فاتن
06-28-2005, 06:42 AM
كيف أصبحت نجمة برنامج الحوارات وسيدة الجوائز والنجاحات؟
الخرطوم: شذى مصطفى
ليس عبثا ان تختار مجلة «فوربس» الأميركية مؤخرا، مقدمة البرامج أوبرا وينفري على انها الشخصية الأكثر تأثيرا في العالم، متقدمة بذلك على مشاهير في السياسة والسينما والرياضة. فالسيدة السمراء استطاعت بفضل اطلالتها التلفزيونية ان تتحول الى مرك قوي في بورصة الكتب، وان تلهم مشاهديها في ادق تفاصيل حياتهم. والسؤال الكبير الذي يخلفه وراءه اختيار أوبرا هذا، هو كيف تفوق نجوم الشاشة الصغيرة على كل ما عداهم، وما هي ميزات أوبرا التي جعلتها قبلة لملايين المشاهدين؟
* أوبرا رائدة برامج التوك شو
* ولدت أوبرا وينفري عام 1954 ونشأت في أسرة فقيرة بمنطقة ريفية بالمسيسيبي. بدأت مهنتها كمذيعة في الراديو وهي ما زالت طالبة بالمدرسة العليا، وفي سن التاسعة عشرة كانت أصغر أميركية من أصل افريقي تقدم النشرة الإخبارية في التلفزيون.. وانتقلت إلى تلفزيون بالتيمور لتقديم نشرة أخبار السادسة ثم أصبحت مضيفة لبرنامج حواري محلي باسم «الناس يتحدثون».. وفي عام 1984 انتقلت أوبرا الى شيكاغو لتقديم برنامج حواري صباحي بعنوان «أنا شيكاغو» ليصبح البرنامج رقم واحد خلال شهر واحد فقط من بدء تقديمه، وتغير اسمه ليصبح «أوبرا وينفري شو».. وفي مسابقة قومية ظل برنامجها الحواري رقم واحد لمواسم طويلة متلاحقة.. ويشاهد برنامجها 23 مليون أميركي وملايين المشاهدين فى أكثر من 100 دولة في العالم. وفي عام 1997 كانت أوبرا أهم شخصية في عالمي الكتب والإعلام حسب استبيان أجرته مجلة «نيوزويك»، وفي عام 1998 وضعتها مجلة «التايم» الأميركية ضمن 100 شخصية مؤثرة في القرن العشرين.
* نادي الكتاب
* فى حوار لها مع مجلة «لايف» قبل سنوات قالت أوبرا «كانت أسرتي تلقبني وأنا صغيرة بدودة الكتب، حيث أظل ساعات طويلة فى مكتبة المنزل أقرأ وأقرأ ويمضي الوقت دون أن أدرك ما يحدث من حولي. كانت الكتب تمنحني فكرة أن هناك حياة مختلفة وراء منزلي الفقير في المسيسيبي». ربما كان عشقها للقراءة، هو ما دفعها الى تقديم «نادي الكتاب» ضمن برنامجها «أوبرا وينفري شو» في عام 1996، وخلال ست سنوات قدمت ما يزيد على 46 كتابا. والكتب التي قامت أوبرا باختيارها ارتفعت مبيعاتها لتصل الى قائمة «أعلى الكتب رواجا» فقد بيع أكثر من مليون نسخة من كل كتاب. ومنحها اتحاد الكتاب الأميركي ميدالية ذهبية في عام 1999، وجائزة الشرف من اتحاد الناشرين الأميركيين عام 2003 تقديرا لتأثيرها في صناعة الكتاب في الولايات المتحدة من خلال هذا البرنامج.
* لماذا لا تكتب؟
* أوبرا لا تشجع على القراءة فقط بل تدعو إلى الكتابة، وكثيرا ما تردد القول بأن «الإرادة تحكم العالم». ففي حديثها مع العديد من الكتّاب في السنوات الماضية اكتشفت أوبرا أن أفضل الكتب التي قرأتها خرجت الى الوجود بفضل عزيمة كتابها، وتضيف «من خلال الكتابة تستطيع أن توضح كل أفكارك الداخلية ومشاعرك، تستطيع أن تفهم من أنت، من تريد أن تكون في الحياة».. ويعرض موقعها على الإنترنت مقولات هامة للكتاب الذين استضافتهم ليستفيد منها الكاتب الغض. وبالفعل من خلال برنامجها نعرف أن ظاهرة الكتابة تكاد تكون هاجسا لكل مواطن أميركي وليست القراءة فقط، فكل شخص له خبرة فى مجال ما، يسارع في تسجيلها في كتاب، ويخرج الكتاب الى النور وربما يرتفع بمؤلفه ليجعله من أصحاب الملايين..
