زوربا
06-26-2005, 11:45 PM
دمشق - نور الدين الأعثر
المقاهي تعاني غياب الزوار اللبنانيين.
تغّير المشهد السياحي بين سورية ولبنان بعد ان تراجعت حركة المواطنين بين البلدين لا سيما في عطلة نهاية الأسبوع التي كان يستغلها اللبنانيون للتبضع وزيارة الأقارب والأماكن الدينية في دمشق وبعض المحافظات السورية.
وقال متعاملون على الحدود السورية - اللبنانية لـ"الحياة": «ان حركة المواطنين في الاتجاهين انخفضت، لكن نسبة عبور المواطنين اللبنانيين أكبر إلى سورية مقابل انخفاض كبير في عبور المواطنين السوريين إلى لبنان وذلك على خلفية الأحداث الأمنية التي تعرض لها بعض العمال السوريين».
وتشير أرقام وزارة السياحة السورية إلى تراجع عدد الزوار اللبنانيين خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي (من 799 ألفاً الى 673 ألفاً أي ما نسبته 16 في المئة).
ومع أن كثيرين من المواطنين اللبنانيين لا يعتبرون من السياح لأن معظمهم من «زوار اليوم الواحد"، أي انهم لا يمضون ليلتهم في سورية بل يأتون صباحاً ويغادرون مساء، غير أنهم كانوا يلعبون دوراً كبيراً في تحريك الأسواق التجارية في دمشق لإقبالهم الشديد على البضائع المحلية لجودتها أو لرخص ثمنها مقارنة مع الأسعار الموجودة في لبنان.
وقال مدير الترويج في وزارة السياحة نضال ماشنج لـ"الحياة": «انخفض عدد الزوار اللبنانيين بسبب الأحداث السياسية التي اجتاحت لبنان، لكننا نعمل حالياً على استعادة النسبة وزيادتها خلال الفترة المقبلة"، لافتاً إلى أن الأسواق السورية كانت تعج بالمواطنين اللبنانيين يومي السبت والأحد مما كان ينعكس إيجاباً على الحركة الاقتصادية في البلد بسبب إقبالهم الشديد على المنتوجات السورية.
وأضاف: «نعامل اللبنانيين القادمين معاملة المواطنين السوريين حيث بإمكانهم الإنفاق بالليرة السورية، إضافة إلى ان دخولهم مع سياراتهم وعائلاتهم يتم بشكل سلس ومرن من دون أي عوائق تذكر».
وتختلف دوافع قدوم اللبنانيين، فمنهم من يأتي بهدف التسوق وزيارة الأقارب وبعضهم الأخر لزيارة الأماكن الدينية مثل «مقام الست زينب» و"ضريح رقية» قرب الجامع الأموي، إضافة إلى أن قسماً كبيراً منهم أصبح يبحث عن الخدمات الطبية على اختلافها خصوصاً طب الأسنان والتجميل لرخص كلفتها في سورية.
وساعد القرب الجغرافي بين لبنان وسورية على تنقل المواطنين بشكل كبير إذ لا تبعد الحدود اللبنانية سوى 50 كيلومتراً عن دمشق. ويمكن للزائر أن يأتي الى دمشق ويعود في اليوم نفسه.
وقالت السيدة آمنة سرايني من منطقة الغازية قرب صيدا، والتي كانت تتبضع من سوق الحريقة: «جئت إلى سورية مع مجموعة سياحية مؤلفة من مئة شخص لزيارة الأقارب ومقام الست زينب وشراء ألبسة لأطفالي وهدايا لأصدقائي». وأضافت «ان ما سمعناه عن مضايقة السوريين للبنانيين القادمين إلى سورية غير صحيح لأننا وجدنا الأمن والأمان والترحاب في كل مكان قصدناه سواء في المحال التجارية أو المطاعم».
ولا يتعدى الرسم الذي يدفعه المواطنون السوريون واللبنانيون للعبور أكثر من أربعة دولارات أميركية، وهذا ما ساهم في السنوات الماضية في تدفق المواطنين في الاتجاهين حتى وصل عدد القادمين والمغادرين أحياناً إلى أكثر من سبعة آلاف في اليوم.
