على
07-03-2005, 03:44 PM
يحيى عبد المبدي محمد
في تمام الساعة السادسة ونصف من مساء يوم الثلاثاء الماضي بدأت أصوات الغناء والموسيقى العمانية التقليدية الصادرة من خيمة مسرح ميغان Magan Stage تجتذب المزيد من الرواد والضيوف. كانت الخيمة واحدة من عشرات الخيام التي أقيمت في الساحة الخضراء المعروفة باسم "ذي ناشونال مول The National Mall" والتي تقع في قلب العاصمة الأمريكية واشنطن بين مبنى الكونغرس وساحة وواشنطن التذكارية بمناسبة افتتاح المهرجان السنوي للتراث وثقافات الشعوبFolklife الذي تنظمه مؤسسة متاحف سميثونيان Smithsonian الشهيرة على مدار عشرة أيام في الفترة مابين الـ 23 يونيو(حزيران) الجاري وحتى الرابع من يوليو/ تموز 2005.
المشاركة العربية الأولى
محمد بن علي الخصيبي سفير سلطنة عمان في الولايات المتحدة والذي بدت على وجه علامات السعادة والفخر بتقديم تراث وثقافة بلده للعالم، قال لتقرير واشنطن "إن عمان هي الدولة العربية الأولى التي تشارك بصورة منفردة في فعاليات مهرجان سميثونيان لثقافات الشعوب". واعتبر أن هذه المشاركة تأتي في سياق وجود علاقات قديمة ومتطورة تربط بين عمان والولايات المتحدة. ونفى السفير أن يكون دعوة عمان للمشاركة له أي أبعاد سياسية تتعلق بأجندة واشنطن للإصلاح في منطقة الشرق الأوسط. ولكنه أكد في ذات الوقت على أهمية المشاركة في تعريف الشعب الأمريكي بثقافة وتراث واحدة من الدول العربية. وهو المعنى الذي أشارت إليه شريفة بنت خلفان اليحيائية وزيرة التنمية الاجتماعية العمانية التي شاركت في حفل افتتاح المهرجان.
مليون زائر يتعرفون على التراث العماني
ريتشارد كيندي نائب مدير مركز سمثونيان للتراث وثقافات الشعوب ومقرر البرنامج توقع في مقابلة مع تقرير واشنطن أن يبلغ أجمالي عدد زوار المهرجان هذا العام مليون زائر يتوافدون من كافة أنحاء الولايات المتحدة. وقال إن مشاركة هذا الكم من الأمريكيين في فعاليات المهرجان وإطلاعهم على ثقافة وتراث عربي غني يتيح فرصة نادرة لتصحيح بعض الأفكار والصور النمطية السائدة عن الثقافة العربية في المجتمع الأمريكي خاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) كما أنها فرصة للترويج لتراث وفنون وثقافة غنية يجهلها الكثيرون.
وعن أسباب اختيار التراث العماني للمشاركة في مهرجان ثقافات الشعوب لهذا العام ، قال كيندي "إن إدارة متاحف سميثونيان تجري عادة بحوث ودراسات عن الثقافات المرشحة للتمثيل والمشاركة في المهرجان وتعتبر سلطنة عمان لما تتمتع به من تنوع لمصادر ثقافتها العربية والأفريقية والهندية نموذجا مثاليا للمشاركة. لكن المبادرة جاءت من السفير الأمريكي في عمان واستمر التحضير والإعداد للمشاركة لسنوات بالتعاون مع الجهات العمانية الثقافية والسياحية. وكشف كيندي لتقرير واشنطن عن وجود محاولات ودراسات لمشاركة دول عربية أخرى قريبا في مقدمتها مصر والمغرب.
