على
07-01-2005, 02:48 PM
شهادات الناجين من «معصرة الدم»
كانت الحرارة مرتفعة في سماء سريبرينتسا يوم 11 يوليو (تموز) 1995، زادتها التهابا أصوات ولهيب القذائف المنهمرة على المدينة وأسقف منازلها، ورؤوس السكان، حتى بدت وكأنها جحيم لا يطاق. نظرت سمية البالغة من العمر سبعين عاما إلى السماء فبدت لها مكفهرة، فأحست بأن الملحمة قد كتبت على أهالي سريبرينتسا بعد تأخر الرد على نداء الاستغاثة الذي أرسله السكان للعالم مع ارتفاع حدة القصف الصربي للمدينة. نهضت وبدأت في جمع بعض الحاجيات الضرورية للطريق بعد أن قرر الاهالي مغادرتها في اتجاه توزلا. وكانت سمية التي تحدثت لـ«الشرق الاوسط» تشاهد وهي في فناء المنزل جاراتها يقمن بنفس العمل، يودعن الابناء ويصبرن بعضهن بعضا على ما يجري وما سيجري.
تجمع الناس، ولا سيما كبار السن والاطفال والنساء، في مكان واحد، بينما توجه الرجال إلى الغابة، وكان الصرب قد أحضروا بعض الحافلات لنقل السكان خارج المدينة، فهم لا يريدون أن يشاركهم الالبان المسلمون الارض. وتضيف «عندما تم وضع الناس في الحافلات بدأت عمليات الفرز من خلال أسماء أعدت سلفا، فهم كانوا جيرانا ويناديهم المسلمون بالاخوة الصرب». وتتابع سمية «كانوا يأخذون الفتيات والاطفال ما فوق الثماني سنوات والرجال الذين لم يتجاوزا الثمانين عاما وجميعهم لم يعد ابدا».
وكان الجنرال ملاديتش قائد قوات صرب البوسنة على رأس القتلة في سريبرينتسا «كان يريد عائلات بعينها، عائلات مشهورة ولها تاريخ في البوسنة من حيث العلم والثقافة والتعليم أو الدين والمكانة الاجتماعية، وما أن يتعرف على أعضائها من بين الركاب حتى يتم انزالهم وأخذهم إلى أماكن مجهولة وقد عثر على أكثرهم داخل المقابر الجماعية». وتتابع سمية «أظهر ملاديتش منتهى الوحشية والصلافة.
قال للسكان الذين كانوا يتوسلون إليه لتركهم أحياء : لا أحد يستطيع أن ينقذكم، حتى الله لا يستطيع ذلك، ولكني أستطيع». لا تعرف سمية مصير الكثير ممن تم أخذهم من الحافلات إلا عبر أنباء العثور عليهم داخل مقابر جماعية، أما البقية فلم يعودوا أبدا وانقطعت أخبارهم حتى اليوم. كان بين ممن تم أخذهم من الحافلات «فتيات وفتيان لم يتجاوزوا الثمانية اعوام وأمهاتهم يصرخن من الفاجعة، وكان الجنود يدفعونهن فيسقطن على وجوههن المتصببة عرقا وعندما يقمن ثانية تبدو طبقة من التراب الملتصقة على وجوههن، تشققها أخاديد من الدماء المسالة من أنوفهن واسنانهن.
وعندما اصرت احدى النساء على عدم مفارقة ابنتها وكانت في الخامسة عشرة من عمرها أمر أحد القادة بأخذها مع ابنتها وقد عثر عليهما في مقبرة جماعية قرب فوتشا (شرق البوسنة)». وتروي سمية قصصا أخرى عن فتاة «اغتصبها الصرب بدون أن يقتلوها لاعتقادهم بأنها ستلد طفلا صربيا. وهي قصص تكررت كثيرا في البوسنة، وقد ولدت الفتاة بعد 9 أشهر لكنها لم تقبل أن تعيش مع رضيعها فتبنته عائلة تركية لا تعرفها وهو الآن يعيش في تركيا. ولا أحد يعرف عن مصيره شيئا». وقصص «أطفال الاغتصاب» الذين نقلوا بعد ولادتهم إلى تركيا حيث تقوم عائلات تركية بتربيتهم على طريقتها كثيرة جدا، ولا توجد أم واحدة تعلم مصير ابنتها أو ابنها الذي سلمته إلى عائلات تركية غير معروفة العنوان.
وتتابع سمية الحديث عن سريبرينتسا بقولها «قصص لا يمكن روايتها ولا يعرف مرارتها إلا من عاشها، يعجز اللسان عن الوصف. في بلوتتشاري القريبة من سريبرينتسا والتي تجمع فيها الاهالي للرحيل عن مدينتهم جرت قصص آخرى، انتزع أطفال من بين أحضان أمهاتهم، لم يكونو كثيرا، تقريبا 5 أو 6 أطفال وسمعنا أن خلافا دب بين الجنود الصرب حولهم أدى إلى قتل أحدهم لعدد من رفاقه ومن ثم أجهز على الرضع ثم سلم نفسه لقائده ولا ندري ماذا حصل معه». وهناك معاناة من نوع آخر «بعض الرجال الذين علموا بتعرض نسائهم للاغتصاب أقدموا على طلاقهن وقد تزوجن من آخرين، ولكن جرح الاثنين لم يندمل بعد».
