المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القذافي يضخ ملايين الدولارات لتحالفات في لبنان ليحتل مكان سورية



مقاتل
06-24-2005, 11:42 PM
نصر المجالي

ليحتل مكان سورية البوصلة تتجه نحو عون

سربت مصادر خبيرة بتوجهات القيادة الليبية معلومات إلى (إيلاف)، مفادها أن العقيد معمر القذافي بدأ انتهاج سياسة جديدة ليتبوا دورا على الساحة اللبنانية بدل الدور الذي كانت تمارسه سورية خلال الثلاثين عاما الماضية وحتى اكتمال احتلال قواتها للبنان في مطلع مايو (أيار) الماضي، وقالت هذه المصادر إن مهمة سيد أحمد قذاف الدم لكل من بيروت ودمشق وهي لم يكن معلن عنها رسميا من قبل تأتي في هذا الإطار.

وأشارت المصادر إلى أن طرابلس في تحركها السريع غداة الانتخابات البرلمانية اللبنانية حيث رسم خرائط تحالفات جديدة، لا تريد أن تكون بعيدة عن الساحة، ولذلك بدأت استعداداتها للعودة لملء الفراغ معتمدة في ذلك على علاقات لها موجودة أساسا في لبنان قبل أن ينحسر وجودها بسبب تنامي الدور السوري الذي حرمها من الاستمرار في البقاء طويلًا، حيث رحلت ليبيا في أوائل الثمانينات ولكن بعض عملائها ومحازبيها من رجال سياسة وصحافة ظلوا يعملون بصمت انتظارا للظرف الذي يبعث فيهم الحياة مجددا.

وقالت المصادر الليبية أمام (إيلاف) إن رجال العقيد القذافي الذي يواجه معركة ثأر طويلة على الساحة اللبنانية من جانب الشيعة الذين يعتقدون أنه وراء اختفاء الإمام موسى الصدر حين كان في ضيافته في سبتمبر (أيلول) 1987 مع رفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدرالدين، بدأوا منذ أشهر في التسرب إلى الساحة اللبنانية في مهمة لاستعادة بناء القواعد السابقة من التحالفات.

ولفتت قائلة إن طرابلس لا ترغب الالتفاف على الحليف السوري حيث لا تريد إغضابه وغير راغبة في خوض معركة الاستقطاب وحدها على الساحة اللبنانية "ولهذا فإنه كان يتعين أن يزور قذاف الدم والمرافقين له دمشق بعد بيروت". وهي هنا أشارت إلى أنه "رغم اللقاء المعلن بين قذاف الدم مع الزعيم اللبناني الدرزي وليد جنبلاط، إلا أن اتصالات جرت مع أطراف أخرى مهمة".

ولم تستبعد المصادر أن "تكون اتصالات جرت مع العماد ميشال عون زعيم التيار الوطني الحر في لبنان، الذي عاد من المنفى الباريسي ليخوض معركة زعامة لبنان، ويتهيأ لرئاسة الجمهورية في أي وقت"، وربطت المصادر بين الاستراتيجيات التي تربط بين عون والقذافي قائلة "إن كليهما كان حليفا للرئيس العراقي السابق صدام حسين، وهما الآن في ذات الحال مع دمشق".

وأشارت من جانب آخر، إلى أن دمشق قد تكون راضية على بناء جسر في العلاقة الليبية المتجددة مع العماد اللبناني "شريطة أن لا يكون من وراء ظهرها"، كما أنها نصحت المبعوث الليبي بضرورة عدم إغفال دور رجالاتها على الساحة اللبنانية "من المنح والمعونات المالية التي بدأ ضخها، لبناء جبهة موحدة بين هؤلاء وعدو الأمس العماد عون".

ونبهت المصادر إلى حقيقة أن "تحرك القذافي الجديد مدعوما بملايين الدولارات، بالطبع لا يهدف ضخ هذه الملايين في الأوساط الشيعية التي وإن اختلفت أحيانا في وجهات النظر لكنها تتحد جميعا في معاداة القذافي، كما أنها في ذات الاتجاه لن تضخ في الأوساط السنية التي وجدت زعامة جديدة شابة قوية ممثلة بسعد رفيق الحريري وهو رجل ميسور الحال ماليا ولا يمكن اختراقه أو اختراق جبهته السنية، هذا مع استذكار تحالفات الحريري القوية مع دول الخليج العربية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية مضافا إليها مصر والأردن".

وخلصت إلى القول "ولكن محتمل أن يتم في وقت لاحق استمالة الزعيم الدرزي وليد جنبلاط للحلف الجديد، فهو ظل على الدوام صديقا للجماهيرية، كما أن علاقاته السورية لم تنقطع رغم كلامه الحاد نحوها منذ التجديد لإميل لحود رئيسا في العام الماضي، حيث نصب جنبلاط من نفسه زعيما لجبهة رفض سورية، على أن رسائل صدرت عنه خلال معركة الانتخابات البرلمانية توحي بقرب المصالحة مع "العدو ـ الشقيق" السوري، لهذا جاءت المبادرة الليبية السريعة على أرضية ما يجري على الساحة اللبنانية وما ينتظر من تحالفات سيتم إعادة بنائها".