زوربا
06-28-2005, 06:57 AM
حسام شحادة من دمشق
في مجتمعاتنا الشرقية، ترسخ في الأذهان، أن الزواج هو طريق الطمأنينة والاستقرار والعيش بأمن وسلام. وعند اختيار الشريك، قد لا يخطر على بال أحدهما أن تأتي لحظة أو ظرف ا قد يغير مجرى العلاقة الزوجية ويقذفها في طريق الانفصال والطلاق، حيث الإحساس الأولي في بدايات الارتباط يؤشر دائماً الى أن هذه العلاقة الزوجية ستستمر الى آخر العمر.
بعد الانفصال على خلفية استحالة العيش المشترك بين الشريكين، يذهب كل في طريقه واتجاهه الحياتي الخاص، ومن غير المستغرب في غالب الاحيان، التفكير في علاقة زواجية جديدة، عل التجربة الثانية أو الاختيار الثاني يوفر المأمول والهدف المنشود في السعادة والاستقرار والذي لم يوفره الزواج الأول.. فهل الزواج الثاني طريق محفوف بالنجاح، أم أن الفشل عنوانه الأبرز.. وفي الحالتين لابد من معرفة الأسباب...
بهذا السؤال، توجهت إيلاف الى عدد من الأشخاص في دمشق، فجاءت الإجابات على النحو التالي:
*عصام محمود أجاب قائلاً: "منذ حوالي خمس وعشرون عاماً تزوجت للمرة الأولى إلا أن زواجي لم يدم أكثر من ثمانية عشرة شهراً وأنجبت طفلاً.. تزوجت للمرة الثانية واعتقدت أنني في هذه المرة أحسنت الاختيار، وهذا الزواج تم بعد ثلاث سنوات من انفصالي عن زوجتي الأولى.. ويتابع قائلاً: لا أحد يرغب في الزواج لمجرد الزواج، فالكل بالتأكيد يسعى الى الاستقرار وتكوين أسرة، والمهم أن يكون الاختيار صائباً والتفاهم قائم والصدق الأساسي في التعامل وأن يراعي كل طرف ظروف وحاجات الطرف الآخر حتى يتمكنا من الاستمرار في الحياة معاً.
فزوجتي الثانية لم تفرق يوماً بين طفلها وطفلي من زوجتي الأولى، فهي تعامله كابنها تماماً.. طبعاً هذا عائد الى أن زوجتي متفهمة وواعية، واستطاعت أن تخلق جواً من الألفة والحنان داخل الأسرة وبين الأخوة.. ويضيف قائلاً: "أنا أعتبر زواجي الثاني ناجحاً حيث استفدت من أخطائي السابقة، وأعتقد أن للمرأة دور كبير في نجاح أي زواج وهذا لا يعني أن الرجل قد لا يكون مسؤولاً عن فشل العلاقة الزوجية، فالرجل الواعي والمجرب في الحياة، هو من يستطيع أن يؤمن لبيته الاستقرار ويتفادى الوقوع في الأخطاء التي أدت الى فشل زواجه الأول.
*سحر ف.، طلقت بعد ست سنوات من زواجي، يعد سنة تقريباً تعرفت على رجل أحببت خصاله وأعجبت بأخلاقه، فقررنا الزواج.. وأنا أؤيد فكرة الزواج الثاني، فهو الطريق للتغلب على الوحدة والحاجة فبدون شريك، الحياة ستكون قاهرة ومستحيلة.. وتتابع، لدي ولد وبنت من زواجي الأول، وحتى الآن لم أنجب من زواجي الثاني.. وزوجي متفهم ولا يتدخل في شؤون أولادي إلا في الحدود المعقولة والمقبولة وبطريقة مثالية.. وعن تجربتها الثانية وكيف تقيمها تقول سحر: لا يوجد حياة زوجية ناجحة بالمطلق ولابد من وجود عقبات وصعوبات وهذا منطق الحياة، المهم أن يتحلى الشريكين بالقدرة على حل المشكلات ومواجهة المصاعب مهما كانت عن طريق الحوار والتفاهم مستفيدين من تجارب الماضي وهذا يرتبط أولاً وأخيراً بالوعي والثقافة والأخلاق.
