فاطمي
08-22-2019, 10:08 AM
https://s.alqabas.com/storage/attachments/5701/66_254253_highres.jpg
21 أغسطس 2019
محمد أمين - عبّرت آريان طبطبائي، الباحثة الأميركية من أصول إيرانية في مؤسسة راند، التابعة لوزارة الدفاع الأميركية، في مقالة نشرتها في مجلة فورين أفيرز، عن اعتقادها بأن تدخل طهران في سوريا أفاد كثيراً القوات المسلحة الإيرانية، على مدى السنوات الخمس الماضية، بل ان هذه الحرب غيرت أساليب إيران القتالية، مردفة أنها ليست متأكدة ما إذا كان الأميركيون يأخذون ذلك بعين الاعتبار.
وجاء في المقالة: «لفهم قواعد اللعبة العسكرية لطهران في أي صراع مستقبلي مع الولايات المتحدة، ينبغي على واشنطن أن تولي اهتماما شديدا لما تعلّمه الإيرانيون في سوريا. فمنذ بداية القرن العشرين، نادراً ما نشرت إيران قوات خارج حدودها.
في 1973 ــ 1974. في ظل الجمهورية الإسلامية التي تأسست في نهاية السبعينات، خاضت إيران حرباً استمرت ثماني سنوات ضد العراق، وبعد انتهائها، حددت طهران نطاق تدخلاتها الأجنبية بالمساعدة والمشورة، وكانت البلاد تفتقر إلى قدرات عسكرية تقليدية كبيرة».
وتذكر الكاتبة: «عندما بدأت الاضطرابات في سوريا في ربيع عام 2011، اتبعت طهران قواعد اللعبة المعتادة. لقد أرسلت التكنولوجيا والمعدات والأسلحة، بالإضافة إلى المستشارين الذين يمكنهم الاستفادة من تجربتهم في سحق المتظاهرين المناهضين للنظام في الداخل. لكن عندما انحدرت سوريا إلى حرب أهلية شاملة، أجبر القادة الإيرانيون والمخططون العسكريون على التكيف مع الوضع إذا أرادوا منع سقوط الأسد واستبداله بنظام معادٍ لإيران».
قوات خاصة وتضيف طبطبائي: «في عام 2013، بدأت طهران بنشر قوات خاصة في سوريا كجزء من نهج أكثر علانية وحزماً.
وإضافة إلى قوات الحرس الثوري، التي ترسلها طهران عادة للقيام بمهام سرية، نشرت أفراداً من ميليشياتها العسكرية التقليدية وميليشيات المتطوعين المعروفة باسم الباسيج. وفي الوقت نفسه، شهدت سوريا تدخلاً من «حزب الله» وبعض الميليشيات العراقية الموالية لإيران. ولتعزيز هذه القوات، جندت طهران ونشرت ميليشيات جديدة من باكستان وأفغانستان، وتلقى بعضهم وعوداً بالحصول على تعويضات وإقامة في إيران مقابل انضمامهم إلى القتال. وأردفت الباحثة: «بالقدر نفسه من الأهمية، توقفت طهران عن محاولة إخفاء تورطها في سوريا، بعد أن كانت في البداية تنفي القيام بعمليات سرية هناك، كما تفعل عادة، وبدأت في المجاهرة بالتدخل في الصراع.
وبحلول عام 2016، كانت منصات وسائل التواصل الاجتماعي التابعة للحرس الثوري ومنافذ الأخبار الحكومية تبث مقاطع فيديو لقائد الحرس قاسم سليماني، وهو يزور جبهة القتال، مصافحا ومحتضنا المقاتلين الأجانب. وعندما ضربت فيضانات هائلة مناطق في إيران في ربيع عام 2019، جرت الاستعانة بالمقاتلين الأجانب من سوريا للمساعدة في جهود الإغاثة.
ولم تنسق القوات الإيرانية ووكلاؤها مع نظام الأسد فحسب، بل مع الحكومة الروسية، التي بدأت في توفير الدعم الجوي للجهد السوري والإيراني في عام 2015. وقد مثل هذا تطوراً مهماً آخر. فطهران وموسكو ترتبطان بعلاقة مضطربة تاريخياً، ومبنية على التعاون في ظل التوتر وعدم الثقة.
ولم يفلح تحالفهما في الحرب في سوريا في تبديد الشك المتبادل بينهما، لكنهما قدما مثالاً رائعاً لما يمكن أن يحققه التعاون عندما تتماشى المصالح الإيرانية والروسية. فقد كان الدعم الجوي الروسي المنسق بشكل وثيق مع الحرس وشبكته من الوكلاء الأجانب، حاسماً في نجاح العمليات الإيرانية وإنقاذ نظام الأسد». تأثير سوريا وتردف طبطبائي: «كانت الحرب في سوريا المرة الأولى منذ انتهاء الحرب الإيرانية ــ العراقية، التي تعرضت فيها القوات الإيرانية لقتال حقيقي خارج الحدود.
