قاسم
06-26-2005, 12:12 PM
إذا كان الايرانيون لا يعرفون تحديدا ما الذي سيفعلونه بعد انتهاء حكم الاصلاحيين الذي استمر ثمانية اعوام كانت مليئة بالخيبات والامال، فإن الرئيس الاصلاحى الذي ستنتهي ولايته في اغسطس (اب) المقبل محمد خاتمى يعرف مصيره، فهو اما سينشئ مؤسسة غير حكومية تعنى بحوار الحضارات، واما سيساعد زوجته زهرة في المطبخ، كما يحب ان يفعل عندما لا يكون مشغولا كثيرا بتدريس الفلسفة في الجامعة خلال أشهر الصيف المقبلة.
ويترك خاتمي بانتهاء ولايته، مجتمعا اكثر حرية وانفتاحا على العالم وان كان شبانه بصورة خاصة يطلبون اكثر من ذلك بكثير من رجال الدين الذين يحكمون البلاد. وشهدت ايران خلال ولايتيه اللتين استمرتا ثماني سنوات احداثا اجتماعية مثيرة للانتباه. فلم يعد الازواج الذين يمرون في الشارع مشبوكي الايدي يتعرضون لمضايقات عناصر الميليشيات الاسلامية او على الاقل ليس كما كان الامر من قبل، وتنتشر الهوائيات على السطوح لالتقاط محطات فضائية تروج لأنماط غربية من الازياء والسلع والموسيقى.
ويتهافت الشبان الى الاماكن العامة حيث يتغازل الفتيان والفتيات بخفر. وباتت الايرانيات يتصرفن الى حد ما بطريقة وضع الحجاب حيث اصبح يكشف الشعر قليلا ويرتدين الوانا زاهية، فيما قصر المعطف الالزامي وضاق ليلامس اجساد بعض الفتيات المولعات بالموضة.
غير ان العديد من الايرانيين ينفون ان تكون هذه الحرية اكتسبت بفضل محمد خاتمي، معتبرين انها امر محتوم بالنسبة لشعب ثلثاه من دون الثلاثين من العمر. وقال خاتمي «اعترف بانني لم احقق اهدافي بنسبة مائة في المائة لكن مواقفي ارغمت اولئك الذي كانوا يعارضونها على التكيف مع التطور الاجتماعي». واوضح محمد علي ابطحي احد المقربين من الرئيس ان «اكبر نجاح حققه خاتمي كان ترسيخ الاصلاحات في المجتمع (...) وهو واكب الايرانيين على طريق الاصلاح بدل ان يسعى ليكون بطلهم». ورأى المحلل سعيد ليلاز ان «السلطة كانت قبل ثماني سنوات تتدخل في جميع نواحي الحياة الخاصة. اما اليوم، فحتى القضاء وقوات الأمن بدلت موقفها واخذت المظاهر الاستبدادية للنظام تتلاشى».
واشار الى انه «في وسع السلطة حظر صحف مثلما فعلت عام 2000 بالنسبة لمائة مطبوعة، لكنها لا تفعل». وبالرغم من الرقابة ومن اغلاق الصحف، في وسع القارئ ان يختار بين خمسين صحيفة وطنية وليس خمسة فقط كما في عام 1997 عند انتخاب خاتمي. واصبحت الصحافة تورد انتقادات مدهشة ولو نسبية، غير ان هذه الفسحة النقدية تبقى محدودة، اذ لا يزال المحافظون يمسكون بزمام السلطة وقادرين على ممارسة القمع. وما زال الصحافيون والمنشقون يزجون في السجون فيما يعتبر الطلاب ان الرئيس «تخلى عنهم» خلال المظاهرات الضخمة التي جرت عام 1999 وقوبلت بقمع عنيف.
ومن المآخذ الرئيسية على الرئيس المنتهية ولايته، عجزه عن التصدي لهيمنة المحافظين، الى جانب تفشي البطالة. وتشير الارقام الرسمية الى ان 11% من السكان العاملين عاطلون عن العمل، غير ان هذه الارقام تعتبر دون النسبة الحقيقية التي تقدر معدل البطالة بين الشبان بربع عددهم. وهذا الوضع يغلب على بعض النجاحات الاقتصادية مثل توحيد معدلات الصرف وانشاء صندوق احتياطي من العملات الاجنبية.
كما حققت حكومة خاتمي معدل نمو سنوي يبلغ 5.5%. غير ان هذا الانجاز لا يحجب في المقابل التضخم الذي يقدر رسميا باكثر من 13% ويعتقد انه يتخطى في الواقع هذا المعدل بكثير وكذلك الحاجة الى اصلاح اقتصاد تهيمن عليه الدولة ويبقى مرهونا بالعائدات النفطية. وباختيارها الانفراج والحلحلة في علاقاتها الدولية، نجحت الحكومة ولو بصورة غير كاملة في اجتذاب الاستثمارات الاجنبية وعلى الاخص في قطاع الطاقة. وتم تطبيع العلاقات مع الدول العربية والاوروبية في عهد خاتمي، غير ان الخلاف مع الولايات المتحدة لا يزال قائما. وقال محلل ايراني بهذا الصدد «في ما يتعلق بالولايات المتحدة، فانه (خاتمي) ليس من يتحكم باللعبة بل المرشد الاعلى هو الذي يقرر».
