المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المحلل الفني محمد الهاجري يفتح أبواب القواعد والضوابط للعمل فى البورصة



مجاهدون
06-28-2005, 10:01 AM
حتى لا يكون التداول في البورصة مجرد ضربة حظ!


كتب علي الشمري

مع تزايد اعداد المستثمرين في البورصة، حيث اوضحت الاحصاءات ان اعدادهم اقتربت من السبعين الفا خصوصا في ظل النشاط الملحوظ في التداولات اليومية، اصبح لازما على كل متداول ومضارب ان يتعلم كيفية مواجهة الخسارة خصوصا وان الكثيرين منهم بدأوا يسعون وراء الحلم لتحقيق الثروة، فنجد ان غالبية المستثمرين وخصوصا حديثي الاستثمار في سوق الكويت للأوراق المالية، يضربون خيامهم في الليل ليقتلعها في النهار هبوط حاد في المؤشر، ورغم ذلك فإن الكثيرين من المتداولين يمكن ان يحققوا احلامهم لكن بشروط اهمها التعلم ثم التعلم ثم التعلم, قبل دخول هذا النوع من الاستثمار.

ولإطلاع المستثمرين في البورصة على أهم تلك الشروط التقت «الرأي العام» مع المحاضر في جامعة الكويت والمحلل الفني ونائب رئيس شركة «دريال» للأسواق المالية محمد زايد الهاجري,,, والتفاصيل في التالي من السطور:

يعتقد الكثيرون ان البورصة ليس لها قواعد وإنما عملية الربح والخسارة فيها تعود الى الحظ فما تعليقكم وما تعريف البورصة؟

ـ البورصة هي احد انواع الاستثمار، يتجه اليه المستثمرون لاستثمار وتنمية أموالهم، والاستثمار في البورصة سواء الكويتية او غيرها له مجال وعلوم وفنون واسعة ومتشعبة، وليس من السهل على اي شخص ان يخوض او يستثمر في هذا المجال لتحقيق نمو في أمواله، والبورصة او سوق الكويت للأوراق المالية مكان تمت تهيئته ليجمع شركات تدرج في البورصة ويتم التداول على أسهمها من قبل المستثمرين للمضاربة والاستثمار، وتحتوي البورصة على مثلث يشكل آلية العمل يتكون من إدارة البورصة وإدارة الشركات والمستثمرين، فإدارة البورصة يكون دورها تهيئة الشركات وادراجها في البورصة وفق شروط معينة يجب توافرها في الشركات، كذلك تشرف البورصة على ضبط السوق وعمليات التداول مثل إلزام الشركات بالإفصاح عن أخبار الشركة والعقود التي تحوز عليها، وعموما فالبورصة هي احدى اهم الركائز الاقتصادية للدولة بشكل عام.

هل لديكم احصاءات توضح حجم من قاموا بفتح حسابات جديدة في البورصة، وما هي الاسباب وراء الانجذاب الى السوق خلال هذه الفترة بخاصة اننا نسمع ونرى اهتمام المواطنين والمقيمين بهذا النوع من الاستثمار؟

ـ الاحصاءات التي توافرت لدينا قبل اسابيع توضح ان عدد المتداولين في بورصة الكويت يصل الى سبعين الف شخص واعتقد ان العدد في ازدياد لأسباب عدة اهمها زوال الهاجس الأمني، والاستقرار السياسي اضافة الى توافر عقود هائلة لبعض الشركات المدرجة وتوافر السيولة، كل تلك الاجواء هيأت جوا مناسبا للاستثمار في البورصة الكويتية، والأهم من ذلك هو وجود انفتاح اقتصادي في البلاد ودعم حكومي للقطاع الخاص.