لقد كان لهذه التجربة تأثير عميق على التفكير العسكري الإيراني، وأجبر طهران على تحديث عقائدها وإجراءاتها العسكرية، وتعزيز تماسكها وقدرتها على القيام بعمليات مشتركة مع جيوش أجنبية. وقد يكون لتطور النهج العسكري الإيراني انعكاسات حقيقية على الولايات المتحدة وقواتها المسلحة، سواء بشكل مباشر أو من خلال وكلاء، ومن المرجح أن يواصل البلدان صدامهما في المستقبل المنظور. تعمل القوات الإيرانية والقوات المدعومة من إيران الآن على مقربة من القوات الأميركية وشركائها في أفغانستان والعراق وسوريا والخليج العربي. صحيح ان القدرات العسكرية التقليدية لإيران لا تضاهي قدرات الولايات المتحدة، كما أنها لا تملك أسلحة نووية.
لكن أكبر تهديد تواجهه الولايات المتحدة من إيران يكمن في قدراتها الحربية الهجينة، التي بنتها طهران على مدى العقود الأربعة الماضية، وتكاملت في سوريا. تتمتع إيران الآن بقدرات تجنيد جديدة وشبكة موسعة من الوكلاء، ومرجع إعلامي ضخم، وقدرة عالية على التنسيق مع حلفاء تقليديين مثل روسيا.. لقد غيّر دعم الأسد أساليب الحرب الإيرانية، رغم أنه ليس من الواضح ما إذا هناك في واشنطن من لاحظ ذلك.
كان تدخل إيران المكلف حاسماً لبقاء الأسد. كما كان له تأثيره العميق على إيران نفسها، لقد أدت تجربة القتال في سوريا إلى تغيير أسلوب إيران في خوض الحروب، وتغيير التكتيكات الإيرانية وإجبار الجيش على اكتساب قدرات جديدة، لا سيما عندما يتعلق الأمر بالتعاون مع الجيوش الأجنبية وتدريب وكلاء إيران العسكريين».
للمزيد: https://alqabas.com/article/5700384
21 أغسطس 2019
محمد أمين - عبّرت آريان طبطبائي، الباحثة الأميركية من أصول إيرانية في مؤسسة راند، التابعة لوزارة الدفاع الأميركية، في مقالة نشرتها في مجلة فورين أفيرز، عن اعتقادها بأن تدخل طهران في سوريا أفاد كثيراً القوات المسلحة الإيرانية، على مدى السنوات الخمس الماضية، بل ان هذه الحرب غيرت أساليب إيران القتالية، مردفة أنها ليست متأكدة ما إذا كان الأميركيون يأخذون ذلك بعين الاعتبار.
وجاء في المقالة: «لفهم قواعد اللعبة العسكرية لطهران في أي صراع مستقبلي مع الولايات المتحدة، ينبغي على واشنطن أن تولي اهتماما شديدا لما تعلّمه الإيرانيون في سوريا. فمنذ بداية القرن العشرين، نادراً ما نشرت إيران قوات خارج حدودها.
في 1973 ــ 1974. في ظل الجمهورية الإسلامية التي تأسست في نهاية السبعينات، خاضت إيران حرباً استمرت ثماني سنوات ضد العراق، وبعد انتهائها، حددت طهران نطاق تدخلاتها الأجنبية بالمساعدة والمشورة، وكانت البلاد تفتقر إلى قدرات عسكرية تقليدية كبيرة».
وتذكر الكاتبة: «عندما بدأت الاضطرابات في سوريا في ربيع عام 2011، اتبعت طهران قواعد اللعبة المعتادة. لقد أرسلت التكنولوجيا والمعدات والأسلحة، بالإضافة إلى المستشارين الذين يمكنهم الاستفادة من تجربتهم في سحق المتظاهرين المناهضين للنظام في الداخل. لكن عندما انحدرت سوريا إلى حرب أهلية شاملة، أجبر القادة الإيرانيون والمخططون العسكريون على التكيف مع الوضع إذا أرادوا منع سقوط الأسد واستبداله بنظام معادٍ لإيران».
قوات خاصة وتضيف طبطبائي: «في عام 2013، بدأت طهران بنشر قوات خاصة في سوريا كجزء من نهج أكثر علانية وحزماً.