ويترك خاتمي بانتهاء ولايته، مجتمعا اكثر حرية وانفتاحا على العالم وان كان شبانه بصورة خاصة يطلبون اكثر من ذلك بكثير من رجال الدين الذين يحكمون البلاد. وشهدت ايران خلال ولايتيه اللتين استمرتا ثماني سنوات احداثا اجتماعية مثيرة للانتباه. فلم يعد الازواج الذين يمرون في الشارع مشبوكي الايدي يتعرضون لمضايقات عناصر الميليشيات الاسلامية او على الاقل ليس كما كان الامر من قبل، وتنتشر الهوائيات على السطوح لالتقاط محطات فضائية تروج لأنماط غربية من الازياء والسلع والموسيقى.
ويتهافت الشبان الى الاماكن العامة حيث يتغازل الفتيان والفتيات بخفر. وباتت الايرانيات يتصرفن الى حد ما بطريقة وضع الحجاب حيث اصبح يكشف الشعر قليلا ويرتدين الوانا زاهية، فيما قصر المعطف الالزامي وضاق ليلامس اجساد بعض الفتيات المولعات بالموضة.
غير ان العديد من الايرانيين ينفون ان تكون هذه الحرية اكتسبت بفضل محمد خاتمي، معتبرين انها امر محتوم بالنسبة لشعب ثلثاه من دون الثلاثين من العمر. وقال خاتمي «اعترف بانني لم احقق اهدافي بنسبة مائة في المائة لكن مواقفي ارغمت اولئك الذي كانوا يعارضونها على التكيف مع التطور الاجتماعي». واوضح محمد علي ابطحي احد المقربين من الرئيس ان «اكبر نجاح حققه خاتمي كان ترسيخ الاصلاحات في المجتمع (...) وهو واكب الايرانيين على طريق الاصلاح بدل ان يسعى ليكون بطلهم». ورأى المحلل سعيد ليلاز ان «السلطة كانت قبل ثماني سنوات تتدخل في جميع نواحي الحياة الخاصة. اما اليوم، فحتى القضاء وقوات الأمن بدلت موقفها واخذت المظاهر الاستبدادية للنظام تتلاشى».
واشار الى انه «في وسع السلطة حظر صحف مثلما فعلت عام 2000 بالنسبة لمائة مطبوعة، لكنها لا تفعل». وبالرغم من الرقابة ومن اغلاق الصحف، في وسع القارئ ان يختار بين خمسين صحيفة وطنية وليس خمسة فقط كما في عام 1997 عند انتخاب خاتمي. واصبحت الصحافة تورد انتقادات مدهشة ولو نسبية، غير ان هذه الفسحة النقدية تبقى محدودة، اذ لا يزال المحافظون يمسكون بزمام السلطة وقادرين على ممارسة القمع. وما زال الصحافيون والمنشقون يزجون في السجون فيما يعتبر الطلاب ان الرئيس «تخلى عنهم» خلال المظاهرات الضخمة التي جرت عام 1999 وقوبلت بقمع عنيف.
ومن المآخذ الرئيسية على الرئيس المنتهية ولايته، عجزه عن التصدي لهيمنة المحافظين، الى جانب تفشي البطالة. وتشير الارقام الرسمية الى ان 11% من السكان العاملين عاطلون عن العمل، غير ان هذه الارقام تعتبر دون النسبة الحقيقية التي تقدر معدل البطالة بين الشبان بربع عددهم. وهذا الوضع يغلب على بعض النجاحات الاقتصادية مثل توحيد معدلات الصرف وانشاء صندوق احتياطي من العملات الاجنبية.
كما حققت حكومة خاتمي معدل نمو سنوي يبلغ 5.5%. غير ان هذا الانجاز لا يحجب في المقابل التضخم الذي يقدر رسميا باكثر من 13% ويعتقد انه يتخطى في الواقع هذا المعدل بكثير وكذلك الحاجة الى اصلاح اقتصاد تهيمن عليه الدولة ويبقى مرهونا بالعائدات النفطية. وباختيارها الانفراج والحلحلة في علاقاتها الدولية، نجحت الحكومة ولو بصورة غير كاملة في اجتذاب الاستثمارات الاجنبية وعلى الاخص في قطاع الطاقة. وتم تطبيع العلاقات مع الدول العربية والاوروبية في عهد خاتمي، غير ان الخلاف مع الولايات المتحدة لا يزال قائما. وقال محلل ايراني بهذا الصدد «في ما يتعلق بالولايات المتحدة، فانه (خاتمي) ليس من يتحكم باللعبة بل المرشد الاعلى هو الذي يقرر».