ما الأساس السليم للتداول في البورصة، وما طرق الاستثمار فيها؟

- هناك طرق عدة لإدارة المحفظة تختلف من مستثمر الى آخر، فهناك اختلاف من شخص لآخر في ادارة المحفظة واختلاف في الاستراتيجية في العمل، فهناك مضارب يبحث عن ربح بأسرع وقت, وهذا النوع من الاستثمار في البورصة له شروطه وفنونه وعلومه، اما النوع الآخر فهو المستثمر الذي يبحث عن افضل الشركات في تحقيق النمو والارباح وينظر الى القيمة السوقية وبعض الأساسيات، وعموما هناك نوعان من الاستثمار في البورصة كما اسلفنا، اولا المضاربة وثانية الاستثمار الطويل، وفي السنوات السابقة كان غالبية المستثمرين في السوق الكويتية من المستثمرين لفترات طويلة حيث يشتري السهم ويجمع ارباحه والمنح والزيادات في رأس المال، اما في الفترة الفائتة القريبة وبعد الارتفاعات الكبيرة لمؤشرات السوق خصوصا بعد ان صعد المؤشر لأكثر من ثلاثة آلاف نقطة فقد اتجه المستثمرون الى المضاربة بسبب تذبذب السوق، فنجد السهم يرتفع بما نسبته 10 في المئة ويهبط بنسبة 5 في المئة خلال اسبوع واحد، لذا يحاول الكثيرون الاتجاه الى المضاربة للاستفادة من تلك التغيرات التي قد تكون يومية.

ما الطريقة الآمنة للتداول في البورصة المضاربة ام الاستثمار الطويل؟

- بالطبع المضاربة أخطر من الاستثمار الطويل، وللأسف فإن ما يزيد من خطورة المضاربة في الكويت هو جهل المستثمر وعدم استخدام ادوات التحليل الفني التي يجب ان يدركها المضارب اليومي او المضارب الاسبوعي، فهناك قواعد مهمة يجب ان يتعرف عليها المضارب اهمها التحليل الفني كما اسلفنا وقراءة الرسم البياني للشركة لتحديد اتجاه السهم، ان كان تصاعديا او في اتجاه تنازلي او في اتجاه جانبي، اضافة الى ذلك يجب على المضارب معرفة المؤشرات الفنية ومن ثم التوقعات للشركات ولحركة السوق، وايضا يجب توافر السيولة الكافية للمضارب كي يمكنه البحث عن فائدة بسيطة.

واكبر مشكلة للمضارب واهم ما يجلب الخسارة له هو الطمع، ولنتأكد ما اذا كان المضارب يحمل هذه الصفة، اي الطمع فلن يجد سوى الخسارة المؤكدة وهناك ايضا تأثير المضارب بالاشاعات وللأسف هناك اشاعات يبثها صناع السوق انفسهم، او من بعض كبار المستثمرين، وعلى الرغم من ان بعض تلك الاخبار تنشر في البورصة الا انها دائما تكون غامضة، فعلى سبيل المثال ينشر خبر مفاده ان الشركة الفلانية فازت بعقد قيمته ما بين 1 الى 10 مليارات دينار او دولار، وهنا الفرق كبير بين الواحد والعشرة، لذا يجب ان تكون هناك دقة في نقل الارقام وألا تكون العملية مبهمة، وهنا تكون الحاجة ماسة للشفافية التي نؤكد عليها وأكد عليها خبراء اوضحوا انها عامل مهم تفتقده البورصة الكويتية.

هل تقوم إدارة البورصة بدورها كاملا لحماية صغار المستثمرين؟

ـ في الحقيقة إن إدارة البورصة تسعى جاهدة لتطبيق النظم والقوانين وتطوير البورصة لكن للأسف هناك من يتلاعب بشكل او بآخر لتحقيق مصالح، وهناك امر مهم يجب ان تتبناه ادارة البورصة لحماية المستثمر وتثقيفه وتزويده بالخبرة الكافية من خلال تنظيم دورات ومحاضرات وندوات لتعريف الجمهور بطرق التعامل والتداول في البورصة واعتقد ان هذا الجانب يجب ان يكون من اولويات البورصة، وايضا هناك شركات الوساطة التي يجب ان تقوم بدورها تجاه المتداولين عن طريقها على الاقل من خلال اقامة مثل تلك الدورات، لأن دورها الآن هو جبي العمولة فقط ولا تنظر الى خدمة العميل وتثقيفه فنيا.

المستثمر طويل الأجل في البورصة يضمن نوعا ما عدم الخسارة، ما آلية عمل المستثمر طويل الاجل؟

- المستثمر يستفيد من جانبين توزيع الارباح وحركة السهم، فالسهم في الشركات الجيدة دائم الارتفاع، فما تشتريه هذا العام بدينار يمكن ان يصل الى خمسة دنانير بعد ثلاث سنوات، وفوق ذلك يحصل المستثمر على ارباح نقدية واسهم منحة وزيادة رأسمال، لذا فإن المستثمر طويل الاجل يكون مستفيدا من كل الجوانب، لكن في البداية يجب ان ينظر المستثمر الى حسن الاختيار عن تقرير الاستثمار في السهم والعوامل المحيطة به.