وإضافة إلى قوات الحرس الثوري، التي ترسلها طهران عادة للقيام بمهام سرية، نشرت أفراداً من ميليشياتها العسكرية التقليدية وميليشيات المتطوعين المعروفة باسم الباسيج. وفي الوقت نفسه، شهدت سوريا تدخلاً من «حزب الله» وبعض الميليشيات العراقية الموالية لإيران. ولتعزيز هذه القوات، جندت طهران ونشرت ميليشيات جديدة من باكستان وأفغانستان، وتلقى بعضهم وعوداً بالحصول على تعويضات وإقامة في إيران مقابل انضمامهم إلى القتال. وأردفت الباحثة: «بالقدر نفسه من الأهمية، توقفت طهران عن محاولة إخفاء تورطها في سوريا، بعد أن كانت في البداية تنفي القيام بعمليات سرية هناك، كما تفعل عادة، وبدأت في المجاهرة بالتدخل في الصراع.
وبحلول عام 2016، كانت منصات وسائل التواصل الاجتماعي التابعة للحرس الثوري ومنافذ الأخبار الحكومية تبث مقاطع فيديو لقائد الحرس قاسم سليماني، وهو يزور جبهة القتال، مصافحا ومحتضنا المقاتلين الأجانب. وعندما ضربت فيضانات هائلة مناطق في إيران في ربيع عام 2019، جرت الاستعانة بالمقاتلين الأجانب من سوريا للمساعدة في جهود الإغاثة.
ولم تنسق القوات الإيرانية ووكلاؤها مع نظام الأسد فحسب، بل مع الحكومة الروسية، التي بدأت في توفير الدعم الجوي للجهد السوري والإيراني في عام 2015. وقد مثل هذا تطوراً مهماً آخر. فطهران وموسكو ترتبطان بعلاقة مضطربة تاريخياً، ومبنية على التعاون في ظل التوتر وعدم الثقة.
ولم يفلح تحالفهما في الحرب في سوريا في تبديد الشك المتبادل بينهما، لكنهما قدما مثالاً رائعاً لما يمكن أن يحققه التعاون عندما تتماشى المصالح الإيرانية والروسية. فقد كان الدعم الجوي الروسي المنسق بشكل وثيق مع الحرس وشبكته من الوكلاء الأجانب، حاسماً في نجاح العمليات الإيرانية وإنقاذ نظام الأسد». تأثير سوريا وتردف طبطبائي: «كانت الحرب في سوريا المرة الأولى منذ انتهاء الحرب الإيرانية ــ العراقية، التي تعرضت فيها القوات الإيرانية لقتال حقيقي خارج الحدود.
لقد كان لهذه التجربة تأثير عميق على التفكير العسكري الإيراني، وأجبر طهران على تحديث عقائدها وإجراءاتها العسكرية، وتعزيز تماسكها وقدرتها على القيام بعمليات مشتركة مع جيوش أجنبية. وقد يكون لتطور النهج العسكري الإيراني انعكاسات حقيقية على الولايات المتحدة وقواتها المسلحة، سواء بشكل مباشر أو من خلال وكلاء، ومن المرجح أن يواصل البلدان صدامهما في المستقبل المنظور. تعمل القوات الإيرانية والقوات المدعومة من إيران الآن على مقربة من القوات الأميركية وشركائها في أفغانستان والعراق وسوريا والخليج العربي. صحيح ان القدرات العسكرية التقليدية لإيران لا تضاهي قدرات الولايات المتحدة، كما أنها لا تملك أسلحة نووية.
لكن أكبر تهديد تواجهه الولايات المتحدة من إيران يكمن في قدراتها الحربية الهجينة، التي بنتها طهران على مدى العقود الأربعة الماضية، وتكاملت في سوريا. تتمتع إيران الآن بقدرات تجنيد جديدة وشبكة موسعة من الوكلاء، ومرجع إعلامي ضخم، وقدرة عالية على التنسيق مع حلفاء تقليديين مثل روسيا.. لقد غيّر دعم الأسد أساليب الحرب الإيرانية، رغم أنه ليس من الواضح ما إذا هناك في واشنطن من لاحظ ذلك.
كان تدخل إيران المكلف حاسماً لبقاء الأسد. كما كان له تأثيره العميق على إيران نفسها، لقد أدت تجربة القتال في سوريا إلى تغيير أسلوب إيران في خوض الحروب، وتغيير التكتيكات الإيرانية وإجبار الجيش على اكتساب قدرات جديدة، لا سيما عندما يتعلق الأمر بالتعاون مع الجيوش الأجنبية وتدريب وكلاء إيران العسكريين».
للمزيد: https://alqabas.com/article/5700384