وأشار سالم الحسن من سكان بيروت إلى سهولة إجراءات الدخول إلى سورية قائلاً: «نعامل بكل احترام من قبل الموظفين الموجودين على الحدود حيث لم نواجه أي صعوبات عند قدومنا إلى هنا. وبإمكاني أن أحمل معي أثناء عودتي كل ما أريده من دون أن أدفع تكاليف إضافية من جمارك ورسوم».
وتحدث عدد من أصحاب المحال التجارية في أسواق الحميدية والحريقة والبزورية، وهي أهم الأسواق الرئيسية التي يقصدها اللبنانيون للتبضع، عن انخفاض عددهم أكثر من 70 في المئة خصوصاً زوار اليوم الواحد. وأشار بعضهم إلى تراجع مبيعاته بشكل كبير يومي السبت والأحد وعزا السبب إلى الأحداث السياسية التي شهدها لبنان خلال الفترة الماضية، لكنهم عبّروا عن أملهم في أن تعود الحركة إلى طبيعتها بعد زوال الأسباب التي أدت إلى تراجعها.
وقال صاحب محل «العندليب» في سوق الحميدية أحمد فائز كردي: «تراجع عدد اللبنانيين بشكل كبير عن السابق بعد ان كانوا يأتون على شكل أفواج أو قوافل. والآن أصبحوا يأتون بشكل فردي أو عبر مجموعات صغيرة، والأسباب يمكن ان تكون سياسية أو جمركية». وأضاف: «انخفضت مبيعاتي بعد أن فقدتُ، ليس لوحدي وإنما السوق بكاملها وحتى أصحاب المطاعم والفنادق والشقق المفروشة وسيارات الأجرة، زبوناً مهماً كان ينفق كثيراً من المال. لكن كلنا أمل في عودتهم قريباً إلينا لأن بضاعتنا جيدة وأسعارنا مناسبة لهم».
وقال صاحب محل آخر ان اللبنانيين كانوا يحركون أسواق دمشق في الماضي بنسبة 40 في المئة خصوصاً تجار الجملة لأنهم كانوا يشترون كميات ضخمة من البضائع السورية وبالتحديد القطنية لرخص ثمنها وعراقة صناعتها.
المقاهي تعاني غياب الزوار اللبنانيين.
تغّير المشهد السياحي بين سورية ولبنان بعد ان تراجعت حركة المواطنين بين البلدين لا سيما في عطلة نهاية الأسبوع التي كان يستغلها اللبنانيون للتبضع وزيارة الأقارب والأماكن الدينية في دمشق وبعض المحافظات السورية.
وقال متعاملون على الحدود السورية - اللبنانية لـ"الحياة": «ان حركة المواطنين في الاتجاهين انخفضت، لكن نسبة عبور المواطنين اللبنانيين أكبر إلى سورية مقابل انخفاض كبير في عبور المواطنين السوريين إلى لبنان وذلك على خلفية الأحداث الأمنية التي تعرض لها بعض العمال السوريين».
وتشير أرقام وزارة السياحة السورية إلى تراجع عدد الزوار اللبنانيين خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي (من 799 ألفاً الى 673 ألفاً أي ما نسبته 16 في المئة).
ومع أن كثيرين من المواطنين اللبنانيين لا يعتبرون من السياح لأن معظمهم من «زوار اليوم الواحد"، أي انهم لا يمضون ليلتهم في سورية بل يأتون صباحاً ويغادرون مساء، غير أنهم كانوا يلعبون دوراً كبيراً في تحريك الأسواق التجارية في دمشق لإقبالهم الشديد على البضائع المحلية لجودتها أو لرخص ثمنها مقارنة مع الأسعار الموجودة في لبنان.
وقال مدير الترويج في وزارة السياحة نضال ماشنج لـ"الحياة": «انخفض عدد الزوار اللبنانيين بسبب الأحداث السياسية التي اجتاحت لبنان، لكننا نعمل حالياً على استعادة النسبة وزيادتها خلال الفترة المقبلة"، لافتاً إلى أن الأسواق السورية كانت تعج بالمواطنين اللبنانيين يومي السبت والأحد مما كان ينعكس إيجاباً على الحركة الاقتصادية في البلد بسبب إقبالهم الشديد على المنتوجات السورية.