*السيد فضيل ع.، يقول: ما دفعني للزواج مرة ثانية، هم أولادي الخمسة والذين يحتاجون الى الاهتمام والرعاية بعد وفاة زوجتي الأولى، اخترت سيدة تقاربني في العمر، سيدة مطلقة لكنها واعية ومتفهمة وتدرك أمور الزواج والحياة وتفهمت وجود أولادي لدي.. وفي بداية الأمر لم يكن الأمر سهلاً، كانت مهمتها صعبة للغاية، فكل تصرف من قبلها كان موضع شك من قبل أبنائي في الوقت الذي تكون فيه سلطة الأم مطلقة نحو أولادها، كأن تقسو عليهم فيتقبلون منها ذلك بكل طيب خاطر، بينما الزوجة الثانية لا تستطيع الحصول على هذه السلطة لا من زوجها ولا من أبناءه.. ومع ذلك كانت زوجتي تراعي شعور أبنائي ولم تكن تقسو عليهم وهي تتعامل معهم وتوجههم باللين مع أنها لم تكن تتصور نفسها يوماً أنها سوف تكون زوجة أب، وربما يكون السبب غياب أبنائها الذين لحقوا بوالدهم بحكم قانون الحضانة.. لم أنجب أطفال من زواجي الثاني وأعتبر نفسي مع ذلك ناجحاً في هذا الزواج لحسن الاختيار.
*السيدة خالدية حوراني، تقول: توفي زوجي قبل حوالي العشر سنوات وكان عمري حينها تسعة وعشرون عاماً، وعندي ولدان.. بعد وفاة زوجي، واجهت الكثير من الضغوط النفسية والأعباء الاقتصادية والاجتماعية، رغب أهل زوجي في البداية تزويجي من شقيق زوجي، رفضت الأمر واخترت الزواج من رجل آخر هرباً من مواجهة هذا الموقف.. وقد أحسست بالندم منذ أول يوم زواج، واجهت المضايقات من أهل زوجي السابق، وواجهت المشكلات المعقدة من زواجي الثاني. أردت توفير الأمان لأولادي عبر الزواج الثاني.. لم أحقق لهم هذه الأمنية كما لم أحقق لنفسي الاستقرار والسعادة.. وأعتقد أن لا أحد غير الأبناء المحرومين يستحق الحنان والرعاية.. على المرأة التي ترغب في الزواج مرة ثانية أن تفكر ملياً وعليها أن تحسن الاختيار وإلا فإن حياتها ستنقلب الى جحيم.
وحول تأثير الزواج الثاني على الأولاد، يجيب الباحث الاجتماعي راتب حمزة قائلاً: يؤثر الزواج الثاني في حياة الأولاد بعدة عوامل، أهمها: سن الطفل، ونوع العلاقة التي تربط بين الأبوين والطفل والزوج والزوجة.. بمعنى أن الفرد الجديد الذي سيطرأ على العائلة قد يكون مرفوض من الطفل وقدرته على التكيف مع هذا الأمر قد تأخذ وقتاً طويلاً، فاهتمام الأم بالزوج قد يثير الغيرة، وإذا ما أنجبت أخاًُ يصبح الأمر أكثر تعقيداً.
لهذا، وعند حدوث الزواج الثاني، وكان هناك أولاد سواء للزوج أو الزوجة، فيجب أن يهيأ الأولاد لهذه الخطوة، وقد يتطلب ذلك الكثير من الجهد والصبر لتأكيد تفهم ضرورة الخطوة وحاجة الطرفين لبعضهما. فيجب عدم فرض وضع جديد على الأولاد من قبل الأهل لما يمكن أن ينطوي عليه من نتائج سلبية.. فمهما كانت الظروف التي دفعت الى الزواج الثاني، لابد من إعطاء الأطفال الوقت الكافي لتقبل الأمر بعد أن يقتنع بجدوى العلاقة الجديدة والتي قد تكون ضرورة في كثير من الأحوال.
