المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شابة سعودية تثير أصوليين وتكسب ود الليبراليين



فاطمي
06-29-2005, 08:49 AM
سلطان القحطاني


الوليد بن طلال يتخذ خطوة جديدة نحو المرأة السعودية

أسهمت إعلانات صحافية روجتها شركة المملكة القابضة التي يملكها الملياردير السعودي الأمير الوليد بن طلال عن القائدة السعودية للأسطول الجوي الكابتن هنادي في إثارة كمية كبيرة من الجدل في صفوف المحافظين دينياً واجتماعياً على الساحة السعودية .

وضجّت منتديات أصولية ومحافظة بأصوات غاضبة أصدر على أثرها رجل دين سعودي بياناً شدد فيه على تحريم قيادة المرأة للطائرة باعتباره أمراً يفضي إلى سفرها بدون محرم ، ووقوعها في الإختلاط مع أقرانها الذكور.

وذكر الشيخ يوسف الأحمد ،وهو استاذ مساعد في كلية الشريعة قسم الفقه في جامعة الإمام، في بيانه الذي تناقلته وسائل إلكترونية :"أن ما دعت إليه شركة المملكة القابضة والعقود التي أبرمتها ـ كما في الإعلان ـ هو أمر محرم شرعاً ؛ فلا يجوز للمرأة أن تعمل كابتن طائرة ، أو مضيفة ، ولا يجوز لأي جهة توظيفها ، ولا الإعلان عن ذلك ، ولا الدعاية له".

وظهرت الكابتن هنادي زكريا(24عاماً) ،وهي تنحدر من عائلة شديدة التدين في مكة المكرمة، على صدر صفحتين توسطت أغلب الصحف السعودية الرسمية ،طغت على التفاصيل المرئية إبتسامتها الواثقة ،وصورة والديها اللذين اتسعت حدقاتهما فرحاً .

وحصلت هنادي على رخصة الطيران التجاري الآلي من أكاديمية الشرق الأوسط لعلوم الطيران في عمان العاصمة الأردنية، وهي البنت الوسطى لوالديها، ولها أربع أخوات وأخوين، وعمرها 24 عاما، وليست متزوجة. وهي من مواليد مكة المكرمة وتخرجت في جامعة أم القرى قسم اللغة الإنجليزية وذهبت إلى الأردن لدراسة الطيران في آب (أغسطس) عام 2002م.

ودعا رجل الأعمال السعودي الأمير الوليد بن طلال بن عبد العزيز إلى ضرورة رفع الحظر المفروض على قيادة المرأة السعودية للسيارة في المملكة، منوها بأن المرأة السعودية قادت الطيارة قبل السيارة.

وحرّكت مبادرة الوليد الإعلانية المياه الراكدة على الساحة السعودية إثر جدل متصاعد حول إقرار قيادة المرأة السعودية للسيارة ، حسمه تصريح لوزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبدالعزيز عبر خلاله عن خيبته حيال توصية عضو مجلس الشورى السعودي ،التي تدعو الى إقرار قيادة المرأة رسمياً للسيارة.

وتتحالف المؤسسة الدينية الرسمية والشعبية في آن واحد مع الحكومة السعودية إزاء هذه المسألة،برز ذلك جلياً بعد فتوى أصدرها الشيخ الراحل عبدالعزيز بن باز في تشرين الأول (أكتوبر) من العام 1990م حظرت على أثرها وزارة الداخلية السعودية على النساء قيادة السيارة.

وقامت 47 امرأة سعودية يوم 6 تشرين الثاني (نوفمبر) 1990 بقيادة نحو 15 سيارة لمدة نصف ساعة قبل أن تتمكن السلطات من إيقافهن ، ومنع عوائلهن من السفر ،وفصلهن من وظائفهن.

وفي حالة الكابتن هنادي فإن السعوديات إستطعن قيادة الطائرة قبل السيارة كما يشير الأمير الوليد : "إن المرأة السعودية تعدت مرحلة قيادة السيارة"، وأضاف: "المرأة السعودية قادت الطيارة قبل قيادتها السيارة، المرأة السعودية قادرة على القيام بما يمكن للرجل القيام به إن لم يكن أفضل".

ويشيرُ مراقبون إلى الحضور الرسمي السعودي في الإحتفال الذي أقيم بمناسبة تخرج الكابتن هنادي بأنه دليلٌ على خطوة مستقبلية تهتم بها الحكومة في هذا الأمر بطريقة إيجابية ، إلا أن الضغوط الإجتماعية الدينية قد تكون أبرز العوائق عن المضي في ذلك.