زوربا
06-27-2005, 12:21 AM
دمشق - خليل صويلح
بإنكليزية ركيكة وجولات طويلة في غرفة المحادثة الالكترونية، التقط عبدالسلام طرف الخيط، حين وافقت سالينا على صداقته ثم على تبادل الصور الشخصية.
بدت المسافة بين دمشق ولوس انجليس كأنها مفروشة بالورود، ما جعل عبدالسلام يوسع دائرة أحلامه، حتى أنه صار يصف أمام أصدقائه شوارع هوليوود وممثليها وسهولة الحصول على دور في أحد الأفلام الأميركية، بعدما أخبرته سالينا بإمكان تحقيق ذلك. لم تكن سالينا جميلة في الصورة. ومع ذلك، حسده أصدقاؤه الذين فشلوا في تعليق الصنارة، فهي وعدته بالقدوم إلى دمشق أخيراً لاعلان زواجهما.
كان عبدالسلام عاطلاً من العمل، بعد مهن فاشلة كثيرة، واكتشف أن سالينا أكبر منه في السن ومدمنة على المخدرات، وهي ترغب بإنجاب طفل لا أكثر. ولم يكن أمامه سوى الموافقة على الصفقة طالما أنها ستنتهي بحصوله على «فيزا» أميركية.
هاجر عبدالسلام إلى أميركا بالفعل... وبعد أشهر، تخلص من سالينا، وهو اليوم يعمل حارساً في حديقة، وقد تخلى عن أحلامه في العمل في السينما الهوليوودية.
ماهر نموذج آخر للشباب السوري. فهو تعرف إلى يابانية، كانت تسكن إلى جواره. وبعد تفكير، اخترع قصة حب عاصفة أطاحت بشروط الفتاة بالزواج منه. ويقول أصدقاؤه إنه أقنع اليابانيين فور وصوله إلى هناك، بأنه عازف عود بارع. لكنه لم يتمكن من مغادرة أرصفة طوكيو إلى قاعاتها ليقدم معزوفاته المرتجلة.
وعلى رغم ذلك، فهو لا يفكر بالعودة على الإطلاق ولا يرغب باستعادة «جماليات الإفلاس» في شوارع دمشق.
من جهته، أقنع أحمد لوسيا وهي فتاة اسبانية، جاءت الى دمشق لدراسة اللغة العربية، بأنها تذكره بأجداده في الأندلس، وأن جذورها الغرناطية أيقظت مشاعر لا يمكن كتمها في أعماقه. وهكذا عبر عن أحاسيسه تجاهها في ركن معتم في احدى حانات حي »باب توما» بقصيدة طويلة أطلق عليها عنوان «أندلوثيا» وانتهت السهرة برقصة فلامنكو مشتركة. وهو إلى اليوم ينتظر الفيزا من دون جدوى، بعدما وضع الحق كاملاً على الاتحاد الأوروبي وشروطه الصعبة وحوادث الإرهاب في تقرير مصيره في الهجرة.
شبان سوريون بالمئات يحلمون بالزواج من أجنبيات، حتى لو كن أكبر منهم سناً. ولا مشكلة إن كنّ غير جميلات. فالمهم في نهاية المطاف، الحصول على فيزا وفرصة عمل غامضة. لكن هذه الأحلام تتطلب مواصفات خاصة لاختراق هذا العالم، يلخصها خالد(خوليو)، كما يلقبه أصدقاؤه بقوله: «عليك أن تطلق شعرك إلى الكتفين، ثم تربطه من الخلف على طريقة الساموراي، وأن تتعلم بضع جمل في الإنكليزية أو الفرنسية أو الاسبانية، ثم تتسكع في الحانات التي تتواجد فيها أجنبيات، وهناك، تحاول أن تتعرف إلى إحداهن بعرض خدماتك، أو تستأجر غرفة في بيت مشترك، ثم تنسج خيوطك حول واحدة من الجارات الأجنبيات».
لؤي تعرّف الى روسية باستخدام بضع كلمات بالروسية تعلّمها في شوارع موسكو، عندما كان يعمل «تاجر شنطة». ووعدها بالزواج فوراً بعدما أنقذته من التشرد في شوارع دمشق. أما ناصر فهو لا يغادر مقهى الانترنت، على أمل أن تصله رسالة من صديقته الفرنسية تدعوه فيها إلى زيارة باريس.
متخصصون في الثقافة!
وهناك شباب متخصصون في المراكز الثقافية الأجنبية، يتسكعون في الممـــرات لاصطياد «غزالة شاردة». ولكل مركز شلته الخاصة، وإن كان المركز الثقافي الفرنسي، هو الأكثر استقطاباً لشباب «الجالية السورية» كما يعلق البعض، يليه المركز الثقافي الألماني ثم الاسباني. ولا يخلو الأمر من مغامرات ناجحة.
هذه الصورة لها ما يقابلها بالتأكيد. إذ يلجأ عدد لا يستهان به من الشباب إلى تيارات متطرفة كمحصلة لظروف اجتماعية واقتصادية صعبة. وهذه الظروف ذاتها أفرزت جيلاً تائهاً، لا يعلم أين يضع أقدامه وسط بركان من المتغيرات العاصفة.