في مجتمعاتنا الشرقية، ترسخ في الأذهان، أن الزواج هو طريق الطمأنينة والاستقرار والعيش بأمن وسلام. وعند اختيار الشريك، قد لا يخطر على بال أحدهما أن تأتي لحظة أو ظرف ا قد يغير مجرى العلاقة الزوجية ويقذفها في طريق الانفصال والطلاق، حيث الإحساس الأولي في بدايات الارتباط يؤشر دائماً الى أن هذه العلاقة الزوجية ستستمر الى آخر العمر.
بعد الانفصال على خلفية استحالة العيش المشترك بين الشريكين، يذهب كل في طريقه واتجاهه الحياتي الخاص، ومن غير المستغرب في غالب الاحيان، التفكير في علاقة زواجية جديدة، عل التجربة الثانية أو الاختيار الثاني يوفر المأمول والهدف المنشود في السعادة والاستقرار والذي لم يوفره الزواج الأول.. فهل الزواج الثاني طريق محفوف بالنجاح، أم أن الفشل عنوانه الأبرز.. وفي الحالتين لابد من معرفة الأسباب...
بهذا السؤال، توجهت إيلاف الى عدد من الأشخاص في دمشق، فجاءت الإجابات على النحو التالي:
*عصام محمود أجاب قائلاً: "منذ حوالي خمس وعشرون عاماً تزوجت للمرة الأولى إلا أن زواجي لم يدم أكثر من ثمانية عشرة شهراً وأنجبت طفلاً.. تزوجت للمرة الثانية واعتقدت أنني في هذه المرة أحسنت الاختيار، وهذا الزواج تم بعد ثلاث سنوات من انفصالي عن زوجتي الأولى.. ويتابع قائلاً: لا أحد يرغب في الزواج لمجرد الزواج، فالكل بالتأكيد يسعى الى الاستقرار وتكوين أسرة، والمهم أن يكون الاختيار صائباً والتفاهم قائم والصدق الأساسي في التعامل وأن يراعي كل طرف ظروف وحاجات الطرف الآخر حتى يتمكنا من الاستمرار في الحياة معاً.
فزوجتي الثانية لم تفرق يوماً بين طفلها وطفلي من زوجتي الأولى، فهي تعامله كابنها تماماً.. طبعاً هذا عائد الى أن زوجتي متفهمة وواعية، واستطاعت أن تخلق جواً من الألفة والحنان داخل الأسرة وبين الأخوة.. ويضيف قائلاً: "أنا أعتبر زواجي الثاني ناجحاً حيث استفدت من أخطائي السابقة، وأعتقد أن للمرأة دور كبير في نجاح أي زواج وهذا لا يعني أن الرجل قد لا يكون مسؤولاً عن فشل العلاقة الزوجية، فالرجل الواعي والمجرب في الحياة، هو من يستطيع أن يؤمن لبيته الاستقرار ويتفادى الوقوع في الأخطاء التي أدت الى فشل زواجه الأول.
*سحر ف.، طلقت بعد ست سنوات من زواجي، يعد سنة تقريباً تعرفت على رجل أحببت خصاله وأعجبت بأخلاقه، فقررنا الزواج.. وأنا أؤيد فكرة الزواج الثاني، فهو الطريق للتغلب على الوحدة والحاجة فبدون شريك، الحياة ستكون قاهرة ومستحيلة.. وتتابع، لدي ولد وبنت من زواجي الأول، وحتى الآن لم أنجب من زواجي الثاني.. وزوجي متفهم ولا يتدخل في شؤون أولادي إلا في الحدود المعقولة والمقبولة وبطريقة مثالية.. وعن تجربتها الثانية وكيف تقيمها تقول سحر: لا يوجد حياة زوجية ناجحة بالمطلق ولابد من وجود عقبات وصعوبات وهذا منطق الحياة، المهم أن يتحلى الشريكين بالقدرة على حل المشكلات ومواجهة المصاعب مهما كانت عن طريق الحوار والتفاهم مستفيدين من تجارب الماضي وهذا يرتبط أولاً وأخيراً بالوعي والثقافة والأخلاق.
