالشام من أجل منع تقدم نور الدين محمود وأسد الدين شيركوه وصلاح الدين الأيوبي لمصر، واتبعوا سياسة الاغتيالات لتصفية علماء وقادة أهل السنة و تبنوا جماعة الحشاشين, التي أسسها 'الحسن الصباح' الذي تربى وتعلم في مصر على يد الحكومة الرافضية هناك.
وبالجملة شطرت الحكومة الرافضية العبيدية العالم الإسلامي وفتتت كيان الأمة الإسلامية وشنت الحملات الصليبية واحتلت القدس [التي كانت تحت ولايتها] في أيامها، وأفسدوا عقائد الأمة, وأسست هذه الحكومة الرافضية منظومة بدعية كبيرة وشبكة واسعة من الاحتفالات الشركية، ما زالت قائمة حتى الآن تعاني الأمة من آثارها وويلاتها.
ثالثًا: الحكومة الصفوية [907 – 1148 هجرية]:
وهى تعتبر أسوأ وأخبث حكومة شيعية ظهرت على وجه الأرض، بل هي أسوأ من العبيديين وزنادقهم, ويعتبر 'إسماعيل بن حيدر الصفوي' هو مؤسس هذه الحكومة، سنة 907 هجرية اعتمادًا على القبائل التركمانية المشهورة باسم 'قزلباشية', وادعائه الكاذب بأنه من سلالة آل البيت، أن يجمع الروافض في شرق الهضبة الإيرانية ويكون دولته الصفوية الشيعية، والتي توسعت بعد ذلك في أذربيجان والقوقاز، وصارت من القوة بمكان ناوأت به الدولة العثمانية لعهود طويلة، وكررت تجربة الدولة الفاطمية مع الدولة العباسية، فكيف كانت حكومة هذه الدولة الصفوية الرافضية الشيعية على الأمة الإسلامية:
1. عملت هذه الحكومة على محاربة أهل السنة أينما وجدوا، وكانت هذه السياسة الرئيسة لكل حكام هذه الدولة، فمؤسس الدولة 'إسماعيل الصفوي' كان شرسًا في حروبه شديد الفتك بأهل السنة, حتى إنه قتل في حروبه ضد [الأوزبك وأهل العراق والقوقازيين] مليون مسلم سني، وكان يتتبع علماء أهل السنة فيفتك بهم ويحرق كتبهم ويهدم مدارسهم ويمزق مصاحفهم، وعلى هذا المنوال سار خلفاء إسماعيل الصفوي، بل فاقه بعضهم في عدائه لأهل السنة مثلما حدث في عهد حفيده 'عباس الكبير' الذي وضع سياسة 'إما أن تتشيع وأما أن تقتل أو تسمل عيناك', لذلك صار الشيعة أغلبية هناك بعدما كانت نسبتهم لا تزيد عن 10%.
2. ولما كانت السياسة الرئيسة للصفويين الروافض محاربة أهل السنة، فلقد دخلت هذه الدولة منذ نشأتها في حروب دائمة وطاحنة مع الدولة العثمانية السنية زعيمة العالم الإسلامي في وقتها، ودخلت الحكومة الصفوية الرافضية في محالفات قوية مع أعداء الإسلام، بل مع ألد أعداء الإسلام في حينها وهم البرتغاليون، فلقد تقرب الشاه إسماعيل الصفوي إلى البرتغاليين قبل معركة 'جالد يران' سنة 920 هجرية، ووافق على احتلالهم لعدة أجزاء من جنوب الخليج العربي مع علمه بأن البرتغاليين كانوا يخططون لاحتلال المدينة ومكة ونبش قبر الرسول صلى الله عليه وسلم للمساومة بجسده الشريف صلى الله عليه وسلم على القدس، ونلمح ذلك صراحة في الخطاب الذي أرسله 'البوكيرك' قائد الأساطيل البرتغالية إلى الشاه إسماعيل الصفوي، وجاء فيه: [إني أقدر لك احترامك للمسيحيين في بلادك، وأعرض عليك الأسطول والجند والأسلحة لاستخدامها ضد قلاع الترك في الهند، وإن أردت أن تنقض على بلاد العرب أو تهاجم 'مكة' فستجدني بجانبك في البحر الأحمر...]. أما الشاه 'عباس الكبير' والذي قد فاق الجميع في عداوته لأهل السنة، فلقد اتصل بملوك النصارى في أوروبا واتفق معهم على تقويض الدولة العثمانية السنية، وقدم لنصارى أوروبا تنازلات ضخمة من أجل ذلك، فسمح لهم بالتنصير في بلاده، وبنى الكثير من الكنائس، وسمح لهم بحرية التنقل في بلاده, وأعطاهم امتيازات اقتصادية كبيرة، وأسبغ عليهم حمايته الشخصية، وتمادى في مجاملتهم حتى شرب معهم الخمر في كنائسهم أيام أعيادهم، ولما أحس 'عباس' بضعف البرتغاليين نقل موالاته إلى الإنجليز.