ما ادوات التحليل للاستثمار في البورصة؟

ـ هناك نوعان من ادوات التحليل، اولا التحليل الفني ثم التحليل الاساسي، اما التحليل الفني فيستخدمه المضاربون، في حين يستخدم المستثمر التحليل الاساسي, والتحليل الفني ينتج بناء على حركة الطلب والعرض ومؤشرات فنية عالمية توضح اتجاه حركة صناع السوق، وهذا أهم أمر لدى المضارب، فإذا عرف اتجاه صناع السوق فبالتأكيد سيحقق مكاسب، هذا بالاضافة الى قراءة الرسم البياني واتجاه السهم ومتوسط سعر السهم، وعموما فإن التحليل الفني لا يمكن استخدامه دون دراسة من خلال دورات متخصصة، لذا فإننا دائما ننصح كل متداول ان يدخل هذه الدورات قبل دخول السوق.

وهل تعتقد ان البورصة الكويتية تخضع لمثل تلك الأدوات او التحاليل فنحن نرى اسهما محملة بأرباح وعقود تهبط اسعارها كثيرا والعكس صحيح؟

ـ لا يوجد سوق في العالم لا يخضع للتحليل الفني وللأسف فإن هذا هو الخطأ الشائع بين صغار المستثمرين الذين يعتقدون ان السوق ليس له قواعد ولا يمكن تحليله، فإذا لم تكن هناك اشارات شراء او اشارات بيع فتأكيدا لن يكون هناك تداول، وبالتالي لا وجود لخطة منظمة، لذلك فإن التحليل الفني هو الاشارة للشراء والبيع والتداول، واحيانا نتكهن بأن السوق سينزل او سيصل الى عشرة آلاف نقطة، كل تلك التكهنات هي في الحقيقة تحليل فني مدروس.

نعود للتحليل الاساسي، فما هو تعريفه؟

ـ التحليل الاساسي هو قراءة القوائم المالية للشركة وحركة الارباح وقيمة سهم الشركة وربحيتها، وامور عدة ويعني ذلك دراسة الشركة بالكامل وتحديد امكانية توسعها وزيادة ايراداتها، لذا فإننا ننصح المضاربين والمستثمرين بثلاثة اشياء وهي التعلم والتعلم والتعلم.
يرى البعض ان التداول في البورصة ليس بوظيفة او مهنة وانما اشبه ما يكون بضربة حظ؟
- بالطبع هذا رأي يجانب الصواب، فالبورصة نوع مهم من انواع الاستثمار يجب على من يتعامل به ان يدرسه، وهنا اود التأكيد على ان 80 في المئة من المضاربين في السوق خاسرون او سيخسرون بسبب قلة الوعي الاستثماري، فهناك من باعوا بيوتهم واقترضوا لأنهم اعتبروا البورصة ضربة حظ وليست عملا تسنده الدراسة، مقابل ذلك هناك اشخاص ربما حققوا ما لم يكونوا يحلمون به لأنهم درسوا كيفية الاستثمار والتداول في البورصة.

ما السيولة التي يجب ان تتوافر لدى من ينوي دخول السوق؟

- قبل ان نتحدث عن السيولة نكرر ضرورة التعلم قبيل الدخول، اما عن السيولة فيجب على من يرد دخول السوق ان يضع مالا يستغني عنه او انه لا يحتاجه لمدة عام على الاقل بشرط ان تكون السيولة نقدا ومتوافرة وليست عن طريق قرض، واحذر من استخدام القروض وبيع البيوت للاستثمار في البورصة، لذا فأنا انصح باستخدام مال مستغنى عنه في بداية الدخول والاستثمار لأن العام الاول يعتبر عام تجارب، وتعلم وتحديد آلية الاستثمار ان كانت مضاربة او استثمارا.

هل هناك نظام او آلية عمل تضمن عدم الخسارة او الحد منها على الاقل؟

- هناك استراتيجية خروج في حالة الخسائر او ما يسمى بـ «ادارة المخاطر» وتحديد نقاط الدخول والخروج من السهم، بناء على المعطيات والاشارات، فإذا كانت المؤشرات توضح وجود اشارة بيع يجب الخروج حتى لو كان الشخص في حالة خسارة، لذا يجب التهيؤ النفسي والابتعاد عن الطمع والرضا بالربح البسيط وعدم بناء قصور في الاحلام، والمشكلة هي حتى لو ان الانسان كان ممارسا جيدا لأدوات التحليل، لكنه طماع فإن خسارته واردة رغم دراسته، فيجب ان يعالج المستثمر حالة الطمع في بداية الامر.

