المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشيخ حسن الصفار ...... المواجهة الفكرية هي السبيل



مجاهدون
06-27-2005, 06:48 AM
الشيخ حسن الصفار

حين يتبنى الانسان رأياً باعتباره حقاً وصواباً، ويرفض رأياً آخر باعتباره باطلاً وخطأً، فانه غالباً ما يندفع للانتصار للرأي الذي يؤمن به ويسعى لنشره، كما يهتم باضعاف جبهة الرأي الاخر، وخاصة على مستوى الرأي الديني والمعتقدات الفكرية.

ومن المشروع ان يجتهد الانسان في خدمة متبنياته الفكرية، فذلك هو ما يخلق الحراك الفكري في المجتمع البشري، عبر حالة التنافس، واستثارة العقول، وكشف ثغرات الآراء، واذا لم يهتم اصحاب الآراء بطرح افكارهم والدفاع عنها تسود حالة الركود الفكري، والجمود المعرفي.
لكن هناك نهجين في الانتصار للرأي:

نهج العنف والقمع لاصحاب الرأي الاخر، بمحاصرتهم والتضييق عليهم، والتنكيل بهم، ليتراجعوا عن آرائهم ولمنع انتشارها في المجتمع.
نهج المواجهة الفكري، بالاجتهاد في تبيين الرأي واثبات صحته واحقيته بالدليل العلمي والبرهان المنطقي، ونقد الرأي الاخر بكشف نقاط ضعفه، ومكامن الخطأ فيه، وابطال حججه ومستنداته.

نهج الجبابرة
استخدام العنف ضد الرأي الاخر نهج خاطىء فاشل، فهو مصادرة لحرية الانسان في أعمق دوائرها، وانتهاك لأقدس حقوقه واهمها، كما ان تجارب التاريخ قد اثبتت فشل اسلوب العنف في القضاء على الفكر وانهاء الرأي. وعادة ما يستخدم الجبابرة الظلمة هذا الاسلوب، حيث يمارسون العنف والقمع ضد اصحاب الرأي الآخر، حين يكون فيه مساس بمصالح سلطتهم، او لانهم يريدون التظاهر بحماية الدين، او لمجرد فرض هيبتهم وتسلطهم وإرعاب الناس.

ومن المؤسف ان كثيرين من الحكام في تاريخ الامة الاسلامية قد سلكوا هذا النهج، ليس فقط ضد اصحاب الرأي السياسي المعارض، وانما ضد الآراء الدينية والفكرية، تارة بعنوان الحرب على الزندقة والالحاد، واخرى بعنوان التصدي للبدع والافكار المنحرفة في الساحة الدينية.
لقد رفع الخليفة المهدي العباسي، والذي حكم الامة من سنة 158 حتى مات سنة 169 هـ، شعار محاربة الزنادقة، حيث بدأت تنتشر بعض افكار التشكيك في الدين، وبدلاً من مواجهتها بالعلم والمنطق، شهر الحاكم في وجوههم السيف، وكان هناك تسرع كثير في إراقة الدماء واستخدام العنف.

جاء في تاريخ الدولة العباسية للشيخ محمد الخضري بك:
وكان المهدي مغرى بالزنادقة الذين يرفع اليه امرهم، فكان دائماً يعاقبهم بالقتل، ولذلك كانت هذه التهمة في زمنه وسيلة الى تشفي من يحب ان يتشفى من عدو او خصم.
كان كاتب الدنيا وأوحد الناس حذقاً وعلماً وخبرة الوزير ابو عبيد الله معاوية بن يسار مولى الأشعريين، وكان متقدماً في صناعته وله ترتيبات في الدولة، وصنف كتاباً في الخراج وهو أول من صنف فيه.

حصل حقد عليه من الربيع الحاجب، فوشى عليه عند المهدي بان ابنه محمداً متهم في دينه، فامر المهدي باحضاره «الولد» وقال: يا محمد اقرأ فذهب ليقرأ فاستعجم عيه القرآن، فقال المهدي لابيه الوزير ابي عبيد الله معاوية بن يسار: يا معاوية ألم تخبرني ان ابنك جامع للقرآن؟ فقال: بلى يا أمير المؤمنين، ولكنه فارقني منذ سنين وفي هذه المدة نسي القرآن.
فقال المهدي: قم فتقرب إلى الله بدمه، فذهب ليقوم فوقع.

فقال العباس بن محمد: يا أمير المؤمنين ان شئت ان تعفي الشيخ، ففعل، وامر المهدي بابنه فضرب عنقه.
هكذا يكون مجرد الاتهام في الدين، والارتباك في قراءة القرآن، مبرراً لقتل هذا الانسان، وان يُطلب من ابيه مباشرة عملية القتل!!

