بو شلاخ
09-24-2019, 11:45 PM
24 سبتمبر 2019
https://s.alqabas.com/storage/attachments/5711/EFN0lIgWkAAI_R8_880100_highres.jpg
الغانم: خطاب الكراهية بوابة تقود إلى الجحيم
دعا رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، آسيا وأوروبا الى التركيز على الهموم المشتركة لدول القارتين. وشدد الغانم، في كلمة ألقاها، أمس، أمام مؤتمر البرلمانات الاوروبية الآسيوية الرابع (يورو آسيان) المنعقد في العاصمة الكازاخستانية نور سلطان، على ضرورة التصدي لخطاب الكراهية والعمل على وضع حلول نهائية للملفات المزمنة تاريخيا، وعلى رأسها القضية الفلسطينية. واشار الى ضرورة تغيير المعادلة المغلوطة التي تصور صراعا بين آسيا متخلفة وتعاني عقد النقص، مقابل أوروبا متعالية وباردة وغير مبالية، مضيفا: «دائما ما أتساءل ما الذي يجعل لقاءنا كآسيويين وأوروبيين في كازاخستان، حيث قلب آسيا، طبيعيا وعاديا ومألوفا؟ وماذا عن عشرات الأديان الممتدة من الشرق الى الغرب؟».
وتساءل الغانم: «ماذا عن الحروب وصراع الحضارات والامبراطوريات بين القارتين عبر التاريخ؟ وماذا عن اختلاف الأجناس والاعراق والألوان بين ضفتي هذا الحزام الجغرافي الهائل والأكثر أهمية؟
ماذا عن اختلاف لغاتنا ولهجاتنا؟». وأضاف: «انا هنا لا أريد ان أكون قاطعا في اجابتي، لكنني أكاد اجزم ان سبب لقائنا وتواصلنا وتفاعلنا، رغم كل شيء، هو همنا المشترك وهو هم لم يتغير عبر التاريخ؛ هم الناس في العيش بكرامة وأمن واكتفاء، وهم الناس في التصالح مع الطبيعة وهزيمتها ان أمكن أو التحايل عليها اذا ارغمنا على ذلك، وهم الناس في تأمين مستقبل أبنائهم».
وتابع الغانم: «هذا الهم المشترك أكبر من الحروب والصراعات والاعراق والأديان وهذا ما يجعل لكل صراع نهاية ولكل حرب خاتمة ولهذا فعمر طريق الحرير أطول بكثير من عمر أكبر معركة حربية وعمر التواصل بيننا أكثر امتدادا من عمر القطيعة وعمر الحاجة وهو عنوان الانسان الصارخ أكثر خلودا من عمر العزلة والانكفاء والاكتفاء».
وبين ان «أكثر خطاب يبعث على القلق هو خطاب الكراهية الخطاب المتخم بالفوبيات المتخيلة، الخطاب المحرض على الآخر، الخطاب المنطوي على فهم مغلوط وقراءات مخلة، فتصبح المعادلة هكذا: آسيا المكتظة والمتخلفة، آسيا العبء، آسيا المصدرة للمشاكل والملفات المزمنة، آسيا المسكونة بعقدة النقص، مقابل أوروبا الباردة غير المكترثة، أوروبا المتعالية، أوروبا المسكونة بعقدة الامبريالي الجشع».
معضلات التنمية وذكر الغانم ان «هذا النوع من الخطاب والفهم وما يستتبعه من ممارسة هو بوابتنا الى الجحيم السياسي، لأنه خطاب يتناسى قضايانا الواقعية المصيرية المشتركة، ويركز على المتوهم والمتخيل، انه خطاب يتناسى مشاكل البطالة في آسيا وأوروبا ومشاكل الطاقة والمياه ومعضلات التنمية في كلتا القارتين، وغير ذلك من ملفات مشتركة». وقال إن «مسؤوليتنا كبرلمانيين وكممثلين للشعوب أن نساهم في خلق خطاب انساني جامع يركز على المشتركات والهموم الجماعية العابرة للقارات وعلى الأولويات المستحقة، وما هذا الاجتماع إلا خطوة لتفعيل حوار مستمر وممتد بين قارتينا».
