قاسم
06-26-2005, 12:14 PM
لندن: علي نوري زاده
قبل أن يتسلم آية الله علي خامنئي منصب المرشد الاعلى في ايران، عقب وفاة الامام الخميني، كان خامنئي (الذي كان انذاك رئيسا لايران) يلتقي مساء كل يوم خميس بمكتبه في القصر الرئاسي بعدد من المثقفين والفنانين. وجلسات يوم الخميس هذه التي اشتهرت بـ«حلقة الخميس»، كانت مناسبة لطرح قضايا فكرية وثقافية وفنية وفلسفية مهمة، بدءا من افكار الفيلسوف الألماني مارتن هايدغر، مرورا بالفلسفة الفاشية، الى آخر اصدارات مكتبة «غاليمار» في باريس، والشريط الأخير للمايسترو والموسيقي الايراني محمد رضا شجريان، وأفلام عباس كيارستمي.
وعلاقة خامنئي بالنخب الفكرية والثقافية، التي كانت جذورها تمتد الى ما قبل الثورة 1979، كانت من أهم عوامل تمتع خامنئي بمكانة متميزة بين المثقفين والنخب الفكرية، خلافا لشريكه في الحكم هاشمي رفسنجاني، الذي كانت اهتماماته محصورة في قضايا التنمية الاقتصادية والبناء. أعضاء «حلقة الخميس» ما زالوا يتذكرون محمود احمدي نجاد، ذلك الشاب النحيف، الذي كان يوزع الشاي لضيوف خامنئي، وصوته العذب وهو يغني في المناسبات الدينية، مثل مناسبة عاشوراء وليالي القدر بشهر رمضان بإذن من خامنئي.
شاء القدر أن يستبدل خامنئي، بعد ان أصبح مرشدا للبلاد، ضيوفه الفنانين والمثقفين في ليالي الخميس بمجموعة من رجال الدين ومنظري الاسلام الثوريين. وكما ان خامنئي «المرشد» تخّلى عن غليونه المحبوب المستورد من الغرب، فانه استغنى عن كل مقربيه. والشخص الوحيد الذي احتفظ بمكانه ضمن «حلقة الخميس» في شكلها الجديد، كان الشاب احمدي نجاد، بل ان حضوره أصبح اكثر اهمية منذ تولي خامنئي المقام الاول في جمهورية إيران.
بحيث كان يفتتح جلسات الخميس بموشحات دينية ويختتمها بآيات كريمة من القرآن أو مديح للولي الفقيه. وظلت علاقة الشاب النحيف مع خامنئي علاقة المريد باستاذه او التلميذ بالمرشد. والمثير ان احدا من المقربين من خامنئي لم يأخذ محمود أحمدي نجاد بعين الاعتبار، الا نجل خامنئي مجتبى، الذي رأى فيه، الرجل الوفي لوالده الذي يمكن الاعتماد عليه في مواجهة التيارات المعارضة لولاية الفقيه. هكذا اختير نجاد ابن الحداد الفقير في بلدة غرمار قبل اكثر من عشرة اعوام ليكون حارس ولاية الفقيه الاول.
ونظرة الى مسيرة حياة احمدي نجاد نجد ان رئيس ايران الجديد الذي وُلد في عام 1965 ينتمي لاسرة فقيرة جدا ببلدة غرمار القريبة من طهران، وقد بدأ حياته السياسية بفضل صوته الجميل وكقارئ للقرآن والموشحات الدينية بمدرسة «سعدي» بطهران، حيث اخذ دبلوم المتوسط. وبعد دخوله الجامعة في فرع هندسة العمران، انضم نجاد الى اتحاد الطلبة المسلمين، الذي شارك بعض اعضائه، ومنهم نجاد، في عملية احتجاز الدبلوماسيين الاميركيين في طهران بعد الثورة ببضعة اشهر. وعقب اندلاع الحرب بين ايران والعراق انخرط نجاد في صفوف الحرس الثوري وتوجه الى جبهة الحرب مع العراق حيث كان لمدة قصيرة مسؤولا عن رفع معنويات المقاتلين الشبان بتلاوة الموشحات الدينية والحماسية لهم قبل بدء العمليات العسكرية.
