المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : «استراتيجية الخروج» من اليمن: الإمارات تستغيث بإيران



مسافر
07-11-2019, 12:26 PM
وفيق قانصوه

الخميس 11 تموز 2019


طهران ترفض عرضاً إماراتياً للانسحاب: تخطّيتم الخطوط الحمر

«أنصار الله» لأبو ظبي: سنحيّد منشآتكم الحيوية

إبن راشد لإبن زايد: صاروخ يمني واحد في دبي يدمّر كل ما بنيناه

«الإمارات تنسحب من اليمن». حتى اللحظة، يجري التعامل مع الحدث الذي أُعلِن قبل أيام بالكثير من التشكيك. لكن المعلومات المستقاة من مصادر واسعة الاطلاع تُظهر قراراً استراتيجياً اتخذه حكام أبو ظبي نتيجة التهديد بوصول الحريق إلى داخل «دارِهم». ولأجل إبعاد هذه الكأس عنهم، استنجدوا بطهران وموسكو

«لا شيء لدينا نتفاوض حوله معكم بعدما تخطّيتم الخطوط الحمر».

كان هذا الرد الحاسم الذي سمعه وفد أمني إماراتي رفيع المستوى زار طهران قبل أسابيع قليلة، عقب التفجيرات التي استهدفت سفناً تجارية وناقلات نفط في ميناء الفجيرة الاماراتي في 12 أيار الماضي.

الوفد الرفيع (الذي يتردد أنه زار طهران مرتين) حمل معه، وفق مصادر دبلوماسية مطلعة، ما اعتقد الاماراتيون يومها أنه «عرض لا يُقاوم». ثلاثة بنود واضحة: الأول، إعادة العلاقات بين البلدين إلى طبيعتها. الثاني، تأمين حماية مشتركة من البلدين للممرات البحرية لتأمين تدفق النفط من كل الدول المطلّة على الخليج. الثالث، والأهم: نحن مستعدون لمغادرة اليمن!

لم ييأس الاماراتيون بعد الردّ الايراني الصارم، فتوسّلوا وساطة روسية مع طهران اثناء زيارة وزير الخارجية الاماراتي عبدالله بن زايد لموسكو في 25 حزيران الماضي. لكن الجواب كان واحداً: لا شيء لدينا لنفاوض حوله. كان واضحاً لدى الايرانيين أن أبو ظبي تبحث عن «استراتيجية خروج» من المستنقع اليمني، وتريد بيعها. بضاعة كاسدة كهذه لا تُسوّق في بازار طهران، «ويمكنهم أن يخرجوا كما دخلوا».

ولكن، ما هي خلفيات هذا التحوّل الاماراتي؟


بصرف النظر عمّن يقف خلف هجوم ميناء الفجيرة الواقع على خليج عُمان (جنوب مضيق هرمز)، بدا واضحاً للجميع أن أي حظر على تصدير النفط الايراني يعني ان الدول الخليجية لن تكون قادرة على تصدير نفطها متجاوزة السيطرة الايرانية على المضيق. قُرئ الهجوم على انه تحدّ غير مسبوق واستفزاز افترضت الرياض وأبو ظبي انه سيشعل شرارة الحرب الأميركية المنتظرة على الجار الايراني المزعج.

خيّبت واشنطن هذه الآمال، تماماً كما خيّبتها بعد إسقاط قوات الدفاع الجوي التابعة للحرس الثوري طائرة تجسس أميركية في 20 حزيران الماضي. أُريد للحدثين أن يشكّلا زلزال «14 شباط ايراني» على شاكلة زلزال «14 شباط اللبناني» (اغتيال رئيس الحكومة اللبناني رفيق الحريري)، وما تلاه من تغييرات اقليمية ودولية. لكن الأميركي كان في واد آخر.

أدرك الاماراتيون أن الأميركيين إذا لم يهاجموا ايران الآن فقد لا يهاجمونها أبداً. لذا جاءت انعطافة أبو ظبي الأخيرة «بالانتقال من استراتيجية القوة العسكرية أولاً إلى استراتيجية السلام أولاً»، بعد أربع سنوات ونصف سنة من انخراطها في الحرب على الشعب اليمني. إرهاصات القرار بدأت مع زيارة وزير الخارجية الاماراتي لموسكو وإعلانه أن التحقيق في حادث الفجيرة لم يشر بدقة الى الجهة الفاعلة، مشيراً الى أن بلاده غير معنية بأي تصعيد مع طهران.