* أوبرا ممثلة
* لعل الكثيرين لا يعرفون أن أوبرا لعبت أدوارا رئيسية في عدة أفلام، فأول ظهور لأوبرا في السينما عام 1985 كان في فيلم ستيفن سبيلبيرج «اللون البنفسجي» في دور صوفيا الخادمة التي فقدت إحدى عينيها عندما تطاولت على سيدتها البيضاء، وتلقت جائزة من أكاديمية السينما وجائزة أخرى من جولدن جلوب في الأداء.. وفي عام 1989 لعبت دور «سيثي» في رواية «محبوبة» لتوني موريسون الفتاة السوداء التي كانت لها أحلام بيضاء!، والشخصيتان عن حياة الزنوج الأوائل الذين وصلوا الى الولايات المتحدة ضمن رحلات تجارة العبيد كما كانت تسمى.. وتألقت أيضا في الأفلام التلفزيونية «نساء بروستر بليس» وفيلم «لم يعد هناك أطفال» وفيلم «قبل أن يصبح للنساء أجنحة».. قانون أوبرا لحماية الطفل كانت لأوبرا المبادرة فى سن قانون لحماية الأطفال عام 1991، حيث ألقت بشهادتها أمام اللجنة القضائية بمجلس الشيوخ مطالبة بإنشاء شبكة معلوماتية للمتهمين بالاعتداء على الأطفال فى الولايات المتحدة، وفي عام 1993 وقّع الرئيس الأميركي بيل كلينتون على ما أسماه «مذكرة أوبرا»!
* أوبرا الإنسانة
* كيف تكون الشهرة دافعا للعمل الإنساني وليس العكس، وكيف تستثمر حب الناس لها في حثهم على أعمال الخير؟ لقد قامت أوبرا بإنشاء «مؤسسة أوبرا وينفري» عام 1983 التي هدفها دعم الإبداع، التحفيز، التعليم، وتحسين وضع النساء والأطفال والأسر حول العالم. ومن خلال هذه المؤسسة الخيرية الخاصة تلقى العديد من المحتاجين المنح من المؤسسات المختلفة التي لفتت أوبرا أنظارهم إليها.. وساهمت بملايين الدولارات لتقديم تعليم أفضل للطلاب الفقراء من خلال مؤسسة أخرى باسم «برنامج أوبرا وينفري للمنح التعليمية» للطلبة الذين يهدفون بذل تعليمهم في خدمة مجتمعاتهم في الولايات المتحدة وخارجها.. تقول أوبرا «أنا أؤمن أن أهم الثروات العالمية هم الشباب اليافع، وأؤمن أن تعليمهم سيمنحهم فرصة أفضل لحياتهم، ومساعدتهم لخلق مستقبل أكثر إشراقا لأنفسهم ولمجتمعاتهم».. وقدمت منحا مالية ضخمة لأطفال جنوب أفريقيا ولا عجب أن هنأها نيلسون مانديلا في عيد ميلادها في رسالة تلفزيونية خاصة قائلا لها «شكرا لك يا أوبرا، لقد غيرت وجه العالم»..