وأكد ضرورة العمل حثيثا لإيجاد حلول نهائية للكثير من الملفات المزمنة في آسيا وأوروبا، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، مبينا ان هناك أمرا مهما باعثا للقلق أيضا، وهو بقاء الكثير من الملفات والقضايا المزمنة في القارتين من دون حل «أتحدث هنا عن جروح مفتوحة عمر بعضها يزيد على نصف قرن». وأضاف: «بما انني من الشرق الأوسط، من المنطقة التي نال منها التعب كثيرا بسبب التهاب ظروفها على الدوام، سأعيد التذكير بأقدم ملف مزمن في العالم، وأعني هنا القضية الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي».
وقال الغانم إن «71 عاما من الظلم والجور والقمع والقتل والتجويع والحصار، 71 عاما من الصلف والعناد والمكابرة، 71 عاما من الانتهاك الممنهج لكل قرارات الأمم المتحدة ولكل اتفاقيات حقوق الإنسان والعهود الدولية، ولا يزال هذا الجرح مفتوحا، وهو جرح لا يخص الشرق الأوسط، لأن الكل معني به، وشظاياه كانت على الدوام عابرة للقارات». وحذر من ان إبقاء هذا الملف من دون حل ومن دون ضغط على المتسبب ومن دون تفعيل آليات الردع السياسية والحقوقية والأخلاقية ينذر بعواقب كارثية على الجميع. وأكد أن التخلي عن الفلسطينيين وحقوقهم المشروعة أدى وسيؤدي على الدوام إلى استشراء اليأس والإحباط والغضب والانفعال «وهذه كلها مواد خام أولية تدخل في صناعة الإرهاب».
للمزيد: https://alqabas.com/article/5710887
https://s.alqabas.com/storage/attachments/5711/EFN0lIgWkAAI_R8_880100_highres.jpg
الغانم: خطاب الكراهية بوابة تقود إلى الجحيم
دعا رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، آسيا وأوروبا الى التركيز على الهموم المشتركة لدول القارتين. وشدد الغانم، في كلمة ألقاها، أمس، أمام مؤتمر البرلمانات الاوروبية الآسيوية الرابع (يورو آسيان) المنعقد في العاصمة الكازاخستانية نور سلطان، على ضرورة التصدي لخطاب الكراهية والعمل على وضع حلول نهائية للملفات المزمنة تاريخيا، وعلى رأسها القضية الفلسطينية. واشار الى ضرورة تغيير المعادلة المغلوطة التي تصور صراعا بين آسيا متخلفة وتعاني عقد النقص، مقابل أوروبا متعالية وباردة وغير مبالية، مضيفا: «دائما ما أتساءل ما الذي يجعل لقاءنا كآسيويين وأوروبيين في كازاخستان، حيث قلب آسيا، طبيعيا وعاديا ومألوفا؟ وماذا عن عشرات الأديان الممتدة من الشرق الى الغرب؟».
وتساءل الغانم: «ماذا عن الحروب وصراع الحضارات والامبراطوريات بين القارتين عبر التاريخ؟ وماذا عن اختلاف الأجناس والاعراق والألوان بين ضفتي هذا الحزام الجغرافي الهائل والأكثر أهمية؟
ماذا عن اختلاف لغاتنا ولهجاتنا؟». وأضاف: «انا هنا لا أريد ان أكون قاطعا في اجابتي، لكنني أكاد اجزم ان سبب لقائنا وتواصلنا وتفاعلنا، رغم كل شيء، هو همنا المشترك وهو هم لم يتغير عبر التاريخ؛ هم الناس في العيش بكرامة وأمن واكتفاء، وهم الناس في التصالح مع الطبيعة وهزيمتها ان أمكن أو التحايل عليها اذا ارغمنا على ذلك، وهم الناس في تأمين مستقبل أبنائهم».