وفق المصادر المطلعة، فإن «شبه الانسحاب الاماراتي هو، عملياً واستراتيجياً، قرار بالانسحاب يجري تظهيره كخروج ملطّف حتى لا تكون له تبعات الهزيمة». وقد حتمّت هذا القرار جملة اسباب، داخلية وخارجية، أولها وصول «قدرة التحمّل الاماراتية» لتبعات التورط في اليمن الى حدّها الأقصى على صعد عدة:

1) النزيف البشري الذي نجحت الامارات على مدى اربع سنوات ونصف سنة في التغطية عليه، وتمكنت أخيراً من الحد منه عبر الابتعاد عن المواجهات المباشرة واستخدام «أطر بديلة» تتمثل بمجموعات ميليشيوية يمنية جنّبت الجيش الاماراتي مزيداً من الخسائر، ولكن بعدما طالت هذه الخسائر معظم أبناء الطبقات الوسطى والفقيرة، ووصلت الى بعض أبناء العائلة الحاكمة.

https://al-akhbar.com/Images/ArticleImages/201971124623395636984099833951358.jpg

2) النزيف الاقتصادي الذي بات يسبّب تململاً ليس في أبوظبي فحسب، وانما في بقية الامارات مع شعور بأن تبعات الحرب بدأت تترك تأثيرات استراتيجية على الاقتصاد القائم اساساً على التجارة والخدمات.

3) النزيف السياسي: مع التيقن بأن سقف الحرب بات مقفلاً على إمكان تحقيق انتصار واضح وناجز، وتخلخل الحلف الذي تقوده السعودية بخروج شركاء منه، شعر الاماراتيون بأنهم قادمون على تحمّل جزء أساسي من تبعات الهزيمة السياسية ويريدون تجنّب دفع جزء معتبر من هذا الثمن.

إلى ذلك، بدا أن وضع الاتحاد الاماراتي بات على المحك مع تصاعد تململ حكام الامارات الست من التماهي الكامل لرجل أبو ظبي القوي محمد بن زايد مع رجل الرياض القوي محمد بن سلمان في توتير العلاقات مع الجيران الخليجيين والجار الايراني، ومن التورط في الحرب اليمنية وأثمانها الاقتصادية.

وفي المعلومات أن اجتماعاً عقد قبل أسابيع بين ثلاثي «أولاد زايد» (محمد وهزاع وطحنون) وحاكم دبي محمد بن راشد الذي تمثل إمارته «درّة النموذج الاماراتي»،

أبلغهم فيه الأخير، بوضوح، أن هناك ضرورة ملحّة للخروج من هذا المستنقع. ولفت إلى ان «نزول صاروخ يمني واحد في واحد من شوارع دبي كفيل بانهيار الاقتصاد والتضحية بكل ما حققناه». كما سمع «أولاد زايد» كلاماً مماثلاً من حكام الفجيرة، أبدى فيه هؤلاء خشيتهم من ان السياسة الحالية قد تجعل إمارتهم ساحة أي معركة مقبلة، كونها واقعة على بحر عُمان، وخارج مضيق هرمز.

مصادر دبلوماسية: معلومات عن طلب إماراتي من القاهرة التوسط لإعادة تفعيل العلاقة مع دمشق

الأهم من كل ما سبق أن الاماراتيين لمسوا أن الاندفاعة اليمنية النوعية الأخيرة باتت قادرة على قلب الموازين الاستراتيجية للصراع بعد تفعيل أسلحة جديدة واستهداف منشآت حيوية كخط ينبع ومطار أبها وغيرهما، فيما أخفقت كل «الجدران الاستراتيجية» (كالباتريوت) في وجه هذه الهجمة. ووفق معلومات «الأخبار» فإن الامارات تلقّت رسالة واضحة من «أنصار الله»،

بعدما لاحت بوادر انعطافتها الأخيرة، مفادها أن منشآتها الحيوية لن تكون هدفاً للقصف «ومعركتنا ستكون حصراً مع السعوديين»، ما يفسر حصر القصف الأخير بالأهداف الحساسة السعودية.