3. قامت هذه الحكومة الخبيثة بالتفريط في بقاع غالية من جسد الأمة المسلمة، والتنازل عنها طوعًا لألد أعداء الإسلام عمومًا والدولة العثمانية خصوصًا وهم الروس، وذلك لسببين أولهما نكاية للدولة العثمانية وتقوية للعدو الروسي عليها، وثانيهما لأن أهل البقاع كانوا من أهل السنة المتمسكين بعقيدتهم السنية، فتنازل الشاه 'طهماسب' الثاني عن داغستان وسواحل بحر قزوين وجيلان ومازندران وأجزاء من أرمينيا وجورجيا وأجزاء من وسط القوقاز، فأخذها الروس غنيمة باردة.
4. قامت هذه الحكومة الرافضية الشيعية بتشجيع الثورات والخارجين على الدولة العثمانية وإيجاد جيوب شيعية في قلب الأمة السنية، ودعمت كل الفتن والتمردات التي وقعت داخل الدولة العثمانية ففي سنة 1526 ميلادية دعمت الحكومة الصفوية تمرد شيعي رافضي قاده رجل اسمه [بابا ذو النون] في شرق الأناضول، وتمرد آخر بقيادة 'قلندر جلبى' في منطقة قونية ومرعش، والأخير جمع جيشًا من روافض الشرق يقدر بثلاثين ألف مقاتل قاموا بذبح المسلمين السنة في هذه المناطق، وكلفت هذه التمردات المتتابعة والمدعومة من الصفويين الدولة العثمانية الكثير من المال والجهد، وأعطت الفرصة لأعداء الإسلام في أوروبا أن ينقضوا على أملاك العثمانيين في البلقان ووسط أوروبا.
وبالجملة فإن الدولة والحكومة الصفوية جعلت لنفسها هدفًا أسمى لوجودها وقيامها واستمرارها واتساعها, ألا وهو محاربة الدولة العثمانية السنية، بكل طريق وسبيل ولو بالتحالف من الشيطان نفسه وأعوانه، فجاءت كل تصرفاتها وقراراتها وحركاتها من أجل القضاء على أهل السنة الممثلين في الدولة العثمانية زعيمة العالم الإسلامي السني.
رابعًا: الحكومة الخمينية الإيرانية 1399؟
ونعني بها حكومة الثورة الخمينية التي قادت إيران بعد سقوط حكم الشاه البهلوي، الذي ملأ الدنيا فسادًا وفسقًا وفجورًا، وانعكس انحرافه على الشعب الإيراني، فانتشر فيه الفساد والفسق هو الآخر، ما أثار حفيظة المتدينين وعلماء الروافض، خاصة مع تدهور الأحوال الاقتصادية، ما ساعد على تنامي قوة الثورة التي قادها 'الخميني'، ونجحت الثورة، وقامت الحكومة الشيعية الرافضية في إيران، وقد استفادت هذه الحكومة من أخطاء وتجارب الحكومات الشيعية الرافضية على مر التاريخ وقررت الثورة من أجل كسب تأييد عموم المسلمين تبني عدة توجهات, [ولكن بصورة نظرية فقط]، وأعلنت الثورة مبادئها [الظاهرية فقط] ومنها:
· تأييد القضية الفلسطينية واسترجاع القدس الشريف.
· معادة الصليبية العالمية ممثلة في أمريكا والصهيونية العالمية ممثلة في إسرائيل.
· تطبيق الشريعة الإسلامية دون التعصب للمذهب الشيعي الرافضي [للعلم أن نسبة أهل السنة في إيران 36% من جملة السكان].
ولكن بمجرد أن ثبتت حكومة الثورة الشيعية الرافضية أقدامها واستتب لها الأمر بدأت الأقنعة تسقط وبدأت النزعة الرافضية ضد أهل السنة بإيران، وبدأ تضيق الخناق عليهم شيئًا فشيئًا حتى أصبحت الحكومة الخمينية صورة كربونية من الحكومة الصفوية.
شنت حربًا ضروسًا على العراق استمرت ثماني سنوات، استنزفت فيها ثروات وأرواح المسلمين.
