ديك الجن
10-04-2019, 12:58 AM
https://s.alqabas.com/storage/attachments/5714/1_550232_highres.jpg
محليات 3 أكتوبر 2019
محمد المصلح - يواصلون الليل بالنهار من أجل لقمة العيش.. يتعرضون للضغوط النفسية لتأمين المبلغ المادي للعقد الشهري.. حياتهم مليئة بقصص وأخبار الشعوب.. بعضهم أصبح يتحدث لغات عدة بحكم الاختلاط مع الزبائن من جنسيات مختلفة.
إنهم سائقو التاكسي الجوال، الذين يجوبون البلاد شمالا وجنوبا من أجل الظفر بالزبون، وحبذا لو كان مواطنا، حيث ستكون التسعيرة حينها مختلفة، حيث تعتمد الأجرة في اغلب الأحيان على شكل الزبون وهندامه، فمتى ما كان ظاهريا «كشخة»، كان السعر أغلى بقليل عن نظرائه من الزبائن. الزبون الكويتي «عملة نادرة».. هذا ما باح به عدد من سائقي التاكسي لـ القبس، بسبب عزوف المواطنين عن استخدام التاكسي الجوال، إلا في حالات الضرورة القصوى، ومنها على سبيل المثال تعطل مركباتهم على الطريق. «استخدام عداد التسعيرة غير مطلوب»..
هكذا أفصح السائقون عن بعض أسرار المهنة، إذ يفضل أغلب الزبائن معرفة أجرة المشوار قبل ركوب التاكسي، لاعتقادهم ان عداد التاكسي قد يخضع للغش، وزيادة الأسعار من خلال استخدام طرق متشعبة أو بعيدة، ليعد العداد ويرتفع السعر، بدلا من الاتجاه مباشرة الى المكان المقصود، على الرغم من ان الاعتماد على تسعيرة العداد قد يكون اقل تكلفة من تحديد السعر المسبق. حكايات خيالية قصص متنوعة وحكايات خيالية، تحدث بمجرد ركوب أي زبون معهم، فلكل منهم حكاية تختلف في مضمونها عن الآخر، فمنهم من يتحدث عن السياسة أو الأوضاع المعيشية في بلاده أو في وظائفه.
ومن أسرار ومتاعب المهنة، كما عبّر عدد منهم، أن بعض الشركات المتعاقدة معهم تخضعهم لشروط قاسية، تتطلب منهم الوفاء بتلك الشروط شهريا او أسبوعيا، حيث يدفع معظم السائقين مبالغ شهرية تصل الى 210 دنانير جراء الحصول على التاكسي الجوال. ومن ضمن قصص سائقي التاكسي الجوال، يقول أبو أحمد، وهو من جنسية عربية، انه يعمل في هذه المهنة منذ 10 سنوات تغيرت فيها الحال، والكسب المادي أصبح ضئيلا مقارنة بالبدايات. ويضيف: «لدي 4 أبناء، وكنت أعتقد وأنا في بلدي اني عندما أعمل في الكويت سأجني الأموال التي توفر لهم العيش الكريم، وهو ما حصل بالفعل، فعندما أتيت عملت في إحدى شركات المقاولات، وبعد فترة وجيزة انتقلت واتجهت للعمل في التاكسي الجوال، وقد حققت في بداياتي أرباحاً قياسية لبت طموحي وحققت جزءاً من أحلامي.
تغيرت الأحوال حديث أبي أحمد لا يخلو من الأسى، وقد واصل كلامه، وبدت على ملامحه الحسرة، قائلا: «بعد العمل لمدة عامين متتالين في التاكسي الجوال تغيرت الأحوال، حيث زادت أعداد شركات التاكسي، وأعداد السيارات، وأصبح التنافس من قبل السائقين على أشده، من اجل الظفر بأي زبون عابر، الامر الذي أثر سلبا على مدخولنا الشهري. ومن القصص الغريبة التي يتعرض لها أبو أحمد بصورة مستمرة، خلال تجواله في المناطق السكنية، ظاهرة هروب خدم المنازل، حيث واجه الكثير من العاملات يطلبن الاستغاثة لتوصيلهن إما إلى السفارة او مكتب الخدم، رغم ان بعضهن لا يملكن المال الكافي، الا اننا بدافع الشهامة العربية نقوم بتوصيلهن إلى مقاصدهن مجانا في بعض الأحيان. تكاليف مرهقة ويشكو السائق ايلي، وهو من الجنسية الهندية، من تعامل بعض الشركات معهم، وفرض مبالغ أسبوعية تصل إلى 49 دينارا جراء الحصول على التاكسي الجوال.
