مجاهدون
07-03-2005, 02:20 AM
قراءة نقدية في المنهج التراثي (1)
محمد يوسف المليفي
توطئة مهمة: كان بود كاتب هذه السطور أن يؤجل مقالاته الفكرية والدعوية والعقيدية إلى ما بعد الصيف, ولكن الاتصال الذي جاءني من رئيس تحرير مجلة الفرقان الدكتور الفاضل بسام الشطي, وما تلا الاتصال من مقال الزميل يوسف المنديل في جريدة الوطن الذي عنونه »محمد المليفي واذاعة القرآن الكريم« كل هذا جعلني استبق الامر, حيث ان نزع فتيل الشر والتواصي بالحق هو من البر وفعل الخير, وخير البر عاجله, فضلاً عن ان الامر الذي سبق وان نوهنا إليه في مقالنا المعنون »ضحالة مجلة الفرقان مع الشيخ الجليل حمد سنان« قد تعدى من خلاف فكري وخرج عن الاختلاف المنهجي ووصل للاسف الشديد الى الطعن بعقائد الناس ورميهم بالشرك الأكبر, بل واخراج الناس من الملة الاسلامية, لذا كان لابد من شحذ القلم وشد المئزر عل وعسى ان ينفع الله بسلسلتنا هذه مجاميع الدعاة ويخفف بها من الغل والضغائن بين جموع المنتسبين الى الصحوة الاسلامية المباركة.
في البداية سأستعرض معكم جملة من التجاوزات والاخطاء التي وقع بها بعض الاخوة الافاضل في جمعية احياء التراث والتي نستدل من خلالها على الخلل العام الواقع في المنهج الذي تتبعه جموع المنتسبين الى هذه الجمعية المباركة ومن ذلك انه اوردت مجلة الفرقان التابعة لجمعية احياء التراث الاسلامي مقالاً خطيراً للغاية كان عنوانه »بوق عمرو بن لحي يروج الشرك بالله- داخل الكويت- فمن له?!« وهذا المقال يعتبر نموذجاً واحداً من نماذج »اشكالية التصنيف« التي وقع فيها منتسبو جمعية التراث, وصارت هذه الاشكالية صفة بارزة وعلامة مميزة للمنتمين الى هذه الجمعية.
عندما قمت بالرد على هذا المقال ورفضت بشدة ابشع صور التصنيف الذي مارسه احد ابرز كتاب مجلة الفرقان آنذاك والذي اصبح الآن رئيساً لتحريرها واعني به الدكتور بسام الشطي, وقمت بكتابة مقالي الموسوم »ضحالة مجلة الفرقان مع الشيخ الجليل حمد سنان« كان اعتقادي وظني ان تقوم المجلة بالتراجع عن هذا الخطأ الجسيم في إلحاقها للشيخ حمد سنان بخندق الكفار ورأس المشركين على وجه الارض عمرو بن لحي, ولكني فوجئت باتصال كريم من الاخ بسام الشطي, يعاتبني فيه على عدم معرفتي بحقيقة الشيخ حمد سنان وان قناعته بالشيخ حمد سنان بأنه اشد على الاسلام من ابي لهب وليس فقط عمرو بن لحي, وسبب ذلك اعتقاده بأن الشيخ حمد سنان يرى بالطواف حول القبور وعبادتها.
قلت له: ليس كلامك صحيحاً فقط في دعواك ان الشيخ حمد سنان يقول بعبادة القبور والطواف حولها ولكني اجزم لك بأن صحة هذا الكلام على الشيخ حمد سنان من سابع المستحيلات, وانه ان صح هذا الكلام في معتقد ومنهج الشيخ حمد سنان فاني ابرأ إلى الله منه وانا أول من سيتصدى له لو انه روج لمثل هذه الامور الشركية البدعية.