عمان: الصحراء والواحة والبحر
تشارك سلطنة عمان في مهرجان هذا العام تحت شعار"عمان: الصحراء والواحة والبحر" بما يزيد على 120 فنان وحرفي برعاية وزارة التراث والثقافة العمانية وغرفة التجارة العربية الأمريكية NUSACC وغرفة التجارة والصناعة العمانية والسفارة العمانية في واشنطن ومعهد دراسات الشرق الأوسط فضلا عن مؤسسة متاحف سميثونيان. يستطيع زائر المعرض العماني في مهرجان هذا العام أن يشاهد ويشارك في عروض فنية تشمل الغناء والموسيقى والرقص التقليدي كما يمكنه أن يتعرف على الأطعمة والمنتجات الحرفية وأن يحضر منتديات تناقش قضايا ومفاهيم تتعلق بالثقافة والمجتمع العماني.
خلفان أحمد البرواني مدير مركز عمان للموسيقى التقليدية قال" إن رغم سعادته بالإقبال الكمي لمشاهدة العروض الموسيقية والرقص التقليدي فإن سعادته أكبر بالإقبال النوعي من الزوار والذي تجسد في التفاعل والمشاركة بالرقص والغناء ومحاولة فهم الثقافة العمانية".
فاليري سميث واحدة من الجمهور الذي حضر حفل يوم الثلاثاء الماضي تمنت أن لا تحول العوامل السياسية دون قدرة شعوب العالم على التعارف والتواصل، واعتبرت أن ما شاهدته في المهرجان من فنون وتراث يمكن أن يساعد كثيرا في تحسين صورة الثقافة العربية.
عادل بن حميد العلوي أخصائي الصناعات الحرفية وأحد المشاركين في المهرجان، أعتبر أن برنامج المشاركة العمانية يقدم وجبة دسمة متكملة للتعريف بالتراث والثقافة العمانية وضرب مثالا ببرنامج أحد أيام المهرجان والذي يشمل إقامة ورش عمل لأنواع وأنماط الأزياء التقليدية العمانية وورشة عمل لألات الإيقاع وعزف الموسيقى التقليدية وورشة عمل للخط العربي وورش عمل لثقافة الصحراء وأنماط الحياة والدراسة والحكايات الشعبية وألعاب التسلية والمسابقات. كما يحتوي برنامج هذا اليوم على عروض لأكثر من فرقة موسيقية وعلى التعريف بالمطبخ العماني وما يتميز به من أكلات ومشروبات مع التطرق لمفاهيم ثقافية مثل اللحم الحلال وقيمة أكرام الضيف في الثقافة العربية.
ماذا بعد المشاركة؟
جمهور معرض "الصحراء والواحة والبحر" في مهرجان ثقافات الشعوب لهذا العام كانوا من مختلف الفئات والأعمار وتفاعلوا بصورة كبيرة مع التراث والثقافة العمانية. واكد الكثيرون ممن شاركوا في المهرجان على أهمية مثل هذه الفعاليات في التقريب فيما بين الشعوب وفي رد الاعتبار للثقافة العربية. وهو الأمر الذي يلقي بمسؤولية كبيرة على كافة الجهات الثقافية العربية، بما فيها المكاتب الثقافية للسفارات وجامعة الدول العربية وغيرها بأخذ زمام المبادرة لابتكار الفعاليات والوسائل التي تعرف الأمريكين بحقيقة الثقافة العربية.
وألا يتوقف الأمر عند حد المشاركة بل يتجاوزها لتحقيق الاستفادة القصوى من مثل هذه الفرص.
وتتكون مؤسسة متاحف سميثونيان من ستة عشر متحفا ومعرضا بالإضافة إلى حديقة الحيوانات الوطنية، وهي أكبر مجمع للمتاحف في العالم. تحتوي متاحف معهد سميثونيان على أكثر من 142 مليون قطعة أثرية وفنية لتكون على مرآي الشعب الأمريكي.
وتهدف المؤسسة إلى تثقيف الشعب الأمريكي وزوار الولايات المتحدة، وتقديم الخدمات اللازمة لدراسة الفنون والعلوم والتاريخ. وتم تأسيس المؤسسة علم 1846 بأموال وصية مقدمة للحكومة الأمريكية من العالِم الإنكليزي جيمس سميثسون James Smithson لزيادة المعرفة ونشرها.
