فاطمي
04-19-2019, 02:33 PM
19 أبريل، 2019
https://gdb.alhurra.eu/A8224209-CAE1-4624-B5FF-C521075EFDC3_cx0_cy6_cw0_w1023_r1_s.jpg
تطعيم ضد الحصبة
قبل عام 1963 كانت الحصبة تصيب أربعة ملايين أميركي كل عام وتقتل 500 منهم، لكن ظهور التطعيم ضد الحصبة غير مسار اللعبة.
وفي عام 2000، زفّت الولايات المتحدة إلى مواطنيها نبأ سارا: لقد تم القضاء على مرض الحصبة في البلاد.
كان يعني ذلك أنه في مدة 12 شهرا لم يكن هناك انتقال متواصل للمرض داخل الولايات المتحدة.
حينها قالت "مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها" (سي دي سي) إن التخلص من المرض يعود بالمقام الأول إلى برنامج تطعيمات قوي طبقته السلطات الأميركية وكذلك نظام صحة عام للتقصي والاستجابة لحالات الحصبة وتفشيها.
لكن هذه لم تكن نهاية القصة الأميركية مع المرض الفيروسي المعدي.
عودة الفيروس
تقول "سي دي سي" إن "كل عام يصاب مسافرون غير مطعمين (أميركيون أو زوار أجانب) بالحصبة بينما هم في بلاد أخرى ويجلبون الفيروس إلى الولايات المتحدة".
وتضيف "يمكنهم نقل الحصبة إلى آخرين غير محصنين ضد الحصبة وهو ما قد يؤدي في بعض الأحيان إلى تفشي المرض. وهذا يمكن أن يحدث في المجتمعات التي بها أناس غير مطعمين".
طفلة مصابة بالحصبة في أوكرانيا تستعد لتلقي لقاح
على صلة
ارتفاع عدد حالات الحصبة عالميا
هذا ما حدث في 2008، ففي الفترة من 2000 إلى 2007 كانت حالات الإصابة بالمرض متراجعة إلى متوسط 67 حالة في العام. لكن مع تراجع في نسب التطعيم سجلت "سي دي سي" 131 حالة في الشهور السبع الأولى من 2008.
وفي 2014 سجلت 23 حالة تفش للحصبة، بإجمالي 667 مريضا، وتركزت معظم تلك الحالات في "مجتمعات الآميش"، التي تضم أعدادا من غير المطعمين ضد المرض، بولاية أوهايو.
وعادت الزيادة في حالات التفشي بالولايات المتحدة من جديد في العام الماضي حيث سجلت "سي دي سي" 17 حالة تفش بإجمالي 372 مريضا، كانت ثلاث منها هي الأكبر ووقعت في ولايتي نيويورك ونيوجيرزي.
الحالات في تلك المناطق حدثت بشكل أساسي بسبب "أشخاص غير مطعمين في المجتمعات اليهودية الأرثوذكسية"، حسب "سي دي سي" التي أضافت أنه حالات التفشي ارتبطت "بمسافرين جلبوا الحصبة وهم عائدون من إسرائيل حيث هناك حالة تفش دائرة".
ومع تفشي الحصبة في ضاحية بروكلين بنيويورك أعلن عمدة المدينة بيل دي بلاسيو الأسبوع الماضي حالة الطوارئ الصحية العامة في أجزاء من بروكلين.
ويلزم ذلك السكان غير المحصنين ضد المرض في المناطق المصابة بالحصول على اللقاح وإلا واجهوا غرامات.
ومنذ بداية العام الجاري وحتى 11 نيسان/أبريل، سجلت في الولايات المتحدة 555 حالة إصابة بالحصبة في 20 ولاية، وهو ثاني أكبر عدد مصابين في عام واحد منذ 2000.
مناهضو التطعيم
ومرض الحصبة هو من الأمراض الفيروسية التي تصيب الأطفال بشكل أساسي.
وتظهر أعراض المرض بعد أسبوعين من الإصابة به. ويتعافي معظم الناس من الحصبة في غضون بضعة أسابيع رغم أنها قد تكون قاتلة في بعض الحالات.
وتتضمن أعراض الحصبة الطفح الجلدي وارتفاع درجة حرارة الجسم وسعال ورشح الأنف واحمرار العينين.
ورغم انخفاض الوفيات العالمية الناجمة عن الحصبة على مستوى العالم في السنوات الأخيرة، من 544 ألف حالة وفاة في عام 2000 إلى 146 ألف حالة وفاة في عام 2013، إلا أن الحصبة لا تزال شائعة في العديد من البلدان النامية، وعلى وجه الخصوص في أجزاء من قارة أفريقيا وآسيا.