ثم بعد ذلك بأيام قلائل وتحديداً في يوم الاحد الفائت الموافق 26/6/2005 كتب الزميل يوسف احمد المنديل في زاويته في جريدة الوطن مقالا جاء فيه خلاصة ما نوهت اليه في بداية هذا المقال وهو »اشكالية التصنيف« الواقع بها اغلب المنتمين الى جمعية احياء التراث, ونعني بالتصنيف هو تقسيمهم للناس وخصوصاً اخوانهم الدعاة فهذا قطبي نسبة الى المفسر سيد قطب رحمه الله وهذا سروري نسبة الى الشيخ محمد سرور زين العابدين, وهذا اخواني محترق, وذاك مبتدع هالك وهذا اشعري وذاك تكفيري فاحذروا منه وهكذا صار التصنيف وتقسيم الناس المنتمين الى اهل السنة والجماعة, هو العلامة المسجلة والسمة البارزة لجماعة جمعية احياء التراث الاسلامي.
لا أشك لحظة في صدق اخي الدكتور في كلية الشريعة بسام الشطي في غيرته على الدين, ولا بصدق يوسف المنديل وحماسه للدفاع عن منهجه, ولكن الصدق شيء والصواب شيء آخر, اذ ليس بينهما تلازم البتة, فكم من صادق مخطئ وكم من مخلص وقع في مفاسد الاعتقادات والاجتهادات .. نسأل الله ان يرينا جميعاً الحق حقاً ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه, آمين.
يوسف المنديل, هو نموذج حي لجناية منهج مجلة الفرقان وجمعية التراث على الجيل الذي تعود على ثقافة الجرائد والملخصات والفتاوى السريعة التي تأخذ طابع التعميم في التضليل والتكفير والتبديع والتفسيق, وهو منهج بدأ بترويجه داخل الجمعية المدعو عبدالله السبت منذ زمن بعيد وكان هو القطب الاهم في تفتيت وتشرذم شباب وقيادات جمعية التراث والتي تحولت بفضل منهجه »التصنيفي« الى سلفيات متناثرة فهذا سلفي جامي وذاك سلفي جهادي وهذا سلفي سروري, وهؤلاء مدخليون وهؤلاء تكفيريون وهذه سلفية علمية وتلك سلفية جهادية.. الخ صور التناثر المحزن الذي ابتلي به المنتسبون الى المنهج السلفي في الخليج عموماً والكويت خصوصاً.
من الادلة القطعية الدلالة على تشرب الاخ يوسف المنديل لمنهج التصنيف وتحوله اسيراً لهذا المنهج الخطير هو قوله في مقاله المعنون »محمد المليفي واذاعة القرآن الكريم« عن اذاعة القرآن الكريم انها اذاعة حزبية وليس فيها الا شرك وصوفية واناشيد واذا اجتمع هؤلاء الثلاثة كانت النتيجة ظلمات بعضها فوق بعض..!!
وقوله ايضا: فرق بين مجلة الفرقان التي تدعو الى التوحيد وبين كتب الظلام الشركية التي تخرج من مسجد البشر في منطقة مشرف باسم التوحيد! هل رأيتم يا معاشر القراء كيف اصبح التضليل والتبديع والتصنيف علامة مميزة لاتباع منهج جمعية التراث, وياليت هذا التضليل والتصنيف والتبديع قد قام على أسس وقواعد واضحة, ولكن كما سبق وقلنا توزيع اتهامات بالجملة واطلاق اوصاف ونعوت خطيرة على المنتسبين لأهل السنة والجماعة, والتعميم هو سيد الموقف في هذه الاتهامات الخطيرة, لذا ليس مستغرباً ان يصبح حافظ القرآن ومعلم التجويد وصاحب أول سند متصل مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم في القراءات بالكويت ومدرس النحو والفقه.. واحد أبرز ائمة المساجد في الكويت.. اشد على الاسلام في نظرهم من أبي لهب وزوجته حمالة الحطب!!
معاشر السادة النبلاء
في هذه السلسلة باذن الله سنرى معاً حقيقة هذه الاتهامات ومدى مصداقيتها, لا سيما الكتب الشركية التي تخرج من مسجد البشر كما يقولون, ومدى حقيقة ومصداقية قولهم ان اذاعة القرآن الكريم تروج لمشايخ الشرك?! وسنفهم معاً ما هو هذا الشرك المزعوم, وماذا قال إمام السلفية في عصره وشيخ الاسلام ابن تيمية عما اخرج الناس من الملة بسببه وكلام كثير أحسبه مهماً للغاية في تصحيح وتوجيه منهج اخواننا الكرام في جمعية احياء التراث الاسلامي .. فابقوا معنا.