عملت على تصدير مبادئ الثورة الشيعية للبلدان المجاورة [السعودية والكويت والبحرين والإمارات], من خلال تشجيع الحركات الانفصالية الشيعية الموجودة في دول الخليج، فلقد أنشأت الحكومة الرافضية في إيران هيئة مستقلة تسمى المنظمة العالمية لحركات التحرير الإسلامية، ومقرها مدينة 'قم' قاعدة تخريج رجال العلم الروافض، ومن خلال هذه الهيئة ظهرت الحركات الانفصالية مثل حزب الدعوة الإسلامية، الذي كان له نشاط قوي في العراق والكويت [رئيس وزراء العراق إبراهيم الجعفري ينتمي لهذا الحزب]، وظهرت جبهة التحرير الإسلامي بالبحرين، والمنظمة الثورية الإسلامية لشبه الجزيرة العربية في السعودية، وحزب الله وحركة أمل في لبنان، وجيش الحراس ومنظمة النصر في أفغانستان، وهكذا قامت الحكومة الإيرانية بتطويق الدول المجاورة لها بحركات موالية لها تؤمن بنفس الأفكار والمبادئ فضلاً عن وحدة الاعتقاد الرافضي، وقامت هذه الحركات بإثارة القلاقل والاضطرابات في بلدان الجوار، والهدف من ذلك كله تكوين إمبراطورية رافضية كبرى تعيد أمجاد الدولة الصفوية ولا أمجاد لها.
قامت الحكومة الثورية الرافضية في إيران باضطهاد أهل السنة والعرب في منطقة خوزستان وبلوخستان غرب إيران، وقتلت الكثير من علماء السنة، وهدمت قراهم في الثورة التي قاموا بها في أوائل الثمانينيات ومنعت أي سني من تولي أي منصب في الحكومة, وضيقت على أهل السنة من أجل تحويلهم للمذهب الشيعي.
قامت حكومة الثورة الشيعية في إيران بالتعاون مع الشيطان الأكبر والعدو المعلن [أمريكا] والتي يلعنها خطباء الثورة في كل يوم جمعة، في محاربة الحكومة الإسلامية السنية في أفغانستان، وكان لها دور بارز في ذلك، ثم كان لها الدور الأبرز في دخول الأمريكان إلى العراق، وهكذا نرى أن مبادئ الثورة الشيعية المعلنة، ما هي إلا شعارات جوفاء ما يراد بها إلا الترويج لعقيدة هذه الثورة ونشر المذهب الرافضي بين جماهير الأمة الإسلامية التي كانت تحلم بحكومات إسلامية تطبق شرع الله عز وجل.
مما سبق عرضه من إنجازات الحكومات الشيعية على مر التاريخ، يجعلنا نعرف مستقبلاً ما هي أولويات ومبادئ الحكومة العراقية الشيعية وما هو برنامجها المزمع تطبيقه ونلخصه في الآتي:
1. فرض المذهب الشيعي الرافض على الحياة العامة للشعب العراقي من خلال شعائر ونظم المذهب الشيعي وبدعه وأعياده ومناسباته المعروفة.
2. العمل على التقرب وبشدة لإيران راعية الشيعة والتشيع في العالم المعاصر.
3. التضييق على أهل السنة عمومًا والعرب خصوصًا في الحياة العامة والثقافية والاجتماعية.
4. محاربة أية حركة إسلامية سنية أو فكر سلفي يظهر بالعراق.
5. موالاة أعداء الإسلام، القادمين من الطرف الآخر من العالم لاحتلال باقي بلاد الإسلام، وتسهيل مهمتهم في السيطرة على الأمة الإسلامية.
6. العمل على مد الفكر الشيعي إلى البلدان المجاورة تحت غطاء نشر الديمقراطية والحرية وحق الاختيار لتكوين وحدة جغرافية فكرية تقوم على الرفض والتشيع.
وأخيرًا فإن التجربة التاريخية للحكومات الشيعية تثبت وبقوة أن أية حكومة شيعية رافضية تنطلق من ثوابت العقيدة الشيعية القائمة على محاربة أهل السنة حيثما كانوا، وكل خطوات وتحركات هذه الحكومات الشيعية تنطلق من هذا الثابت وتتمحور عليه ومن أجل تنفيذه، فهل يعقل بعدها أن يقول أحد وما الضير من أن يحكم الروافض؟!!
الحقد الطائفي لابد وأن يزول والإستقرار الأمني للعراق قادم لا محالة ، وسيكتشف العالم حجم المؤامرة الدنيئة التى صاغها أصحاب القلوب السوداء ضد شيعة آل محمد ومن وقف معهم .
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir