زوربا
07-02-2005, 07:08 PM
يلتقي في العاصمة الفرنسية باريس الأسبوع المقبل لفيف من اللادينيين والملحدين من الشرق والغرب لصياغة برنامج ضد ما يرونه خطراً متنامياً تشكله الديانات والساسة المتدينيون على الدول العلمانية في أنحاء المعمورة.
وتحدد موعد اجتماع <<المؤتمر العالمي للادينيين>> ليتزامن مع الاحتفال بمرور مئة عام على صدور قانون الفصل بين الدين والدولة الفرنسي، وهي وثيقة مهمة تضع فرنسا إلى جانب الولايات المتحدة كحصنين للعلمانية.
ويقول رئيس الاتحاد الدولي اللاديني والأخلاقي روي براون، <<مع انزلاق المجتمع الأميركي نحو الدولة الدينية، ومع تزايد التدين بل والأصولية في كل القارات، لا بد أن نتخذ موقفاً>>.
والاتحاد الدولي اللاديني والأخلاقي الذي يشترك مع هيئة فرنسية أخرى هي، <<التفكير الليبرالي>>، والتي تضم مفكرين ليبراليين هو مظلة عالمية للادينيين والعلمانيين والملحدين تضم في عضويتها 95 منظمة من 35 دولة.
وقال المدير التنفيذي للاتحاد بابو جوجينيني وهو من الهند إن قيم التنوير في القرن الثامن عشر التي جسدها فلاسفة فرنسيون مثل فولتير وديدرو وفلاسفة بريطانيون مثل توم بين وديفيد هيوم تتعرض لهجوم متزايد. واستطرد يقول <<موضوع المؤتمر وهو الفصل بين الدين والدولة هو قضية مهمة لحرية الضمير في كل مكان>>.
وأضاف جوجينيني <<لكننا شهدنا في السنوات الأخيرة تغلغلاً بطيئاً للدين في الحياة العامة في عشرات الدول في الهند ونيجيريا وروسيا وسلوفاكيا وباكستان وبنغلادش وبريطانيا وأيضا في الولايات المتحدة>>.
وصدم اللادينيون الأوروبيون بما وصفه كثيرون بأنه <<جنون إعلامي>> في تغطية وفاة البابا يوحنا بولس الثاني، لكنهم شعروا بسعادة لنجاح حملتهم لتجنب أي إشارة للدين في دستور الاتحاد الأوروبي المتعثر. وقالوا في رسائل احتجاج أرسلوها للصحف وهيئات الإذاعة إن التغطية الكثيفة لجنازة بابا الفاتيكان وتنصيب خليفته ترقى إلى حد الدعاية المجانية للكاثوليكية على حساب التفكير العقلاني.
وأشار اللادينيون الى أن خليفته البابا بندكت أعلن أن التنوير <<واحد من أكبر الشرور التي سقط فيها البشر>> وتعهد بمحاربة العلمانية.
وعلى الضفة الأخرى من المحيط الأطلسي يرى اللادينيون والملحدون الأميركيون أن الأصوليين المسيحيين الذين يساندون الرئيس الأميركي جورج بوش، <<الذي تعمد من جديد>>، يوسعون نفوذهم ليشمل المدارس والمختبرات العلمية بل والمتاحف الشهيرة. ويرون في هذا تهديداً للتناغم الاجتماعي لا في وجه غير المؤمنين فحسب وإنما في وجه الديانات الأخرى. وقال رئيس تحرير مجلة <<البحث الحر>>، بول كيرتز <<لا شك بأننا على شفا تحزبات دينية>>.
ويقول اللادينيون إن رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير، المتحالف مع بوش في حرب العراق وهو رئيس الوزراء الأكثر تديناً منذ قرن، يشجع المدارس الدينية ويسمح لبعضها بأن تقول إن نظرية تشارلز داروين عن النشوء والارتقاء خاطئة.
واللادينيون هم حديثو العهد نسبياً في أفريقيا وإن كان بعض مفكري وكتاب القارة الكبار مثل النيجيري وول سوينكا والكيني نجوجي وا ثيونجو من الأتباع الملتزمين بالفلسفة الانسانية. لكن السكرتير التنفيذي للحركة اللادينية في نيجيريا، ليو ايجوي، يقول إن غير المؤمنين هناك <<يواجهون استبعاداً وتمييزاً منهجياً وانتهاكاً لحقوق الإنسان... بينما يتصارع المتعصبون الإسلاميون والمسيحيون على السلطة والنفوذ>>.
وقال ايجوي <<الأساس العلماني لنيجيريا تآكل بالفعل وسقطت البلاد بأسرها في ظلام اجتماعي وسياسي وفكري وأخلاقي>>.
وتشير دورية <<فوكاس أون أفريكا>> الصادرة في لندن الى أن الحركات المسيحية الانجيلية التي ترعاها الولايات المتحدة منتشرة في كثير من أنحاء القارة وأنها تحل محل الكنائس الكاثوليكية والأسقفية كما تفعل في أميركا اللاتينية.