في المحصلة، تؤكد المصادر أن التحول الاماراتي «ليس مناورة. هم أخفقوا أولاً في هجوم خليفة حفتر على طرابلس الغرب. وأخيراً أيقنوا أن واشنطن ليست جاهزة لمواجهة مباشرة مع ايران». لذلك، «ستكمل الامارات استدارتها لتشمل الموقف من سوريا». وتلفت في هذا السياق الى «معلومات عن طلب إماراتي من القاهرة بالتوسط مع دمشق» لإعادة تفعيل العلاقة من حيث توقفت بعدما فرملها الأميركيون مطلع هذه السنة.


https://www.al-akhbar.com/Yemen/273304/%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%AA%D9%8A%D8%AC%D 9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B1%D9%88%D8%AC-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%AA%D8%B3%D8%AA%D8%BA%D9%8A%D8%AB-%D8%A8%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7

فصيح
07-12-2019, 10:03 AM
أبوظبي تغرق السعودية في موانئ اليمن.. ماذا حدث خلف الأبواب المغلقة؟

الجمعة ١٢ يوليو ٢٠١٩

https://media.alalamtv.net/uploads/855x495/2019/07/12/156290555774835500.jpg

بعد أن ورطت أبوظبي السعودية في حرب اليمن خلال 4 سنوات، وما زالت، ولطخت سمعتها أمام العالم بسبب الجرائم التي تُرتكب ضد المدنيين اليمنيين، أعلنت الإمارات خفض قواتها هناك بشكل كبير أقرب إلى الانسحاب.

وفي خطوة غير متوقّعة، أعلنت الإمارات، الإثنين، أنها تقوم بعملية إعادة انتشار في اليمن تشمل خفض عديد قوّاتها في مناطق يمنية، بينها الحديدة (غرب).

الخطوة الإماراتية أثارت ردود فعل كبيرة، خاصة فيما يتعلق بأسبابها الحقيقية وتأثيرها على التحالف بين أبوظبي والرياض، السيء السمعة دولياً، ليظل السؤال الكبير ماذا حدث خلف "الأبواب المغلقة" بين الدولتين قبل أو بعد قرار أبوظبي الأخير؟

وقالت 4 مصادر مطلعة، لرويترز، إن القوات السعودية في اليمن اتخذت إجراءات لتأمين ميناءين استراتيجيين في البحر الأحمر ومضيق باب المندب بعد أن خفضت حليفتها الرئيسية الإمارات وجودها العسكري هناك بشكل كبير.

وقال قياديان عسكريان يمنيان ومسؤولان بالحكومة اليمنية إن ضباطاً سعوديين تسلموا قيادة القواعد العسكرية في ميناءي المخا والخوخة وكانت القوات الإماراتية تستخدمهما لدعم الحملة العسكرية التي كانت تستهدف السيطرة على الحديدة القريبة ولمراقبة الساحل.

كما أرسلت الرياض عدداً غير محدد من القوات لمدينة عدن الساحلية وإلى جزيرة بريم الصغيرة البركانية في مضيق باب المندب، وهو ممر استراتيجي للملاحة يربط بين البحر الأحمر وخليج عدن.

ولم يرد متحدث باسم التحالف الذي تقوده السعودية ولا باسم الحكومة الإماراتية على طلبات رويترز للتعليق.

وترى رويترز أنه ليس من المتوقع أن تؤدي تلك التغييرات في قيادة القواعد العسكرية إلى تغير يذكر في مسار الحرب ولا في وقف لإطلاق النار في الحديدة أبرم بدعم من الأمم المتحدة العام الماضي في السويد بين حكومة عبدربه منصور هادي المدعومة من السعودية وقوات الجيش واللجان الشعبية اليمنية.

لكن توسيع نطاق الوجود السعودي على الأرض من شأنه أن يكثف من الانتقادات الدولية لدور المملكة في الحرب التي تسببت في أسوأ أزمة إنسانية في العالم وقتلت مئات المدنيين في ضربات جوية على مستشفيات ومدارس وأسواق.

وقالت المصادر إن القوات الإماراتية سيطرت على جزيرة بريم في وسط باب المندب منذ 2015 عندما تدخل التحالف بقيادة السعودية في حرب اليمن وحتى أسابيع مضت عندما تسلمت السعودية وخفر السواحل اليمني السيطرة عليها.

وقامت الإمارات، بالمشاركة مع القوات اليمنية التي تدعمها بالسيطرة على عدد من المدن على الساحل الغربي لليمن مما شكل شريطاً ضيقاً تحت سيطرة التحالف هناك.

وتتمركز عشرات الآلاف من القوات اليمنية والسودانية في المنطقة وعلى المشارف الجنوبية للحديدة حيث اتفقت الأطراف المتحاربة على وقف لإطلاق النار لتمهيد الطريق لإجراء محادثات لإنهاء الحرب.