بإنكليزية ركيكة وجولات طويلة في غرفة المحادثة الالكترونية، التقط عبدالسلام طرف الخيط، حين وافقت سالينا على صداقته ثم على تبادل الصور الشخصية.
بدت المسافة بين دمشق ولوس انجليس كأنها مفروشة بالورود، ما جعل عبدالسلام يوسع دائرة أحلامه، حتى أنه صار يصف أمام أصدقائه شوارع هوليوود وممثليها وسهولة الحصول على دور في أحد الأفلام الأميركية، بعدما أخبرته سالينا بإمكان تحقيق ذلك. لم تكن سالينا جميلة في الصورة. ومع ذلك، حسده أصدقاؤه الذين فشلوا في تعليق الصنارة، فهي وعدته بالقدوم إلى دمشق أخيراً لاعلان زواجهما.
كان عبدالسلام عاطلاً من العمل، بعد مهن فاشلة كثيرة، واكتشف أن سالينا أكبر منه في السن ومدمنة على المخدرات، وهي ترغب بإنجاب طفل لا أكثر. ولم يكن أمامه سوى الموافقة على الصفقة طالما أنها ستنتهي بحصوله على «فيزا» أميركية.
هاجر عبدالسلام إلى أميركا بالفعل... وبعد أشهر، تخلص من سالينا، وهو اليوم يعمل حارساً في حديقة، وقد تخلى عن أحلامه في العمل في السينما الهوليوودية.
ماهر نموذج آخر للشباب السوري. فهو تعرف إلى يابانية، كانت تسكن إلى جواره. وبعد تفكير، اخترع قصة حب عاصفة أطاحت بشروط الفتاة بالزواج منه. ويقول أصدقاؤه إنه أقنع اليابانيين فور وصوله إلى هناك، بأنه عازف عود بارع. لكنه لم يتمكن من مغادرة أرصفة طوكيو إلى قاعاتها ليقدم معزوفاته المرتجلة.
وعلى رغم ذلك، فهو لا يفكر بالعودة على الإطلاق ولا يرغب باستعادة «جماليات الإفلاس» في شوارع دمشق.
من جهته، أقنع أحمد لوسيا وهي فتاة اسبانية، جاءت الى دمشق لدراسة اللغة العربية، بأنها تذكره بأجداده في الأندلس، وأن جذورها الغرناطية أيقظت مشاعر لا يمكن كتمها في أعماقه. وهكذا عبر عن أحاسيسه تجاهها في ركن معتم في احدى حانات حي »باب توما» بقصيدة طويلة أطلق عليها عنوان «أندلوثيا» وانتهت السهرة برقصة فلامنكو مشتركة. وهو إلى اليوم ينتظر الفيزا من دون جدوى، بعدما وضع الحق كاملاً على الاتحاد الأوروبي وشروطه الصعبة وحوادث الإرهاب في تقرير مصيره في الهجرة.
شبان سوريون بالمئات يحلمون بالزواج من أجنبيات، حتى لو كن أكبر منهم سناً. ولا مشكلة إن كنّ غير جميلات. فالمهم في نهاية المطاف، الحصول على فيزا وفرصة عمل غامضة. لكن هذه الأحلام تتطلب مواصفات خاصة لاختراق هذا العالم، يلخصها خالد(خوليو)، كما يلقبه أصدقاؤه بقوله: «عليك أن تطلق شعرك إلى الكتفين، ثم تربطه من الخلف على طريقة الساموراي، وأن تتعلم بضع جمل في الإنكليزية أو الفرنسية أو الاسبانية، ثم تتسكع في الحانات التي تتواجد فيها أجنبيات، وهناك، تحاول أن تتعرف إلى إحداهن بعرض خدماتك، أو تستأجر غرفة في بيت مشترك، ثم تنسج خيوطك حول واحدة من الجارات الأجنبيات».
لؤي تعرّف الى روسية باستخدام بضع كلمات بالروسية تعلّمها في شوارع موسكو، عندما كان يعمل «تاجر شنطة». ووعدها بالزواج فوراً بعدما أنقذته من التشرد في شوارع دمشق. أما ناصر فهو لا يغادر مقهى الانترنت، على أمل أن تصله رسالة من صديقته الفرنسية تدعوه فيها إلى زيارة باريس.
متخصصون في الثقافة!
وهناك شباب متخصصون في المراكز الثقافية الأجنبية، يتسكعون في الممـــرات لاصطياد «غزالة شاردة». ولكل مركز شلته الخاصة، وإن كان المركز الثقافي الفرنسي، هو الأكثر استقطاباً لشباب «الجالية السورية» كما يعلق البعض، يليه المركز الثقافي الألماني ثم الاسباني. ولا يخلو الأمر من مغامرات ناجحة.
هذه الصورة لها ما يقابلها بالتأكيد. إذ يلجأ عدد لا يستهان به من الشباب إلى تيارات متطرفة كمحصلة لظروف اجتماعية واقتصادية صعبة. وهذه الظروف ذاتها أفرزت جيلاً تائهاً، لا يعلم أين يضع أقدامه وسط بركان من المتغيرات العاصفة.