وبعد فترة عُيّن قائدا لـ«قاعدة رمضان» العسكرية شمال العراق، وشارك في عدد من العمليات العسكرية ما وراء الحدود، بما فيها عمليات مطاردة القوات البيشمركية التابعة للحزب الديمقراطي الايراني المعارض. وبعد انتهاء الحرب انتقل نجاد الى استخبارات الحرس ولعب دورا مؤثرا في الحرب ضد ناشطي المعارضة، وقد نال شهرة واسعة في تلك الفترة، باعتباره مسؤول اطلاق «رصاصة الرحمة» في رأس المئات من ناشطي المعارضة، ممن جرى اعدامهم في سجن ايفين.
وفي عام 1997 وفيما كان محافظا لولاية «اردبيل» نال أحمدي شهادة الدكتوراه في هندسة التخطيط في النقل. وفي عام 2003 بعد فوز المحافظين في انتخابات المجالس البلدية (نتيجة لمقاطعة الانتخابات من قبل احزاب المعارضة والتيارات الاصلاحية)، توجه اعضاء المجلس البلدي لمدينة طهران الى مقر المرشد للتشاور معه حول الشخصية المناسبة لتولي مهام عمدة العاصمة، وحسب قول احد اعضاء المجلس فان اصغر حجازي، المستشار الامني لخامنئي، قابل اعضاء المجلس البلدي قبل دخولهم مكتب خامنئي ليقول لهم، ان المرشد يرغب في ان يتولى ابن الثورة البار وبطل المستضعفين محمود أحمدي نجاد رئاسة العاصمة.
ومنذ ذلك اليوم بدا واضحا ان الرجل الذي غير ملامح طهران الثقافية بحيث حول المراكز الثقافية الى حسينيات، واصدر قرارات متشددة بفصل النساء عن الرجال في الباصات والمرافق العامة ورفع في شوارع العاصمة الآلاف من الصور التي وجدها غير مناسبة، في طريقه الى سدة الرئاسة.
قبل أن يتسلم آية الله علي خامنئي منصب المرشد الاعلى في ايران، عقب وفاة الامام الخميني، كان خامنئي (الذي كان انذاك رئيسا لايران) يلتقي مساء كل يوم خميس بمكتبه في القصر الرئاسي بعدد من المثقفين والفنانين. وجلسات يوم الخميس هذه التي اشتهرت بـ«حلقة الخميس»، كانت مناسبة لطرح قضايا فكرية وثقافية وفنية وفلسفية مهمة، بدءا من افكار الفيلسوف الألماني مارتن هايدغر، مرورا بالفلسفة الفاشية، الى آخر اصدارات مكتبة «غاليمار» في باريس، والشريط الأخير للمايسترو والموسيقي الايراني محمد رضا شجريان، وأفلام عباس كيارستمي.
وعلاقة خامنئي بالنخب الفكرية والثقافية، التي كانت جذورها تمتد الى ما قبل الثورة 1979، كانت من أهم عوامل تمتع خامنئي بمكانة متميزة بين المثقفين والنخب الفكرية، خلافا لشريكه في الحكم هاشمي رفسنجاني، الذي كانت اهتماماته محصورة في قضايا التنمية الاقتصادية والبناء. أعضاء «حلقة الخميس» ما زالوا يتذكرون محمود احمدي نجاد، ذلك الشاب النحيف، الذي كان يوزع الشاي لضيوف خامنئي، وصوته العذب وهو يغني في المناسبات الدينية، مثل مناسبة عاشوراء وليالي القدر بشهر رمضان بإذن من خامنئي.
شاء القدر أن يستبدل خامنئي، بعد ان أصبح مرشدا للبلاد، ضيوفه الفنانين والمثقفين في ليالي الخميس بمجموعة من رجال الدين ومنظري الاسلام الثوريين. وكما ان خامنئي «المرشد» تخّلى عن غليونه المحبوب المستورد من الغرب، فانه استغنى عن كل مقربيه. والشخص الوحيد الذي احتفظ بمكانه ضمن «حلقة الخميس» في شكلها الجديد، كان الشاب احمدي نجاد، بل ان حضوره أصبح اكثر اهمية منذ تولي خامنئي المقام الاول في جمهورية إيران.