* أوبرا مؤسسة مجلة ومدير تحرير
* لأوبرا مجلة «O» النسائية الشهرية التي بدأ صدورها عام 2000، وتعتبر مجلة رائدة في طرح أسلوب الحياة المتطور للمرأة الأميركية وتناقش العديد من القضايا الاجتماعية والأسرية وعدد قرائها يفوق مليونين شهريا، ولها طبعة دولية في جنوب أفريقيا.والمجلة وسيلة إعلامية أخرى لتتصل أوبرا مع جمهورها وتضع تجارب حياتها ونصائحها في خدمة القراء، فتحكي عن بداية حياتها على سبيل المثال قائلة: أنشأني والدي على أن الديون شيء فظيع للغاية. وفي منزلنا كان الكسل والعبث بالوقت محظورين. كنت آكل نخالة الزبيب يوميا في العشاء، واشتريت أرخص سيارة يمكن العثور عليها، دلو يسير على عجلات كما كنت أسميها ـ ولكنها كانت تقلني وتعيدني من العمل على أي حال، أتبرع بعشر مرتبي الى الكنيسة وأتسوق مرة واحدة في العام للملابس. أفكر مرة ومرتين قبل الشراء. مرتبي في بداية حياتي كان حوالي مائة دولار في الأسبوع، وارتفع ليصل الى أكثر من 124 مليون دولار في العام، أستطيع الآن أن أشتري أي شيء، أي شيء».وأوبرا وينفري في برنامجها الذي ظل في أعلى قائمة البرامج الناجحة في أميركا، وله آلاف المشاهدين في الدول العربية عند بداية بثه مترجما للعربية منذ عامين على قناة «إم بي سي»، دحضت المقولة الشائعة عند الأوساط الإعلامية العربية عندما تتهم بتدني مستواها، ثقافيا وفنيا، فيما تقدمه الى المشاهدين، بأن السبب هو كبت الحريات السياسية والاجتماعية وتدني الإمكانيات المادية التي تحول دون التألق، رغم أن أغاني الفيديو كليب أوضحت مؤخرا أن الحرية في أعلى مستوياتها في العالم العربي، فقد أزاحت هذه الكليبات الأعراف والتقاليد بركلة صغيرة! أما حجة الإمكانيات الضئيلة فالملاحظ أن الاستوديوهات العربية (أفخم) من نظيرتها الغربية، وبها تقنيات لا تقل عنها إن لم تكن أكثر تطورا، وبرنامج أوبرا لم يتكلف إلا أريكة صغيرة وعدة كاميرات.. إذا فالمحك الرئيسي في نجاح البرامج التلفزيونية يكمن في شحذ الرأس والخروج بالفكرة الجذابة. والملاحظ أن عملية التقليد للبرامج الغربية أو الأميركية تحديدا انتشرت في التلفزيونات العربية بصورة كبيرة بدأت بشراء حقوق برامج مسابقات مليونية ثم برامج رحلات حول العالم وبرنامج طبخة من كل بلد، وبرنامج آخر يقمن بتقديمه أربع مذيعات، تماما كالأميركي، لا ثلاث ولا خمس، أو برنامج الممثل الكبير الذي «يدردش» مع أطفال صغار، ثم برنامج ستار أكاديمي، وبرنامج عرض الأصوات بحثا عن مطرب جماهيري جديد أمام لجنة مكونة من ثلاثة خبراء فنيين «رجلين وامرأة!»، فعملية التقليد تتم بصورة كربونية فجة..
وظهرت أيضا برامج حوارية مقلدة للأميركية في عدة قنوات عربية لم تنف واحدة من مقدماتها من المذيعات أنها متأثرة ببرنامج أوبرا وينفري، وامتد عرض برنامجها لفترة قليلة ثم توقف بعد أن شعر مقدموه أنه لم يعد في الجراب من مواضيع لتطرح!.
وما يميز برنامج أوبرا وربما السبب الرئيسي في نجاحه، إضافة لدور شخصيتها المثقفة، انه يعتمد على الفكرة الجديدة التي تخرج بها لكل حلقة، فكرة لا يكاد يتوقعها المشاهد، قد تزور فيها ملجأ للأيتام، أو تستضيف امرأة تعرضت لحريق شوهها تماما لتعرف كيف تتعامل مع المجتمع، أو تستضيف فنانا، وبعده تقدم ربة بيت تعاني من مشكلة في اختيار أثاث غرفتها! وقد تقوم أوبرا بزيارة مفاجئة لعاملات نظافة فقيرات يعملن بمدرسة ثانوية وتستضيفهن في فندق فخم لمدة أسبوع، أو قد تباغت جمهورها في الاستوديو بتقديمها هدايا ثمينة، وصلت في إحدى الحلقات الى سيارة لكل ضيف من جيبها الخاص!..
ومن العرب استضافت أوبرا الملكة رانيا وأسرة التوأمين المصريين الملتصقين من جهة الرأس.. فبرنامج أوبرا الحواري من وإلى كل الناس، وليس للمشاهير فقط.
