المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة ليلى سوريتشيتس



على
07-01-2005, 02:57 PM
لم يكن لدى والدتها عند الوضع مقص لقص الحبل السري.. فقطعته إحداهن بأسنانها

عادت ليلى سوريتشيتش المولودة في 11 يوليو (تموز) بسريبرينتسا 1995، وتحديدا في بلوتشاري القريبة منها، منذ عدة ايام مع عائلتها من سانت لويس بالولايات المتحدة الاميركية لزيارة منزلهم بسريبرينتسا الذي تركته منذ 10 سنوات تقريبا وهي مغمضة العينين حيث كانت حديثة الولادة هربا من المذابح التي كان يتعرض لها الالبان خلال تلك الايام العصيبة. وكانت العودة بهدف المشاركة في الذكرى العاشرة للمذبحة التي عاشها اهالي سريبرينتسا. عادت ليلى الى سريبرينتسا مع امها (خبيرة) ووالدها (محمد) واخيها (هارون) لتقف على اطلال سمعت عنها كثيرا، ولم ترها قط في حياتها، ولترى ايضا مقابر الاقرباء والاحباء الذين قضوا على «مذبح صربيا الكبرى».

وقالت والدتها خبيرة لـ«الشرق الأوسط»: كنت مع عدد كبير من النساء والاطفال الذين تجمعوا في بلوتشاري في انتظار التوجه الى توزلا عندما شعرت بأعراض المخاض ولم يكن معي سوى قارورة ماء وقطعة من الجبن المجفف كنت قد احتفظت بها لذلك اليوم شديد القيظ ولتلك اللحظة التي تعقب الآلام التي تشعر بها كل ام عند الوضع لعلني استطيع توفير بعض الحليب للقادم نحو المجهول. ولم يكن لخبيرة ولا لأي من النساء اللواتي تحلقن حولها عند الوضع مقص او أي شيء لقص حبل الولادة، فقطعته احداهن بأسنانها، ولم يكن لديها ما تلف به ابنتها الوليدة فخلعت غطاء رأسها لتلفها به، وكان كل املها الا تختنق الوليدة من شدة الحر او قلة اللبن او الاكتظاظ في بلوتشاري او السيارة. اما زوجها فلم يكن يعلم شيئا عن معاناتها في تلك اللحظة فقد كان يصارع الجوع والعطش وخطر الوقوع في ايدي الصرب حيث توجه مع آخرين للغابة بحثا عن طريق الى توزلا.

كانت ليلى مولودتها الاولى، ولذلك كان املها عند الولادة اكبر وعندما وصلت الى توزلا كادت تموت من شدة الاعياء والتعب والانهاك. وكأن ليلى وهي في ساعاتها الاولى في الحياة تدرك ما كان يدور حولها من مآس، فأمها تؤكد بأنها لم تبك عند الولادة، كما لم تبك في الطريق ولا حتى الايام الاولى في حياتها. في ذلك اليوم 11 يوليو (تموز) اجهضت 5 نساء، حسب رواية خبيرة. ولكن شهادات اخرى تفيد بان حالات الاجهاض كانت بالعشرات.

وعندما وصلت مع الاخريات الى توزلا لم تكن تفكر سوى في ابنتها، وهناك تلقت اولى المساعدات من الهيئات الخيرية التي اعدت عدتها لاستقبال المهجرين او المطرودين من سريبرنيتسا والفارين من الموت. وعندها فقط بكت ليلى، بحسب رواية امها، لم تكن تدري الوالدة ان كان ذلك بكاء الفرح او ان الوقت اصبح مسموحا فيه ببكاء الاطفال، فلطالما اخمدت انفاس الاطفال الباكين على يد الجنود الصرب وهم يطالبون بالماء والخبز.

محمد، والد ليلى، الذي لم يكن يعلم بأنه رزق بابنة، اطلق عليها اسم ليلى بعد 15 يوما قضاها في الغابة بحثا عن مخرج من شبكة الموت التي صنعها الصرب حول سريبرينتسا، وفي الغابة اكل الاعشاب واوراق الاشجار ليبقى على قيد الحياة. ليلى اليوم ابنة التسع سنوات وبضعة اشهر، سعيدة لرؤيتها بيت عائلتها في سريبرينتسا حيث تعيش جدتها حاليا هناك. قالت انها تحب سريبرينتسا لانها مدينتها وانها ستعود اليها نهائيا بعد إنهاء دراستها في الولايات المتحدة. وعن امانيها قالت انها تأمل في ان تصبح صحافية وكاتبة لتروي عذابات وآلام الآخرين للعالم ومنها عذابات وآلام سريبرينتسا.

الدكتور شحرور
07-01-2005, 05:38 PM
القصص والمأسي مثل قصة ليلي كثيرة ولا تنتهي والشكر للولايات المتحدة التى وإن تدخلت متأخرة لإنقاذ الوضع المتدهور ، إلا ان ذلك يسجل لها كأنجاز عمل على منع المزيد من سفك الدماء البريئة للمسلمين هناك .