في تمام الساعة السادسة ونصف من مساء يوم الثلاثاء الماضي بدأت أصوات الغناء والموسيقى العمانية التقليدية الصادرة من خيمة مسرح ميغان Magan Stage تجتذب المزيد من الرواد والضيوف. كانت الخيمة واحدة من عشرات الخيام التي أقيمت في الساحة الخضراء المعروفة باسم "ذي ناشونال مول The National Mall" والتي تقع في قلب العاصمة الأمريكية واشنطن بين مبنى الكونغرس وساحة وواشنطن التذكارية بمناسبة افتتاح المهرجان السنوي للتراث وثقافات الشعوبFolklife الذي تنظمه مؤسسة متاحف سميثونيان Smithsonian الشهيرة على مدار عشرة أيام في الفترة مابين الـ 23 يونيو(حزيران) الجاري وحتى الرابع من يوليو/ تموز 2005.
المشاركة العربية الأولى
محمد بن علي الخصيبي سفير سلطنة عمان في الولايات المتحدة والذي بدت على وجه علامات السعادة والفخر بتقديم تراث وثقافة بلده للعالم، قال لتقرير واشنطن "إن عمان هي الدولة العربية الأولى التي تشارك بصورة منفردة في فعاليات مهرجان سميثونيان لثقافات الشعوب". واعتبر أن هذه المشاركة تأتي في سياق وجود علاقات قديمة ومتطورة تربط بين عمان والولايات المتحدة. ونفى السفير أن يكون دعوة عمان للمشاركة له أي أبعاد سياسية تتعلق بأجندة واشنطن للإصلاح في منطقة الشرق الأوسط. ولكنه أكد في ذات الوقت على أهمية المشاركة في تعريف الشعب الأمريكي بثقافة وتراث واحدة من الدول العربية. وهو المعنى الذي أشارت إليه شريفة بنت خلفان اليحيائية وزيرة التنمية الاجتماعية العمانية التي شاركت في حفل افتتاح المهرجان.
مليون زائر يتعرفون على التراث العماني
ريتشارد كيندي نائب مدير مركز سمثونيان للتراث وثقافات الشعوب ومقرر البرنامج توقع في مقابلة مع تقرير واشنطن أن يبلغ أجمالي عدد زوار المهرجان هذا العام مليون زائر يتوافدون من كافة أنحاء الولايات المتحدة. وقال إن مشاركة هذا الكم من الأمريكيين في فعاليات المهرجان وإطلاعهم على ثقافة وتراث عربي غني يتيح فرصة نادرة لتصحيح بعض الأفكار والصور النمطية السائدة عن الثقافة العربية في المجتمع الأمريكي خاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) كما أنها فرصة للترويج لتراث وفنون وثقافة غنية يجهلها الكثيرون.
وعن أسباب اختيار التراث العماني للمشاركة في مهرجان ثقافات الشعوب لهذا العام ، قال كيندي "إن إدارة متاحف سميثونيان تجري عادة بحوث ودراسات عن الثقافات المرشحة للتمثيل والمشاركة في المهرجان وتعتبر سلطنة عمان لما تتمتع به من تنوع لمصادر ثقافتها العربية والأفريقية والهندية نموذجا مثاليا للمشاركة. لكن المبادرة جاءت من السفير الأمريكي في عمان واستمر التحضير والإعداد للمشاركة لسنوات بالتعاون مع الجهات العمانية الثقافية والسياحية. وكشف كيندي لتقرير واشنطن عن وجود محاولات ودراسات لمشاركة دول عربية أخرى قريبا في مقدمتها مصر والمغرب.