ويصاب أكثر من 20 مليون شخص بمرض الحصبة كل عام. وتحدث الغالبية العظمى (أكثر من 95 بالمئة) من وفيات الحصبة في الدول ذات الدخل المنخفض للفرد والبنى التحتية الصحية الضعيفة.
لكن في الولايات المتحدة ورغم أن نسبة تصل إلى 80 بالمئة من حالات الإصابة بالحصبة تعود إلى مسافرين جلبوا الفيروس من الخارج، تقول صحيفة "واشنطن بوست" إن الزيادة الأخيرة في عدد حالات الإصابة بالحصبة في الولايات المتحدة تشير إلى أثر تواجد الحركات المناهضة للتطعيم.
وتوصي "سي دي سي" بأن يحصل جميع الأطفال على جرعتين من لقاح الحصبة، لكن تلك الحركات، التي تستمد زخما من دراسة علمية نشرت عام 1998 وتم سحبها في 2012، تتحدث عن أضرار جانبية للتطعيم منها الإصابة بالتوحد.
وهناك أسباب أخرى لرفض أعداد كبيرة من الناس تلقي التطعيمات منها المعتقدات الدينية، كما الحال مع مجتمعات الآميش والمجتمعات اليهودية المحافظة في الولايات المتحدة.
وعلى مدى سنوات يحاول الأطباء والباحثون تفنيد المزاعم والمعتقدات الخاطئة المتعلقة بالتطعيم ضد الأمراض والتي انتشرت عبر وسائل الإعلام وعلى مواقع التواصل الاجتماعي.
وتسمح العديد من الولايات الأميركية للعائلات بعدم الحصول على التطعيم لأسباب طبية أو دينية أو معتقدات "فلسفية"، وهذا أعطى الفرصة للآباء لرفض حصول أبنائهم على اللقاحات الضرورية.
ويتحدث معارضو التطعيمات عن عشرات الادعاءات التي تدعم موقفهم، ويعتمد الجزء الأكبر منها على دراسات وأبحاث مختلفة تناولت الموضوع، ولكن في المقابل هناك دراسات وأبحاث رصينة وتأكيدات من منظمة الصحة العالمية وحكومات من مختلف أنحاء العالم على سلامة التطعيمات.
https://gdb.alhurra.eu/A8224209-CAE1-4624-B5FF-C521075EFDC3_cx0_cy6_cw0_w1023_r1_s.jpg
تطعيم ضد الحصبة
قبل عام 1963 كانت الحصبة تصيب أربعة ملايين أميركي كل عام وتقتل 500 منهم، لكن ظهور التطعيم ضد الحصبة غير مسار اللعبة.
وفي عام 2000، زفّت الولايات المتحدة إلى مواطنيها نبأ سارا: لقد تم القضاء على مرض الحصبة في البلاد.
كان يعني ذلك أنه في مدة 12 شهرا لم يكن هناك انتقال متواصل للمرض داخل الولايات المتحدة.
حينها قالت "مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها" (سي دي سي) إن التخلص من المرض يعود بالمقام الأول إلى برنامج تطعيمات قوي طبقته السلطات الأميركية وكذلك نظام صحة عام للتقصي والاستجابة لحالات الحصبة وتفشيها.
لكن هذه لم تكن نهاية القصة الأميركية مع المرض الفيروسي المعدي.
عودة الفيروس
تقول "سي دي سي" إن "كل عام يصاب مسافرون غير مطعمين (أميركيون أو زوار أجانب) بالحصبة بينما هم في بلاد أخرى ويجلبون الفيروس إلى الولايات المتحدة".
وتضيف "يمكنهم نقل الحصبة إلى آخرين غير محصنين ضد الحصبة وهو ما قد يؤدي في بعض الأحيان إلى تفشي المرض. وهذا يمكن أن يحدث في المجتمعات التي بها أناس غير مطعمين".
طفلة مصابة بالحصبة في أوكرانيا تستعد لتلقي لقاح
على صلة
ارتفاع عدد حالات الحصبة عالميا
هذا ما حدث في 2008، ففي الفترة من 2000 إلى 2007 كانت حالات الإصابة بالمرض متراجعة إلى متوسط 67 حالة في العام. لكن مع تراجع في نسب التطعيم سجلت "سي دي سي" 131 حالة في الشهور السبع الأولى من 2008.
وفي 2014 سجلت 23 حالة تفش للحصبة، بإجمالي 667 مريضا، وتركزت معظم تلك الحالات في "مجتمعات الآميش"، التي تضم أعدادا من غير المطعمين ضد المرض، بولاية أوهايو.