وخلفاء آخرون مارسوا العنف والقمع تجاه من يقولون برأي مخالف في مسألة عقدية جزئية، كما حصل في ما عرف بمحنة القول بخلق القرآن.
فقد كان الخليفة هارون الرشيد يتبنى القول ان القرآن ليس مخلوقاً، ويقمع القائلين بفكرة خلق القرآن، حتى قال يوماً: بلغني ان بشر المريسي يقول: القرآن مخلوق. والله والله لئن أظفرني الله به لاقتلنه قتلة ما قتلها أحد. ولما علم بشر ظل متوارياً أيام الرشيد.
وقال بعضهم: دخلت على الرشيد وبين يديه رجل مضروب العنق، والسياف يمسح سيفه في قفا الرجل المقتول، فقال الرشيد: قتلته لانه قال: القرآن مخلوق.

وفي عهد الخليفة الواثق العباسي تغير رأي الحاكم، فتعرض من يقول بان القرآن ليس مخلوقاً للقتل والتنكيل، كما حصل لاحمد بن نصر الخزاعي الذي قبض عليه والي بغداد، وامتحنه الواثق فاصر على رأيه ان القرآن ليس بمخلوق، وان الله يُرى في الاخرة، فدعا الخليفة بالسيف، وقال: اني احتسب خطاي الى هذا الكافر الذي يعبد رباً لا نعبده، وضرب عنقه، وامر به فحمل رأسه فنصب بالجانب الشرقي اياماً، ثم بالجانب الغربي اياماً، وعلقت برأسه ورقة «هذا رأس أحمد بن نصر الذي دعاه الامام الواثق إلى القول بخلق القرآن ونفي التشبيه، فأبى الا المعاندة، فعجل الله به الى ناره.

طريق الأنبياء
ان الطريق المشروع والنهج الصحيح لنشر أي فكرة ومبدأ، هو عرضها بأحسن بيان، والدعوة اليها بالمنطق والبرهان، والجدال عنها بأفضل اساليب التخاطب مع العقول والنفوس، وذلك هو النهج الالهي الذي قرره القرآن الكريم، يقول تعالى: «ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن».
كذلك فان مواجهة الافكار الباطلة والاراء الخاطئة يكون بنقدها ومناقشتها، وتسليط الاضواء على مكامن انحرافها ونقاط ضعفها.

ان الرسالات الالهية تتعامل مع الانسان باعتباره كائناً عاقلاً مريداً، ولذلك تحترم عقله وتتخاطب معه، وتراهن على الثقة به وحسن ا ختياره.
كما ترفض اساليب الهيمنة وممارسة الوصاية الفكرية، بما تعني من تجاهل لدور العقل، ومصادرة لحرية الانسان.
فالتخاطب مع العقل لا يكون بلغة العنف والقمع، وانما بمنطق الحجة والبرهان: «قل هاتوا برهانكم»، «قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا»، «ليهلك من هلك عن بيّنة ويحيى من حيّ عن بيّنة»، «لا اكراه في الدين قد تبيّن الرشد من الغي».

تلك هي المبادىء الناظمة للمواجهة الفكرية، لاثبات حقانية الدين وبطلان ما عداه.
ولا يقبل الاسلام الاساءة الى المخالف في الدين والرأي لمجرد مخالفته، ما لم يمارس عدواناً يستلزم الرد والردع.
كما لا ينصح الاسلام بالقطيعة مع المخالفين، بفصل وشائج العلاقات الانسانية والاجتماعية معهم، بل على العكس من ذلك يوصي بالبر بهم والاحسان اليهم ما داموا مسالمين غير معتدين.
يقول تعالى: «لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم ان الله يحب المقسطين».

وقد ورد في اسباب نزول هذه الاية ان اسماء بنت ابي بكر، قدمت عليها امها وكان ابو بكر طلقها في الجاهلية، فقدمت على ابنتها أسماء بهدايا: زبيب وسمن وقرظ، فأبت اسماء ان تقبل هديتها او تدخلها بيتها، وارسلت إلى عائشة: سلي رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم»، فقال: «لتدخلها» وفي صحيح البخاري عن أسماء بنت ابي بكر قالت: قدمت على امي وهي مشركة في عهد رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم» فاستفتيت رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم» قلت: ان أمي قدمت وهي راغبة، أفأصل أمي؟ قال: «نعم صلي أمك»، «صحيح البخاري، حديث رقم 2620».

وفي وصية القرآن الكريم بالبر بالوالدين، يشير الى ان واجب البر بهما، وحسن العلاقة معهما، لا يتأثر بالاختلاف الديني معهما، حتى وان كانا يضغطان على الولد باتجاه الشرك بالله، يقول تعالى: «وان جاهداك على ان تُشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً».