* كاتب كويتي
mlaifi@maktoob.com
محمد يوسف المليفي
توطئة مهمة: كان بود كاتب هذه السطور أن يؤجل مقالاته الفكرية والدعوية والعقيدية إلى ما بعد الصيف, ولكن الاتصال الذي جاءني من رئيس تحرير مجلة الفرقان الدكتور الفاضل بسام الشطي, وما تلا الاتصال من مقال الزميل يوسف المنديل في جريدة الوطن الذي عنونه »محمد المليفي واذاعة القرآن الكريم« كل هذا جعلني استبق الامر, حيث ان نزع فتيل الشر والتواصي بالحق هو من البر وفعل الخير, وخير البر عاجله, فضلاً عن ان الامر الذي سبق وان نوهنا إليه في مقالنا المعنون »ضحالة مجلة الفرقان مع الشيخ الجليل حمد سنان« قد تعدى من خلاف فكري وخرج عن الاختلاف المنهجي ووصل للاسف الشديد الى الطعن بعقائد الناس ورميهم بالشرك الأكبر, بل واخراج الناس من الملة الاسلامية, لذا كان لابد من شحذ القلم وشد المئزر عل وعسى ان ينفع الله بسلسلتنا هذه مجاميع الدعاة ويخفف بها من الغل والضغائن بين جموع المنتسبين الى الصحوة الاسلامية المباركة.
في البداية سأستعرض معكم جملة من التجاوزات والاخطاء التي وقع بها بعض الاخوة الافاضل في جمعية احياء التراث والتي نستدل من خلالها على الخلل العام الواقع في المنهج الذي تتبعه جموع المنتسبين الى هذه الجمعية المباركة ومن ذلك انه اوردت مجلة الفرقان التابعة لجمعية احياء التراث الاسلامي مقالاً خطيراً للغاية كان عنوانه »بوق عمرو بن لحي يروج الشرك بالله- داخل الكويت- فمن له?!« وهذا المقال يعتبر نموذجاً واحداً من نماذج »اشكالية التصنيف« التي وقع فيها منتسبو جمعية التراث, وصارت هذه الاشكالية صفة بارزة وعلامة مميزة للمنتمين الى هذه الجمعية.
عندما قمت بالرد على هذا المقال ورفضت بشدة ابشع صور التصنيف الذي مارسه احد ابرز كتاب مجلة الفرقان آنذاك والذي اصبح الآن رئيساً لتحريرها واعني به الدكتور بسام الشطي, وقمت بكتابة مقالي الموسوم »ضحالة مجلة الفرقان مع الشيخ الجليل حمد سنان« كان اعتقادي وظني ان تقوم المجلة بالتراجع عن هذا الخطأ الجسيم في إلحاقها للشيخ حمد سنان بخندق الكفار ورأس المشركين على وجه الارض عمرو بن لحي, ولكني فوجئت باتصال كريم من الاخ بسام الشطي, يعاتبني فيه على عدم معرفتي بحقيقة الشيخ حمد سنان وان قناعته بالشيخ حمد سنان بأنه اشد على الاسلام من ابي لهب وليس فقط عمرو بن لحي, وسبب ذلك اعتقاده بأن الشيخ حمد سنان يرى بالطواف حول القبور وعبادتها.
قلت له: ليس كلامك صحيحاً فقط في دعواك ان الشيخ حمد سنان يقول بعبادة القبور والطواف حولها ولكني اجزم لك بأن صحة هذا الكلام على الشيخ حمد سنان من سابع المستحيلات, وانه ان صح هذا الكلام في معتقد ومنهج الشيخ حمد سنان فاني ابرأ إلى الله منه وانا أول من سيتصدى له لو انه روج لمثل هذه الامور الشركية البدعية.
ثم بعد ذلك بأيام قلائل وتحديداً في يوم الاحد الفائت الموافق 26/6/2005 كتب الزميل يوسف احمد المنديل في زاويته في جريدة الوطن مقالا جاء فيه خلاصة ما نوهت اليه في بداية هذا المقال وهو »اشكالية التصنيف« الواقع بها اغلب المنتمين الى جمعية احياء التراث, ونعني بالتصنيف هو تقسيمهم للناس وخصوصاً اخوانهم الدعاة فهذا قطبي نسبة الى المفسر سيد قطب رحمه الله وهذا سروري نسبة الى الشيخ محمد سرور زين العابدين, وهذا اخواني محترق, وذاك مبتدع هالك وهذا اشعري وذاك تكفيري فاحذروا منه وهكذا صار التصنيف وتقسيم الناس المنتمين الى اهل السنة والجماعة, هو العلامة المسجلة والسمة البارزة لجماعة جمعية احياء التراث الاسلامي.