وتابع الغانم: «هذا الهم المشترك أكبر من الحروب والصراعات والاعراق والأديان وهذا ما يجعل لكل صراع نهاية ولكل حرب خاتمة ولهذا فعمر طريق الحرير أطول بكثير من عمر أكبر معركة حربية وعمر التواصل بيننا أكثر امتدادا من عمر القطيعة وعمر الحاجة وهو عنوان الانسان الصارخ أكثر خلودا من عمر العزلة والانكفاء والاكتفاء».
وبين ان «أكثر خطاب يبعث على القلق هو خطاب الكراهية الخطاب المتخم بالفوبيات المتخيلة، الخطاب المحرض على الآخر، الخطاب المنطوي على فهم مغلوط وقراءات مخلة، فتصبح المعادلة هكذا: آسيا المكتظة والمتخلفة، آسيا العبء، آسيا المصدرة للمشاكل والملفات المزمنة، آسيا المسكونة بعقدة النقص، مقابل أوروبا الباردة غير المكترثة، أوروبا المتعالية، أوروبا المسكونة بعقدة الامبريالي الجشع».
معضلات التنمية وذكر الغانم ان «هذا النوع من الخطاب والفهم وما يستتبعه من ممارسة هو بوابتنا الى الجحيم السياسي، لأنه خطاب يتناسى قضايانا الواقعية المصيرية المشتركة، ويركز على المتوهم والمتخيل، انه خطاب يتناسى مشاكل البطالة في آسيا وأوروبا ومشاكل الطاقة والمياه ومعضلات التنمية في كلتا القارتين، وغير ذلك من ملفات مشتركة». وقال إن «مسؤوليتنا كبرلمانيين وكممثلين للشعوب أن نساهم في خلق خطاب انساني جامع يركز على المشتركات والهموم الجماعية العابرة للقارات وعلى الأولويات المستحقة، وما هذا الاجتماع إلا خطوة لتفعيل حوار مستمر وممتد بين قارتينا».
وأكد ضرورة العمل حثيثا لإيجاد حلول نهائية للكثير من الملفات المزمنة في آسيا وأوروبا، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، مبينا ان هناك أمرا مهما باعثا للقلق أيضا، وهو بقاء الكثير من الملفات والقضايا المزمنة في القارتين من دون حل «أتحدث هنا عن جروح مفتوحة عمر بعضها يزيد على نصف قرن». وأضاف: «بما انني من الشرق الأوسط، من المنطقة التي نال منها التعب كثيرا بسبب التهاب ظروفها على الدوام، سأعيد التذكير بأقدم ملف مزمن في العالم، وأعني هنا القضية الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي».
وقال الغانم إن «71 عاما من الظلم والجور والقمع والقتل والتجويع والحصار، 71 عاما من الصلف والعناد والمكابرة، 71 عاما من الانتهاك الممنهج لكل قرارات الأمم المتحدة ولكل اتفاقيات حقوق الإنسان والعهود الدولية، ولا يزال هذا الجرح مفتوحا، وهو جرح لا يخص الشرق الأوسط، لأن الكل معني به، وشظاياه كانت على الدوام عابرة للقارات». وحذر من ان إبقاء هذا الملف من دون حل ومن دون ضغط على المتسبب ومن دون تفعيل آليات الردع السياسية والحقوقية والأخلاقية ينذر بعواقب كارثية على الجميع. وأكد أن التخلي عن الفلسطينيين وحقوقهم المشروعة أدى وسيؤدي على الدوام إلى استشراء اليأس والإحباط والغضب والانفعال «وهذه كلها مواد خام أولية تدخل في صناعة الإرهاب».
للمزيد: https://alqabas.com/article/5710887