وعادت الزيادة في حالات التفشي بالولايات المتحدة من جديد في العام الماضي حيث سجلت "سي دي سي" 17 حالة تفش بإجمالي 372 مريضا، كانت ثلاث منها هي الأكبر ووقعت في ولايتي نيويورك ونيوجيرزي.
الحالات في تلك المناطق حدثت بشكل أساسي بسبب "أشخاص غير مطعمين في المجتمعات اليهودية الأرثوذكسية"، حسب "سي دي سي" التي أضافت أنه حالات التفشي ارتبطت "بمسافرين جلبوا الحصبة وهم عائدون من إسرائيل حيث هناك حالة تفش دائرة".
ومع تفشي الحصبة في ضاحية بروكلين بنيويورك أعلن عمدة المدينة بيل دي بلاسيو الأسبوع الماضي حالة الطوارئ الصحية العامة في أجزاء من بروكلين.
ويلزم ذلك السكان غير المحصنين ضد المرض في المناطق المصابة بالحصول على اللقاح وإلا واجهوا غرامات.
ومنذ بداية العام الجاري وحتى 11 نيسان/أبريل، سجلت في الولايات المتحدة 555 حالة إصابة بالحصبة في 20 ولاية، وهو ثاني أكبر عدد مصابين في عام واحد منذ 2000.
مناهضو التطعيم
ومرض الحصبة هو من الأمراض الفيروسية التي تصيب الأطفال بشكل أساسي.
وتظهر أعراض المرض بعد أسبوعين من الإصابة به. ويتعافي معظم الناس من الحصبة في غضون بضعة أسابيع رغم أنها قد تكون قاتلة في بعض الحالات.
وتتضمن أعراض الحصبة الطفح الجلدي وارتفاع درجة حرارة الجسم وسعال ورشح الأنف واحمرار العينين.
ورغم انخفاض الوفيات العالمية الناجمة عن الحصبة على مستوى العالم في السنوات الأخيرة، من 544 ألف حالة وفاة في عام 2000 إلى 146 ألف حالة وفاة في عام 2013، إلا أن الحصبة لا تزال شائعة في العديد من البلدان النامية، وعلى وجه الخصوص في أجزاء من قارة أفريقيا وآسيا.
ويصاب أكثر من 20 مليون شخص بمرض الحصبة كل عام. وتحدث الغالبية العظمى (أكثر من 95 بالمئة) من وفيات الحصبة في الدول ذات الدخل المنخفض للفرد والبنى التحتية الصحية الضعيفة.
لكن في الولايات المتحدة ورغم أن نسبة تصل إلى 80 بالمئة من حالات الإصابة بالحصبة تعود إلى مسافرين جلبوا الفيروس من الخارج، تقول صحيفة "واشنطن بوست" إن الزيادة الأخيرة في عدد حالات الإصابة بالحصبة في الولايات المتحدة تشير إلى أثر تواجد الحركات المناهضة للتطعيم.
وتوصي "سي دي سي" بأن يحصل جميع الأطفال على جرعتين من لقاح الحصبة، لكن تلك الحركات، التي تستمد زخما من دراسة علمية نشرت عام 1998 وتم سحبها في 2012، تتحدث عن أضرار جانبية للتطعيم منها الإصابة بالتوحد.
وهناك أسباب أخرى لرفض أعداد كبيرة من الناس تلقي التطعيمات منها المعتقدات الدينية، كما الحال مع مجتمعات الآميش والمجتمعات اليهودية المحافظة في الولايات المتحدة.
وعلى مدى سنوات يحاول الأطباء والباحثون تفنيد المزاعم والمعتقدات الخاطئة المتعلقة بالتطعيم ضد الأمراض والتي انتشرت عبر وسائل الإعلام وعلى مواقع التواصل الاجتماعي.
وتسمح العديد من الولايات الأميركية للعائلات بعدم الحصول على التطعيم لأسباب طبية أو دينية أو معتقدات "فلسفية"، وهذا أعطى الفرصة للآباء لرفض حصول أبنائهم على اللقاحات الضرورية.
ويتحدث معارضو التطعيمات عن عشرات الادعاءات التي تدعم موقفهم، ويعتمد الجزء الأكبر منها على دراسات وأبحاث مختلفة تناولت الموضوع، ولكن في المقابل هناك دراسات وأبحاث رصينة وتأكيدات من منظمة الصحة العالمية وحكومات من مختلف أنحاء العالم على سلامة التطعيمات.