كانت الحرارة مرتفعة في سماء سريبرينتسا يوم 11 يوليو (تموز) 1995، زادتها التهابا أصوات ولهيب القذائف المنهمرة على المدينة وأسقف منازلها، ورؤوس السكان، حتى بدت وكأنها جحيم لا يطاق. نظرت سمية البالغة من العمر سبعين عاما إلى السماء فبدت لها مكفهرة، فأحست بأن الملحمة قد كتبت على أهالي سريبرينتسا بعد تأخر الرد على نداء الاستغاثة الذي أرسله السكان للعالم مع ارتفاع حدة القصف الصربي للمدينة. نهضت وبدأت في جمع بعض الحاجيات الضرورية للطريق بعد أن قرر الاهالي مغادرتها في اتجاه توزلا. وكانت سمية التي تحدثت لـ«الشرق الاوسط» تشاهد وهي في فناء المنزل جاراتها يقمن بنفس العمل، يودعن الابناء ويصبرن بعضهن بعضا على ما يجري وما سيجري.
تجمع الناس، ولا سيما كبار السن والاطفال والنساء، في مكان واحد، بينما توجه الرجال إلى الغابة، وكان الصرب قد أحضروا بعض الحافلات لنقل السكان خارج المدينة، فهم لا يريدون أن يشاركهم الالبان المسلمون الارض. وتضيف «عندما تم وضع الناس في الحافلات بدأت عمليات الفرز من خلال أسماء أعدت سلفا، فهم كانوا جيرانا ويناديهم المسلمون بالاخوة الصرب». وتتابع سمية «كانوا يأخذون الفتيات والاطفال ما فوق الثماني سنوات والرجال الذين لم يتجاوزا الثمانين عاما وجميعهم لم يعد ابدا».
وكان الجنرال ملاديتش قائد قوات صرب البوسنة على رأس القتلة في سريبرينتسا «كان يريد عائلات بعينها، عائلات مشهورة ولها تاريخ في البوسنة من حيث العلم والثقافة والتعليم أو الدين والمكانة الاجتماعية، وما أن يتعرف على أعضائها من بين الركاب حتى يتم انزالهم وأخذهم إلى أماكن مجهولة وقد عثر على أكثرهم داخل المقابر الجماعية». وتتابع سمية «أظهر ملاديتش منتهى الوحشية والصلافة.
قال للسكان الذين كانوا يتوسلون إليه لتركهم أحياء : لا أحد يستطيع أن ينقذكم، حتى الله لا يستطيع ذلك، ولكني أستطيع». لا تعرف سمية مصير الكثير ممن تم أخذهم من الحافلات إلا عبر أنباء العثور عليهم داخل مقابر جماعية، أما البقية فلم يعودوا أبدا وانقطعت أخبارهم حتى اليوم. كان بين ممن تم أخذهم من الحافلات «فتيات وفتيان لم يتجاوزوا الثمانية اعوام وأمهاتهم يصرخن من الفاجعة، وكان الجنود يدفعونهن فيسقطن على وجوههن المتصببة عرقا وعندما يقمن ثانية تبدو طبقة من التراب الملتصقة على وجوههن، تشققها أخاديد من الدماء المسالة من أنوفهن واسنانهن.
وعندما اصرت احدى النساء على عدم مفارقة ابنتها وكانت في الخامسة عشرة من عمرها أمر أحد القادة بأخذها مع ابنتها وقد عثر عليهما في مقبرة جماعية قرب فوتشا (شرق البوسنة)». وتروي سمية قصصا أخرى عن فتاة «اغتصبها الصرب بدون أن يقتلوها لاعتقادهم بأنها ستلد طفلا صربيا. وهي قصص تكررت كثيرا في البوسنة، وقد ولدت الفتاة بعد 9 أشهر لكنها لم تقبل أن تعيش مع رضيعها فتبنته عائلة تركية لا تعرفها وهو الآن يعيش في تركيا. ولا أحد يعرف عن مصيره شيئا». وقصص «أطفال الاغتصاب» الذين نقلوا بعد ولادتهم إلى تركيا حيث تقوم عائلات تركية بتربيتهم على طريقتها كثيرة جدا، ولا توجد أم واحدة تعلم مصير ابنتها أو ابنها الذي سلمته إلى عائلات تركية غير معروفة العنوان.
وتتابع سمية الحديث عن سريبرينتسا بقولها «قصص لا يمكن روايتها ولا يعرف مرارتها إلا من عاشها، يعجز اللسان عن الوصف. في بلوتتشاري القريبة من سريبرينتسا والتي تجمع فيها الاهالي للرحيل عن مدينتهم جرت قصص آخرى، انتزع أطفال من بين أحضان أمهاتهم، لم يكونو كثيرا، تقريبا 5 أو 6 أطفال وسمعنا أن خلافا دب بين الجنود الصرب حولهم أدى إلى قتل أحدهم لعدد من رفاقه ومن ثم أجهز على الرضع ثم سلم نفسه لقائده ولا ندري ماذا حصل معه». وهناك معاناة من نوع آخر «بعض الرجال الذين علموا بتعرض نسائهم للاغتصاب أقدموا على طلاقهن وقد تزوجن من آخرين، ولكن جرح الاثنين لم يندمل بعد».