وقال كوامي اوكونور، الغاني المولد من معهد التنمية الأفريقية ومقره في نيويورك، للمجلة التي تصدرها هيئة الإذاعة البريطانية <<بي بي سي>>، <<ليس هذا احتلالاً للأرض بقدر ما هو احتلال للعقل>>.
ويقول اينايا ناريستي من الاتحاد اللاديني الراديكالي إن زعماء الحكومة العلمانية من الناحية الرسمية في الهند وهي دولة تتصارع فيها الجماعات الهندوسية والمسلمة غالباً ما يبرزون الشخصيات الدينية ويشركونها في احتفالات الدولة. ويضيف ناريستي أنه حتى الحكومات الشيوعية في بعض الولايات مثل كيرالا تدعم مالياً الاحتفالات الدينية وتقول إن هذا يشجع السياحة.
ويقول اللادينيون إنه حتى في روسيا التي أخضع الحكم الشيوعي السابق فيها الدين لرقابة صارمة جرت استمالة الكنيسة الارثوذكسية في النظام الجديد.
وكثيراً ما يظهر زعيم الكنيسة البطريرك ألكسي إلى جوار الرئيس فلاديمير بوتين الذي كثيراً ما يتباهى بنفسه بالتراث المسيحي لبلاده. ويجري الآن تدريس مبادئ الأرثوذكسية بما في ذلك الصلوات في مدارس الدولة.
ويقول رئيس الجمعية اللادينية الروسية وأستاذ الفلسفة في جامعة موسكو فاليري كوفاكين، إن منظمته تشن حملة لم تحقق نجاحاً لإدخال الفلسفة الانسانية كبديل.
ويقول ابن وراق الذي نشأ كمسلم في الهند وهو كاتب متخصص في ديانات الشرق الأوسط وآسيا إن غير المؤمنين منبوذون في بعض الدول الإسلامية بوصفهم كفاراً ويمكن أن يواجهوا في كثير من الأماكن محاكمة رسمية بل الإعدام.
ونتيجة لذلك لا يفصح اللادينيون عن آرائهم أو يجدون أنفسهم مستهدفين بتهمة <<التجديف>> مثلما حدث مع الطبيبة والروائية تسليمة نسرين في بنغلادش وينتهي بهم الحال في السجن أو الهرب للخارج مثلما فعلت.
وتطرح هذه القضايا كلها على جدول أعمال مؤتمر باريس الذي يعقد في ما بين الرابع والسابع من تموز كما تعقد جلسات في مقر منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) وجامعة السوربون.
ويقول جوجينيني <<بغض النظر عما سيتمخض عنه، نتوقع أن يستمد اللادينيون في أنحاء العالم القوة من معرفة أن هناك ملايين كثيرة منا متحدين في دفاعهم عن المثل العقلانية والعلمانية>>.
وتحدد موعد اجتماع <<المؤتمر العالمي للادينيين>> ليتزامن مع الاحتفال بمرور مئة عام على صدور قانون الفصل بين الدين والدولة الفرنسي، وهي وثيقة مهمة تضع فرنسا إلى جانب الولايات المتحدة كحصنين للعلمانية.
ويقول رئيس الاتحاد الدولي اللاديني والأخلاقي روي براون، <<مع انزلاق المجتمع الأميركي نحو الدولة الدينية، ومع تزايد التدين بل والأصولية في كل القارات، لا بد أن نتخذ موقفاً>>.
والاتحاد الدولي اللاديني والأخلاقي الذي يشترك مع هيئة فرنسية أخرى هي، <<التفكير الليبرالي>>، والتي تضم مفكرين ليبراليين هو مظلة عالمية للادينيين والعلمانيين والملحدين تضم في عضويتها 95 منظمة من 35 دولة.
وقال المدير التنفيذي للاتحاد بابو جوجينيني وهو من الهند إن قيم التنوير في القرن الثامن عشر التي جسدها فلاسفة فرنسيون مثل فولتير وديدرو وفلاسفة بريطانيون مثل توم بين وديفيد هيوم تتعرض لهجوم متزايد. واستطرد يقول <<موضوع المؤتمر وهو الفصل بين الدين والدولة هو قضية مهمة لحرية الضمير في كل مكان>>.
وأضاف جوجينيني <<لكننا شهدنا في السنوات الأخيرة تغلغلاً بطيئاً للدين في الحياة العامة في عشرات الدول في الهند ونيجيريا وروسيا وسلوفاكيا وباكستان وبنغلادش وبريطانيا وأيضا في الولايات المتحدة>>.
وصدم اللادينيون الأوروبيون بما وصفه كثيرون بأنه <<جنون إعلامي>> في تغطية وفاة البابا يوحنا بولس الثاني، لكنهم شعروا بسعادة لنجاح حملتهم لتجنب أي إشارة للدين في دستور الاتحاد الأوروبي المتعثر. وقالوا في رسائل احتجاج أرسلوها للصحف وهيئات الإذاعة إن التغطية الكثيفة لجنازة بابا الفاتيكان وتنصيب خليفته ترقى إلى حد الدعاية المجانية للكاثوليكية على حساب التفكير العقلاني.