الخرطوم: شذى مصطفى
ليس عبثا ان تختار مجلة «فوربس» الأميركية مؤخرا، مقدمة البرامج أوبرا وينفري على انها الشخصية الأكثر تأثيرا في العالم، متقدمة بذلك على مشاهير في السياسة والسينما والرياضة. فالسيدة السمراء استطاعت بفضل اطلالتها التلفزيونية ان تتحول الى مرك قوي في بورصة الكتب، وان تلهم مشاهديها في ادق تفاصيل حياتهم. والسؤال الكبير الذي يخلفه وراءه اختيار أوبرا هذا، هو كيف تفوق نجوم الشاشة الصغيرة على كل ما عداهم، وما هي ميزات أوبرا التي جعلتها قبلة لملايين المشاهدين؟
* أوبرا رائدة برامج التوك شو
* ولدت أوبرا وينفري عام 1954 ونشأت في أسرة فقيرة بمنطقة ريفية بالمسيسيبي. بدأت مهنتها كمذيعة في الراديو وهي ما زالت طالبة بالمدرسة العليا، وفي سن التاسعة عشرة كانت أصغر أميركية من أصل افريقي تقدم النشرة الإخبارية في التلفزيون.. وانتقلت إلى تلفزيون بالتيمور لتقديم نشرة أخبار السادسة ثم أصبحت مضيفة لبرنامج حواري محلي باسم «الناس يتحدثون».. وفي عام 1984 انتقلت أوبرا الى شيكاغو لتقديم برنامج حواري صباحي بعنوان «أنا شيكاغو» ليصبح البرنامج رقم واحد خلال شهر واحد فقط من بدء تقديمه، وتغير اسمه ليصبح «أوبرا وينفري شو».. وفي مسابقة قومية ظل برنامجها الحواري رقم واحد لمواسم طويلة متلاحقة.. ويشاهد برنامجها 23 مليون أميركي وملايين المشاهدين فى أكثر من 100 دولة في العالم. وفي عام 1997 كانت أوبرا أهم شخصية في عالمي الكتب والإعلام حسب استبيان أجرته مجلة «نيوزويك»، وفي عام 1998 وضعتها مجلة «التايم» الأميركية ضمن 100 شخصية مؤثرة في القرن العشرين.
* نادي الكتاب
* فى حوار لها مع مجلة «لايف» قبل سنوات قالت أوبرا «كانت أسرتي تلقبني وأنا صغيرة بدودة الكتب، حيث أظل ساعات طويلة فى مكتبة المنزل أقرأ وأقرأ ويمضي الوقت دون أن أدرك ما يحدث من حولي. كانت الكتب تمنحني فكرة أن هناك حياة مختلفة وراء منزلي الفقير في المسيسيبي». ربما كان عشقها للقراءة، هو ما دفعها الى تقديم «نادي الكتاب» ضمن برنامجها «أوبرا وينفري شو» في عام 1996، وخلال ست سنوات قدمت ما يزيد على 46 كتابا. والكتب التي قامت أوبرا باختيارها ارتفعت مبيعاتها لتصل الى قائمة «أعلى الكتب رواجا» فقد بيع أكثر من مليون نسخة من كل كتاب. ومنحها اتحاد الكتاب الأميركي ميدالية ذهبية في عام 1999، وجائزة الشرف من اتحاد الناشرين الأميركيين عام 2003 تقديرا لتأثيرها في صناعة الكتاب في الولايات المتحدة من خلال هذا البرنامج.
* لماذا لا تكتب؟
* أوبرا لا تشجع على القراءة فقط بل تدعو إلى الكتابة، وكثيرا ما تردد القول بأن «الإرادة تحكم العالم». ففي حديثها مع العديد من الكتّاب في السنوات الماضية اكتشفت أوبرا أن أفضل الكتب التي قرأتها خرجت الى الوجود بفضل عزيمة كتابها، وتضيف «من خلال الكتابة تستطيع أن توضح كل أفكارك الداخلية ومشاعرك، تستطيع أن تفهم من أنت، من تريد أن تكون في الحياة».. ويعرض موقعها على الإنترنت مقولات هامة للكتاب الذين استضافتهم ليستفيد منها الكاتب الغض. وبالفعل من خلال برنامجها نعرف أن ظاهرة الكتابة تكاد تكون هاجسا لكل مواطن أميركي وليست القراءة فقط، فكل شخص له خبرة فى مجال ما، يسارع في تسجيلها في كتاب، ويخرج الكتاب الى النور وربما يرتفع بمؤلفه ليجعله من أصحاب الملايين..