وأضاف: «نعامل اللبنانيين القادمين معاملة المواطنين السوريين حيث بإمكانهم الإنفاق بالليرة السورية، إضافة إلى ان دخولهم مع سياراتهم وعائلاتهم يتم بشكل سلس ومرن من دون أي عوائق تذكر».
وتختلف دوافع قدوم اللبنانيين، فمنهم من يأتي بهدف التسوق وزيارة الأقارب وبعضهم الأخر لزيارة الأماكن الدينية مثل «مقام الست زينب» و"ضريح رقية» قرب الجامع الأموي، إضافة إلى أن قسماً كبيراً منهم أصبح يبحث عن الخدمات الطبية على اختلافها خصوصاً طب الأسنان والتجميل لرخص كلفتها في سورية.
وساعد القرب الجغرافي بين لبنان وسورية على تنقل المواطنين بشكل كبير إذ لا تبعد الحدود اللبنانية سوى 50 كيلومتراً عن دمشق. ويمكن للزائر أن يأتي الى دمشق ويعود في اليوم نفسه.
وقالت السيدة آمنة سرايني من منطقة الغازية قرب صيدا، والتي كانت تتبضع من سوق الحريقة: «جئت إلى سورية مع مجموعة سياحية مؤلفة من مئة شخص لزيارة الأقارب ومقام الست زينب وشراء ألبسة لأطفالي وهدايا لأصدقائي». وأضافت «ان ما سمعناه عن مضايقة السوريين للبنانيين القادمين إلى سورية غير صحيح لأننا وجدنا الأمن والأمان والترحاب في كل مكان قصدناه سواء في المحال التجارية أو المطاعم».
ولا يتعدى الرسم الذي يدفعه المواطنون السوريون واللبنانيون للعبور أكثر من أربعة دولارات أميركية، وهذا ما ساهم في السنوات الماضية في تدفق المواطنين في الاتجاهين حتى وصل عدد القادمين والمغادرين أحياناً إلى أكثر من سبعة آلاف في اليوم.
وأشار سالم الحسن من سكان بيروت إلى سهولة إجراءات الدخول إلى سورية قائلاً: «نعامل بكل احترام من قبل الموظفين الموجودين على الحدود حيث لم نواجه أي صعوبات عند قدومنا إلى هنا. وبإمكاني أن أحمل معي أثناء عودتي كل ما أريده من دون أن أدفع تكاليف إضافية من جمارك ورسوم».
وتحدث عدد من أصحاب المحال التجارية في أسواق الحميدية والحريقة والبزورية، وهي أهم الأسواق الرئيسية التي يقصدها اللبنانيون للتبضع، عن انخفاض عددهم أكثر من 70 في المئة خصوصاً زوار اليوم الواحد. وأشار بعضهم إلى تراجع مبيعاته بشكل كبير يومي السبت والأحد وعزا السبب إلى الأحداث السياسية التي شهدها لبنان خلال الفترة الماضية، لكنهم عبّروا عن أملهم في أن تعود الحركة إلى طبيعتها بعد زوال الأسباب التي أدت إلى تراجعها.
وقال صاحب محل «العندليب» في سوق الحميدية أحمد فائز كردي: «تراجع عدد اللبنانيين بشكل كبير عن السابق بعد ان كانوا يأتون على شكل أفواج أو قوافل. والآن أصبحوا يأتون بشكل فردي أو عبر مجموعات صغيرة، والأسباب يمكن ان تكون سياسية أو جمركية». وأضاف: «انخفضت مبيعاتي بعد أن فقدتُ، ليس لوحدي وإنما السوق بكاملها وحتى أصحاب المطاعم والفنادق والشقق المفروشة وسيارات الأجرة، زبوناً مهماً كان ينفق كثيراً من المال. لكن كلنا أمل في عودتهم قريباً إلينا لأن بضاعتنا جيدة وأسعارنا مناسبة لهم».
وقال صاحب محل آخر ان اللبنانيين كانوا يحركون أسواق دمشق في الماضي بنسبة 40 في المئة خصوصاً تجار الجملة لأنهم كانوا يشترون كميات ضخمة من البضائع السورية وبالتحديد القطنية لرخص ثمنها وعراقة صناعتها.