المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مددت له يدي وقال ما أدهشني!



سلسبيل
06-25-2005, 04:09 PM
أنيس منصور

عندي حكايات وتجارب تملأ هذه الصفحة لو قلتها أو كتبتها عن المنجمين. أما أنهم يجتهدون ويصيبون أحياناً فلا شك عندي في ذلك. وليس عندي تفسير علمي لهذه البراعة أو هذا التخمين. إن الفرنسيين عندهم موسوعة اسمها (موسوعة الفنون الظنية).. أي أن الذي يقوله هؤلاء الناس في معرفة أخبار الغد وفيها أكثر من ألف طريقة، نوع من الظن. فليكن. ولقد عرفت عدداً منهم في مصر وفي العالم. قابلت. مددت يدي وقلبت فنجاني وانتظرت. فقالوا عجباً. والحكايات كثيرة.

لي صديق قارئ كف اسمه محمد جعفر. في سنة 1961 قال لي: إن شاء الله عند نهاية هذا العام لن تكون في موقعك هذا، لا في الغرفة ولا في مؤسسة (أخبار اليوم). وكان ذلك في شهر مايو. ويوم الكريسماس صدر قرار من الرئيس عبد الناصر بوقفي عن العمل، ويوم رأس السنة صدر قرار بفصلي من الصحافة ومن التدريس في الجامعة. وفي نفس اليوم قال محمد جعفر للكاتب الكبير مصطفى أمين إنه وأخاه التوأم علي أمين سينفصلان حتى الموت. وبعدها بشهور دخل مصطفى أمين السجن تسع سنوات. وجاء أخوه من الخارج ليدخل المستشفى ويموت. يرحمهما الله!

وكان لي صديق راهب إيطالي اسمه فيردي. ذهب إليه نجيب محفوظ عندما كان طالبا في الجامعة فشخط فيه وقال له: انت كنت عاوز تموت نفسك، انت حتكون أعظم واحد في مصر.. امشي اطلع برة !

وفي ذلك اليوم كان في نية نجيب محفوظ أن يلقي بنفسه في النيل؟!

وأعرف العرافة التي نشرت في صحف إسرائيل عن أن الرئيس السادات سوف يموت في نهاية هذا العام. وانزعجت وقررت أن أنقل الخبر للرئيس. وقلت له وكان رده: الأعمار بيد الله. وقلت لوزير الداخلية النبوي إسماعيل فقال لي: أنا احترت مع الرئيس. لقد نبهته كثيرا ولكن لا فائدة!

وكنا في كينيا وذهبنا مع عدد من الصحافيين. وفي قلب إحدى الغابات كان عراف القبيلة عاريا وأمامه قفص به ثعلب. وعلى كل واحد منا أن يمسك مجموعة من العظام ينفخ فيها. ويخرج الثعلب من القفص يشمشم فيها ثم يقلبها برجليه.. ويدخل القفص ويقول لنا المترجم. وكان من نصيب صحافي أميركي أن قال له: بعيداً جداً زوجتك وقعت لها حادثة سيارة ودخلت المستشفى.

هذا الرجل عريان في غابة ولم يبرحها منذ ولد.. ولا يعرف شيئاً عن الدنيا.. أولها ثعلب وآخرها بعض العظام والسياح من كل مكان. واتصل الصحافي الأميركي يسأل عن زوجته.. فكانت في أحد المستشفيات. كيف عرف الرجل؟ ليس هو السؤال. لأنه لا توجد إجابة عليه منطقية. ولك أن تستنتج ما تشاء.

وكان قارئ الكف محمد جعفر قد أعطاني ورقة تنبأ فيها بما سوف يحدث حتى نهاية القرن العشرين. وفزعت ولم أشأ أن أقرأها. وظننت أنني مزقتها. والحقيقة انني تمنيت ذلك. وفوجئت بها منذ يومين. وترددت في قراءتها وقرأتها. شيء عجيب لما توقعه ثم حدث.

هل هذا علم؟ ليس علما. إذن ما هو؟ لا أعرف!