yasmeen
06-27-2005, 07:29 AM
أنيس منصور
تعليقاً على ما كتبه الأستاذ سمير عطا الله عن (ماو) وعن الصين فقد كان اعجابنا بالصين قديماً جداً، ربما لأسباب ليست واضحة ولا مقنعة، ولكن كان هذا هو اليقين الذي عند طلبة الفلسفة ـ وفلسفة الحضارة بصفة خاصة ـ فقد كان من رأي فيلسوف الحضارة اشبنجلر أن المستقبل للشعوب الصفراء، وان الويل والثبور وعظائم الأمور سوف تجيء هذه المرة من الشرق، وفي مصر مثل شعبي يقول: لا شيء يسر القلب إذا جاء من الغرب، أي أننا نتوقع السرور والحيوية من الشرق.
وفي ذلك الوقت لم أكن رأيت من الدنيا شيئاً، ولا حتى مصر، بل إنني رأيت مدينة الاسكندرية لأول مرة في حياتي من الطائرة في رحلتي إلى السويد!
ولم نكن نتوقع هذا التنين الأصفر أن يقفز على المسرح العالمي، أو الذين كانوا يتوقعون لا يعرفون كيف، وإنما هي حقيقة استقرت، أما الفيلسوف اشبنجلر فعنده أسباب قوية لذلك، ويقال أن نابليون توعد الدنيا إذا صحا هذا المارد الأصفر، ونسبوا عبارات أخرى إلى هتلر وإلى موسوليني وإلى لينين وستالين، ولكن لا أدعي أنني كنت أعرف شيئاً من كل ذلك.
وفي سنة 1959 صدر في مصر كتاب للكاتب الماركسي محمد عوده عن الصين، وفي هذا الكتاب يحكي أن الشاب ماو قد انشق على والده، وقرر أن يترك له البيت والدنيا ويذهب إلى مكان آخر يستعد للدور التاريخي المؤجل له، وقد شتمه أبوه فشتم أباه، وكتبت تعليقاً على الكتاب بعنوان (العن أباك تصبح زعيماً في الصين)، وتصورت أنه ولا حاجة أن أقول أنا ومليون مثلي، فلا شيء يمكن أن يصيب الصين، ولكن ما حدث كان غير ذلك، فقد كان من المفروض أن أسافر إلى الصين ضمن أول وفد للمجلس الأعلى لرعاية الآداب والفنون، ومنحت سفارة الصين الفيزا لكل الأعضاء ما عداي، ويومها قال لي د. نجيب هاشم وكيل وزارة المعارف ورئيس الوفد إن مقالي هو السبب وإنهم غضبوا وإنهم وإنهم...
وتضايقت، ولكن بعد ذلك شكرت الله أنهم رفضوني، ولو سافرت إلى الصين ما كانت رحلتي حول العالم، فالسبب الأول من أجل هذه الرحلة هو أن أذهب إلى ولاية كيرلا في جنوب الهند لأكتب عن الأحداث العجيبة هناك، وأعود بعد ذلك، أما الأحداث فهي أن النظام الديموقراطي في الهند قد أنجب حكومة شيوعية في ولاية كيرلا، وأن رئيس الوزراء هو الزعيم الشيوعي نامبودري باد، وميلاد هذه الحكومة الشيوعية في قلب النظام الديموقراطي في الهند أكبر دليل على الحرية التي يتمتع بها الشعب الهندي، على عكس النظم الشيوعية التي يستحيل أن تسمح لنظام مخالف لها أن يخرج من جيبها أو من بطنها!
وأظن الدنيا قد تغيرت والصين قد كبرت ولو أقمنا مظاهرة اليوم نلعن الصين حكومة وشعباً لرحبوا بنا في بكين، وقد رأيت بكين مرات عديدة وازددت اقتناعاً بعظمة الصين اليوم وغداً.
تعليقاً على ما كتبه الأستاذ سمير عطا الله عن (ماو) وعن الصين فقد كان اعجابنا بالصين قديماً جداً، ربما لأسباب ليست واضحة ولا مقنعة، ولكن كان هذا هو اليقين الذي عند طلبة الفلسفة ـ وفلسفة الحضارة بصفة خاصة ـ فقد كان من رأي فيلسوف الحضارة اشبنجلر أن المستقبل للشعوب الصفراء، وان الويل والثبور وعظائم الأمور سوف تجيء هذه المرة من الشرق، وفي مصر مثل شعبي يقول: لا شيء يسر القلب إذا جاء من الغرب، أي أننا نتوقع السرور والحيوية من الشرق.
وفي ذلك الوقت لم أكن رأيت من الدنيا شيئاً، ولا حتى مصر، بل إنني رأيت مدينة الاسكندرية لأول مرة في حياتي من الطائرة في رحلتي إلى السويد!
ولم نكن نتوقع هذا التنين الأصفر أن يقفز على المسرح العالمي، أو الذين كانوا يتوقعون لا يعرفون كيف، وإنما هي حقيقة استقرت، أما الفيلسوف اشبنجلر فعنده أسباب قوية لذلك، ويقال أن نابليون توعد الدنيا إذا صحا هذا المارد الأصفر، ونسبوا عبارات أخرى إلى هتلر وإلى موسوليني وإلى لينين وستالين، ولكن لا أدعي أنني كنت أعرف شيئاً من كل ذلك.
وفي سنة 1959 صدر في مصر كتاب للكاتب الماركسي محمد عوده عن الصين، وفي هذا الكتاب يحكي أن الشاب ماو قد انشق على والده، وقرر أن يترك له البيت والدنيا ويذهب إلى مكان آخر يستعد للدور التاريخي المؤجل له، وقد شتمه أبوه فشتم أباه، وكتبت تعليقاً على الكتاب بعنوان (العن أباك تصبح زعيماً في الصين)، وتصورت أنه ولا حاجة أن أقول أنا ومليون مثلي، فلا شيء يمكن أن يصيب الصين، ولكن ما حدث كان غير ذلك، فقد كان من المفروض أن أسافر إلى الصين ضمن أول وفد للمجلس الأعلى لرعاية الآداب والفنون، ومنحت سفارة الصين الفيزا لكل الأعضاء ما عداي، ويومها قال لي د. نجيب هاشم وكيل وزارة المعارف ورئيس الوفد إن مقالي هو السبب وإنهم غضبوا وإنهم وإنهم...
وتضايقت، ولكن بعد ذلك شكرت الله أنهم رفضوني، ولو سافرت إلى الصين ما كانت رحلتي حول العالم، فالسبب الأول من أجل هذه الرحلة هو أن أذهب إلى ولاية كيرلا في جنوب الهند لأكتب عن الأحداث العجيبة هناك، وأعود بعد ذلك، أما الأحداث فهي أن النظام الديموقراطي في الهند قد أنجب حكومة شيوعية في ولاية كيرلا، وأن رئيس الوزراء هو الزعيم الشيوعي نامبودري باد، وميلاد هذه الحكومة الشيوعية في قلب النظام الديموقراطي في الهند أكبر دليل على الحرية التي يتمتع بها الشعب الهندي، على عكس النظم الشيوعية التي يستحيل أن تسمح لنظام مخالف لها أن يخرج من جيبها أو من بطنها!
وأظن الدنيا قد تغيرت والصين قد كبرت ولو أقمنا مظاهرة اليوم نلعن الصين حكومة وشعباً لرحبوا بنا في بكين، وقد رأيت بكين مرات عديدة وازددت اقتناعاً بعظمة الصين اليوم وغداً.