المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وساطات غربية مع لبنان لحماية "إسرائيل".. ونصر الله يعلق



مسافر
08-29-2019, 11:59 AM
الأربعاء ٢٨ أغسطس ٢٠١٩

https://media.alalamtv.net/uploads/855x495/2019/08/28/156696346195403800.jpg

كتبت صحيفة "الأخبار " تقول : كعادتهم، يهرع الأميركيون لحماية "إسرائيل"، هذه المرّة عبر محاولات ‏التخفيف من أهمية العدوان الإسرائيلي على لبنان وتقديم ضمانات وهمية ‏بانضباط "إسرائيل" عن استهداف لبنان، ‎ليحصل الرد ولننته من هذا الفصل"، هو حصيلة الموقف الإسرائيلي حالياً.

هذا ما عكسته اتصالات دولية مع لبنان ‏أبدت اهتماماً بإنهاء حال الاستنفار القائمة في كيان الاحتلال. لكن الأهم هو أن العالم مدرك بأن الرد حتمي، وأن ‏المسؤولين اللبنانيين، على اختلافهم، أكدوا أيضاً حتمية الردّ. وإذا كان الرئيسان ميشال عون ونبيه بري قد أعلنا ‏دعمهما الفوري لأي رد من جانب المقاومة، فإن الرئيس سعد الحريري لم يقُد حملة مضادة، ولو أنه حرص على إبلاغ ‏الجميع خشيته من تدهور الوضع.

لكن موقفه لم يكن معاكساً للتوجه الرسمي العام الذي عبّر عنه بيان المجلس الأعلى ‏للدفاع، أمس، بالتأكيد على "حق اللبنانيين في الدفاع عن النفس بكل الوسائل ضد أي اعتداء، وعلى أن الوحدة الوطنية ‏أمضى سلاح في وجه العدوان". ما وَفَّرَ، للمرة الأولى منذ زمن الرئيس إميل لحود، التغطية الرسمية الحاسمة والكاملة ‏لحق لبنان ومقاومته في الرد على اعتداءات العدو‎.

الجانب الآخر من خيبة الأمل الغربية، انعكس في أن الأميركيين عادوا ليكرروا الحديث عن "ضرورة عدم المبالغة في ‏ما حصل"، مع "تأكيد أن واشنطن ستضمن عودة التزام "إسرائيل" بقواعد الاشتباك". بينما شعر البريطانيون بأنه ‏‏"غير مرحب بأي تواصل منهم أو عبرهم". أما الفرنسيون فقد تبلّغوا، بوضوح، أن الرد حتمي ولا مجال لأي نقاش ‏حوله، وأن قرار المقاومة حاسم بإعادة ضبط الأمور وفق قواعد اشتباك تمنع العدو من امتلاك أي هامش مناورة، مع ‏تأكيد أنها لا تسعى الى حرب، وأن الرد يهدف الى منع وقوع الحرب. على أن الإشارة الأبلغ، كانت في امتناع الجانب ‏الألماني عن الدخول في أي اتصالات، وهو الطرف الأكثر تفاعلاً في العادة لفهمه طبيعة الطرفين‎.

أسئلة كثيرة أثيرت حول طبيعة الرد الذي يمكن أن يقوم به حزب الله. وبدا كأن ثمة استعجالاً لافتاً، من جانب كثيرين، ‏للرد، حتى من "إسرائيل "التي تتصرف على قاعدة أن الرد أكيد، لكنها تتمنى أن يحصل سريعاً، وتسعى من خلال ‏الغرب إلى أن يكون شكلياً. وفي هذا السياق، فُسّرت كثافة الطيران المسيّر في سماء لبنان خلال الساعات الـ 36 ‏الماضية، وكأنه دعوة من إسرائيل إلى المقاومة لإسقاط إحدى هذه المسيّرات واعتبار ذلك رداً كافياً‎.

في الجانب السياسي، لمست جهات بارزة في بيروت إشارات غربية تفسر أحد جوانب القلق من نشوب حرب كبيرة. ‏وبدا ذلك من خلال انتقادات غربية للعدوان الإسرائيلي، بناءً على أن الغرب يسعى الى منع انهيار لبنان اقتصادياً، ‏خشية أن يؤدي ذلك إلى انتقال حتمي وسريع لربع مليون لبناني من لبنان الى الغرب. وحذّر هؤلاء من أن نشوب ‏حرب كبيرة ومدمرة مترافقة مع الانهيار الاقتصادي، ستتسبب بموجة نزوح أكبر من ذلك لن يتمكن أحد من منعها، ‏وستشمل اللبنانيين وغير اللبنانيين المقيمين في لبنان‎.

أي رد؟‎

في الميدان، عززت قوات الاحتلال إجراءاتها الاحترازية على طول الحدود مع لبنان، مع توصيات للمستوطنين بعدم ‏الاقتراب من السياج الحدودي خشية حصول عمليات خطف. كما عملت على تكثيف حركة طائرات الاستطلاع بهدف ‏مراقبة أي حركة من الجانب اللبناني. واعتمدت القوات الدولية العاملة في الجنوب إجراءات قضت بعدم خروج الجنود ‏من مواقعهم، ومنعهم من الاتصال عبر الهواتف الخلوية وعدم تحريك الآليات‎.‎
من جانب المقاومة،

الموقف ثابت بالإصرار على تنفيذ الرد وفق توقيت وآلية وعنوان يتناسب مع طبيعة العدوان. ‏وبحسب مطلعين، فإن التأخير في تنفيذ الرد ليس إلا عنصر تكتيك، وأن تأخير الرد أياماً أو أكثر، لن يجعله أقل قساوة‎.

وفسر المطلعون الموقف على قاعدة أن الرد لن يكون عملية انتقامية تقضي بضرب هدف أو قتل جندي إسرائيلي. بل ‏هو رد يهدف الى ترسيخ معادلة جديدة تقوم على فكرة أن العدو لن يتمكن من القيام بأي عدوان جديد، وسيكون ‏مضطراً إلى ضبط خروقاته البرية والجوية والبحرية للسيادة اللبنانية. وبالتالي، فإن اختيار الهدف والزمان كما آلية ‏الرد وطريقته، تتصل في كيفية جعل الرد محققاً لهذا الهدف‎.

وتتقاطع هذه الأجواء، مع ما سُرّب من كلام عن لسان السيد حسن نصر الله خلال لقاء أمس مع المبلغين العاشورائيين في لقاء يعقده ‏معهم سنوياً قبل رأس السنة الهجرية، إذ قال: "فيكن تناموا مرتاحين، الرد مش اليوم". وقال نصر الله إنه "وقت ‏ضربة القنيطرة، كان الجو حامي وكان هناك 6 شهداء وانتظرنا 10 أيام، الآن لسنا مستعجلين وليبق الإسرائيلي ‏مستنفراً‎".

وبخصوص الطائرات المسيرة، أكد أن "حزب الله لم يلتزم بأن يسقط كل الطائرات. المقاومة تقدّر متى وأين تضرب، ‏يمكن أن تُسقط بعض الطائرات ليس أكثر، بشكل يقيّد حركة الإسرائيلي الاستطلاعية. وإذا كان لدينا سلاح نوعي فلن ‏نستهلكه بالطائرات المسيرة‎".‎