ويعمل إيلي منذ الفجر وحتى المساء من اجل توفير ذلك المبلغ الأسبوعي، الذي يقوم بتسليمه للشركة، محتفظا بما يزيد على ذلك المبلغ كمكسب له. وبتأثر بالغ يكشف ايلي عن جانب من اسرار المهنة: «ليس المطلوب مني دفع المبلغ المالي للشركة فقط، بل يجب ان التزم بتكاليف صيانة المركبة وتعبئة الوقود، وهي تكاليف ترهقنا، لاسيما ان السوق تعاني من شح الزبائن».
ويقول: «كنا في السابق نكسب 20 دينارا يوميا، ولكن الحال تغيرت حاليا، ولا نكاد نستطيع الحصول الا على نصف ذلك المبلغ». والزبون الكويتي في رأي إيلي عملة نادرة، ويعترف بأنه قد يزيد الأسعار عليه بشكل طفيف، لاسيما انه لا يستعمل التاكسي إلا في وقت الضرورة في حال تعطل مركبته على الطرق، وكذلك الحال في تطبيق زيادة التعرفة على كل شخص يكون مظهره الخارجي مميزاً.
تحديد الأسعار ويعمل السائق محمد أكبر، وهو من الجنسية الباكستانية، على تاكسي منذ 3 سنوات، ويقول: «بفضل التاكسي الجوال أعرف الآن العديد من اللغات، ولكن بشكل بسيط، فأفهم ما يريده الزبون، لاسيما من الآسيويين، كما انني ومن خلال حديثي مع الزبائن أستطيع معرفة أحوالهم وقصصهم وأخبار دولهم في سبيل التسلية معهم الى حين الوصول الى مقاصدهم».
ويبيّن أكبر عدداً من المتاعب التي تواجههم مع التاكسي الجوال، إذ يؤكد ان الشركة المتعاقد معها تطلب مبالغ شهرية تصل الى 210 دنانير جراء الحصول على التاكسي، وهو امر يشعرنا بالضغوط النفسية طوال اليوم، حتى نستطيع تلبية ذلك الشرط، فتجدنا نعمل منذ الصباح الباكر وحتى المساء من اجل توفير ذلك الشرط الجزائي، وبعد توفير المبلغ، يمكننا ان نعمل ونحقق المكاسب التي تكون ضئيلة». وتابع: «ولكن ما هو مشجع ان التاكسي، وبعد مرور 4 سنوات من العمل، نستطيع تملك المركبة، والتي حينها ستكون متهالكة، او تعرضت للعديد من الحوادث، والقليل منها يمكن ان يستمر في الخدمة».
ويقول أكبر: «لا تنفصل علاقتنا بالشركة بمجرد مرور 4 سنوات، بل نقوم بدفع دينار عن كل يوم، وهذا يمثل رسوماً ادارية من اجل تجديد الإقامة وغيرها من الالتزامات. حسب المزاج بسؤال أحد السائقين عن تحديد الأسعار، أجاب ان الزبائن لا يفضلون استخدام العداد، على الرغم من انه يعتبر أوفر ماليا لهم من عملية تحديد السعر المسبق قبل توصيلهم الى مشاويرهم، موضحا ان تسعيرة التوصيل تخضع لمزاج السائق وتقديراته للمشوار المقصود، الا انه في غالب الأحيان لا يزيد على 5 دنانير إن كان في المناطق الوسطى من البلاد.
منافسة الباصات يرى السائق شريف محمد، وهو من الجنسية المصرية، ان هموم سائقي التاكسي الجوال كثيرة، تبدأ من عدم وجود مواقف مخصصة في الشوارع، وكثرة المخالفات المرورية، التي تفقدهم جزءا كبيرا من ارباحهم الشهرية. ويصف شريف حال التاكسي الجوال بـ«المريض»، إذ أصبح الكثير من الزبائن والعمال يلجؤون الى الباصات العمومية لرخص أسعارها مقارنة بالتاكسي، وهو ما جعل بعض السائقين يفكر في هجر هذه المهنة الى مهن أخرى.
التطبيقات الإلكترونية يعترف أحد السائقين، ويدعى أبو كمال، بأن التطبيقات الالكترونية اثرت بصورة مباشرة على سوق التاكسي الجوال، فبإمكان اي شخص طلب سيارة التوصيل مباشرة عبر الهاتف النقال، وتحديد موقعه مع التعرفة من دون الوقوف في الشوارع انتظارا للتاكسي الجوال، وبالتالي التفاوض معه على التسعيرة. الضغوط النفسية التاكسي الجوال أسرار المهنة التطبيقات الإلكترونية قد يعجبك أيضاً
للمزيد: https://alqabas.com/article/5713428
محليات 3 أكتوبر 2019
محمد المصلح - يواصلون الليل بالنهار من أجل لقمة العيش.. يتعرضون للضغوط النفسية لتأمين المبلغ المادي للعقد الشهري.. حياتهم مليئة بقصص وأخبار الشعوب.. بعضهم أصبح يتحدث لغات عدة بحكم الاختلاط مع الزبائن من جنسيات مختلفة.