بحيث كان يفتتح جلسات الخميس بموشحات دينية ويختتمها بآيات كريمة من القرآن أو مديح للولي الفقيه. وظلت علاقة الشاب النحيف مع خامنئي علاقة المريد باستاذه او التلميذ بالمرشد. والمثير ان احدا من المقربين من خامنئي لم يأخذ محمود أحمدي نجاد بعين الاعتبار، الا نجل خامنئي مجتبى، الذي رأى فيه، الرجل الوفي لوالده الذي يمكن الاعتماد عليه في مواجهة التيارات المعارضة لولاية الفقيه. هكذا اختير نجاد ابن الحداد الفقير في بلدة غرمار قبل اكثر من عشرة اعوام ليكون حارس ولاية الفقيه الاول.
ونظرة الى مسيرة حياة احمدي نجاد نجد ان رئيس ايران الجديد الذي وُلد في عام 1965 ينتمي لاسرة فقيرة جدا ببلدة غرمار القريبة من طهران، وقد بدأ حياته السياسية بفضل صوته الجميل وكقارئ للقرآن والموشحات الدينية بمدرسة «سعدي» بطهران، حيث اخذ دبلوم المتوسط. وبعد دخوله الجامعة في فرع هندسة العمران، انضم نجاد الى اتحاد الطلبة المسلمين، الذي شارك بعض اعضائه، ومنهم نجاد، في عملية احتجاز الدبلوماسيين الاميركيين في طهران بعد الثورة ببضعة اشهر. وعقب اندلاع الحرب بين ايران والعراق انخرط نجاد في صفوف الحرس الثوري وتوجه الى جبهة الحرب مع العراق حيث كان لمدة قصيرة مسؤولا عن رفع معنويات المقاتلين الشبان بتلاوة الموشحات الدينية والحماسية لهم قبل بدء العمليات العسكرية.
وبعد فترة عُيّن قائدا لـ«قاعدة رمضان» العسكرية شمال العراق، وشارك في عدد من العمليات العسكرية ما وراء الحدود، بما فيها عمليات مطاردة القوات البيشمركية التابعة للحزب الديمقراطي الايراني المعارض. وبعد انتهاء الحرب انتقل نجاد الى استخبارات الحرس ولعب دورا مؤثرا في الحرب ضد ناشطي المعارضة، وقد نال شهرة واسعة في تلك الفترة، باعتباره مسؤول اطلاق «رصاصة الرحمة» في رأس المئات من ناشطي المعارضة، ممن جرى اعدامهم في سجن ايفين.
وفي عام 1997 وفيما كان محافظا لولاية «اردبيل» نال أحمدي شهادة الدكتوراه في هندسة التخطيط في النقل. وفي عام 2003 بعد فوز المحافظين في انتخابات المجالس البلدية (نتيجة لمقاطعة الانتخابات من قبل احزاب المعارضة والتيارات الاصلاحية)، توجه اعضاء المجلس البلدي لمدينة طهران الى مقر المرشد للتشاور معه حول الشخصية المناسبة لتولي مهام عمدة العاصمة، وحسب قول احد اعضاء المجلس فان اصغر حجازي، المستشار الامني لخامنئي، قابل اعضاء المجلس البلدي قبل دخولهم مكتب خامنئي ليقول لهم، ان المرشد يرغب في ان يتولى ابن الثورة البار وبطل المستضعفين محمود أحمدي نجاد رئاسة العاصمة.
ومنذ ذلك اليوم بدا واضحا ان الرجل الذي غير ملامح طهران الثقافية بحيث حول المراكز الثقافية الى حسينيات، واصدر قرارات متشددة بفصل النساء عن الرجال في الباصات والمرافق العامة ورفع في شوارع العاصمة الآلاف من الصور التي وجدها غير مناسبة، في طريقه الى سدة الرئاسة.