هل هناك شركات او بعض من كبار المستثمرين يتلاعبون في عمليات البيع والشراء بقصد التمويه على صغار المستثمرين؟

ـ للأسف في بعض الأحيان تكون هناك قمة التلاعب، فهناك ما يسمى بعمليات الـ (و ن تو) وهي عمليات تبادل اسهم بين محافظ واحيانا يكون مدير المحفظة يملك حسابين، ويشتري ويبيع لنفسه امام العالم، فأحيانا يرى صغار المستثمرين عمليات بيع وشراء بالملايين، لذا يتوجب عند دخول المستثمرين الكبار وشراء نسب في الشركات ان يكون هناك اعلان رسمي للشراء، وللأسف فإن الغالبية من صغار المستثمرين تنجرف وراء مثل تلك الالاعيب، فنجد المتداول يطارد السهم في حالة الصعود، وهنا انصح بعدم مطاردة السهم فهذا الاجراء خطأ كبير يجر خسائر كبيرة، ويجب ان يكون المستثمر قنوعا ويعرف ان فرصته في هذا السهم ذهبت وطارت، وعليه البحث عن فرص جديدة ولا يلحق بالسهم.

ما تحليلكم وتوقعاتكم لوضع السوق خلال الفترة المقبلة، من خلال المعطيات الحالية؟

- اعتقد ان الفترة الحالية ولغاية شهر سبتمبر المقبل وهي فترة الضيق سيشهد خلالها السوق هدوءا نسبيا واتوقع ان يصل المؤشر الى اثني عشر الف نقطة مع اقتراب العام 2006 لأسباب كثيرة، اهمها الاوضاع الاقتصادية والسياسية والامنية الجيدة، اضافة الى اسعار النفط التي اتوقع ان تصل الى 70 دولارا للبرميل مع بداية العام المقبل، لكن نتمنى ان يتفاعل الجميع مع التحرك الاقتصادي وبالتحديد مع البورصة وانا اعتقد ان كانت كرة القدم هي واجهة الرياضة فإن البورصة هي واجهة الاقتصاد الكويتي، لذا يجب الاهتمام بها ودعمها كقناة اقتصادية مهمة تمثل واجهة الاقتصاد الكويتي امام العالم.

هل هناك تغيرات يجب ان تقوم بها ادارة البورصة لمواكبة التطورات الاخيرة؟

- الآن وصل التداول اليومي في البورصة الى اكثر من مئتي مليون دينار كويتي، واعتقد ان ساعات التداول في سوق الكويت للاوراق المالية لا تتناسب مع هذا الحجم من المال او الشركات المدرجة المتزايدة، لذا اعتقد ان على ادارة البورصة زيادة ساعات العمل او التداول او جعلها على فترتين صباحية ومسائية كي يمكن للعاملين في الفترة الصباحية التفرغ للتداول خلال الفترة المسائية، وعموما فان الفترة الحالية غير كافية وغير مناسبة ولننظر لسوق المملكة العربية السعودية فهو يعمل على فترتين، والسوق الاميركي يتم التداول فيه على مدى ست ساعات.

ما مدى تأثير القنوات الاعلامية على اداء السوق، وهل تساهم وسائل الاعلام في الترويج لبعض الشركات؟

- للأسف هناك بعض الصحف تروج للاشاعات وبث الاخبار غير الصادقة لصالح اناس معينين وفي الحقيقة اعتبر تلك الاخبار تحريضا من قبل بعض الصحف لصغار المستثمرين على الشراء في اماكن معينة، لذلك اتمنى ممن ينقل الخبر ان تكون لديه مصداقية لأن ذلك الخبر يمكن ان يجر الكثيرين الى ويلات كثيرة، والامر الآخر هو ان بعض الصحافيين في الصفحات الاقتصادية تكون لهم مصالح او انهم يعملون في محافظ او شركات استثمار، لذا يجب على المسؤولين مراقبة ما يكتب والحفاظ على مصداقية الخبر.