إنهم سائقو التاكسي الجوال، الذين يجوبون البلاد شمالا وجنوبا من أجل الظفر بالزبون، وحبذا لو كان مواطنا، حيث ستكون التسعيرة حينها مختلفة، حيث تعتمد الأجرة في اغلب الأحيان على شكل الزبون وهندامه، فمتى ما كان ظاهريا «كشخة»، كان السعر أغلى بقليل عن نظرائه من الزبائن. الزبون الكويتي «عملة نادرة».. هذا ما باح به عدد من سائقي التاكسي لـ القبس، بسبب عزوف المواطنين عن استخدام التاكسي الجوال، إلا في حالات الضرورة القصوى، ومنها على سبيل المثال تعطل مركباتهم على الطريق. «استخدام عداد التسعيرة غير مطلوب»..
هكذا أفصح السائقون عن بعض أسرار المهنة، إذ يفضل أغلب الزبائن معرفة أجرة المشوار قبل ركوب التاكسي، لاعتقادهم ان عداد التاكسي قد يخضع للغش، وزيادة الأسعار من خلال استخدام طرق متشعبة أو بعيدة، ليعد العداد ويرتفع السعر، بدلا من الاتجاه مباشرة الى المكان المقصود، على الرغم من ان الاعتماد على تسعيرة العداد قد يكون اقل تكلفة من تحديد السعر المسبق. حكايات خيالية قصص متنوعة وحكايات خيالية، تحدث بمجرد ركوب أي زبون معهم، فلكل منهم حكاية تختلف في مضمونها عن الآخر، فمنهم من يتحدث عن السياسة أو الأوضاع المعيشية في بلاده أو في وظائفه.
ومن أسرار ومتاعب المهنة، كما عبّر عدد منهم، أن بعض الشركات المتعاقدة معهم تخضعهم لشروط قاسية، تتطلب منهم الوفاء بتلك الشروط شهريا او أسبوعيا، حيث يدفع معظم السائقين مبالغ شهرية تصل الى 210 دنانير جراء الحصول على التاكسي الجوال. ومن ضمن قصص سائقي التاكسي الجوال، يقول أبو أحمد، وهو من جنسية عربية، انه يعمل في هذه المهنة منذ 10 سنوات تغيرت فيها الحال، والكسب المادي أصبح ضئيلا مقارنة بالبدايات. ويضيف: «لدي 4 أبناء، وكنت أعتقد وأنا في بلدي اني عندما أعمل في الكويت سأجني الأموال التي توفر لهم العيش الكريم، وهو ما حصل بالفعل، فعندما أتيت عملت في إحدى شركات المقاولات، وبعد فترة وجيزة انتقلت واتجهت للعمل في التاكسي الجوال، وقد حققت في بداياتي أرباحاً قياسية لبت طموحي وحققت جزءاً من أحلامي.
تغيرت الأحوال حديث أبي أحمد لا يخلو من الأسى، وقد واصل كلامه، وبدت على ملامحه الحسرة، قائلا: «بعد العمل لمدة عامين متتالين في التاكسي الجوال تغيرت الأحوال، حيث زادت أعداد شركات التاكسي، وأعداد السيارات، وأصبح التنافس من قبل السائقين على أشده، من اجل الظفر بأي زبون عابر، الامر الذي أثر سلبا على مدخولنا الشهري. ومن القصص الغريبة التي يتعرض لها أبو أحمد بصورة مستمرة، خلال تجواله في المناطق السكنية، ظاهرة هروب خدم المنازل، حيث واجه الكثير من العاملات يطلبن الاستغاثة لتوصيلهن إما إلى السفارة او مكتب الخدم، رغم ان بعضهن لا يملكن المال الكافي، الا اننا بدافع الشهامة العربية نقوم بتوصيلهن إلى مقاصدهن مجانا في بعض الأحيان. تكاليف مرهقة ويشكو السائق ايلي، وهو من الجنسية الهندية، من تعامل بعض الشركات معهم، وفرض مبالغ أسبوعية تصل إلى 49 دينارا جراء الحصول على التاكسي الجوال.