وكذلك الحال بالنسبة إلى الارحام والاقرباء، فان الاختلاف الديني والفكري لا ينبغي ان يؤثر في مستوى التواصل معهم كأرحام، جاء عن الامام جعفر الصادق «عليه السلام» انه سأل الجهم بن حميد قائلاً: يكون لي القرابة على غير امري ألهم عليّ حق؟ قال: «نعم حق الرحم لا يقطعه شيء» بحار الانوار، ج 71 ص 131».

ان على المسلم ان يلتزم حسن الخلق مع كل من يتعامل ويتعاطى معه، حيث ورد عن رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم» انه قال: «أحسن صحبة من صاحبك تكن مسلماً»، وجاء عن حفيده الامام جعفر الصادق «عليه السلام»: «ليس منا من لم يحسن صحبة من صحبه، ومرافقة من رافقه».

قاسم _110
06-28-2005, 10:51 PM
السلام عليكم

هل هذا الفتوي في حق هذا الشخص و لماذا صدر هذا الاستفتاء من زعيم الطائفة
شكرا




سماحة آية الله العظمى الإمام الخوئي دام الله ظلاله الوارفة
بعد الدعاء بالتسديد والتأييد برعاية مولانا صاحب الزمان أرواحنا له الفداء
مولاي يا زعيم الحوزة :



لقد وقعت بأيدينا فتوى موقعة بختم سماحتكم وسماحة الإمام الراحل السيد الشاهرودي والأمام الراحل المرتضى من آل يا سين وحجة الإسلام يوسف الحائري قدس الله أرواحهم تنص على عدم إجتهاد السيد محمد نجل العلامة السيد مهدي الشيرازي الموجود حاليا في قم المقدسة ، ونظرا لقيام الضجة حول هذا الرجل والدعوة له بالتقليد وجميع الحقوق الشرعية ونظرا لقيام وقول المروجين والدعاة له بالتقليد وعلى راسهم ( حسن بن موسى الصفار ) وهل هو ثقة عندكم ؟ وهل درس تحت رعايتكم أو في الحوزة العلمية بالنجف كما يدّعي ؟ وهل يجوز الإئتمام به وهل إن هذه الدعوة التي يقوم بنشرها لها نصيب من الواقع أو أساس من الصحة ؟ بأن الرجل السيد محمد الشيرازي يرجح علم سماحتكم بحاله قديما وهو الآن من المجتهدين المراجع ؟
أفتونا مأجورين فقد وقع الناس يا مولانا في غموض من أمر دينهم واعتراهم الإرتباك والإلتباس لما هم مسؤلون عنه يوم القيامة دام ظلكم

إبنكم الروحي
أحمد علي عباس آل مدن
القطيف أم الحمام
18 شوال 1399هـ


بسمه تعالى ما أشرتم إليه من الإجابة الموقعة منا ومن العلماء المذكورين قدس سرهم صحيحة وواقعة ولا تزال قائمة وهو منذ صدور هذه الإجابة حتى الآن لم يكن في دراسة حتى يمكن أن يحصل هذا الاحتمال المزعوم على أنه مع .... لو قدر له أن يكون مجتهدا فليس كل مجتهد يصح الرجوع إليه في التقليد حيث تشترط الأعلمية والعدالة والأعلمية لا يرجع في عدم إشتراطها إلى غير الأعلم .
وأما حسن الصفار فسبق أن أجبنا على سؤال وردنا .... وتكرر الجواب لبعض القطيفيين (( بأن أمره لمريب ولا يوثق به ولا بتصرفاته وما ذكرتموه يؤكد انعدام الثقة منه ))
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل ،، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


في 25 شوال 1399 هـ
الخـــوئــــي

سلسبيل
06-29-2005, 12:24 AM
لا يجب الركون الى الفتاوي فى مثل هذه الأمور ، فربما كان هناك بعض الأشخاص قد شهدوا ظلما عند السيد الخوئي بعدم الوثوق في هذا الشخص أو ذاك ، والأفضل إن الانسان يتقصى الحقائق بنفسه بدلا من أن يقع فى الظلم المنهي عنه .

قاسم _110
06-29-2005, 12:38 AM
اخى سلسبيل
السلام عليكم



يعنى تدعي زعيم الطائفه يفتي ؟؟؟؟؟؟
انا سئلت عن سبب اصدار الفتوي و هل هذا الفتوي في حق نفس صاحب المقال او شخص اخر

سلسبيل
06-30-2005, 02:35 PM
هو نفسه يا أخي كما علمت ، ولا أعلم سبب الفتوى ولكن السيد الخوئي ليس معصوما وفتاويه قابلة للخطأ والصواب .

ويمكنك مخاطبتي بأختي بدلا من أخي