* أوبرا ممثلة
* لعل الكثيرين لا يعرفون أن أوبرا لعبت أدوارا رئيسية في عدة أفلام، فأول ظهور لأوبرا في السينما عام 1985 كان في فيلم ستيفن سبيلبيرج «اللون البنفسجي» في دور صوفيا الخادمة التي فقدت إحدى عينيها عندما تطاولت على سيدتها البيضاء، وتلقت جائزة من أكاديمية السينما وجائزة أخرى من جولدن جلوب في الأداء.. وفي عام 1989 لعبت دور «سيثي» في رواية «محبوبة» لتوني موريسون الفتاة السوداء التي كانت لها أحلام بيضاء!، والشخصيتان عن حياة الزنوج الأوائل الذين وصلوا الى الولايات المتحدة ضمن رحلات تجارة العبيد كما كانت تسمى.. وتألقت أيضا في الأفلام التلفزيونية «نساء بروستر بليس» وفيلم «لم يعد هناك أطفال» وفيلم «قبل أن يصبح للنساء أجنحة».. قانون أوبرا لحماية الطفل كانت لأوبرا المبادرة فى سن قانون لحماية الأطفال عام 1991، حيث ألقت بشهادتها أمام اللجنة القضائية بمجلس الشيوخ مطالبة بإنشاء شبكة معلوماتية للمتهمين بالاعتداء على الأطفال فى الولايات المتحدة، وفي عام 1993 وقّع الرئيس الأميركي بيل كلينتون على ما أسماه «مذكرة أوبرا»!
* أوبرا الإنسانة
* كيف تكون الشهرة دافعا للعمل الإنساني وليس العكس، وكيف تستثمر حب الناس لها في حثهم على أعمال الخير؟ لقد قامت أوبرا بإنشاء «مؤسسة أوبرا وينفري» عام 1983 التي هدفها دعم الإبداع، التحفيز، التعليم، وتحسين وضع النساء والأطفال والأسر حول العالم. ومن خلال هذه المؤسسة الخيرية الخاصة تلقى العديد من المحتاجين المنح من المؤسسات المختلفة التي لفتت أوبرا أنظارهم إليها.. وساهمت بملايين الدولارات لتقديم تعليم أفضل للطلاب الفقراء من خلال مؤسسة أخرى باسم «برنامج أوبرا وينفري للمنح التعليمية» للطلبة الذين يهدفون بذل تعليمهم في خدمة مجتمعاتهم في الولايات المتحدة وخارجها.. تقول أوبرا «أنا أؤمن أن أهم الثروات العالمية هم الشباب اليافع، وأؤمن أن تعليمهم سيمنحهم فرصة أفضل لحياتهم، ومساعدتهم لخلق مستقبل أكثر إشراقا لأنفسهم ولمجتمعاتهم».. وقدمت منحا مالية ضخمة لأطفال جنوب أفريقيا ولا عجب أن هنأها نيلسون مانديلا في عيد ميلادها في رسالة تلفزيونية خاصة قائلا لها «شكرا لك يا أوبرا، لقد غيرت وجه العالم»..