وأشار اللادينيون الى أن خليفته البابا بندكت أعلن أن التنوير <<واحد من أكبر الشرور التي سقط فيها البشر>> وتعهد بمحاربة العلمانية.
وعلى الضفة الأخرى من المحيط الأطلسي يرى اللادينيون والملحدون الأميركيون أن الأصوليين المسيحيين الذين يساندون الرئيس الأميركي جورج بوش، <<الذي تعمد من جديد>>، يوسعون نفوذهم ليشمل المدارس والمختبرات العلمية بل والمتاحف الشهيرة. ويرون في هذا تهديداً للتناغم الاجتماعي لا في وجه غير المؤمنين فحسب وإنما في وجه الديانات الأخرى. وقال رئيس تحرير مجلة <<البحث الحر>>، بول كيرتز <<لا شك بأننا على شفا تحزبات دينية>>.
ويقول اللادينيون إن رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير، المتحالف مع بوش في حرب العراق وهو رئيس الوزراء الأكثر تديناً منذ قرن، يشجع المدارس الدينية ويسمح لبعضها بأن تقول إن نظرية تشارلز داروين عن النشوء والارتقاء خاطئة.
واللادينيون هم حديثو العهد نسبياً في أفريقيا وإن كان بعض مفكري وكتاب القارة الكبار مثل النيجيري وول سوينكا والكيني نجوجي وا ثيونجو من الأتباع الملتزمين بالفلسفة الانسانية. لكن السكرتير التنفيذي للحركة اللادينية في نيجيريا، ليو ايجوي، يقول إن غير المؤمنين هناك <<يواجهون استبعاداً وتمييزاً منهجياً وانتهاكاً لحقوق الإنسان... بينما يتصارع المتعصبون الإسلاميون والمسيحيون على السلطة والنفوذ>>.
وقال ايجوي <<الأساس العلماني لنيجيريا تآكل بالفعل وسقطت البلاد بأسرها في ظلام اجتماعي وسياسي وفكري وأخلاقي>>.
وتشير دورية <<فوكاس أون أفريكا>> الصادرة في لندن الى أن الحركات المسيحية الانجيلية التي ترعاها الولايات المتحدة منتشرة في كثير من أنحاء القارة وأنها تحل محل الكنائس الكاثوليكية والأسقفية كما تفعل في أميركا اللاتينية.
وقال كوامي اوكونور، الغاني المولد من معهد التنمية الأفريقية ومقره في نيويورك، للمجلة التي تصدرها هيئة الإذاعة البريطانية <<بي بي سي>>، <<ليس هذا احتلالاً للأرض بقدر ما هو احتلال للعقل>>.
ويقول اينايا ناريستي من الاتحاد اللاديني الراديكالي إن زعماء الحكومة العلمانية من الناحية الرسمية في الهند وهي دولة تتصارع فيها الجماعات الهندوسية والمسلمة غالباً ما يبرزون الشخصيات الدينية ويشركونها في احتفالات الدولة. ويضيف ناريستي أنه حتى الحكومات الشيوعية في بعض الولايات مثل كيرالا تدعم مالياً الاحتفالات الدينية وتقول إن هذا يشجع السياحة.
ويقول اللادينيون إنه حتى في روسيا التي أخضع الحكم الشيوعي السابق فيها الدين لرقابة صارمة جرت استمالة الكنيسة الارثوذكسية في النظام الجديد.
وكثيراً ما يظهر زعيم الكنيسة البطريرك ألكسي إلى جوار الرئيس فلاديمير بوتين الذي كثيراً ما يتباهى بنفسه بالتراث المسيحي لبلاده. ويجري الآن تدريس مبادئ الأرثوذكسية بما في ذلك الصلوات في مدارس الدولة.
ويقول رئيس الجمعية اللادينية الروسية وأستاذ الفلسفة في جامعة موسكو فاليري كوفاكين، إن منظمته تشن حملة لم تحقق نجاحاً لإدخال الفلسفة الانسانية كبديل.
ويقول ابن وراق الذي نشأ كمسلم في الهند وهو كاتب متخصص في ديانات الشرق الأوسط وآسيا إن غير المؤمنين منبوذون في بعض الدول الإسلامية بوصفهم كفاراً ويمكن أن يواجهوا في كثير من الأماكن محاكمة رسمية بل الإعدام.
ونتيجة لذلك لا يفصح اللادينيون عن آرائهم أو يجدون أنفسهم مستهدفين بتهمة <<التجديف>> مثلما حدث مع الطبيبة والروائية تسليمة نسرين في بنغلادش وينتهي بهم الحال في السجن أو الهرب للخارج مثلما فعلت.
وتطرح هذه القضايا كلها على جدول أعمال مؤتمر باريس الذي يعقد في ما بين الرابع والسابع من تموز كما تعقد جلسات في مقر منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) وجامعة السوربون.
ويقول جوجينيني <<بغض النظر عما سيتمخض عنه، نتوقع أن يستمد اللادينيون في أنحاء العالم القوة من معرفة أن هناك ملايين كثيرة منا متحدين في دفاعهم عن المثل العقلانية والعلمانية>>.