ويعمل إيلي منذ الفجر وحتى المساء من اجل توفير ذلك المبلغ الأسبوعي، الذي يقوم بتسليمه للشركة، محتفظا بما يزيد على ذلك المبلغ كمكسب له. وبتأثر بالغ يكشف ايلي عن جانب من اسرار المهنة: «ليس المطلوب مني دفع المبلغ المالي للشركة فقط، بل يجب ان التزم بتكاليف صيانة المركبة وتعبئة الوقود، وهي تكاليف ترهقنا، لاسيما ان السوق تعاني من شح الزبائن».
ويقول: «كنا في السابق نكسب 20 دينارا يوميا، ولكن الحال تغيرت حاليا، ولا نكاد نستطيع الحصول الا على نصف ذلك المبلغ». والزبون الكويتي في رأي إيلي عملة نادرة، ويعترف بأنه قد يزيد الأسعار عليه بشكل طفيف، لاسيما انه لا يستعمل التاكسي إلا في وقت الضرورة في حال تعطل مركبته على الطرق، وكذلك الحال في تطبيق زيادة التعرفة على كل شخص يكون مظهره الخارجي مميزاً.
تحديد الأسعار ويعمل السائق محمد أكبر، وهو من الجنسية الباكستانية، على تاكسي منذ 3 سنوات، ويقول: «بفضل التاكسي الجوال أعرف الآن العديد من اللغات، ولكن بشكل بسيط، فأفهم ما يريده الزبون، لاسيما من الآسيويين، كما انني ومن خلال حديثي مع الزبائن أستطيع معرفة أحوالهم وقصصهم وأخبار دولهم في سبيل التسلية معهم الى حين الوصول الى مقاصدهم».
ويبيّن أكبر عدداً من المتاعب التي تواجههم مع التاكسي الجوال، إذ يؤكد ان الشركة المتعاقد معها تطلب مبالغ شهرية تصل الى 210 دنانير جراء الحصول على التاكسي، وهو امر يشعرنا بالضغوط النفسية طوال اليوم، حتى نستطيع تلبية ذلك الشرط، فتجدنا نعمل منذ الصباح الباكر وحتى المساء من اجل توفير ذلك الشرط الجزائي، وبعد توفير المبلغ، يمكننا ان نعمل ونحقق المكاسب التي تكون ضئيلة». وتابع: «ولكن ما هو مشجع ان التاكسي، وبعد مرور 4 سنوات من العمل، نستطيع تملك المركبة، والتي حينها ستكون متهالكة، او تعرضت للعديد من الحوادث، والقليل منها يمكن ان يستمر في الخدمة».
ويقول أكبر: «لا تنفصل علاقتنا بالشركة بمجرد مرور 4 سنوات، بل نقوم بدفع دينار عن كل يوم، وهذا يمثل رسوماً ادارية من اجل تجديد الإقامة وغيرها من الالتزامات. حسب المزاج بسؤال أحد السائقين عن تحديد الأسعار، أجاب ان الزبائن لا يفضلون استخدام العداد، على الرغم من انه يعتبر أوفر ماليا لهم من عملية تحديد السعر المسبق قبل توصيلهم الى مشاويرهم، موضحا ان تسعيرة التوصيل تخضع لمزاج السائق وتقديراته للمشوار المقصود، الا انه في غالب الأحيان لا يزيد على 5 دنانير إن كان في المناطق الوسطى من البلاد.
منافسة الباصات يرى السائق شريف محمد، وهو من الجنسية المصرية، ان هموم سائقي التاكسي الجوال كثيرة، تبدأ من عدم وجود مواقف مخصصة في الشوارع، وكثرة المخالفات المرورية، التي تفقدهم جزءا كبيرا من ارباحهم الشهرية. ويصف شريف حال التاكسي الجوال بـ«المريض»، إذ أصبح الكثير من الزبائن والعمال يلجؤون الى الباصات العمومية لرخص أسعارها مقارنة بالتاكسي، وهو ما جعل بعض السائقين يفكر في هجر هذه المهنة الى مهن أخرى.
التطبيقات الإلكترونية يعترف أحد السائقين، ويدعى أبو كمال، بأن التطبيقات الالكترونية اثرت بصورة مباشرة على سوق التاكسي الجوال، فبإمكان اي شخص طلب سيارة التوصيل مباشرة عبر الهاتف النقال، وتحديد موقعه مع التعرفة من دون الوقوف في الشوارع انتظارا للتاكسي الجوال، وبالتالي التفاوض معه على التسعيرة. الضغوط النفسية التاكسي الجوال أسرار المهنة التطبيقات الإلكترونية قد يعجبك أيضاً
للمزيد: https://alqabas.com/article/5713428