عمان: الصحراء والواحة والبحر
تشارك سلطنة عمان في مهرجان هذا العام تحت شعار"عمان: الصحراء والواحة والبحر" بما يزيد على 120 فنان وحرفي برعاية وزارة التراث والثقافة العمانية وغرفة التجارة العربية الأمريكية NUSACC وغرفة التجارة والصناعة العمانية والسفارة العمانية في واشنطن ومعهد دراسات الشرق الأوسط فضلا عن مؤسسة متاحف سميثونيان. يستطيع زائر المعرض العماني في مهرجان هذا العام أن يشاهد ويشارك في عروض فنية تشمل الغناء والموسيقى والرقص التقليدي كما يمكنه أن يتعرف على الأطعمة والمنتجات الحرفية وأن يحضر منتديات تناقش قضايا ومفاهيم تتعلق بالثقافة والمجتمع العماني.
خلفان أحمد البرواني مدير مركز عمان للموسيقى التقليدية قال" إن رغم سعادته بالإقبال الكمي لمشاهدة العروض الموسيقية والرقص التقليدي فإن سعادته أكبر بالإقبال النوعي من الزوار والذي تجسد في التفاعل والمشاركة بالرقص والغناء ومحاولة فهم الثقافة العمانية".
فاليري سميث واحدة من الجمهور الذي حضر حفل يوم الثلاثاء الماضي تمنت أن لا تحول العوامل السياسية دون قدرة شعوب العالم على التعارف والتواصل، واعتبرت أن ما شاهدته في المهرجان من فنون وتراث يمكن أن يساعد كثيرا في تحسين صورة الثقافة العربية.
عادل بن حميد العلوي أخصائي الصناعات الحرفية وأحد المشاركين في المهرجان، أعتبر أن برنامج المشاركة العمانية يقدم وجبة دسمة متكملة للتعريف بالتراث والثقافة العمانية وضرب مثالا ببرنامج أحد أيام المهرجان والذي يشمل إقامة ورش عمل لأنواع وأنماط الأزياء التقليدية العمانية وورشة عمل لألات الإيقاع وعزف الموسيقى التقليدية وورشة عمل للخط العربي وورش عمل لثقافة الصحراء وأنماط الحياة والدراسة والحكايات الشعبية وألعاب التسلية والمسابقات. كما يحتوي برنامج هذا اليوم على عروض لأكثر من فرقة موسيقية وعلى التعريف بالمطبخ العماني وما يتميز به من أكلات ومشروبات مع التطرق لمفاهيم ثقافية مثل اللحم الحلال وقيمة أكرام الضيف في الثقافة العربية.
ماذا بعد المشاركة؟
جمهور معرض "الصحراء والواحة والبحر" في مهرجان ثقافات الشعوب لهذا العام كانوا من مختلف الفئات والأعمار وتفاعلوا بصورة كبيرة مع التراث والثقافة العمانية. واكد الكثيرون ممن شاركوا في المهرجان على أهمية مثل هذه الفعاليات في التقريب فيما بين الشعوب وفي رد الاعتبار للثقافة العربية. وهو الأمر الذي يلقي بمسؤولية كبيرة على كافة الجهات الثقافية العربية، بما فيها المكاتب الثقافية للسفارات وجامعة الدول العربية وغيرها بأخذ زمام المبادرة لابتكار الفعاليات والوسائل التي تعرف الأمريكين بحقيقة الثقافة العربية.
وألا يتوقف الأمر عند حد المشاركة بل يتجاوزها لتحقيق الاستفادة القصوى من مثل هذه الفرص.
وتتكون مؤسسة متاحف سميثونيان من ستة عشر متحفا ومعرضا بالإضافة إلى حديقة الحيوانات الوطنية، وهي أكبر مجمع للمتاحف في العالم. تحتوي متاحف معهد سميثونيان على أكثر من 142 مليون قطعة أثرية وفنية لتكون على مرآي الشعب الأمريكي.
وتهدف المؤسسة إلى تثقيف الشعب الأمريكي وزوار الولايات المتحدة، وتقديم الخدمات اللازمة لدراسة الفنون والعلوم والتاريخ. وتم تأسيس المؤسسة علم 1846 بأموال وصية مقدمة للحكومة الأمريكية من العالِم الإنكليزي جيمس سميثسون James Smithson لزيادة المعرفة ونشرها.