*السيد فضيل ع.، يقول: ما دفعني للزواج مرة ثانية، هم أولادي الخمسة والذين يحتاجون الى الاهتمام والرعاية بعد وفاة زوجتي الأولى، اخترت سيدة تقاربني في العمر، سيدة مطلقة لكنها واعية ومتفهمة وتدرك أمور الزواج والحياة وتفهمت وجود أولادي لدي.. وفي بداية الأمر لم يكن الأمر سهلاً، كانت مهمتها صعبة للغاية، فكل تصرف من قبلها كان موضع شك من قبل أبنائي في الوقت الذي تكون فيه سلطة الأم مطلقة نحو أولادها، كأن تقسو عليهم فيتقبلون منها ذلك بكل طيب خاطر، بينما الزوجة الثانية لا تستطيع الحصول على هذه السلطة لا من زوجها ولا من أبناءه.. ومع ذلك كانت زوجتي تراعي شعور أبنائي ولم تكن تقسو عليهم وهي تتعامل معهم وتوجههم باللين مع أنها لم تكن تتصور نفسها يوماً أنها سوف تكون زوجة أب، وربما يكون السبب غياب أبنائها الذين لحقوا بوالدهم بحكم قانون الحضانة.. لم أنجب أطفال من زواجي الثاني وأعتبر نفسي مع ذلك ناجحاً في هذا الزواج لحسن الاختيار.
*السيدة خالدية حوراني، تقول: توفي زوجي قبل حوالي العشر سنوات وكان عمري حينها تسعة وعشرون عاماً، وعندي ولدان.. بعد وفاة زوجي، واجهت الكثير من الضغوط النفسية والأعباء الاقتصادية والاجتماعية، رغب أهل زوجي في البداية تزويجي من شقيق زوجي، رفضت الأمر واخترت الزواج من رجل آخر هرباً من مواجهة هذا الموقف.. وقد أحسست بالندم منذ أول يوم زواج، واجهت المضايقات من أهل زوجي السابق، وواجهت المشكلات المعقدة من زواجي الثاني. أردت توفير الأمان لأولادي عبر الزواج الثاني.. لم أحقق لهم هذه الأمنية كما لم أحقق لنفسي الاستقرار والسعادة.. وأعتقد أن لا أحد غير الأبناء المحرومين يستحق الحنان والرعاية.. على المرأة التي ترغب في الزواج مرة ثانية أن تفكر ملياً وعليها أن تحسن الاختيار وإلا فإن حياتها ستنقلب الى جحيم.
وحول تأثير الزواج الثاني على الأولاد، يجيب الباحث الاجتماعي راتب حمزة قائلاً: يؤثر الزواج الثاني في حياة الأولاد بعدة عوامل، أهمها: سن الطفل، ونوع العلاقة التي تربط بين الأبوين والطفل والزوج والزوجة.. بمعنى أن الفرد الجديد الذي سيطرأ على العائلة قد يكون مرفوض من الطفل وقدرته على التكيف مع هذا الأمر قد تأخذ وقتاً طويلاً، فاهتمام الأم بالزوج قد يثير الغيرة، وإذا ما أنجبت أخاًُ يصبح الأمر أكثر تعقيداً.
لهذا، وعند حدوث الزواج الثاني، وكان هناك أولاد سواء للزوج أو الزوجة، فيجب أن يهيأ الأولاد لهذه الخطوة، وقد يتطلب ذلك الكثير من الجهد والصبر لتأكيد تفهم ضرورة الخطوة وحاجة الطرفين لبعضهما. فيجب عدم فرض وضع جديد على الأولاد من قبل الأهل لما يمكن أن ينطوي عليه من نتائج سلبية.. فمهما كانت الظروف التي دفعت الى الزواج الثاني، لابد من إعطاء الأطفال الوقت الكافي لتقبل الأمر بعد أن يقتنع بجدوى العلاقة الجديدة والتي قد تكون ضرورة في كثير من الأحوال.