لا أشك لحظة في صدق اخي الدكتور في كلية الشريعة بسام الشطي في غيرته على الدين, ولا بصدق يوسف المنديل وحماسه للدفاع عن منهجه, ولكن الصدق شيء والصواب شيء آخر, اذ ليس بينهما تلازم البتة, فكم من صادق مخطئ وكم من مخلص وقع في مفاسد الاعتقادات والاجتهادات .. نسأل الله ان يرينا جميعاً الحق حقاً ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه, آمين.
يوسف المنديل, هو نموذج حي لجناية منهج مجلة الفرقان وجمعية التراث على الجيل الذي تعود على ثقافة الجرائد والملخصات والفتاوى السريعة التي تأخذ طابع التعميم في التضليل والتكفير والتبديع والتفسيق, وهو منهج بدأ بترويجه داخل الجمعية المدعو عبدالله السبت منذ زمن بعيد وكان هو القطب الاهم في تفتيت وتشرذم شباب وقيادات جمعية التراث والتي تحولت بفضل منهجه »التصنيفي« الى سلفيات متناثرة فهذا سلفي جامي وذاك سلفي جهادي وهذا سلفي سروري, وهؤلاء مدخليون وهؤلاء تكفيريون وهذه سلفية علمية وتلك سلفية جهادية.. الخ صور التناثر المحزن الذي ابتلي به المنتسبون الى المنهج السلفي في الخليج عموماً والكويت خصوصاً.
من الادلة القطعية الدلالة على تشرب الاخ يوسف المنديل لمنهج التصنيف وتحوله اسيراً لهذا المنهج الخطير هو قوله في مقاله المعنون »محمد المليفي واذاعة القرآن الكريم« عن اذاعة القرآن الكريم انها اذاعة حزبية وليس فيها الا شرك وصوفية واناشيد واذا اجتمع هؤلاء الثلاثة كانت النتيجة ظلمات بعضها فوق بعض..!!
وقوله ايضا: فرق بين مجلة الفرقان التي تدعو الى التوحيد وبين كتب الظلام الشركية التي تخرج من مسجد البشر في منطقة مشرف باسم التوحيد! هل رأيتم يا معاشر القراء كيف اصبح التضليل والتبديع والتصنيف علامة مميزة لاتباع منهج جمعية التراث, وياليت هذا التضليل والتصنيف والتبديع قد قام على أسس وقواعد واضحة, ولكن كما سبق وقلنا توزيع اتهامات بالجملة واطلاق اوصاف ونعوت خطيرة على المنتسبين لأهل السنة والجماعة, والتعميم هو سيد الموقف في هذه الاتهامات الخطيرة, لذا ليس مستغرباً ان يصبح حافظ القرآن ومعلم التجويد وصاحب أول سند متصل مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم في القراءات بالكويت ومدرس النحو والفقه.. واحد أبرز ائمة المساجد في الكويت.. اشد على الاسلام في نظرهم من أبي لهب وزوجته حمالة الحطب!!
معاشر السادة النبلاء
في هذه السلسلة باذن الله سنرى معاً حقيقة هذه الاتهامات ومدى مصداقيتها, لا سيما الكتب الشركية التي تخرج من مسجد البشر كما يقولون, ومدى حقيقة ومصداقية قولهم ان اذاعة القرآن الكريم تروج لمشايخ الشرك?! وسنفهم معاً ما هو هذا الشرك المزعوم, وماذا قال إمام السلفية في عصره وشيخ الاسلام ابن تيمية عما اخرج الناس من الملة بسببه وكلام كثير أحسبه مهماً للغاية في تصحيح وتوجيه منهج اخواننا الكرام في جمعية احياء التراث الاسلامي .. فابقوا معنا.
* كاتب كويتي
mlaifi@maktoob.com