* أوبرا مؤسسة مجلة ومدير تحرير
* لأوبرا مجلة «O» النسائية الشهرية التي بدأ صدورها عام 2000، وتعتبر مجلة رائدة في طرح أسلوب الحياة المتطور للمرأة الأميركية وتناقش العديد من القضايا الاجتماعية والأسرية وعدد قرائها يفوق مليونين شهريا، ولها طبعة دولية في جنوب أفريقيا.والمجلة وسيلة إعلامية أخرى لتتصل أوبرا مع جمهورها وتضع تجارب حياتها ونصائحها في خدمة القراء، فتحكي عن بداية حياتها على سبيل المثال قائلة: أنشأني والدي على أن الديون شيء فظيع للغاية. وفي منزلنا كان الكسل والعبث بالوقت محظورين. كنت آكل نخالة الزبيب يوميا في العشاء، واشتريت أرخص سيارة يمكن العثور عليها، دلو يسير على عجلات كما كنت أسميها ـ ولكنها كانت تقلني وتعيدني من العمل على أي حال، أتبرع بعشر مرتبي الى الكنيسة وأتسوق مرة واحدة في العام للملابس. أفكر مرة ومرتين قبل الشراء. مرتبي في بداية حياتي كان حوالي مائة دولار في الأسبوع، وارتفع ليصل الى أكثر من 124 مليون دولار في العام، أستطيع الآن أن أشتري أي شيء، أي شيء».وأوبرا وينفري في برنامجها الذي ظل في أعلى قائمة البرامج الناجحة في أميركا، وله آلاف المشاهدين في الدول العربية عند بداية بثه مترجما للعربية منذ عامين على قناة «إم بي سي»، دحضت المقولة الشائعة عند الأوساط الإعلامية العربية عندما تتهم بتدني مستواها، ثقافيا وفنيا، فيما تقدمه الى المشاهدين، بأن السبب هو كبت الحريات السياسية والاجتماعية وتدني الإمكانيات المادية التي تحول دون التألق، رغم أن أغاني الفيديو كليب أوضحت مؤخرا أن الحرية في أعلى مستوياتها في العالم العربي، فقد أزاحت هذه الكليبات الأعراف والتقاليد بركلة صغيرة! أما حجة الإمكانيات الضئيلة فالملاحظ أن الاستوديوهات العربية (أفخم) من نظيرتها الغربية، وبها تقنيات لا تقل عنها إن لم تكن أكثر تطورا، وبرنامج أوبرا لم يتكلف إلا أريكة صغيرة وعدة كاميرات.. إذا فالمحك الرئيسي في نجاح البرامج التلفزيونية يكمن في شحذ الرأس والخروج بالفكرة الجذابة. والملاحظ أن عملية التقليد للبرامج الغربية أو الأميركية تحديدا انتشرت في التلفزيونات العربية بصورة كبيرة بدأت بشراء حقوق برامج مسابقات مليونية ثم برامج رحلات حول العالم وبرنامج طبخة من كل بلد، وبرنامج آخر يقمن بتقديمه أربع مذيعات، تماما كالأميركي، لا ثلاث ولا خمس، أو برنامج الممثل الكبير الذي «يدردش» مع أطفال صغار، ثم برنامج ستار أكاديمي، وبرنامج عرض الأصوات بحثا عن مطرب جماهيري جديد أمام لجنة مكونة من ثلاثة خبراء فنيين «رجلين وامرأة!»، فعملية التقليد تتم بصورة كربونية فجة..
وظهرت أيضا برامج حوارية مقلدة للأميركية في عدة قنوات عربية لم تنف واحدة من مقدماتها من المذيعات أنها متأثرة ببرنامج أوبرا وينفري، وامتد عرض برنامجها لفترة قليلة ثم توقف بعد أن شعر مقدموه أنه لم يعد في الجراب من مواضيع لتطرح!.
وما يميز برنامج أوبرا وربما السبب الرئيسي في نجاحه، إضافة لدور شخصيتها المثقفة، انه يعتمد على الفكرة الجديدة التي تخرج بها لكل حلقة، فكرة لا يكاد يتوقعها المشاهد، قد تزور فيها ملجأ للأيتام، أو تستضيف امرأة تعرضت لحريق شوهها تماما لتعرف كيف تتعامل مع المجتمع، أو تستضيف فنانا، وبعده تقدم ربة بيت تعاني من مشكلة في اختيار أثاث غرفتها! وقد تقوم أوبرا بزيارة مفاجئة لعاملات نظافة فقيرات يعملن بمدرسة ثانوية وتستضيفهن في فندق فخم لمدة أسبوع، أو قد تباغت جمهورها في الاستوديو بتقديمها هدايا ثمينة، وصلت في إحدى الحلقات الى سيارة لكل ضيف من جيبها الخاص!..
ومن العرب استضافت أوبرا الملكة رانيا وأسرة التوأمين المصريين الملتصقين من جهة الرأس.. فبرنامج أوبرا الحواري من وإلى كل الناس، وليس للمشاهير فقط.