ويرى محللون أن إعلان الإمارات خفض عديد قواتها في مناطق يمنية يهدف إلى حماية صورتها في الخارج التي قد يهدّد النزاع اليمني بالإساءة إليها، علماً أنه قد يؤثر على علاقتها الوثيقة مع السعودية في مرحلة تتسم بتوتر شديد مع إيران، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.

وتنقل "أ ف ب" عن الباحث في "كينغز كولدج" في لندن أندرياس كريغ قوله إنّ "المخاطر المحدقة بسياسات الإمارات وصورتها وعمليّاتها على الأرض كانت بعيدة عن المكاسب التي توقّعتها" أبوظبي من وجودها في اليمن.

ومنذ التدخل السعودي على رأس التحالف، قتل وأصيب عشرات آلاف اليمنيين، غالبيتهم من المدنيين، في نزاع تقول الأمم المتّحدة إنّه تسبّب بأكبر أزمة انسانية في العالم ووضعت أفقر دول شبه الجزيرة العربية على حافة المجاعة.

ووصلت الحرب إلى طريق مسدود، خصوصاً بعد فشل جولات محادثات سلام برعاية الأمم المتّحدة، وآخرها في ديسمبر الماضي في السويد، في التوصل إلى حل لإنهاء النزاع المدمّر.

وتعتبر وكالة الأنباء الفرنسية أنه قد يكون السعي لحماية صورة الإمارات في الخارج على خلفية دورها العسكري في اليمن، أحد أهداف هذه الخطوة، في وقت اشارت منظّمات حقوقية وقوع "جرائم حرب" في هذا البلد.

وبحسب كريغ، فإنّ سمعة الإمارات المتحالفة مع الولايات المتّحدة والساعية لإبراز صورتها كشريك ليبرالي لواشنطن في المنطقة، تلقّت "عدة ضربات" بسبب حرب اليمن.

وكانت منظمة العفو الدولية تحدّثت العام الماضي عن انتهاكات في مجال حقوق الانسان ترقى إلى "جرائم حرب" في سجون يمنية قالت إنّ الإمارات أدارتها، وهو ما نفته أبوظبي بشدّة.

ويوضح كريغ أنّ "الانتهاكات لحقوق الانسان ومقرّات التعذيب (...) أضرت بموقع الإمارات العربية المتّحدة في الولايات المتّحدة".

والأسبوع الماضي، حذّر سيناتور أمريكي من أنّ واشنطن قد تعلّق مبيعات الأسلحة للإمارات على خلفية تقرير أفاد بأنّ أبوظبي أرسلت أسلحة إلى قوات ليبية في انتهاك لحظر توريد السلاح المفروض من الأمم المتّحدة..

وبالنسبة للخبير في شؤون الشرق الأوسط جيمس دورسي، فإنّ الخلافات المتزايدة مع إيران قد تكون ساهمت في قرار خفض عديد القوات، موضحاً أنّه في حال أدّت هذه الاختلافات إلى "نزاع عسكري، فإن الإمارات والسعودية ستكونان أرضاً للمعركة".

ويتابع "أعتقد أنّ الإماراتيين يريدون أن يكونوا مستعدين لذلك، رغم أنّهم لا يريدون مواجهة عسكرية مع إيران".

وترت الباحثة في "مجموعة الأزمات الدولية" اليزابيث ديكينسون أنّ "التوترات مع إيران لم تكن الدافع الأكبر (لخفض عديد القوات) (...) لكنّها تسبّبت بالتأكيد بتعقيد الأمور".

وتذكر أنّ أبوظبي شعرت بالقلق تجاه "التصعيد الأخير في الأشهر الماضية، وقرّرت أنّ تحد من المخاطر عليها".

وبالنسبة إلى كريغ، فإن القرار الإماراتي يساعد على نقل القوات إلى الداخل في ظل التوترات مع إيران، علماً أنّ السعودية لن تستطيع التعامل بالطريقة ذاتها مع "المستنقع اليمني".

ويقول دورسي "خلف الأبواب المغلقة، لن يكون السعوديين سعداء، لكنني لا أعتقد أنّ لدى السعودية أو الإمارات أي رغبة بإحداث شرخ".

وتبنّت الدولتان طوال سنوات مواقف مماثلة من القضايا الاقليمية، وتعمّقت هذه العلاقة مع دخول ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان دائرة الحكم في الرياض.

وترى ديكينسون أنّ "لا أحد باستثناء هؤلاء الذين كانوا في الغرفة نفسها يدركون طبيعة العلاقة بين الطرفين، لكن يمكن تخيل أنّه كانت هناك محادثات صعبة في الأسابيع الماضية".

جريدة الشرق القطرية